أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير سورة يوسف .تفسير الآيات (15- 18)



[IMG]https://***- /bas/0061.gif[/IMG]
تفسير سورة يوسف (عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام)

.تفسير الآيات (15- 18)
[IMG]https://***- /fa/0021.gif[/IMG]
{فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)}

[IMG]https://***- /fa/0021.gif[/IMG]
.شرح الكلمات:
[IMG]https://***- /fa/0021.gif[/IMG]


{وأجمعوا}: أي أمرهم على إلقائه في غيابة الجب.
{في غيابة الجب}: أي في ظلمة البئر.
{وأوحينا إليه}: أي أعلمناه بطريق خفي سريع.
{عشاء}: أي بعد غروب الشمس أول الليل.
{نستبق}: أي بالمناضلة.
{عند متاعنا}: أي أمتعتنا من ثياب وغيرها.
{وما أنت بمؤمن لنا}: أي بمصدّق لنا.
{بدم كذب}: أي بدم مكذوب أي دم سخلة وليس دم يوسف.
{بل سولت لكم}: أي زينت وحسنت.
{على ما تصفون}: أي من الكذب.


[IMG]https://***- /fa/0021.gif[/IMG]
معنى الآيات:
[IMG]https://***- /fa/0021.gif[/IMG]


( 15 ) فأرْسَلَهُ معهم. فلما ذهبوا به وأجمعوا على إلقائه في جوف البئر، وأوحينا إلى يوسف لتخبرنَّ إخوتك مستقبلا بفعلهم هذا الذي فعلوه بك، وهم لا يُحِسُّون بذلك الأمر ولا يشعرون به.
( 16 ) وجاء إخوة يوسف إلى أبيهم في وقت العِشاء من أول الليل، يبكون ويظهرون الأسف والجزع.
( 17 ) قالوا: يا أبانا إنا ذهبنا نتسابق في الجَرْي والرمي بالسهام، وتركنا يوسف عند زادنا وثيابنا، فلم نقصِّر في حفظه، بل تركناه في مأمننا، وما فارقناه إلا وقتًا يسيرًا، فأكله الذئب، وما أنت بمصدِّق لنا ولو كنا موصوفين بالصدق؛ لشدة حبك ليوسف.
( 18 ) وجاؤوا بقميصه ملطخًا بدم غير دم يوسف؛ ليشهد على صدقهم، فكان دليلا على كذبهم؛ لأن القميص لم يُمَزَّقْ. فقال لهم أبوهم يعقوب عليه السلام: ما الأمر كما تقولون، بل زيَّنت لكم أنفسكم الأمَّارة بالسوء أمرًا قبيحًا في يوسف، فرأيتموه حسنًا وفعلتموه، فصبري صبر جميل لا شكوى معه لأحد من الخلق، وأستعين بالله على احتمال ما تصفون من الكذب، لا على حولي وقوتي.


[IMG]https://***- /fa/0021.gif[/IMG]
فى ظلال الآيات:
[IMG]https://***- /fa/0021.gif[/IMG]



والآن لقد ذهبوا به , وها هم أولاء ينفذون المؤامرة النكراء . والله سبحانه يلقي في روع الغلام أنها محنة وتنتهي , وأنه سيعيش وسيذكر إخوته بموقفهم هذا منه وهم لا يشعرون أنه هو:
({فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)). .
فقد استقر أمرهم جميعا على أن يجعلوه في غيابة الجب , حيث يغيب فيه عنهم . وفي لحظة الضيق والشدة التي كان يواجه فيها هذا الفزع , والموت منه قريب , ولا منقذ له ولا مغيث وهو وحده صغير وهم عشرة أشداء . في هذه اللحظة البائسة يلقي الله في روعه أنه ناج , وانه سيعيش حتى يواجه إخوته بهذا الموقف الشنيع , وهم لا يشعرون بأن الذي يواجههم هو يوسف الذي تركوه في غيابة الجب وهو صغير .

وندع يوسف في محنته في غيابة الجب , يؤنسه ولا شك ما ألقى الله في روعه ويطمئنه , حتى يأذن الله بالفرج . ندعه لنشهد إخوته بعد الجريمة يواجهون الوالد المفجوع:
وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)}. .
لقد ألهاهم الحقد الفائر عن سبك الكذبة , فلو كانوا أهدأ أعصابا ما فعلوها منذ المرة الأولى التي يأذن لهم فيها يعقوب باصطحاب يوسف معهم ! ولكنهم كانوا معجلين لا يصبرون , يخشون ألا تواتيهم الفرصة مرة أخرى . كذلك كان التقاطهم لحكاية الذئب المكشوفة دليلا على التسرع , وقد كان أبوهم يحذرهم منها أمس ,وهم ينفونها , ويكادون يتهكمون بها . فلم يكن من المستساغ أن يذهبوا في الصباح ليتركوا يوسف للذئب الذي حذرهم أبوهم منه أمس ! وبمثل هذا التسرع جاءوا على قميصه بدم كذب لطخوه به في غير إتقان , فكان ظاهر الكذب حتى ليوصف بأنه كذب .
.فعلوا هذا .
_(وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ). .

ويحسون أنها مكشوفة , ويكاد المريب أن يقول خذوني , فيقولون:
(وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)). .

_أي وما أنت بمطمئن لما نقوله , ولو كان هو الصدق , لأنك تشك فينا ولا تطمئن لما نقول .
وأدرك يعقوب من دلائل الحال , ومن نداء قلبه , أن يوسف لم يأكله الذئب , وأنهم دبروا له مكيدة ما . وأنهم يلفقون له قصة لم تقع , ويصفون له حالا لم تكن , فواجههم بأن نفوسهم قد حسنت لهم أمرا منكرا وذللته ويسرت لهم ارتكابه ; وأنه سيصبر متحملا متجملا لا يجزع ولا يفزع ولا يشكو , مستعينا بالله على ما يلفقونه من حيل وأكاذيب:
(قال:بل سولت لكم أنفسكم أمرا , فصبر جميل , والله المستعان على ما تصفون).

[IMG]https://***- /fa/0021.gif[/IMG]
. من هداية الآيات:

[IMG]https://***- /fa/0021.gif[/IMG]


1- جواز صدور الذنب الكبير من الرجل المؤمن المهيء للكمال مستقبلا.

2- لطف الله تعالى بيوسف وإكرامه له بإِعلامه إياه أنه سينّبئ إخوته بفعلتهم هذه وضمن ذلك بشره بسلامة الحال وحسن المآل.
3- اختيار الليل للاعتذار دون النهار لأن العين تستحي من العين كما يقال. وكما قيل:
كيف يرجو الحياء منه صديق ** ومكان الحياء منه خراب

يريد عينيه لا تبصران.
4- فضيلة الصبر الجميل وهو الخالي من الجزع والشكوى معاً.


[IMG]https://***- /fa/0021.gif[/IMG]
فوائد:
[IMG]https://***- /fa/0021.gif[/IMG]
البكاء : خروج الدموع من العينين عند الحزن والأسف والقهر . وتقدم في قوله تعالى : { فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً }[ سورة التوبة : 82 ].

وقد أطلق هنا على البكاء المصطنع وهو التباكي . وإنما اصطنعوا البكاء تمويهاً على أبيهم لئلا يظن بهم أنهم اغتالوا يوسف عليه السّلام ، ولعلّهم كانت لهم مقدرة على البكاء مع عدم وجدان موجبه ، وفي النَّاس عجائب من التمويه والكيد . ومن النَّاس من تتأثر أعصابهم بتخيل الشيء ومحاكاته فيعتريهم ما يعتري الناس بالحقيقة .

وبعض المتظلمين بالباطل يفعلون ذلك ، وفطنة الحاكم لا تنخدع لمثل هذه الحيل ولا تنوط بها حكماً ، وإنما يناط الحكم بالبينة .
جاءت امرأة إلى شريح تخاصم في شيء وكانت مبطلة فجعلت تبكي ، وأظهر شريح عدم الاطمئنان لدعواها ، فقيل له : أما تراها تبكي؟ فقال : قد جاء إخوة يوسف عليه السّلام أباهم عشاء يبكون وهم ظلَمة كَذبَة ، لا ينبغي لأحد أن يقضي إلا بالحق .

قال ابن العربي : قال علماؤنا : هذا يدلّ على أن بكاء المرء لا يدل على صدق مقاله لاحتمال أن يكون تصنّعاً . ومن الخلق من لا يقدر على ذلك ومنهم من يقدر .

قلت : ومن الأمثال دموع الفاجر بيديه وهذه عبرة في هذه العبرة .
قوله (فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ )في تلك الفترة التي تركناه فيها عند متاعنا.
والمراد: قتله الذئب، ثم أكله دون أن يبقى منه شيئا ندفنه.





قال- سبحانه- عَلى قَمِيصِهِ للإشعار بأنه دم موضوع على ظاهر القميص وضعا متكلفا مصطنعا، ولو كان من أثر افتراس الذئب لصاحبه، لظهر التمزق والتخريق في القميص، ولتغلغل الدم في قطعة منه.
وهذا الجب الذي ألقي فيه يوسف عليه السّلام وقع في التوراة أنه في أرض ( دوثان ) ، ودوثان كانت مدينة حصينة وصارت خرابا . والمراد : أنه كانت حوله صحراء هي مرعى ومربع . ووصف الجب يقتضي أنه على طريق القوافل .

واتّفق واصفو الجب على أنه بين ( بانياس ) و ( طبرية ). وأنه على اثني عشر ميلاً من طبرية ممّا يلي دمشق ، وأنه قرب قرية يقال لها ( سنجل أو سنجيل ).
قال قدامة : هي طريق البريد بين بعلبك وطبرية .

ووصفها المتأخرون بالضبط المأخوذ من الأوصاف التاريخية القديمة أنه الطريق الكبرى بين الشام ومصر . وكانت تجتاز الأردن تحت بحيرة طبرية وتمر على ( دوثان ) وكانت تسلكها قوافل العرب التي تحمل الأطياب إلى المشرق ، وفي هذه الطريق جباب كثيرة في ( دوثان ). وجب يوسف معروف بين طبرية وصفد ، بنيت عليه قبة في زمن الدولة الأيوبية بحسب التوسّم وهي قائمة إلى الآن .

قال الشيخ القاسمى ما ملخصه: «وفي الآية من الفوائد: أن الحسد يدعو إلى المكر بالمحسود وبمن يراعيه ... وأن الحاسد إذا ادعى النصح والحفظ والمحبة، لم يصدق، وأن من طلب مراده بمعصية الله- تعالى- فضحه الله- عز وجل-، وأن القدر كائن، وأن الحذر لا ينجى منه ... » .

بارك الله فيكم على طيب المتابعة أصلحنا الله وإيّاكم بالقرآن والحمد لله رب العالمين.
[IMG]https://***- /fa/0021.gif[/IMG]
المراجع:

[IMG]https://***- /fa/0021.gif[/IMG]

تفسير القرآن العظيم ابن كثير
تيسير الكريم الرحمن فى تفسير
كلام المنان للسعدى.
تفسير القاسمي.. محاسن التأويل
تفسير التحرير والتنوير لإبن عاشور
سيد قطب فى ظلال القرآن.
الجزائرى أيسر التفاسير.
الطنطاوى التفسير الوسيط
[IMG]https://fbcdn-sphotos-c-a.***- /hphotos-ak-xfp1/v/t1.0-9/10989201_588811327926702_7769259505644803383_n.jpg?oh=c5516d3714b081e7375780ce917e1ff9&oe=56228CB2&__gda__=1444853051_6865d92dfbd48ea64bf26eccdf4896fd[/IMG]

[IMG]https://***- /ne/0009.gif[/IMG]




إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: تفسير سورة يوسف .تفسير الآيات (15- 18)

رد: تفسير سورة يوسف .تفسير الآيات (15- 18)
إظهار التوقيع
توقيع : هبه شلبي


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
ابن سيرين تفسير الاحلام في تأويل سورة القران الكريم لولو حبيب روحي منتدى تفسير الاحلام
مصحف الشيخ ماهر المعيقلي كاملاً بجودة عالية mp3 عاشقة الفردوس القرآن الكريم
جميع مرئيات الشيخ الإمام علي جابر النادرة من تراويح وتهجد شهر رمضان من رووية ورهوف صوتيات ومرئيات اسلامية
يوسف عليه السلام الموجودة قصص الانبياء والرسل والصحابه
تفسير سورة يوسف الآيات (1- 6) أم أمة الله القرآن الكريم


الساعة الآن 01:23 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل