بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه واله وصحبه أجمعين وبعد فهذه كلمات مختصرة في فضائل العمرة وشي من أسرارها والأذكار الواردة في أعمالها عن النبي عليه الصلاة والسلام وعن الصحابة رضوان الله عليهم راعيت فيه الاختصار والإيجاز وترك التوسع والإطناب واقتصرت فيها على ماصح وثبت والله أسأل التوفيق والسداد
المبحث الأول فضائل العمرة
( 1) الحَجُّ والعمرة ينفيان الفقر والذنوب
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ .
(2) العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسـول الله صلى الله عليه وسلـم : " العُمُرَةُ إلى العُمُرَةِ كَفَّارةٌ لما بينهما ، والحَـجُّ المَبْرُورُ ليس له جَزَاءٌ إلا الجَـنَّة" ، ( متفق عليه ) .
( 3 ) الحج والعمرة أحد الجهادين
- قال :عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنه: " إِذَا وَضَعْتُمُ السُّرُوجَ فَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلَى الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُ أَحَدُ الْجِهَادَيْنِ " ، (أخرجه البخاري معلقا ، وأخرجه عبدا لرزاق والفاكهي موصولا ورجاله ثقات )
- (4 ) رَفْعُ الصَّوْتِ بالإهلال طاعةٌ لنبينا صلى الله عليه وسلم
- عن خلاَّد بن السَّائب عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأمَرَنِي أَنْ آمُرَ أصْحَابِي أنْ يَرْفَعُوا أصْوَاتَهُمْ بِالإِهْلاَلِ " ( أخرجه أبو داود والنسائي وغيرهم صححه الترمذي وابن خزيمة ) .
- عن المطلب بن عبد الله قال : "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بالتلبية حتى تبح أصواتهم ، وكانوا يضحون للشمس إذا أحرموا".( ابن أبي شيبة وهو لابأس به )
- عن بكر المزني : قال كنت مع ابن عمر" فلبى حتى أسمع ما بين الجبلين" ( ابن أبي شيبة ورجاله ثقات ) .
( 5) يُلَبِي مَعَ المُلَبِّين كُلُّ مَا عَنْ الشِّمَالِ واليَمِينِ
- عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلاَّ لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ ، أَوْ شَجَرٍ ، أَوْ مَدَرٍ ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا" . ( أخرجه الترمذي ، وإسناده جيد )
- قال ابن عثيمين : " والمعنى أن هذه الأشياء تشهد للملبي يوم القيامة .
(6 ) استلامُ الرُّكنين يَحُطُّ الخَطَايَا
- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ لِابْنِ عُمَرَ مَا لِي لَا أَرَاكَ تَسْتَلِمُ إِلَّا هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ، وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ أَفْعَلْ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اسْتِلَامَهُمَا يَحُطُّ الْخَطَايَا "
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ طَافَ أُسْبُوعًا يُحْصِيهِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ "
(7) الطَّوافُ بِالْبَيْت سبعاً يَمْحُو السَّيِئَات ويزيدُ الحَسَنَات وَيَرْفَعُ الدَرَجَات
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَا رَفَعَ رَجُلٌ قَدَمًا، وَلَا وَضَعَهَا إلا كتبت لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ "( أخرجه أحمد والنسائي والطبراني وهو حديث جيد ). 0
(8)الطَّوَافُ حَوْلَ الْبَيْت مِثْلُ الصَّلاةِ
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " الطَّوَافُ حَوْلَ الْبَيْت مِثْلُ الصَّلاةِ إِلاَّ أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ ، فَمَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ فَلاَ يَتَكَلَّمَنَّ إِلاَّ بِخَيْرٍ "
( أخرجه الترمذي والبيهقي )
(9)الاحْتِفَاءُ بِالحَجَرِ الأسْوَدِ مِنَ سُّنَّة خاتم الأنبياء
- عن سويد بن غفلة قال : رأيت عمر قبَّل الحَجَرَ وَاِلْتَزَمَهُ وقال : رأيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِكَ حَفِيًا " . ( مسلم ) .
