السدر نوع من الشجر، وشجرته متباينة الارتفاع، فقد يصل طول الشجرة إلى أكثر من خمسة أمتار، أوراقها عريضة مدورة تقريباً ذات عروق ظاهرة. برأس دقيق، متقابلة فوق الأغصان، والأزهار خضراء إلى بيضاء (سمنية اللون). والسدر البري شجرته ذات أشواك على عكس السدر البستاني.
ومن المواد الفعالة في السدر مادة الايمودين وهي مادة مطهرة قاتلة للجراثيم، ومادة فلافون، ومواد راتنجية، ولعابية وألياف وبروتينات ونشويات وحموض عضوية وحديد وكالسيوم وفوسفور وبعض الفيتامينات “K, C, B”.
السدر في الطب النبوي
ذكر ابن قيم الجوزية- رحمه الله- أن السدر شجرة مباركة، تدبغ المعدة وتسكن الصفراء وتشهي الطعام، وأنها من أفضل الأشياء لأصحاب المزاج الصفراوي، وقد ذكرت في القرآن الكريم في أكثر من آية.
قال تعالى في سورة سبأ “لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور* فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أُكُل خمط وأثل وشيء من سدرٍ قليلٍ”. (سبأ: 15-16).
وقال تعالى أيضاً في سورة الواقعة واصفاً أصحاب اليمين “وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود...” (الواقعة: 27-29).
وقال تعالى أيضاً في سورة النجم “ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى” (النجم: 13- 18).
السدر في الطب العربي القديم
قال الأنطاكي في “التذكرة” السدر شجر ينبت في الجبال والرمال ولا ينثر أوراقه ويقيم نحو مائة عام، إذا غلي وشرب قتل الديدان وفتح السدد وأزال الرياح الغليظة، ونشارة خشبه تزيل الطحال والاستسقاء وقروح الاحشاء والبري منه أعظم فعلاً، وسحيق ورقه يلحم الجراح ذروراً ويقلع الأوساخ وينقي البشرة وينعمها ويشد الشعر وعصير ثمره النضيج مع السكر يزيل اللهيب والعطش شرباً، ونوى السدر (بذره) إذا درس (طحن) ووضع على الكسر جبره، وإذا طبخ حتى يغلظ ولطخ على من به رخاوة، والطفل الذي ابطأ نهوضه اشتد سريعاً.
وذكر ابن سينا في القانون ان صمغ النبق نافع للربو وأمراض الصدر شرباً ويقوي المعدة ويشرب لنزيف الحائض ويعالج قروح الامعاء وورق النبق ملين للورم الحار ويحلله.
السدر في طب الأعشاب الحديث
ذكر الدكتور علي الغنيمي في “موسوعة نباتات الامارات العربية المتحدة” انه في دولة الامارات يستعمل نبات السدر غذاء ودواء وتؤكل الثمار لطعمها اللذيذ كما أنها مفيدة لعلاج الكثير من امراض الجهاز التنفسي ولعلاج الاضطرابات المعدية وذلك بأكل الاوراق بكميات محدودة (سبع ورقات) في اليوم، كما تستعمل الاوراق في غسل الشعر وتغسيل الموتى.
كما ان اهل الامارات يستعملون نبات السدر لعلاج نزيف الحيض والاسهال كما يستخدم الورق في تجبير الكسور
من الفوائد والاستخدامات الطبية
- لتجبير الكسور: يدق الورق ويطبخ مع الملح ويوضع على الكسر.
- لانتفاخ بطن الطفل: لزقة ورق السدر الاخضر توضع على بطن الطفل المنتفخ وتزيل ورمه.
- اوراق السدر والكمون تستحلب بماء مغلي ثم يصفى ويشرب الماء لعلاج الحموضة في المعدة ولعلاج الكحة.
- النبق إذا اكل (الثمر) امسك الطبيعة لا سيما إذا اقتصر عليه وجعل غذاء يوم أو يومين فإنه يقطع ما عسر امساكه على الاطلاق، قالها محمد بن ناصر بن سليمان من عمان.
- يشرب مستحلب الاوراق لعلاج الحمى والحصبة.
- لعلاج الدمامل والقروح تصنع لبخة من ورق السدر وتوضع على المكان يومياً حتى الشفاء.
- إن أهالي السعودية يستعملون نبات السدر في علاج كثير من الامراض منها استعمال مغلي القلف والثمار الطازجة في علاج الجروح والامراض الجلدية، كما تستخدم الثمار في علاج الدوسنتاريا وتستخدم الاوراق للتخلص من الديدان الحلقية.
- وفي العراق يستخدمون الثمرة ملينة للجلد والاغشية المخاطية وتفيد الرئة وتنقي الدم، وكذلك قلف الساق غسول للفم لعلاج آلام الاسنان.
- اكل ثمار السدر يفيد في تنظيف المعدة وتنقية الدم وإعادة الحيوية والنشاط الى الجسم، كما يفيد في ادرار الطمث عند النساء إذا اكلت كمية كبيرة من الثمار ولكن اكل هذه الثمار بكثرة لا يناسب الحامل.
- لعلاج المفاصل المتورمة وآلامها: يستخدم مهروس الاوراق بشكل لبخات.
- لعلاج الضغط الشرياني المرتفع يشرب مغلي النبق مع الكركديه ولكن بدون سكر.
- لتنقية الدم والكبد: النبق والخروب مع حليب الغنم والعسل شرباً.
- أكل نبقة في اليوم لا يخرج من الفم رائحة سيئة لمدة أربعين يوماً بسبب مادة الايمودين المطهرة وخاصة للفم.
- ينصح اصحاب المزاج الصفراوي بتناول ثمار النبق من أجل تنظيف ما اجتمع من الخلط الصفراوي في المعدة والامعاء.