مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 14.. مبارك وأبوباشا ومعركة عيد الأضح
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 14.. مبارك وأبوباشا ومعركة عيد الأضحى فى أسيوط..عقب اقتحام مديرية أمن أسيوط وقتل 106 أفتى عمر عبدالرحمن لعناصر التنظيم بصوم 60 يوماً كفارة لعدم مشورته
غلاف الحلقة
منذ اللحظة التى علم فيها حسنى مبارك برحيل السادات، تعامل على أنه الرئيس، وبدا بالفعل يتصل وهو فى المستشفى بوزيرى الدفاع والداخلية، كما طلب تقارير من كبار ضباط أمن الدولة، وعرف أن الداخلية وجهاز مباحث أمن الدولة، لا يعلمون كثيرا عن التنظيمات، وبالفعل اتصل حسنى مبارك باللواء حسن أبوباشا مساعد وزير الداخلية، وكان يعلم أنه كان من بين قيادات جهاز أمن الدولة المختصين بالنشاط الدينى. والمستبعدين، كان الهاجس الأول لمبارك هو الأمن، وقد رأى بنفسه الرئيس يسقط صريعا وسط الجيش، واكتشف مبارك أن الرئيس السادات أوقف أنشطة أمن الدولة فى مواجهة هذه الجماعات، التى اغتالت السادات.
وحتى قبل أن يتسلم حسنى مبارك الحكم بدأ عملية إعادة التأمين والسيطرة، وأدار المواجهة الأمنية مع الجماعات المسلحة والجهاد، خاصة تلك المواجهة التى وقعت فى أسيوط فى صباح عيد الأضحى، وبعد يومين من اغتيال السادات. لم تكن المعركة انتهت عند المنصة، وكانت هناك مخططات أخرى لعبود الزمر والجماعة لاستكمال العملية فى القاهرة وأسيوط للاستيلاء على الحكم وإعلان الدولة الإسلامية.
كان المقدم عبود الزمر قد جهز «خطة الجاتوه»، فى نفس التوقيت الذى اتجه فيه ركب السادات إلى مكان العرض بمدينة نصر واستعد خالد الإسلامبولى لتنفيذ خطة الاغتيال.. تسلل عبود الزمر متخفياً إلى ميدان التحرير.. وأرسل أحد الجنود يحمل كميات كبيرة من الجاتوه المحشو بالمخدرات إلى مبنى كتيبة حرس وزارة الدفاع بالجبل الأحمر، وادعى أنه رزق بطفل، كانت الخطة أن يتم تخدير القوة وتتحرك مجموعة من الجهاد للاستيلاء على أسلحتهم ومدرعاتهم لتبدأ الزحف نحو الإذاعة. لكن كمية المخدرات كانت كبيرة، قتلت أول جندى يأكل منه، وعندما ذهبت مجموعة الجهاد لتستولى على الأسلحة فوجئت بجنود الحراسة فى أماكنهم وتصدوا لهم وفشلت عملية الاستيلاء «خطة الجاتوه».
كانت الخطة أن تعود مجموعة «الجاتوه» بعد أن تستولى على أسلحة وزارة الدفاع، وتصل بعد 20 - 30 دقيقة من مقتل السادات، وأطلق عليها «مقدمة القوات» من المصفحات والمدرعات ليتجه لها إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون للاستيلاء عليها. وفى جيب عبود الزمر البيان رقم واحد لإذاعته، ونسخ منه مترجمة بعدة لغات يعلن للعالم قيام ثورة إسلامية فى مصر. وكان من المفروض أن يحرك الجهاد أتباعه فى جميع المساجد تنادى الأئمة من على مآذن المساجد بعد سماع البيان رقم واحد لحث المسلمين للخروج فى مظاهرات شعبية تهتف «الله أكبر»، إيذاناً ببدء الثورة الإسلامية الشعبية كما كانوا يخططون. وفوجئ عبود وهو فى الميدان باللواء أحمد رشدى الذى كان مساعدا لوزير الداخلية لأمن القاهرة يقود مصفحة متجهاً بها إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، فأدرك أن محاولتهم فشلت، وأن الجيش تحرك.. هرب عبود الزمر وأمر أتباعه بالهروب والاختفاء من تعقب رجال الشرطة لهم.
وقد أعلن بعد ذلك أنه كان قد خطط مرتين لتفجير جنازة الرئيس السادات، وكان يعتبرها صيدا ثمينا أكثر من المنصة، لكن الإجراءات الأمنية حالت دون ذلك، وكانت الخطة تفجير الرؤساء والمشاركين بمن فيهم مبارك النائب، لأن الجنازة كانت يوم 10 أكتوبر.