(10) ركعتي الطواف
عن سعيد ابن أبي بردة عن أبيه ٌقال : أنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا طَافَ، ثُمَّ صَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: " أَلَا إِنَّ كُلَّ رَكْعَتَيْنِ تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا "، أَوْ قَالَ: " قَبْلَهُمَا "، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا . ( الفاكهي ورجاله ثقات ) .
( 11) إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْىُ الْجِمَارِ لإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ
- عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : « إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْىُ الْجِمَارِ لإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ ».( أخرجه أبوداود واحمد وغيرهم والصواب فيه الوقف ) .
قال ابن القيم : " أن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكرا لله عز و جل فأفضل الصوام أكثرهم ذكرا لله عز و جل في صومهم ، وأفضل المتصدقين أكثرهم ذكرا لله عز و جل ،وأفضل الحاج أكثرهم ذكرا لله عز و جل، وهكذا سائر الأحوال.
(12 ) الملتزم
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ مَا بَيْنَ الْحَجَرِ وَالْبَابِ لَا يَقُومُ فِيهِ إِنْسَانٌ فَيَدْعُو اللهَ تَعَالَى بِشَيْءٍ إِلَّا رَأَى فِي حَاجَتِهِ بَعْضَ الَّذِي يُحِبُّ " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " يُسَمَّى الْمُلْتَزَمَ " .( إسناده صالح )
- عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ مُلْتَزَمٌ مَا الْتَزَمَ بِهِ إِنْسَانٌ فَدَعَا اللهَ تَعَالَى إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " .، وجاء عن مجاهد قريب منه .
فائدة : " والملتزم مابين الركن والباب كما جاء عن ابن عباس ومجاهد ،ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه التزم ، وإنما جاء عن ابن عباس وابن الزبير وجابر، وفعله مجاهد وقال : كانوا يلتزمون مابين الركن والباب ، وطاوس وعروة بن الزبير ، فإن فعله الإنسان أحيانا فهو حسن "
(13 ) مَاءُ زَمْزَم خَيْرُ مَاءٍ على وجه الأرض
- - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خَيْرُ مَاءٌ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ مَاءُ زَمْزَم ، فيه طَعَامُ الطُّعْمِ ، وشِفَاءُ السُّقْمِ " . ( الطبراني والفاكهي وله شواهد عدة تقوية ) .
- وينال المسلم من بركة زمزم وفضلة وخيره بقدر ماقام في قلبه من إخلاص وصدق وحسن ظن بالله .
( 14 ) ثَوَابُ عمرة الصَّبِي له ، وللوَلِيّ أجر 0
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ رَكْبًا بِالرَّوْحَاءِ فَقَالَ : " مَنْ الْقَوْمُ ؟ " ، قَالُوا : الْمُسْلِمُونَ ، فَقَالُوا : مَنْ أنْتَ ؟ قَالَ : " رَسُولُ اللَّهِ " ، فَرَفَعَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ صبيا فقالت : ألِهَذَا حَـجٌّ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، وَلَكِ أَجْرٌ ". ( مسلم ) .
قال ابن عثيمين : فإن ثواب الأولاد لهم، لأن الصبي الذي لم يبلغ يكتب له الثواب، ولا يكتب عليه العقاب، لكن لك أجر لكونك أحرمت بهم، ودليل هذا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في المرأة التي رفعت إليه الصبي: ألهذا حج؟ قال: "نعم، ولك أجر" الحج للصبي، وأنت لك أجر، أما ما اشتهر عند العامة أن أجره يكون لأبيه لا لمن حج له، فهذا لا أصل له.
(15) الدعاء بالمغفرة والرحمة للمحلقين والمقصرين
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ قَالُوا وَلِلْمُقَصِّرِينَ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ قَالُوا وَلِلْمُقَصِّرِينَ قَالَهَا ثَلَاثًا قَالَ وَلِلْمُقَصِّرِينَ " ، وقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنه الدعاء لهم بالرحمة.
