ننفرد بأول حوار مع رئيس كنترول "صفر الثانوية": مريم نجحت بـ3 مواد واسمها محفور بخطها في ورقة الإجابة
في أول حوار صحفي من نوعه منذ بدء قضية "مريم" صاحبة "صفر الثانوية"، تواصلت "بوابة الأهرام" مع هشام طاهر، رئيس كنترول أسيوط، في امتحانات الثانوية العامة، وهو الكنترول الذي شهد الواقعة بكامل تفاصيلها.
وقال هشام: بدأت الواقعة عندما تلقيت اتصالا هاتفيا من مديرية التربية والتعليم في المنيا، مفاده أن هناك طالبة متميزة تدعى مريم حصلت على "صفر" في الثانوية العامة، وطالبة أخرى تدعى رضوى حصلت على درجات ضعيفة، وأن الطالبيتن تقولان إن أوراق الإجابة لا تخصهما.
وأضاف: طلبت من أسرتي الطالبتين الحضور للتظلم وكتابة ملاحظاتهما لعرضها على الشئون القانونية في وزارة التربية والتعليم.. وبالفعل حضرت مريم واثنان من أشقائها، بينما حضرت رضوى برفقة والدها ووالدتها.
وتابع قائلا: "صعدت مريم وشقيقها إلى الدور الثاني للاطلاع على ورقة الإجابة، وانتظرها شقيقها الآخر في فناء المدرسة، ثم صعدت رضوى ووالدتها للاطلاع، وانتظرها والدها في الفناء، وكنت أنا أقف مع شقيق مريم، ووالد رضوى، وفجأة ثار شقيق مريم الموجود في الفناء، وصرخ بأعلى صوته مدعيا أن ورقة إجابة شقيقته قد تم تبديلها.. وكان ذلك قبل أن تطلع مريم على الورقة من الأساس.. فمن أين جاء بأن الورقة تبدلت قبل الاطلاع عليها؟.. الله أعلم".
وأضاف رئيس الكنترول: قامت أسرتا مريم ورضوى بتحرير محضر في قسم ثانٍ أسيوط، وتم استدعائي للنيابة العامة، وشرحت لرئيس النيابة مراحل ورقة الإجابة، منذ أن يحصل عليها الطالب في لجنة الامتحان وحتى إعلان النتيجة النهائية.
وأشار إلى أن أول استكتاب للطالبتين مريم ورضوى كان يوم 1 أغسطس الجاري، وأصر رئيس النيابة على حضور أسرتي الطالبتين، حتى يكون كل شيء أمامهما، لعدم التشكيك في أي شيء.
وقال رئيس الكنترول: "استحالة أن تتبدل أوراق إجابة مريم، لسببين رئيسين، أولهما أنها قالت إن الورقة المكتوب فيها بياناتها تخصها بالفعل، وعليها توقيع الملاحظين اللذين راقبا عليها في اللجنة، والأهم من ذلك أن خط مريم وهي تكتب اسمها "طبع داخل ورقة الإجابة"، وهذا تم اكتشافه، لأن مريم بطبيعتها "تضغط على القلم وهي تكتب".
أما السبب الثاني الذي يستحيل معه تبديل الورقة، بحسب رئيس الكنترول، أن "دبابيس" ورقة الإجابة لا يمكن أن يتحرك من مكانه، لأن ذلك لو حدث سيتعرض "الدبوس للكسر"، وهذه ميزة في "دبابيس" المطابع الأميرية، مؤكدا أنه يتم قطع الجزء الخاص باسم الطالب قبل التصحيح، وإعادته مرة أخرى عقب التصحيح، على أن يكون الرقم السري الموجود على بيانات الطالب، مطابقا تماما للرقم السري المكتوب أعلى ورقة الإجابة، وهذا من المستحيل تبديله.
وقال: شقيق مريم قال مرة إن الدورق اتبدل في لجنة الإدارة، ومرة تانية قال الورق اتبدل في لجنة السير في المنيا، ومرة تالتة قال اتبدل في الكنترول، يعني كل يوم يقول حاجة شكل، وده مثير للدهشة.