وفى صباح 8 أكتوبر 1981، بعد يومين من اغتيال السادات، وقبل صلاة عيد الأضحى، انتشرت قوات الأمن على مساجد أسيوط لحراسة الصلاة، وخلت مديرية الأمن من ضباطها وجنودها إلا حراسات قليلة. فى السادسة وقفت سيارة بيجو وسيارة فيات أمام مبنى مديرية الأمن ونزل منهما ثمانية مسلحين فتحوا أسلحتهم الآلية على ضباط وجنود الحراسة. سقط ضابط برتبة ملازم أول، ثم قتلوا العميد شكرى رياض مساعد مدير الأمن وهو مرتد بيجامة.. وبدأوا يقتلون كل من يقابلهم ضباط و16 سائقاً و32 خدمة، واستولوا على 30 بندقية ومدفعين. وتمترسوا فوق سطح مديرية الأمن. كانت الخطة هى الاستيلاء على مديرية الأمن والأقسام فى أسيوط والأسلحة، ليبدأوا الزحف من أسيوط إلى باقى أنحاء البلاد.
كانت سيارات تجوب شوارع أسيوط تحمل مسلحين يطلقون النار على كل جندى أو ضابط أو سيارة شرطة وهاجموا قسم أول وثان أسيوط، وقسم مباحث التموين وتوجهوا لاحتلالها.
كان المسلحون يرتدون ملابس عسكرية. ولم يكن ضباط وجنود الشرطة يتوقعون هجوما، وبالرغم من اغتيال الرئيس، كانت وزارة الداخلية شبه غائبة، وجهاز مباحث أمن الدولة، مستبعد أو مغلول اليد أمام شباب الجماعات الذين كان الرئيس السادات يتصور أنهم حلفاؤه. وكانت قوات الأمن تعمل بالمبادرة الفردية. قتلت أحد المسلحين وأصابت اثنين.. وجرت عمليات كر وفر فى منازل بجوار المديرية وحولها وحول الأقسام، انتظارا لوصول قوات الأمن المركزى.
كانت أعمار المشتركين فى الهجوم ما بين 18 - 27 سنة وعددهم ما بين 60 - 70 شابا منهم 35 طالبا بالثانوى والجامعة و3 تجار و3 مدرسين و9 من الحرفيين، كانوا يحملون سلاحا مرتفع الثمن منه 18 بندقية آلية كان سعر البندقية وقتها حوالى 2000 جنيه. ولم يكن بينهم أثرياء. كانت قيادة عملية عيد الأضحى فى أسيوط تحت أمراء تنظيم الجهاد فى أسيوط - عاصم عبدالماجد «24 سنة كان طالبا فى هندسة أسيوط»، وناجح إبراهيم «27 - بكلية الطب»، وأمراء المنيا - محمد عصام دربالة «24 سنة كان طالبا بهندسة أسيوط»، وفؤاد الدواليبى «28 سنة تاجر»، وأمير الجهاد فى سوهاج حمدى عبدالرحمن «28 سنة كان طالبا بهندسة أسيوط»، وأمراء التنظيم فى نجع حمادى، طلعت فؤاد قاسم «24 سنة - هندسة المنيا»، وعلى الشريف «25 سنة - طالب مفصول»، وغضبان سيد ومحمد حسن الشرقاوى.
أصيب عاصم عبدالماجد وعلى الشريف وفؤاد الدواليبى الذى انسحب من المديرية، وهرب بعد استيلائه على سيارة لورى شرطة، ونقل زملاءه والمصابين بداخلها، واتجهوا إلى قسم ثان أسيوط فألقوا عليه القنابل وأطلقوا أسلحتهم الأوتوماتيكية. وفى نفس التوقيت توجهت مجموعة من تسع أفراد بقيادة ناجح إبراهيم إلى مباحث التموين، وأطلقوا النيران، ثم توجهوا إلى قسم أول أسيوط، واستولوا على ما به من ذخائر، وهناك أصيب ناجح وبعض زملائه وحاول الهرب على موتوسيكل. وقبض على كرم زهدى وعصام دربالة، وتم إرسالهما إلى المستشفى.
كانت النتيجة مقتل 118 شخصاً 5 ضباط و101 جندى و12 مواطنا كانوا فى طريقهم لأداء صلاة العيد وأصيب المئات. واتضح أن أحد أعضاء التنظيم قبض عليه قبل منتصف الليل فى دورية أمنية، وظل يصرخ طالبا المأمور لإبلاغ المسؤولين دون جدوى. ولم يعلم مسؤولو الأمن فى أسيوط بالأحداث قبل مرور 12 ساعة كانت أجهزة المعلومات مشلولة.
يُتبع
اليوم السابع
غلاف الحلقة منذ اللحظة التى علم فيها حسنى مبارك برحيل السادات، تعامل على أنه الرئيس، وبدا بالفعل يتصل وهو فى المستشفى بوزيرى الدفاع والداخلية، كما طلب تقارير من كبار ضباط أمن الدولة، وعرف أن الداخلية وجهاز مباحث أمن الدولة، لا يعلمون كثيرا عن التنظيمات، وبالفعل اتصل حسنى مبارك باللواء حسن أبوباشا مساعد وزير الداخلية، وكان يعلم أنه كان من بين قيادات جهاز أمن الدولة المختصين بالنشاط الدينى. والمستبعدين، كان الهاجس الأول لمبارك هو الأمن، وقد رأى بنفسه الرئيس يسقط صريعا وسط الجيش، واكتشف مبارك أن الرئيس السادات أوقف أنشطة أمن الدولة فى مواجهة هذه الجماعات، التى اغتالت السادات.
وحتى قبل أن يتسلم حسنى مبارك الحكم بدأ عملية إعادة التأمين والسيطرة، وأدار المواجهة الأمنية مع الجماعات المسلحة والجهاد، خاصة تلك المواجهة التى وقعت فى أسيوط فى صباح عيد الأضحى، وبعد يومين من اغتيال السادات. لم تكن المعركة انتهت عند المنصة، وكانت هناك مخططات أخرى لعبود الزمر والجماعة لاستكمال العملية فى القاهرة وأسيوط للاستيلاء على الحكم وإعلان الدولة الإسلامية.
كان المقدم عبود الزمر قد جهز «خطة الجاتوه»، فى نفس التوقيت الذى اتجه فيه ركب السادات إلى مكان العرض بمدينة نصر واستعد خالد الإسلامبولى لتنفيذ خطة الاغتيال.. تسلل عبود الزمر متخفياً إلى ميدان التحرير.. وأرسل أحد الجنود يحمل كميات كبيرة من الجاتوه المحشو بالمخدرات إلى مبنى كتيبة حرس وزارة الدفاع بالجبل الأحمر، وادعى أنه رزق بطفل، كانت الخطة أن يتم تخدير القوة وتتحرك مجموعة من الجهاد للاستيلاء على أسلحتهم ومدرعاتهم لتبدأ الزحف نحو الإذاعة. لكن كمية المخدرات كانت كبيرة، قتلت أول جندى يأكل منه، وعندما ذهبت مجموعة الجهاد لتستولى على الأسلحة فوجئت بجنود الحراسة فى أماكنهم وتصدوا لهم وفشلت عملية الاستيلاء «خطة الجاتوه».
كانت الخطة أن تعود مجموعة «الجاتوه» بعد أن تستولى على أسلحة وزارة الدفاع، وتصل بعد 20 - 30 دقيقة من مقتل السادات، وأطلق عليها «مقدمة القوات» من المصفحات والمدرعات ليتجه لها إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون للاستيلاء عليها. وفى جيب عبود الزمر البيان رقم واحد لإذاعته، ونسخ منه مترجمة بعدة لغات يعلن للعالم قيام ثورة إسلامية فى مصر. وكان من المفروض أن يحرك الجهاد أتباعه فى جميع المساجد تنادى الأئمة من على مآذن المساجد بعد سماع البيان رقم واحد لحث المسلمين للخروج فى مظاهرات شعبية تهتف «الله أكبر»، إيذاناً ببدء الثورة الإسلامية الشعبية كما كانوا يخططون. وفوجئ عبود وهو فى الميدان باللواء أحمد رشدى الذى كان مساعدا لوزير الداخلية لأمن القاهرة يقود مصفحة متجهاً بها إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، فأدرك أن محاولتهم فشلت، وأن الجيش تحرك.. هرب عبود الزمر وأمر أتباعه بالهروب والاختفاء من تعقب رجال الشرطة لهم.
وقد أعلن بعد ذلك أنه كان قد خطط مرتين لتفجير جنازة الرئيس السادات، وكان يعتبرها صيدا ثمينا أكثر من المنصة، لكن الإجراءات الأمنية حالت دون ذلك، وكانت الخطة تفجير الرؤساء والمشاركين بمن فيهم مبارك النائب، لأن الجنازة كانت يوم 10 أكتوبر.
وفى صباح 8 أكتوبر 1981، بعد يومين من اغتيال السادات، وقبل صلاة عيد الأضحى، انتشرت قوات الأمن على مساجد أسيوط لحراسة الصلاة، وخلت مديرية الأمن من ضباطها وجنودها إلا حراسات قليلة. فى السادسة وقفت سيارة بيجو وسيارة فيات أمام مبنى مديرية الأمن ونزل منهما ثمانية مسلحين فتحوا أسلحتهم الآلية على ضباط وجنود الحراسة. سقط ضابط برتبة ملازم أول، ثم قتلوا العميد شكرى رياض مساعد مدير الأمن وهو مرتد بيجامة.. وبدأوا يقتلون كل من يقابلهم ضباط و16 سائقاً و32 خدمة، واستولوا على 30 بندقية ومدفعين. وتمترسوا فوق سطح مديرية الأمن. كانت الخطة هى الاستيلاء على مديرية الأمن والأقسام فى أسيوط والأسلحة، ليبدأوا الزحف من أسيوط إلى باقى أنحاء البلاد.
