[IMG]https://***- /bas/0092.gif[/IMG]
حقيقة حر الصيف الشديد
{والعبادة فيه }
[IMG]https://***- /fa/0015.gif[/IMG]
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد:
عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال:
"ناركم التي توقدون جزء من سبعين جزءاً من جهنم قالوا يا رسول الله وغن كانت لكافية قال:فإنها فضلت بتسعة وستين جزءاً"
[البخاري ومسلم]
أخواتى.... إن شدة الحر التي نشكو منها في الدنيا, ونتقيها بما نملك من وسائل التبريد والتلطيف إنما هي نفس جهنم تتنفسه, كما أن البرد الذي نشكو زمهريره ورعشته إنما هو نفس جهنم,
قال صلى الله عليه وسلم:
{ إذا اشتدَّ الحرُّ فأبرِدوا بالصلاة، فإن شدةَ الحرِّ من فيحِ جهنمَ، واشتكتِ النَّارُ إلى ربها، فقالت : يا ربِّ أكَل بعضي بعضًا، فأذن لها بنفَسَين، نفسٍ في الشتاء ونفسٍ في الصيف، فهو أشدُّ ما تجدون من الحرِّ، وأشدُّ ما تجدون من الزمهريرِ }.
رواه البخارى
* عن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{قالت النَّارُ : ربِّ ! أكل بعضي بعضًا . فأْذَنْ لي أَتَنَفَّسْ . فأَذِن لها بنَفَسَينِ : نفسٍ في الشتاءِ ونَفَسٍ في الصيفِ . فما وجدتُم من بَردٍ أو زَمهريرٍ فمن نَفِسِ جهنَّمَ . وما وجدتُم من حرٍّ أو حَرورٍ فمن نَفَسِ جهنَّمَ}رواه مسلم
* عن أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس
(أبرِدوا بالظهرِ، فإنَّ الذي تجدونَ منَ الحرِّ، منْ فيحِ جهنمَ)
المحدث:الألباني المصدر:صحيح النسائي الجزء أو الصفحة:500حكم المحدث:صحيح [لغيره]
*عن أبي ذر الغفاري قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأراد المؤذن أن يؤذّن للظهر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أبرِد . ثم أراد أن يؤذّن ، فقال له : أبرِد . حتى رأينا فيء التلول ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن شدة الحر من فيح جهنم ، فإذا اشتد الحر فأبرِدوا بالصلاة . رواه البخاري ومسلم .
♦ عن جابر بن عبدالله :{كنت أصلي الظهر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآخذ قبضة من الحصا لتبرد في كفي أضعها لجبهتي أسجد عليها لشدة الحر }
المحدث:علاء الدين مغلطاي المصدر:شرح ابن ماجه الجزء أو الصفحة:2/464 حكم
المحدث:إسناده صحيح
موعظه:
ارأيتم اخواتى كيف كان الحياة مع صحابة خير خلق الله بعد الأنبياء ؟؟!!
يبرد حجر ليسجد عليه ؟؟!! ونحن الآن نسجد على السجاجيد والطنافس مع المراوح والمكيفات....... قال تعالى
{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } التكاثر/8 :
أي " ثم ليسألنكم الله عز وجل عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا : ماذا عملتم فيه ، ومن أين وصلتم إليه ، وفيم أصبتموه ، وماذا عملتم به ؟ "
انتهى من " تفسير الطبري " (30/365) .
* وفى حديث مواقيت الصلاة يتكلم عن صلاة الظهر :
{حتى يستقلَّ الظلُّ بالرمحِ . ثم أَقصِر عن الصلاةِ . فإنَّ ، حينئذٍ ، تُسجَرُ جهنَّمُ }
فوضح من الحديث أنّ وقت الظهر تُسجَرُ جهنَّمُ ولذلك هو أشد أوقات الحر كل يوم
عن المقداد بن الأسود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
{ تدني الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل قال سليم بن عامر فوالله ما أدري ما يعني بالميل ؟ أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين قال فيكون النَّاس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما قال وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه} .
رواه مسلم
*حر النَّار ما أشده قال بعض السلف :
* لو أخرج أهل النار منها إلى نار الدنيا لقالوا( ناموا فيها للراحة مثل القيلولة) فيها ألفي عام يعني أنهم كانوا ينامون فيها و يرونها بردا
*كان عمر يقول : أكثروا ذكر النار فإن حرها شديد و إن قعرها بعيد و إن مقامعها حديد .
*كان ابن عمر و غيره من السلف إذا شربوا ماء باردا بكوا و ذكروا أمنية أهل النار و أنهم يشتهون الماء البارد و قد حيل بينهم و بين ما يشتهون و يقولون لأهل الجنة :
{ أفيضُوا علينا من الماءِ أو ممَّا رزقكُمُ الله } فيقولون لهم : { إنَّ اللهَ حَرَّمَهًمَا على الكافرين } و المصيبة العظمى حين تطبق النَّار على أهلها و ييأسون من الفرج و هو الفزع الأكبر الذي يأمنه أهل الجنة : { الذين سبقت لهم منَّا الحسنى }
[IMG]https://***- /fa/0010.gif[/IMG]
المعنى العام
*تشتد الحرارة في الجزيرة العربية، ويقل فيها الزرع كما يقل فيها الظل الذي يخفف شدة الحرارة ويتيح للمصلين الذهاب إلى الجماعة بالمساجد في صلاة الظهر.
* أمام هذه المشقة أذن الشارع بتأخير صلاة الظهر عن أول وقتها حتى تخف الحرارة، فطلب صلى الله عليه وسلم من المؤذن أن يؤخر أذان الظهر وقال للمسلمين إذا اشتد الحر فأخروا صلاة الظهر حتى يبرد الحر أي إلى قبيل انتهاء وقت الظهر.
* وذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشدة حر جهنم ليحذروها ويعملوا على اتقائها فقال لهم: إن ما لا تحتملون من حر الدنيا ما هو إلا نفس من أنفاس جهنم، أما نارها فنعوذ بالله منها، فقد أكل بعضها بعضاً من شدة استعارها.
*فاللهم قنا عذاب النار، ونعوذ بك من كل عمل يقرب من النار.
معنى الكلمات:
*قال الحافظ فى الفتح:
قوله _من فيح جهنم: أي من سعة انتشارها وتنفسها ومنه مكان أفيح أي متسع وهذا كناية عن شدة استعارها أي سطوع حرها وانتشاره وغليانها
والمراد بالزمهرير : شدة البرد ، واستشكل وجوده في النار ، ولا إشكال ؛ لأن المراد بالنَّار: محلها ، وفيها طبقة زمهريرية".
قوله _ بنفسين بفتح الفاء ، والنفس معروف وهو ما يخرج من الجوف ويدخل فيه من الهواء . اهــ
تنبيه:
* أمر النبى صلى الله عليه وسلم بالأبراد كان مراعاة لأحوال النَّاس .
*ولكن لا يُقال : أبرِدوا بالظهر ، والناس قد اجتمعوا في المسجد ، وفي ظل ومكان بارد أصلاً .
*وهذا ممكن في أهل مسجد يتفق جماعته على ذلك ، أو في حق جماعة في سَفر .
[IMG]https://***- /fa/0010.gif[/IMG]
*فى هذا الحر الشديد أمرنا الله بالصبر على فعل الطاعات وترك المحرمات لنَنُول عنده الدرجات:
*صبر الرجل على العمل ليكفى بيته فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"من أمسى كالاًّ من عمل يديه أمسى مغفورًا له".. فصبره على هذا الحر الشديد ثواب آخر. وهكذا لكل إمرأة تعمل فى مهنة بيتها فى هذا الحر فلها من الثواب والإجر الكبير فالله لا يُضيع مثقال ذرة من الحسنات..
*الصبر فيه على حر الشمس النفير للجهاد في الصيف كما قال تعالى عن المنافقين :{ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } التوبة81.
[IMG]https://***- /fa/0016.gif[/IMG]
* المشي إلى المساجد للجمع والجماعات وشهود الجنائز ونحوها من الطاعات والجلوس في الشمس لانتظار ذلك حيث لايوجد ظل
حكاية:
خرج رجل من السلف للجمعة فوجد الناس قد سبقوه إلى الظل فقعد في الشمس فناداه رجل من الظل أن يدخل إليه فأبى أن يتخطى الناس لذلك ثم تلا :
{ ... وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }لقمان17
[IMG]https://***- /fa/0016.gif[/IMG]
*لبس النساء للحجاب الشرعى الصحيح فهو بحق امتحان وابتلاء ثبتهنَّ الله عليه وأثابهم بمساكن لا تجد فيها شمساًُ ولا زمهريراً.
وليست كمن تخرج عاريه وتحتج بحر الشمس
(قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) التوبة.
[IMG]https://***- /fa/0016.gif[/IMG]
* الصبر على الصيام؛ لما فيه من ظمأ الهواجر.فهو مما يُضاعَف ثوابه في شدة الحر من الطاعات
ففي الصحيحين عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: لقد رأيتنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحر، وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما في القوم أحد صائم إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعبد الله بن رواحة. و في رواية: أن ذلك كان في شهر رمضان.
* وكان أبو الدرداء يقول: صوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور!.
[IMG]https://***- /fa/0016.gif[/IMG]
موعظة:
لهذا كان كثير من السلف الصالح يتأسف عند موته على ما يفوته من ظمأ الهواجر، فقد روي ذلك عن ابن مسعود وغيره ، وروي عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه كان يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء، ووصى عمر -رضي الله عنه- عند موته ابنه عبد الله فقال له: عليك بخصال الإيمان، وسمى أولها: الصوم في شدة الحر في الصيف،
* و كانت بعض الصالحات تتوخى أشد الأيام حراً فتصومه، فيقال لها في ذلك، فتقول: إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد، تشير إلى أنها لا تؤثر إلا العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل من الناس؛ لشدته عليهم. وهذا من علو الهمة.
[IMG]https://***- /fa/0016.gif[/IMG]
حكاية:
* ونزل الحجاج في بعض أسفاره بماء بين مكة والمدينة، فدعا الأمير بغدائه ورأى أعرابياً فدعاه إلى الغداء معه، فقال: دعاني من هو خير منك فأجبته، قال: ومن هو؟ قال: الله -تعالى- دعاني إلى الصيام فصمت، قال: في هذا الحر الشديد؟ قال: نعم صمت ليوم أشد منه حراً، قال: فافطر وصم غداً، قال: إن ضمنت لي البقاء إلى غد! قال: ليس ذلك إليَّ، قال: فكيف تسألني عاجلاً بآجل لا تقدر عليه؟!
تابعوا بارك الله فيكم