وأضاف: "لما شقيق مريم تظلم قال إنها في 2025 والدها توفى وجالها حالة نفسية، وكان عندها ظروف منعتها من دخول كل الامتحانات، فدخلت 3 مواد بس لا تضاف للمجموع، وهي التربية الدينية والوطنية والاقتصاد والإحصاء، وقررت تأجيل باقي المواد للعام الحالي 2025".
وقال رئيس الكنترول: "مريم كتبت استمارة الثانوية العامة يوم 6 نوفمبر 2025، وكتبت وظيفة الوالد "متوفى"، مما يعني أن والدها توفى قبل الامتحانات بأربعة أشهر كاملة!".
وبحسب هشام، فإن لجنة مريم كان بها 20 طالبا، وأنه تم مراجعة أوراقهم ولم يوجد بينهم وبين مريم أي ترابط، وعندما شككت مريم في النتيجة، وقالت إن أوراقها تبدلت مع الطالبة التي تسبقها أو الطالبة التي تليها (ياللى قبلها ياللى بعدها)، وهنا كانت المفاجأة.
الطالبة "اللى بعد مريم في اللجنة" كانت درجاتها كالتالي: اللغة العربية 61، واللغة الإنجليزية (صفر)، واللغة الفرنسية 31، والأحياء (درجة ونصف) والجيولوجيا (صفر) والكيمياء (صفر) والفيزياء (صفر)، والتربية الدينية 23، والتربية الوطنية 18 والاقتصاد والإحصاء 26.
أما الطالبة (اللى قبل مريم في اللجنة) كانت درجاتها كالتالي: اللغة العربية 76، والجيولوجيا 60، واللغة الفرنسية 40، والأحياء 58، والكيمياء 57، والفيزياء 54.
وقد يتساءل البعض: ربما تكون درجات مريم تبدلت مع الطالبة "اللى قبلها" بسبب درجاتها المرتفعة؟ لكن رئيس الكنترول قال بالنص في هذا الشأن: "مريم لما دخلت السنة اللى فاتت المواد التي لا تضاف للمجموع، دخلت الدين والتربية الوطنية والاقتصاد والإحصاء، وكان معها بلجنة العام الماضي، نفس الطالبة التي كانت معها في اللجنة العام الحالي وحصلت على درجات مرتفعة، لكن هذه الطالبة دخلت كل الامتحانات ما عدا "العربي والجيولوجيا"، أما مريم لم تدخل كل المواد التي تضاف للمجموع، بمعني أنهما في لجنة واحدة منذ عامين ولكن مريم (أجّلت) مواد معينة، والطالبة الأخرى (أجّلت) مواد مختلفة عنها.
وقال: "هذا يعني أن أوراق مريم لم تتبدل مع الطالبة التي تجلس أمامها، ولا التي تجلس خلفها، ولم تتدبل من الأساس مع العشرين طالبة اللاتي يؤدين معها الامتحان بنفس اللجنة".
وبشأن درجات مريم في المواد الثلاثة التي دخلتها العام الماضي عقب وفاة والدها، وكلها لا تضاف للمجموع، قال رئيس الكنترول: "حصلت في الاقتصاد والإحصاء على 26 درجة من 50، وفي التربية الوطنية 18.5 درجة من 25، وفي التربية الدينية حصلت على 21 درجة من 25"، والأهم من ذلك أن مريم لم تشكك في درجات هذه المواد برغم حصولها في واحدة منهم على درجة النجاح فقط (26 من 50).
وقال رئيس الكنترول: "الناس اللى عندي في الكنترول اتبهدلوا.. الإعلام بيشتم ويغلط من غير دليل.. وكل واحد عايز يتعاطف مع البنت من غير دليل.. واحنا اللى بنشيل فوق دماغنا واستحملنا لحد القضية ما تخلص.. عانينا الأمرين في بيوتنا.. وفي الشارع.. وفي أي مكان كنا بنروحه.. بس حسبي الله ونعم الوكيل، لما الناس تشكك في كل حاجة.. فينا وفي الطب الشرعي وفي النيابة.. يبقى مفيش غير ربنا نشتكيله، بس مهما أي حد عمل مش هياخد غير حقه، احنا لا فاسدين ولا فاسقين زي الإعلام ما قال.. وللمرة التانية حسبي الله ونعم الوكيل.. وإن شاء الله مش ها نسيب حقنا من كل اللى اتعرض لينا بالظلم أو بالسباب أو بالتشكيك".
الاهرام