كانت سيارات تجوب شوارع أسيوط تحمل مسلحين يطلقون النار على كل جندى أو ضابط أو سيارة شرطة وهاجموا قسم أول وثان أسيوط، وقسم مباحث التموين وتوجهوا لاحتلالها.
كان المسلحون يرتدون ملابس عسكرية. ولم يكن ضباط وجنود الشرطة يتوقعون هجوما، وبالرغم من اغتيال الرئيس، كانت وزارة الداخلية شبه غائبة، وجهاز مباحث أمن الدولة، مستبعد أو مغلول اليد أمام شباب الجماعات الذين كان الرئيس السادات يتصور أنهم حلفاؤه. وكانت قوات الأمن تعمل بالمبادرة الفردية. قتلت أحد المسلحين وأصابت اثنين.. وجرت عمليات كر وفر فى منازل بجوار المديرية وحولها وحول الأقسام، انتظارا لوصول قوات الأمن المركزى.
كانت أعمار المشتركين فى الهجوم ما بين 18 - 27 سنة وعددهم ما بين 60 - 70 شابا منهم 35 طالبا بالثانوى والجامعة و3 تجار و3 مدرسين و9 من الحرفيين، كانوا يحملون سلاحا مرتفع الثمن منه 18 بندقية آلية كان سعر البندقية وقتها حوالى 2000 جنيه. ولم يكن بينهم أثرياء. كانت قيادة عملية عيد الأضحى فى أسيوط تحت أمراء تنظيم الجهاد فى أسيوط - عاصم عبدالماجد «24 سنة كان طالبا فى هندسة أسيوط»، وناجح إبراهيم «27 - بكلية الطب»، وأمراء المنيا - محمد عصام دربالة «24 سنة كان طالبا بهندسة أسيوط»، وفؤاد الدواليبى «28 سنة تاجر»، وأمير الجهاد فى سوهاج حمدى عبدالرحمن «28 سنة كان طالبا بهندسة أسيوط»، وأمراء التنظيم فى نجع حمادى، طلعت فؤاد قاسم «24 سنة - هندسة المنيا»، وعلى الشريف «25 سنة - طالب مفصول»، وغضبان سيد ومحمد حسن الشرقاوى.
أصيب عاصم عبدالماجد وعلى الشريف وفؤاد الدواليبى الذى انسحب من المديرية، وهرب بعد استيلائه على سيارة لورى شرطة، ونقل زملاءه والمصابين بداخلها، واتجهوا إلى قسم ثان أسيوط فألقوا عليه القنابل وأطلقوا أسلحتهم الأوتوماتيكية. وفى نفس التوقيت توجهت مجموعة من تسع أفراد بقيادة ناجح إبراهيم إلى مباحث التموين، وأطلقوا النيران، ثم توجهوا إلى قسم أول أسيوط، واستولوا على ما به من ذخائر، وهناك أصيب ناجح وبعض زملائه وحاول الهرب على موتوسيكل. وقبض على كرم زهدى وعصام دربالة، وتم إرسالهما إلى المستشفى.
كانت النتيجة مقتل 118 شخصاً 5 ضباط و101 جندى و12 مواطنا كانوا فى طريقهم لأداء صلاة العيد وأصيب المئات. واتضح أن أحد أعضاء التنظيم قبض عليه قبل منتصف الليل فى دورية أمنية، وظل يصرخ طالبا المأمور لإبلاغ المسؤولين دون جدوى. ولم يعلم مسؤولو الأمن فى أسيوط بالأحداث قبل مرور 12 ساعة كانت أجهزة المعلومات مشلولة.
يُتبع
اليوم السابع
إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
التوقيع لا يظهر للزوار ..
رد: مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 14.. مبارك وأبوباشا ومعركة عيد ا
رحل السادات ولم يكن يتصور أن يتم اغتياله ممن كان يسميهم «أولادى».. وكان محافظ أسيوط محمد عثمان إسماعيل أحد الأطراف التى دعمت الجماعات الإسلامية فى الجامعات، فى صفقة رعاها عثمان أحمد عثمان رئيس المقاولون العرب ووزير الإسكان، وأحد أبرز أعمدة نظام السادات. واعترف محمد عثمان إسماعيل محافظ أسيوط وقتها على صفحات مجلة روز اليوسف وفى كتاب فؤاد علام «الإخوان وأنا» «أقر إننى شكلت الجماعات الإسلامية فى الجامعات.. باتفاق مع المرحوم السادات».