( 16)مَن مات مُلبِّياً بُعث مُلبِّيا
- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّـمَ خَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَعِيرِهِ فَوُقِصَ فَمَاتَ ، فَقَالَ : " اغْسِلُوهُ بِمَاء وَسِـدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ وَلاَ تُخَمِّرُوا رَأسَهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا " . (رواه مسلم ) .
- فضالة بن عبيد يحدث عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة . قال حيوة: رباط أو حج أو نحو ذلك ". (أخرجه أحمد في المسند ورجاله ثقات ) .
- (17 ) الأجْرُ عَلَىَ قَدْرِ النَّفَقَةِ أواَلْنَّصب
- وعَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَصْدُرُ النَّاسُ بِنُسُكَيْنِ وَأَصْدُرُ بِنُسُكٍ وَاحِدٍ قَالَ « انْتَظِرِى فَإِذَا طَهَرْتِ فَاخْرُجِى إِلَى التَّنْعِيمِ فَأَهِلِّى مِنْهُ ثُمَّ الْقَيْنَا عِنْدَ كَذَا وَكَذَا - قَالَ أَظُنُّهُ قَالَ غَدًا - وَلَكِنَّهَا عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ - أَوْ قَالَ - نَفَقَتِكِ ». ( متفق عليه ) .
( 18 )إياك ومحبطات العمل
- قال تعالى " ولو أشركوا لحبط عنهم ماكانوا يعملون ".فاحذر من الشرك بالله فإنه إذا خالط العبادة أفسدها وأذهب أجرها ، ولتدرك أن الشرك ليس قاصرا على عبادة الأصنام، والطواف على القبور والأضرحة ، بل له صور ومظاهرا كثيرة ،قال عبدالله بن مسعود : "الربا بضع وسبعون بابا ، والشرك نحو ذلك " (أخرجه عبدالله بن احمد في كتاب السنة عن ابن مسعود موقوفا عليه وله حكم الرفع ) .
- قال تعالى " ولا تبطلوا أعمالكم " قال الحسن بالمعاصي .
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه " ( رواه مسلم )
- جُنْدَبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدَّثَ « أَنَّ رَجُلاً قَالَ وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلاَنٍ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ مَنْ ذَا الَّذِى يَتَأَلَّى عَلَىَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ فَإِنِّى قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ ». ( مسلم ) . ثم قال أبو هريرة : "تكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته"( أحمد وابوداود ) قال ابن القيم - رحمه الله - :" فهذا العابد ،الذي قد عبد الله ما شاء أن يعبده ، أحبطت هذه الكلمة الواحدة عمله كله"
قال ابن القيم : في منزلة الإشفاق :".." وإشفاق على العمل أن يصير إلى الضياع أي يخاف على عمله أن يكون من الأعمال التي قال الله تعالى فيها : وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا الفرقان : وهي الأعمال التى كانت لغير الله وعلى غير أمره وسنة رسوله ،ويخاف أيضا أن يضيع عمله في المستقبل ،إما بتركه، وإما بمعاصي ، تفرقه،وتحبطه ،فيذهب ضائعا و يكون حال صاحبه كحال التي قال الله تعالى عن أصحابها : "أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ".
( 19) صلاة في الحرم بمائة ألف
- عن ابنِ الزُّبيْرِ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: «صلاةٌ في مَسْجِدي هذا أَفضَلُ مِن أَلْفِ صَلاةٍ فيما سِوَاهُ إلا المَسجِدَ الحَرَامَ، وصلاةٌ في المسجدِ الحَرَامِ أَفضلُ من صلاةٍ في مسجدِي هذا بمائةِ صلاةٍ». رواهُ أحمدُ، وصحّحهُ ابنُ حبّان.
- وقوله " صلاة " عمومه يدل على أن المضاعفة تعم الفريضة و النافلة ، اختاره الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله .
- والظاهر أن المضاعفة عامة لسائر الحرم ،وليست قاصرة على المسجد وحده فقط ، لأن الغالب في إطلاق المسجد الحرام أن يراد به الحرم كله، "وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ"، وقوله ،"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ" ، ولحديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم، وهو حديث طويل جداً في قصة الحديبية، جاء فيه: (وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلي في الحرم، وهو مضطرب بالحل وأختاره ابن القيم وابن باز وغيرهم .
