"اليوم السابع" ينفرد بنشر نص تحقيقات النيابة العامة مع المتهمين بتكوين خلية إرهابية لضرب مؤسسات الإعلام.. التنظيم بدأ أثناء اعتصام "رابعة".. وأحد المتهمين أجرى تجربة لأحد الصواريخ بمنطقة صحراوية
تنفرد «اليوم السابع» بنشر نص تحقيقات النيابة العامة مع المتهمين بتكوين خلية إرهابية لضرب مؤسسات الإعلام المصرى بالصواريخ والتى عرفت باسم «خلية المهاجرين والأنصار»، حيث ننشر الكواليس الكاملة لخطة ضرب المؤسسات من خلال صواريخ بعيدة المدى تمت صناعتها على يد زعيم الخلية بمنطقة كرداسة.
كما شملت تحقيقات النيابة اعترافات عدد من أفراد الخلية بنشأة الخلية على يد أحد الأشخاص خلال اعتصام «رابعة»، وبداية عملها بعد أحداث يونيو وفض اعتصامى رابعة والنهضة، واستهداف رجال الجيش والشرطة.
واعترف المتهم الأول بتصنيع الصواريخ داخل ورشة صغيرة بمنطقة كرداسة، حيث سرد المتهم كيفية تعلمه صناعة أجزاء الصواريخ من خلال الإنترنت، وأنه صاحب فكرة ضرب مبنى ماسبيرو ومدينة الإنتاج بالصواريخ، كما تضمنت الاعترافات محاولته إرسال بعض الصواريخ إلى قطاع غزة لأعضاء حركة حماس.
وأكد المتهم «سيد أحمد على الشامى» فى اعترافاته، أنه من مواليد منطقة كرداسة، وأنه يعمل «خراط» بورشة يمتلكها بمنطقة السادس من أكتوبر، موضحا أنه بعد التزامه دينيا تعرف على عدد من الأشخاص شاركوه فى تشكيل تلك الخلية.
وقال فى التحقيقات إنه بدأ تصنيع الصواريخ فى عام 2008 بعد تأثره بمشاهد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مضيفا: «بعد الثورة حسيت أن الإعلام بيهاجم التيار الإسلامى علشان يسقطه، وعند ذلك جاءتنى فكرة المقاومة مرة أخرى، وقررت استهداف القمر الصناعى النايل سات، ومبنى البث بمدينة الإنتاج الإعلامى التابع للقمر الصناعى، وفكرت فى جمع عشرين صاروخا، ولكن كانت هناك معضلة وهى المادة الدافعة، والمواد المتفجرة الكيميائية.
وأكد فى التحقيقات أنه شارك فى اعتصام «رابعة» بعد عزل الرئيس السابق «محمد مرسى»، كما شارك فى اعتصام ميدان النهضة بالجيزة، وخلال فترة اعتصام المتهم بميدان رابعة تعرف على أحد الأشخاص يدعى «أبوخطاب»، وشخص آخر يدعى «وليد» واتفقا على الوقوف ضد رجال الجيش والشرطة بعد عزل «مرسى».
وأضاف: «بعد ما حدث فى فض اعتصام ميدان رابعة العدوية اتفقت أنا و«خطاب»، و«أشرف إدريس»، و«وليد» على التواصل، وأن نعمل مجموعة للضغط على الشرطة، وقد اقترحت عليهم تصنيع الصواريخ التى كنت قد بدأت العمل بها من فترة كبيرة، كما اقترحت الاشتراك فى مسيرات الإخوان للدفاع عنها من خلال العبوات المتفجرة، ولكن «خطاب» أكد شراءه سلاحا لاستعماله فى الدفاع عن المتظاهرين.
وقال إن الخلية انقسمت إلى مجموعات، وكانت المجموعة الأولى هى تنفيذ العمليات التى يتم الاتفاق عليها، وتولى مسؤولية تلك المجموعة «أبو خطاب»، والمجموعة الثانية كانت مجموعة الرصد، وهى تتولى رصد الأهداف التى يتم استهدافها، والمجموعة الثالثة هى مجموعة تصنيع المتفجرات والصواريخ، وتلك المجموعة تولاها المتهم بنفسه، فقد كان المسؤول عن صناعة أجسام الصواريخ التى صنع بالفعل عددا كبيرا منها وصل إلى سبعين صاروخا غير كاملين، منهم عشرون صاروخا أقرب للتجميع.
وكشفت التحقيقات قيامه بشراء حوالى 8 كيلو نترات، لعمل المادة الدافعة المخصصة فى الصاروخ، وكان المتهم قد جلبها من شارع الجيش بمنطقة العتبة، بسعر 40 جنيها للكيلو الواحد، حيث بدأ فى صناعة الصواريخ، ووضع تلك المادة، وبالفعل بدأت بإفراز دخان كثيف، وأكمل: بعد ذلك علمت أن أحد الأشخاص يعمل فى مجال الإلكترونيات وخاصة الهواتف المحمولة، وهو ما يعنى أن ذلك الشخص هو من سيتولى تصنيع الدوائر الإلكترونية التى نستطيع من خلالها تفجير الصواريخ عن بعد، أو نطلقها عن بعد ، وفى إحدى المرات قمت بوضع المادة الدافعة، وصنعت نموذجا كاملا للصاروخ، والمادة الدافعة كانت من غير رأس متفجرة، ثم توجهت بعد ذلك إلى منطقة جبلية بأبو رواش بمفردى وجربت ذلك النموذج وانطلق لمسافة حوالى عشرين مترا فى الهواء بطريقة عشوائية، وكانت تلك التجربة من التجارب التى قمت بها، ثم بدأت بعد ذلك فى التفكير لتصنيع الصاعق الخاص برأس الصاروخ.
وأضاف، بدأ «أشرف إدريس» و«وليد طه» القيام بعمليات الرصد، وأتقفنا على أن نعترض تشكيلات الأمن المركزى التى تعترض المتظاهرين، وأكمنة الشرطة، ومبنى النايل سات بمدينة 6 أكتوبر، ومبنى ماسبيرو، وفيما يخص موضوع التمويل فكرنا فى سرقة أحد المحلات بمنطقة النزهة، وكانت تأتى سيارة نقل أموال لذلك المحل، و«أبو خطاب» هو صاحب فكرة سرقة المحل لتمويل العمليات.
المتهم الثانى «معتز على صباح»، يعمل موزع أدوية، وصاحب محل، وقد قال فى اعترافاته: اتصل بى «خطاب» وكان مصابا بحالة سيئة مما حدث بعد فض اعتصام رابعة، وعرفنى على شخص يدعى «أسامة أنس» وتحدثت معه عن كيفية صناعة المتفجرات، فقال لى إنه لديه خبرة فى هذا الموضوع.
وأضاف المتهم، قررت بعدها تأجير مكان لكى أصنع فيه المتفجرات، وفتحت محل صابون كى لا يشك بى أحد، ووضعت به بضاعة خاصة بالصابون والمنظفات، وكان معى مبلغ 25 ألف جنيه كان ثمن البضاعة، واتفقت بعدها مع «خطاب» على أن يأتى «أسامة» المحل لكى نصنع المتفجرات، وبالفعل تقابلت مع «أسامة» واتفقنا فى أكتوبر عام 2025 وبدأنا من ثانى يوم تصنيع حمض الكبريتيك.
وتابع المتهم: «بدأنا تجميع العبوات الموجود بها حمض الكبريتيك، وأخفيناها عند «أشرف القزاز»، واتفقنا على أن يكون هناك دعم مادى أنا اقترحت الاستيلاء على أموال خاصة بمستورد لحوم وأسماك مسيحى يدعى «نعيم» وهو تاجر كبير بسوق العبور، لأنه كان أكبر تاجر لحوم بمصر، وكلهم وافقوا على ذلك، ولكن لم ننفذ تلك العملية، لأنه لم يكن لدى أحد منا فكرة تنفيذ عملية السطو.
وأضاف المتهم: «بعد ذلك بدأنا فى التفكير بشأن تنفيذ عملية فاقترح علينا «عمر» و«وليد» تفجير عربيات الأمن المركزى التى تنزل يوم الجمعة لفض المظاهرات بشارع فيصل والهرم، وكلنا وافقنا على ذلك الاقتراح لأنه بمثابة دفع الصائل المعتدى بالفعل، ومن قام بعملية الرصد هو «وليد»، وكان الاتفاق على وضع ثلاث عبوات من العبوات التليفزيونية التى قمنا بتجهيزها مسبقًا، واتفقنا على وضع العبوات بنفق موجود قبل الكيلو عشرة ونصف من شارع الهرم، وكانت وقتها الكمية التى بحوزتنا لا تكفى، وكان يتطلب وقتها خمسة عشر كيلو لكى يتم تجهيز ثلاث عبوات نضع واحدة منها أول النفق، وواحدة فى منتصفه، والثالثة فى آخر النفق، وبعدها قمنا بعمل تجربة فى مكان بمنطقة أبو رواش وكانت قريبة من معسكر للجيش، وأخبرنى وقتها أننا سنقوم بعمل حفرة، وبذلك يكون الصوت غير مسموع، وبالفعل أجرينا التجرية وتم تفجير العبوتين ، واكتشفنا أن مادة بالعبوة كانت مغشوشة، وبعدها توجه «أسامة» لصاحب المحل وحصل منه على مواد جديدة غير التى اشتراها سابقا.
وقال المتهم: بعد صناعة كمية من المواد المتفجرة تم توزيع الأدوار فيما بيننا، وتم إسناد عملية الرصد لكل من «خطاب»، و«وليد»، و«أشرف»، و«محمود القزاز»، وتم إسناد تنفيذ العمليات لمجموعة مكونة منى، و«أسامة»، و«سيد الشامى» يختص بتصنيع العبوات التى سيتم وضع المادة المتفجرة بها، واتفقنا على أن يكون ذلك هو هيكل المجموعة الخاصة بنا فى أى عملية، وفى نفس الاجتماع قام «سيد الشامى» بفتح موضوع الضرب بالصواريخ، وطلب منا عمل الوقود الدافع، لأنه كان بالفعل قد قام بتجهيز جسم الصاروخ، وقال إنه ظل فترة يتعلم كيفية تصنيع الصاعق الطرفى من خلال الفيديوهات على اللاب توب، وقام وقتها بعرض فيديو وهو يقوم بتصنيع الصاعق الطرفى، وقال إنه يريد ضرب أكاديمية الشرطة، وطلبنا منه وقتها التركيز فى صناعة المتفجرات بالوقت الحالى.
اليوم السابع