محمد عثمان إسماعيل من مواليد 1930 خريج حقوق القاهرة أشتغل بالمحاماة، ثم أصبح عضو مجلس الأمة 1964، وأمين مساعد المكتب التنفيذى للاتحاد الاشتراكى بأسيوط، وعضو للاتحاد 1968 ثم أمين عام لجنة الاتحاد الاشتراكى بأسيوط، وساهم فى قمع الحركة الطلابية اليسارية، ورقى محافظاً لأسوان 71، ثم مستشاراً للرئيس السادات،ومحافظ بدرجة وزير لأسيوط فى 15 مايو 1973 وأعيد تعيينه مرة ثانية 1976 وثالثة 1978. ووصل الأمر إلى أن يمول الاتحاد الاشتراكى الجماعات الإسلامية التى أنشأها محافظ أسيوط بالأموال والجنازير والمطاوى التى استخدمتها الجماعة فى مطاردة الحفلات وغيرها «أنكر المحافظ هذا وإن لم ينفه وقال إن جهات أخرى هى التى أمدتهم».
وترددت أقوال عن اتهام عثمان فى اغتيال السادات لأن اسمه ورد كثيرا. لكن لم يثبت ذلك، فضلا عن غياب الدافع، لأن الرجل كان مستفيدا من عصر السادات.
على الجانب الآخر وبالرغم من اغتيال الرئيس فإن وزارة الداخلية بقيادة اللواء النبوى إسماعيل كانت بعيدة عن الأحداث فاقدة للقدرة على التعامل. ولم يجد النبوى إسماعيل سببا لرفع حالة الاستعداد أو مراجعة تقارير الأمن، وفى يوم عيد الأضحى خرج وزير الداخلية النبوى إسماعيل من صلاة العيد إلى مكتبه فى الوزارة بصحبة وزير الإسكان حسب الله الكفراوى.. ودخل عليهما مساعد الوزير لمباحث أمن الدولة، وأخبر النبوى بأن أفراداً من التنظيمات الإسلامية اقتحموا مديرية أمن أسيوط وقتلوا عدداً من الضباط. فرد عليه وزير الداخلية: «لا تنزعج.. يبقى كده دخلوا المصيدة برجلهم بدلاً من تعقبهم فى الجبال والمغارات».. اتصل النبوى هاتفياً بمدير أمن أسيوط وكلفه بتصفية الموقف، وكلف اللواء زكى بدر مساعد الوزير لشؤون المنطقة الوسطى فى المنيا- بالانتقال إلى أسيوط، وبعد ظهر ذلك اليوم كلف مساعده اللواء حسن أبوباشا بالانتقال إلى أسيوط بطائرة ومعه معدات ومجموعة من الفرق الخاصة للإشراف على الوضع. قبل أن يتجه أبوباشا اتصل بوزير الدفاع الفريق أول محمد عبدالحليم أبوغزالة وطلب منه المساندة، ورد الوزير بأنه تلقى تقارير من المخابرات الحربية واتخذ اللازم. وكان أبوباشا سبق وتلقى اتصالا من نائب الرئيس، يطلب منه التوجه لأسيوط، وبدا أن مبارك اتخذ قراره باستبعاد النبوى إسماعيل من وزارة الداخلية، وكان النبوى يعرف ذلك.
توجه أبوباشا ومعه مدير التفتيش اللواء عبدالله جمال الدين واللواء عبدالله كوهية والعميد أحمد شعراوى مدير مكتب أبوباشا فى الأمن العام. ولما وصلوا أسيوط كان صوت إطلاق الرصاص يسمع فى كل مكان. وفى مديرية الأمن اكتشف حالة الانزعاج التى عليها القيادات والضباط بعد احتلال المديرية وحوادث القتل التى تعرض لها الجنود.. ووجد على رأس القيادات زكى بدر.. سأل أبوباشا عن وجود خطة لحراسة مديرية الأمن فى ضوء الهجوم التى وقع عليها وفوجئ بأنه لم توضع خطة.. وطلب إعداد أكمنة سريعة ووضع خطة لتأمين المديرية باعتبارها مقر قيادة الشرطة.. وعقد اجتماعاً سريعاً وعرف أن النيران تأتى من موقعين للتنظيم واكتشف سرقة كميات من الأسلحة من مديرية الأمن وأقسام الشرطة.. وأن الخسائر البشرية تجاوزت 106 قتلة بين ضابط وجندى وحوالى 150 جريحاً.