- قال ابن جاسر : "حسبنا ذلك فوجدنا صلاة واحدة عن ست وخمسين سنة وستة أشهر إلا يوماً واحداً، وحسبنا صلاة يوم وليلة فوجدناها عن مائتي سنة واثنتين وثمانين سنة وستة أشهر إلا خمسة أيام، فحق لمثل هذا الحرم الشريف أن تشد إليه الرحال وتتلف فيه أنفس الرجال فضلاً عن الأموال "
(20) العمرة هي الحج الأصغر
- في كتاب النبي لعمرو بن حزم " ... وأن العمرة هي الحج الأصغر " ( صححه أحمد والعقيلي وغيرهم ) .
- قال ابن عباس قال : العمرة الحج الاصغر. (أخرجه ابن أبي شيبة ورجاله ثقات ) .
- وسميت حجا أصغر لمشاركتها للحج في الإحرام ، والطواف ، والسعي ،والحلق والتقصير ، وإنفراد الحج عنها ببعض الأشياء "
( 21) عمرة في رمضان تعدل حجة
- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ? قال لامرأة من الأنصار يقال لها أم سنان : ".. فإذا كان رمضان اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان تعدل حجة " .
- والأقرب أن الحديث باق على عمومه ، فيقال أن العمرة في رمضان تعدل حجة لكل معتمر ، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، ولأنه جاء عن جماعة من السلف فعلها في رمضان مما قد يدل على فضلها فيه ،صح عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث والشعبي وسعيد بن جبير ومجاهد وعطاء؛ بأسانيد صحيحة عنهم عند ابن أبي شيبة في مصنفه .
- قال ابن باز : " أفضل زمان تؤدى فيه العمرة شهر رمضان لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " عمرة في رمضان تعدل حجة " ، ثم بعد ذلك العمرة في ذي القعدة ، لأن عمره صلى الله عليه وسلم كلها وقعت في ذي القعدة .." .
وقال ابن العربي : حديث العمرة هذا صحيح وهو فضل من الله ونعمة فقد أدركت العمرة منزلة الحج بانضمام رمضان إليها ، وقال ابن الجوزي فيه أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت كما يزيد بحضور القلب وبخلوص القصد .
فائدة : جاءت رواية في الصحيح بلفظ :" بلفظ أو حجة معي " وهذه الرواية الأقرب شذوذها وعدم صحتها .
- هل فكرت وقررت أثناء وجود في مكة أن تختم القران فإن هذا كان من هدي السلف قال إبراهيم قال : كانوا يحبون إذا دخلوا مكة أن لا يخرجوا حتى يختموا القرآن.وجاء عن الحسن قريبا منه .
- المبحث الثاني من أسرار العمرة :
1- الميقات:
- ليتذكر الحاج بوصوله إلى الميقات أن الله تعالى قد أهلّه للقدوم عليه، والقرب من حضرته، فليلزم الأدب معه ليصلح لإقباله عليه بمزيد الإحسان إليه . وليتذكر فيها ما بين الخروج من الدنيا بالموت إلى ميقات يوم القيامة، وما بينهما من الأهوال والمطالبات.
2- الإحرام ولبس الإزار والرداء:
- فليتذكر عنده الكفن، ولفه فيه، فإنه سيرتدي ويتزر بثوبي الإحرام عند القرب من بيت الله عز وجل، وربما لا يتم سفره إليه، وأنه سيلقى الله عز وجل ملفوفاً في ثياب الكفن لا محالة، فكما لا يلقى بيت الله عز وجل إلاّ مخالفاً عادته في الزي والهيئة، فلا يلقى الله عز وجل بعد الموت إلاّ في زي مخالف لزيّ الدنيا، وهذا الثوب قريب من ذلك الثوب، إذ ليس فيه مخيط كما في الكفن
- 3- دخول مكة:
- إذا دخلت مكة فأحضر في نفسك تعظيمها وأمنها وشرفها . فليتذكر عندها أنه قد انتهى إلى حرم الله تعالى آمناً، وليرج عنده أن يأمن بدخوله من عقاب الله عز وجل، وليخش أن لا يكون أهلاً للقرب، فيكون بدخوله الحرم خائباً، ومستحقاً للمقت، وليكن رجاؤه في جميع الأوقات غالباً، فالكرم عميم، والرب رحيم، وشرف البيت عظيم، وحقّ الزائر مرعيّ، وذمام المستجير اللائذ غير مضيع .
- 4- الطواف:
- ينبغي للطائف أن يستشعر بقلبه عظمة من يطوف ببيته، فيلزم الأدب في ظاهره وباطنه، وليحذر من الإساءة في ذلك المحل الشريف.
- والحظ " أن الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ نَزَلَ مِنَ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ ، وَقَالَ الْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ: فِي بَقَائِهِ أَسْوَدَ عِبْرَةٌ لِمَنْ لَهُ بَصِيرَةٌ، فَإِنَّ الْخَطَايَا إِذَا أَثَّرَتْ فِي الْحَجَرِ الصَّلْدِ فَتَأْثِيرُهَا فِي الْقَلْبِ أَشَدُّ.
- وانْوِ إذا رملت في الطواف أنك هارب من ذنوبك، وإذا مشيت فترج من ربك الأمن من عذاب ما هربت منه بقبول توبتك).
5- السعي:
- وأما السعي بين الصفا والمروة في فناء البيت فإنه يضاهي تردد العبد بفناء دار الملك جائياً وذاهباً مرة بعد أخرى، إظهاراً للخلوص في الخدمة، ورجاءً للملاحظة بعين الرحمة، كالذي دخل على الملك، وخرج وهو لا يدري ما الذي يقضي به الملك في حقه من قبول أو ردّ، فلا يزال يتردد على فناء الدار مرة بعد أخرى يرجو أن يُرحم في الثانية إن لم يُرحم في الأولى .
- ومثِّل الصفا والمروة بكفتيّ الميزان، ناظراً إلى الرجحان والنقصان، متردداً بين خوف العذاب ورجاء الغفران .
المبحث الثالث : الأذكار الواردة في العمرة :
حاولت تتبع ماجاء عن النبي عليه الصلاة والسلام وماصح عن الصحابة في أذكار الحج وألفاظه ، ومن ثم ميزت الصحيح من غيره فذكرته:
أولا : الأذكار الواردة عند الإهلال والدخول في النسك :
- ليس من السنة الجهر بالنية لأنه لم يأت عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن أحد من الصحابة ، وإنما جاءت السنة بالإهلال بالنسك عند الدخول فيه _ أي تسميته _ ، فيقول المعتمر لبيك عمرة مرة واحدة ثم يلبي .
- اختلف العلماء في وقت الإهلال على سبيل الأفضلية مع اتفاقهم على جواز الكل ، والأقرب في الأدلة أنه ىبعد ركوب الراحلة ، عليه أكثر الأدلة ، وبه تجتمع أكثر النصوص ، وعليه بوب البخاري واختاره ابن كثير ورجحه ابن باز وشيخنا السعد ، وقد جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: "أهلَّ النبي صلّى الله عليه وسلّم حين استوت به راحلته قائمة " ، ولحديث جابر في البخاري أنه أهل لما استوت به راحلته ،وانس في البخاري : "أنه أهل لما استوت به راحلته "، وحديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: مَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم إِلاَّ مِنْ عِنْدِ المَسْجِدِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، ولا منافاة بين هذا وما قبله كما يقول ابن كثير ـ فإن الإحرام كان من عند المسجد، ولكن بعدما ركب راحلته لأن ابن عمر رضي الله عنهما قال ذلك ردّاً على من قال: إنه صلّى الله عليه وسلّم أحرم من البيداء ، وهذا هو الأفضل أن يكون إحرامه وتلبيته بعد ركوب الدابة أو السيارة، حتى يفرغ من شؤونه في الأرض من اغتسال وطيب ونحو ذلك، ويكون قد تهيَّأ بذلك التهيؤ الكامل، بخلاف ما إذا أحرم في الأرض فقد ينسى شيئاً.
- يستحب له إذا ركب راحلته أن يستقبل القبلة ُثم يهل بالنسك ، عليه بوب البخاري بَاب الإِهْلال مُسْتَقْبِل القِبْلة ، ثم ذكره عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام .
- وهل يستحب له التحميد وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ قَبْل الإِهْلال عِنْدَ الرُّكُوبِ عَلى الدَّابَّةِ بوب عليه البخاري وذكر له حديث ابن عمر ، و استظهر بعض العلماء أن هذا الذكر إنما هو للركوب وليس خاصا بالإهلال، لكن يتأكد على المحرم أن يأتي به بعد ركوبه .
[color="navy"] ثانيا : الأذكار الواردة في التلبية :[/color]
الأولى : الاقتصار على تلبية النبي عليه الصلاة والسلام وهي : " لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ , لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ , إنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ ، لا شَرِيكَ لَكَ"
ولو زاد أحيانا فيها خاصة ماجاء عن الصحابة فله ذلك الأمرين : لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يزد على تلبيته ولم ينكر على من زاد فيها ، قال : جابر وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهَذَا الَّذِى يُهِلُّونَ بِهِ فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْهُ وَلَزِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَلْبِيَتَهُ ولأنها جاءت عن الصحابة فمما جاء : " يَحْيَى بن سيرين قال : كانت تلبية أنس : لبيك حجا حقا تعبدا ورقا " ، " كانت تلبية عمر : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك لبيك مرغوبا أو مرهوبا ، لبيك ذا النعماء والفضل الحسن" . ، " وكان عبد الله بن عمر يلبي بهذا ويزيد ويقول (يزيد فيها لبيك لبيك وسعديك والخير بيديك لبيك والرغباء إليك والعمل.)
فائدة : حديث أن سعدا رضي الله عنه قد أنكر على من قال :" لبيك ذا المعارج .." فهذ معلول بسنده ومتنه ،أما السند فإن الأصح فيه الإرسال ،كما قرره أبو حاتم والدار قطني ، ومن جهه المتن فهو مخالف لما تقدم من إقرار النبي _ الزيادة في التلبية _ للصحابة وعدم إنكاره عليهم .
عبرة : عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " اسْتَكْثِرُوا مِنْ هَذَا الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أَصْلَعَ أَصْمَعَ قَائِمًا عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ يَهْدِمُهَا " ( عبدالزاق ورجاله ثقات )
هل سمعت بهذا " وَلَقَدْ كَانَ وَكِيعٌ يَطُوفُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ حَتَّى تَوَرَّمَ رِجْلَاهُ " ( الفاكهي ) .
ثالثا : الأذكار الواردة في الطواف :
1- " الله أكبر " عند بداية كل شوط ، في مسلم حديث جابر
2- "بسم الله " ، كان إذا استلم الحجر قاله عن ابن عمر من قوله .
3- " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " بين الركنين ،( أخرجه أبوداود وهو ثابت) . قال شيخنا ابن عثيمين : والظاهر أنه يكرر الدعاء حتى يصل إلى الحجر الأسود .
4- " رب قني شح نفسي ، رب قني شح نفسي ، لايزيد عليها " عبدالرحمن بن عوف رضي الله من قوله ( عند الفاكهي وابن جرير بسند لاباس به ) .
5- " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " عن عمر رضي الله عنه . (عند الفاكهي وابن أبي شيبة ، بسند جيد ) .
6- قال رمقت ابن عمر رضي الله عنه وهو يطوف بالبيت وهو يقول: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير ثم قال ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" . ( أخرجه عبدا لرزاق والفاكهي وإسناده صالح.)
7- َ: " اللهُمَّ إِنْ كَانَ كِتَابِي فِي كِتَابِ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَأَثْبِتْهُ، وَإِنْ كَانَ كِتَابِي فِي أَهْلِ الشَّقَاءِ كَتَبْتَ عَلَيَّ صَعْبًا أَوْ ذَنْبًا فَامْحُهُ، وَاجْعَلْهُ فِي كِتَابِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَاب " عن عمر رضي الله عنه . ( أخرجه الفاكهي وابن جرير والبخاري في التاريخ الكبير وهو لابأس )
رابعا : الأذكار الواردة في السعي :
- "استحضر حال السعي : أولاً: سنة الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ، وثانياً: حال هذه المرأة وأنها وقعت في شدة عظيمة حتى أنجاها الله، فأنت الآن في شدة عظيمة من الذنوب فتستشعر أنك تحتاج إلى مغفرة الله ـ عزّ وجل ـ كما احتاجت هذه المرأة إلى الغذاء، واحتاج ولدها إلى اللبن، وقد قرأ النبي صلّى الله عليه وسلّم حين أقبل على الصفا: «إن الصفا والمروة من شعائر الله» أبدأ بما بدأ الله به ، ليشعر نفسه أنه إنما طاف بالصفا والمروة؛ لأنهما من شعائر الله عزّ وجل " .
- عند الدنو للصفا يستحب أن يقرأ قوله تعالى : " إن الصفا والمروة من شعائر الله .." الآية ، ثم يقول أبدأ بما بدأ الله به، ثم يرقى الصفا حتى يرى البيت ،ويستقبل القبلة ، والروايات التي جاءت عن النبي عليه الصلاة والسلام هي : " وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَ" ( مسلم حديث أبي هريرة ) ، وفي حديث جابر في مسلم : "فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ وَقَالَ « لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كَلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ ». ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ قَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ " ، و الجمع بين الروايات ، قال شيخنا ابن عثيمين :" يقول الله أكبر وهو رافع يديه كرفعهما في الدعاء ثلاث مرات، ويقول ما ورد ومنه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم يدعو بما أحب، ثم يعيد الذكر مرة ثانية، ثم يدعو بما أحب ثم يعيد الذكر مرة ثالثة"
ابن مسعود رضي الله عنه كان يقول في بطن الوادي : " رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ " ( - ابن أبي شيبة ورجاله ثقات ) .
- ومن السنة إطالة القيام على الصفا والمروة للدعاء ، قال نافع : واصفا قيام ابن عمر لولا الحياء منه لجلست _ أي من طول القيام _ ،عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " كَانُوا يَقُومُونَ عَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ عِشْرِينَ أَوْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ آيَةً مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ " ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ " كَانَ يُحِبُّ إِذَا قَامَ عَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْبَيْتَ حَيْثُ يَرَاهُ ثُمَّ يَكُونَ قِيَامُهُ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّكْبِيرِ قَدْرَ سُورَةِ النَّجْمِ أَوْ نَحْوِهَا " ( الفاكهي وابن أبي شيبة )
- : "اغفر وارحم أنت الأعز الأكرم " ( ابن عمر وفيه انقطاع ) .
- إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ يَدْعُو عَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ: " اللهُمَّ اعْصِمْنِي بِدِينِكَ وَطَوَاعِيَتِكَ وَطَوَاعِيَةِ رَسُولِكَ، وَجَنِّبْنِي حُدُودَكَ ، اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ يُحِبُّكَ وَيُحِبُّ مَلَائِكَتَكَ وَرُسُلَكَ وَعِبَادَكَ الصَّالِحِينَ، اللهُمَّ حَبِّبْنِي إِلَيْكَ وَإِلَى مَلَائِكَتِكَ وَإِلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، اللهُمَّ يَسِّرْ لِي لِلْيُسْرَى ، وَجَنِّبْنِي لِلْعُسْرَى، وَاغْفِرْ لِي فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى، اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَئِمَّةِ الْمُتَّقِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ، وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يَبْعَثُونَ " (اخرجه البيهقي والفاكهي ورجاله ثقات )
- - أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ عَلَى الصَّفَا يَدْعُو يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } وَإِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ كَمَا هَدَيْتَنِي لِلْإِسْلَامِ أَنْ لَا تَنْزِعَهُ مِنِّي حَتَّى تَوَفَّانِي وَأَنَا مُسْلِمٌ " (اخرجه البيهقي والفاكهي ورجاله ثقات ) تمت بحمد الله