بدأ أبوباشا خطة مواجهة وكان تلقى تعليمات باستخدام كل الإمكانات لمواجهة الإرهابيين خوفا من عدوى سيناريو أسيوط، وسارعت الداخلية والقوات المسلحة لاستخدام القوة وعندما احتمى عناصر الجهاد بمنازل مهجورة. أمر أبوباشا بقذفها بالآر بى جى. وهو نفسه أعترف وإن بشكل غير مباشر أنه بالرغم من كونه رجل أمن محترف، كان يواجه خصما وتهديدا، لايعرف أبعاده.
ولم تكن تتوفر لدى الداخلية معلومات وملفات حول قيادات العمليات من الجماعات المسلحة. وكانوا فى بدايات الشباب مندفعين بمشاعر غامضة عن إمكانية تحقيق الخلافة والدولة الإسلامية، كانت رؤية مبسطة، وساذجة استراتيجيا، لكنها كانت تحمل قدرا من الاندفاع والعنف وبالموت، وبأرواح الآخرين باعتبارها لاتساوى شيئا مقابل هدف إقامة الدولة الإسلامية، وهى نفس رؤية الإرهابيين فى كل زمان ممن يتم غسل رؤوسهم وتحويلهم إلى أدوات مؤدلجة للقتل. كانوا مثل خالد الإسلامبولى يستندون إلى أفكار محمد عبدالسلام فرج منظر تنظيم الجهاد، الذى قبض عليه بعد اغتيال السادات وخضع للمحاكمة وأعدم.
بعد أن انتهى أبوباشا من مهمته، اتصل وأرسل تقريرا لنائب الرئيس، وفى اليوم التالى اتصل بوزير الداخلية النبوى إسماعيل الذى انتقل إلى أسيوط بطائرة، واتجه إلى معسكر الأمن المركزى واجتمع بالجنود والضباط. وعقد اجتماعاً مع ضباط مديرية الأمن وطلب منهم المواجهة مع المسلحين بحذر. وأصدر قرارات بصرف حوافز لأصحاب الجهود البارزة فى مواجهة المهاجمين قبل وصول التعزيزات. وزار المصابين وعاد وزير الداخلية للقاهرة، واصطحب معه المتهمين فى الطائرة، خوفا من أن يهاجم عناصر الجهاد السجن لإطلاق سراح زملائهم المقبوض عليهم.
وبعد القبض على المتهمين وتقديم قضية تنظيم الجهاد شابت عملية التحريات والضبط للتنظيم مخالفات أدت لتبرئة عدد كبير من المتهمين وصدر حكم ضد 101 متهم من بينهم 50 من طلبة الجامعات 14 منهم من الجماعات الإسلامية فى جامعة أسيوط. وبسبب عدم دقة محاضر الضبط والأسلحة، نجح الدفاع عن المتهمين فى تحويل القضية لسياسية، وبالرغم من مقتل كل هؤلاء الضحايا، جاءت أحكام محكمة أمن الدولة العليا فى قضية تنظيم الجهاد بسيطة ضد المتهمين.
كان خروج عدد من المتهمين بعد سنوات قليلة وتبرئة آخرين مقدمة لإعادة تنظيم الجماعة، التى اتخذت اسم الجماعة الإسلامية، وألف عاصم عبدالماجد وعصام دربالة وناجح إبراهيم ميثاق العمل الإسلامى الذى كان مقدمة لدائرة العنف ستستمر حتى نهاية التسعينيات وبداية الألفية بلا توقف. وتمثل الموجة الثانية الأكثر عنفا للجماعة الإسلامية التى خرجت من تنظيم الجهاد واستقلت فى سياقها بجامعة أسيوط. حكم على بعضهم بالسجن المؤبد، وآخرون هربوا إلى أفغانستان، أو دول أخرى. ليعودوا بعد ذلك ضمن ما عرف بتنظيمى «العائدون من أفغانستان»، و«العائدون من ألبانيا».
وتمت تبرئة الدكتور عمر عبدالرحمن مفتى الجهاد الذى تحول فى الإعلام إلى نجم، وكان خطيبا له تأثير فى جماعات لم تكن تبلورت بشكلها الأوضخ بعد سنوات. بعد أن قبض عل المتهمين عقب اقتحام مبنى مديرية أمن أسيوط أفتى عمر عبدالرحمن لعناصر التنظيم بصوم 60 يوماً كفارة داخل السجن، لعدم مشورته فى عملية الاقتحام.
كان نائب الرئيس حسنى مبارك يتابع بين وزارتى الداخلية والدفاع جهود مواجهة المسلحين فى أسيوط، وقد قرر إخراج النبوى إسماعيل من الوزارة، وتعيين اللواء حسن أبوباشا، الذى استطاع خلال يومين أن ينهى أكبر محاولة للإخلال بالأمن فى أسيوط. قرر مبارك أن ينقل النبوى وزير دولة فى وزارة لإدارة المحلية، التى كانت مكانا لتشميس الوزراء، وكان النبوى برر الإهمال بأن حراسة الرئيس فى المنصة مهمة الحرس الجمهورى، وأنه لعب دورا فى مواجهة رافضى السلام، لكن مبارك قال له: أنا مش زعلان منك، مع أن فى ناس طلبت منى أحاكمك.
كشف حسن أبوباشا عن غياب أى خطط أمنية لدى وزارة الداخلية بقيادة النبوى إسماعيل، وزير داخلية السادات الشهير، الذى ارتبطت باسمه ترتيبات الاستفتاءات وتزويرها، جاء النبوى فى أعقاب انتفاضة يناير 1977، وكان جهاز مباحث أمن الدولة مع السادات تركيزه على النشاط الشيوعى والناصرى باعتبارهم خصوم السادات، الذين اتهمهم بأنهم يعملون لصالح جهات خارجية، كان اليسار المصرى ممثلا فى حزب التجمع يضم الناصريين والشيوعيين يوجه انتقادات لسياسة الانفتاح الاقتصادى التى اتبعها السادات، وانضم للمعارضة حزب العمل الاشتراكى بقيادة المهندس إبراهيم شكرى محافظ الوادى الجديد الأسبق والذى رافق السادات فى رحلته للقدس، لكنه عاد وانضم لمعارضى كامب ديفيد واتفاقية السلام.
جهاز مباحث أمن الدولة ركز نشاطه على اليسار تاركا الجماعات الإسلامية التى كان الرئيس السادات يراها الحليف الأقوى لهو. لم يكن الحزب الحاكم قويا بما يكفى واستند السادات فى مواجهة خصومه بالجماعات الدينية فى الجامعات، والتى نمت حتى وصلت لمعارضته بعد أن أضعفت اليسار استدارت لتعارض الرئيس. وبينما كان جهاز مباحث أمن الدولة يتابع النشاط الشيوعى، نمت تنظيمات سرية من جماعة الجهاد، التى نظمت اغتيال السادات وهاجمت مديرية أمن أسيوط.
ومع بداية حملة المواجهة اكتشف اللواء حسن أبوباشا الشبكات وبدأ يتابعها، وبدأت عملية إعادة بناء لجهاز مباحث أمن الدولة ليتحول إلى جهاز معلومات يعمل بطريقة المخابرات. بعد أن فقد القدرة على جمع المعلومات أو التنبؤ باغتيال السادات. وقد اكتشف أبوباشا أنه فى أوائل سبتمبر 1981 كان نبيل المغربى استقل تاكسى وطلب من سائقه الحصول على مدفع أو بندقية آلية وأبلغ السائق المعلومات للأمن وتمت مراقبة المغربى الذى ثبت اتصاله بالزمر، واكتشف عبود الزمر أنه مراقب وهرب من عمله فى المخابرات الحربية ومنزله، وعندما ألقى السادات خطابه فى المنصورة أشار إليه وقال «الولد الهارب أنا أحذره وأنبهه» كان قد تم عرض شريط المقابلة على السادات.
وتم القبض على نبيل المغربى يوم 25 سبتمبر 1981 للتحقيق معه وأوضحت التسجيلات أنهم يخططون لاغتيال السادات وكانوا يسمونه «الطاغوت المتسلط». وتم الكشف على المخطط ولكن لم يتم أى نوع من التنسيق مع المخابرات الحربية التى كان يتبعها عبود الزمر ولم يهتم مدير جهاز الأمن بالأمر، وبقى المغربى فى مباحث أمن الدولة إلى أن اغتيل السادات، وكان أحد المفاتيح الهامة التى أوصلت المباحث إلى باقى أعضاء التنظيم.. اكتشف حسن أبوباشا أن كل الخيوط كانت موجودة لكن أيا من أجهزة الأمن لم يتحرك كما أن السادات نفسه تعامل مع الأمر باستخفاف، وقع الاغتيال وفشلت خطة الجهاد وتم القبض على خالد الإسلامبولى وعطا طايل وباقى الجناة كما تم القبض على عبود الزمر وأعضاء التنظيم. ومن بين المجموعة التى اعتقلت وحوكمت فى قضية اغتيال السادات، أيمن الظواهرى، الطبيب الشاب الذى حُكم عليه بالسجن، وغادر مصر بعد قضاء الحكم للالتحاق برفاق له، وأصبح فيما بعد الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة.. ما أن تلقى مبارك تقارير إنهاء أسيوط، حتى طلب اللواء حسن أبوباشا، وأبدى إعجابه به كرجل أمن محترف، وطلب منه مبارك أن يقدم له خطة لتطوير جهاز مباحث أمن الدولة، وأى إمكانات يطلبها وحتى لو استدعى الأمر إرسال بعثات للخارج أو استقدام خبراء. وقال: عاوز جهاز يسمع دبة النملة.
وبالفعل فقد أعاد اللواء حسن أبوباشا بعد تولى وزارة الداخلية قدرات الجهاز، وأرسل بعثات للخارج، وأعاد بناء جهاز مباحث أمن الدولة، وكان ذلك بهدف تكوين معلومات عن الجماعات التى بدت مثل الأشباح. وفى طريق مواز بدا أبوباشا عقد ندوات ومحاضرات لكبار علماء الدين كالدكتور محمد عمارة والدكتور يوسف القرضاوى مع أعضاء الجهاد المعتقلين وقد أثمرت بعض الشىء.
تولى اللواء حسن أبوباشا وزارة الداخلية خلفا للنبوى إسماعيل.. واختار اللواء أحمد رشدى مدير أمن القاهرة وقتها مساعدا له للأمن الاقتصادى حتى نهاية عام 1984.. كان هدف اللواء حسن أبوباشا هو بناء جهاز معلومات كما هو دور أمن الدولة ليكون وقائيا، وفى المقابل يسعى لمحاورة المتطرفين فى محاولة لإقناعهم بالعدول عن أفكارهم.
كان من أهم أولوياته ملف التيارات الإسلامية التى أخذت من العنف وسيلة للتعبير عن رأيها، فأجرى العديد من الحوارات مع العديد من قيادات التيارات الإسلامية التى كانت فى السجن بعد اغتيال السادات. كما شارك بشكل كبير فى عودة البابا شنودة إلى مكانه بعد قرار السادات بتنحيته. والمثير أن أبوباشا قدم خطة تضع جهاز أمن الدولة كجهاز معلومات وتطالب نفس الخطة بتوسيع هامش الديمقراطية، لكن مبارك اخذ نصف الخطة وترك نصفها الآخر. وهو ما أدى للإطاحة بأبوباشا بعد ذلك.
كان مبارك احتفظ بطاقم الحكم المرافق للرئيس السادات اعترافا منه بما فعلوه معه فى الانتقال بالسلطة جاهزة إليه وإنهاء كل محاولات عرقلة الانتقال بالرئاسة إلى نائب الرئيس الذى أصبح رئيسا. طويت صفحة أسيوط بالإفراج التدريجى عن معظم القيادات التى أدينت بالتورط فى تلك الأحداث الدامية.. ومن بينهم: كرم زهدى وعاصم عبدالماجد وعصام دربالة وعلى الشريف وناجح إبراهيم وأسامة حافظ وفؤاد الدواليبى، وبعض هؤلاء عادوا ليشكلوا جزءا من حسابات السياسة وتياراتها، ليكون خصوم النظام ضمن الحركة السياسية الجديدة بعد ثورة يناير. وبدا أن هؤلاء الشباب الذين بدءوا عهد مبارك بالتصادم العنيف، وهم أنفسهم جزء من معركة السياسة الكبرى طوال النصف الأول من حكم مبارك. ويستمروا فى الظهور والاختفاء، حتى يعودوا إلى الظهور بقوة بعد تنحى مبارك ليشغلوا جزءا واسعا من المشهد السياسى. كأن مبارك احتفظ بهم ليقدمهم إلى للمستقبل، أو هم استمروا بغريزة البقاء، واصلوا الوجود داخل السجون وبين مقار أمن الدولة، وعادوا بقوة بعد سقوط مبارك الذى لم يشاركوا فيه. ومن المفارقات أيضا أنه تعاقب تسعة محافظين على أسيوط - تولى ثلاثة منهم حقيبة الداخلية: زكى بدر ومحمد عبدالحليم موسى وحسن الألفى - وتعاقب خمسة وزراء على منصب وزير الداخلية.
اليوم السابع
إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
التوقيع لا يظهر للزوار ..
رد: مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 14.. مبارك وأبوباشا ومعركة عيد ا
إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
التوقيع لا يظهر للزوار ..
رد: مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة 14.. مبارك وأبوباشا ومعركة عيد ا
إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ||
| مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة19.. مبارك وعلى لطفى حكومة سكرتارية | سارة سرسور | اهم الاخبار - اخبار يومية | ||
| مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 17.. أسرار حرب مبارك..القصة الكاملة | سارة سرسور | اهم الاخبار - اخبار يومية | ||
| مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثامنة.. مبارك وأبوغزالة.. أسرار ال | سارة سرسور | اهم الاخبار - اخبار يومية | ||
| مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الخامسة..مبارك وسوزان الطريق للسلطة | سارة سرسور | اهم الاخبار - اخبار يومية | ||
| مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثالثة.. رحلة أجداد مبارك من البحير | سارة سرسور | اهم الاخبار - اخبار يومية | ||
الساعة الآن 03:44 PM
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع