أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي لكل القلوب التي تود أن تتعرف على أسماء الله الحسنى

لكل القلوب التي تود أن تتعرف على أسماء الله الحسنى
حبيباتي عضوات وزائرات منتدى سيدتي ، منذ فترة قرأت هذا الموضوع في أحد المنتديات وأحببته جدا لما له من فائدة جليلة فأحببت أن اتقاسم معكن هذه الفائدة لنتعايش معا مع بعض أسماء الله الحسنى وصفاته العلى لنتعرف على الله أكثر ... لنحبه أكثر... لنقترب منه أكثر..
الموضوع للأستاذة فجر الكوس مع بعض التصرف مني في التقليص والاختصار



الله:

(الله) تأملات في لفظ الجلالة

قمت في التدوينات السابقة بكتابة الكثير من المقدمات في التعايش مع أسماء الله الحسنى ، وهذا أوان الحديث عنها بتفصيل علمي عملي وأسأل الله أن يجعله للقلوب كغيث يرويها ويمدها بالحياة ، فمن الله وحده أستمد الفتح و العون وأرجو التسديد.
حينما نشرع في الحديث عن أسماء الله الحسنى
فلا بد لنا أولاً من معرفة اسم ( الله )

اللهُ يَا أَعْذَبَ الأَلْفَاظِ فِي لُغَتِي
وَيَا أَجَلَّ حُرُوفٍ فِي مَعَانِيهَا
اللهُ يَا أَمْتَعَ الْأَسْمَاءِ كَمْ سَعِدَتْ
نَفْسِي وَفَاضَ سُرُورِي حِينَ أَرْوِيهَا*


هلموا معي نحط ركابنا عند هذا الاسم العظيم الذي نردده مراراً و تكراراً
لنتدبره بعمق ونعيه بقوة
كي نذوق حلاوة الإيمان ولذة معرفة الله

معنى اسم الله:
هو الإله الذي تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً.
وهو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛فله الأسماء الحسنى والصفات العلى كما قال أهل العلم
والله إن القلوب لو فقهت معى اسم الله
لذابت حباً و شوقاً إليه
قد تتساءل؛

ما مميزات هذا الاسم عن غيره من الاسماء؟

1-أنه الأصل لجميع الأسماء الحسنى.
2-اقترنت به عامة الأذكار المشهورة مثل التهليل و التسبيح والتحميد و الحوقلة.
3- أنه أكثر الاسماء وروداً في القرآن.
4-هو الاسم الذي به شهادة الإسلام ولا ينتقل الكافر من كفره إلى الاسلام إلا بذكره.

وروده في القرآن و السنة :
ذكر اسم الله في القرآن 2699مرة ، يعني حينما نقرأ وردنا من القرآن فنحن نمر على هذا العدد الهائل من هذا الاسم
لكن يبقى السؤال:
هل تدبرناه ؟
هل تذوقنا معناه؟
-أخبر الله عن نفسه قائلاً عن أهل الإيمان أنهم ( إذا ذكر الله وجلت قلوبهم)( الأنفال2)
وقال تعالى ( و على الله فليتوكل المؤمنون) (التغابن١٣)
فمن أراد أن يتوكل فليوجه طاقة قلبه في التوكل على الله وحده.

كيف نتعايش مع هذا الاسم؟

1-عوِّد نفسك حينما تقول اسم الله أن تقوله بتدبر و تفهم و حب عميق.
مثال :
حينما تدعو الله استشعر معنى كلمة الله.

2-ردد الأذكار التي فيها اسم الله بفهم عميق

أذكار الصباح و المساء و ما بعد الصلاة كلها فيها اسم الله فاذكروها بفهم.
3-حينما تقرأ وردك اليومي وتقف عند كلمة الله
انظر ما الأثر الذي يشعر به قلبك؟

4-عظِّم الله في قلبك و لا تكثر من الحلف به على كل شيء.
استشعر أن الله عظيم وأنه لا يحق لك أن تحلف دائماً على أمور تافهة لا تستحق.

5-اجعل حبك و شوقك وهمك كله لله وحده و اجمع قلبك عليه.

6- ضع معرفة الله على قائمة أولوياتك .

أحبتي ..
من الآن اعزموا على معرفة الله
فكل أبواب معرفته مشرعة على مصراعيها.
أسأل الله لي و لكم علماً نافعاً
و عملاً بهذا العلم
وترقبوا معي
الشروحات القادمة لأسماء الله الحسنى
كونوا بالقرب


رب العالمين

(رب العالمين) حينما يغوص القلب باسمه الرب

كنت أتحدث مع قريبتي التي ذهبت للعلاج مع جدتها في الخارج ،

فقالت لي: استشعرت اسم الله الرب في الغربة وتعلمت أموراً لم أتعلمها في بلدي.
كان حديثها بالنسبة لي إشارة مباشرة لأن نتعرف عن اسم الله ( الرب )
حيث مكثت أتأمل في عبارتها فقلت:
سبحان الله الرب , الذي يقدر لعباده الأقدار بنوعيها ( الشاقة والسعيدة ),
ليستخرج منهم عبوديتهم له سبحانه
وحتى يستشعروا أنه هو الرب الذي لا بد أن تتعلق قلوبهم به..
إننا كثيراً ما نردد ( يارب .. الله ربي .. رباني الله )
وعلى ذلك نحتاج أن نتعرف عن معنى اسم الله ( الرب ),
وكيف نعمل بمقتضى هذا الاسم ونتلذذ بمعايشته..
هيا ..
لنفتح القلوب .. ونفرغ النفوس لاستقبال هذه الكلمات
علها تطرق سويداء قلوبنا.. ويكون لها أعمق الأثر..
نبدأ بسم الله متوكلين على الفتاح الذي يفتح لعباده كل المغاليق
ويفتح القلوب لمعرفته
إننا كثيراً ما نردد ( الحمدلله رب العالمين) فما معناها؟

لغة : الرب هو الذي يربي غيره و ينشئه شيئاً فشيئاً
و يطلق على المالك و السيد و المدبر و المربي و القيم و المنعم
يقول العلامة السعدي رحمه الله:
الرب هو المربي جميع عباده بالتدبير و أصناف النعم
حيث دائما ما نحصر التربية على الأم و الأب و المعلم أو الشيخ المربي أو الداعية
ولكن لو ذهبنا للأصل و فهمنا اسم الله الرب
سنعلم أن هؤلاء ( أسباب )
لكن المربي على الحقيقة هو الله
فنحن جميعاً يربينا الله , ستقول كيف؟

اقرأوا معي هذه الكلمات للشيخ السعدي رحمة الله عليه:
تربية الله لخلقه نوعان عامة و خاصة

فالعامة : هي خلقه للمخلوقين و رزقهم و هدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا.

والخاصة : تربيته لأوليائه فيربيهم بالإيمان و يوفقهم له و يكمله هم و يدفع عنهم الصوارف، و العوائق الحائلة بينهم و بينه ، و حقيقتها التوفيق لكل خير و العصمة عن كل شر .
انتهى كلامه رحمه الله

لاحظوا معي في تربية الله العامة ,
أنه يربي جميع المخلوقين “كافرهم و مسلمهم”
يرعاهم جميعهم ويرزقهم ويعتني بهم .

و في التربية الخاصة :
“هي تربيته لأوليائه الذين يحبهم ويحبونه”
أي الذين تقربوا منه بقوة و صار همهم رضاه
“يربيهم بإيمانهم”
أي يختبرهم و يصنع لهم المواقف ليرى مدى قوة إيمانهم
ولننتبه على نقطة مهمة جداً
أن كل انسان يتعرض لتربية الله الرب بحسب إيمانه
فقد يضعك الله في موقف و يضع صاحبك في نفسه
لكنه يربيك تربية تختلف عن تربية الله لصاحبك
لأن كل منكما إيمانه يختلف عن الآخر
إذ أن الله الرب يوفق أوليائه للإيمان
كأن ترى أن الله قد رزقك حباً عظيماً للقرآن فهذا من توفيق الله الرب
“و يكمله لهم” :
أي قد يكون هناك قصور في يقينك في أمور من الأمور و الله الرب يكمل لك يقينك به فهذا من اسم الرب
“و يدفع الصوارف و العوائق الحائلة بينهم و بينه”..

كيف ذلك؟
قد يتعلق قلبك بابن و يتسبب هذا التعلق ببعدك عن الله
فيربيك الله إما بموته أو ببعده عنك
لأن الله يعلم أن هذه المحبة الكبيرة لهذا الابن قد حالت بينك وبينه مما تسبب بدمار قلبك .
وربما يخطر على أذهاننا سؤال واقعي عملي..

ألا وهو : كيف نتعايش مع اسم الله الرب؟
1- تعلم العلم الشرعي النافع و اعلم أنه أعظم تربية لك
2- اعلم أن الله هو الذي يربيك و يربي من حولك و يربي أبنائك ،
لذلك إذا ابتليت بصعوبة تربية أبنائك فارفع يديك لله الرب
و اطلب منه أن يربيهم التربية التي ترضيه عنهم و يعينك على تربيتهم.
3- تبصر بالمواقف و الأقدار التي تقدر عليك و استشعر انها مليئة بتربية الله لك ، و اطلب من الرب أن يبصرك بها
4- كن مربياً فاضلاً لأبنائك ومن حولك و اطلب من الرب أن يعطيك الأسلوب الحسن في التربية
5- ربِّ نفسك على الطاعة و المجاهدة ، وحينما تبتلى بالذنوب ربِّ نفسك بالتوبة

ختاماً ..
هناك مواقف كثيرة تحصل لنا في اليوم و الليلة مليئة بتربية الله لنا
و لكن هل نفهم و نستشعر أن الله يربينا أم أننا لا نعي لذلك؟
الله الرب يربيك بكلمة قلتها للناس ثم يختبرك هل عملت بها؟
الله الرب هو الذي يربيك برزق لطالما انتظرته
الرب الذي يربيك بسوء أخلاق البعض
الرب الذي يربيك بابتلاء شاق
كلما ازددنا فهماً و عبادةً و دعاءً لله باسمه الرب فإنه – سبحانه – بلا شك يعطينا البصيرة به
نحتاج أن نفهم تربية الله الرب لنا ومراده من أقداره علينا
ارفع يديك و قل يارب ثم سمِّي حاجتك.



الصمد


-تأملات في اسم الله( الصمد)

منذ صغرنا ونحن نردد سورة الإخلاص ونقول ” الله الصمد “
هلا تساءلنا قليلاً :
ما معنى الصمد؟
وكيف لنا أن نتعبده باسمه الصمد؟
هل تريد أن تروي قلبك بمعرفة هذا الاسم العظيم؟

إذن..
هيا لنبدأ على بركة الله بتأمل اسم الله الصمد
سائلين الله الفتاح الفتح و التسديد

الصمد لغةً:
السيد المطاع الذي لا ينقضي دونه أمر
قيل: هو الذي يصمد إليه الحوائج أي يقصد
وقيل هو الذي ليس بأجوف أي لا يأكل و لا يشرب

الصمد كما قال أهل العلم:
الذي لم يلد ولم يولد المستغني عن كل أحد المحتاج إليه كل أحد
وهو الذي له الكمال في العلم و الحكمة و القدرة و العزة
و تصمد إليه جميع الكائنات أي تقصده
و هو الباقي بعد الفناء و الذي لا يأكل و لا يشرب
الدليل
ورد في القرآن وفي السنة

أولاً: في القرآن

ذكر اسم الله الصمد في القرآن مرة واحدة في سورة الاخلاص
(قل هو الله احد الله الصمد)
ثانياً : في السنة
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ : ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ” , فَقَالَ : ” لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ” .أخرجه أبو داود
قال السعدي رحمه الله في تفسيره : (الله الصمد )أي المقصود في جميع الحوائج.

وعلى هذا التفسير
سأكتفي في هذه التدوينة بشرح هذا المعنى فقط
إن هذه العبارة لو طبقت في حياتنا
وفي جميع تفاصيل أمورنا الدينية و الدنيوية لاستقامت حياتنا والله ..
أنا و أنت يا من نعبد الله الصمد و نردد في أذكار الصباح و المساء و وبعد الصلاة
بل ونقرأ أحيانا في صلاتنا سورة الإخلاص
و نقول (الله الصمد)

أين أثر اسم الله الصمد في أعماق قلوبنا ؟
أين نحن من التطبيق العملي الفعلي لاسم الله الصمد
حينما تأججججججججججججنا الكروب؟
أو تطرقنا الحاجة؟
أو في أعمالنا اليومية سواء من تعبد بأمر ديني
أو عمل دنيوي نريده ؟
ولو سألتك : ماذا تريد من الدنيا و الدين؟
لسردت لي قائمة طويلة من الأمنيات و الحاجات التي تدور عليها آمالك.
حسناً ؛
هل رفعتها لله الصمد ؟
هل دعوته بقلب منكسر موقن به؟
هل استشعرت أنه هو وحده الذي يقضي الحاجات
هل قلبك متعلق به؟
الله الصمد
هو الذي يقصد كل محب له لينال حبه و ولايته.
هو الذي يدعوه كل محتاج ليعطيه سؤله.
هو الذي يرجع إليه كل مذنب ليتوب عليه.
حينما ترفع دعواتك لله
تذكر أنه صمد
وعندما ترى أهل الدنيا
يرفعون حاجاتهم للبشر فكن أقوى منهم
برفع حاجاتك لرب البشر

لنتأمل سوياً هذه القصة:
عاشت إحداهن مع زوجها 9 سنوات
ولم يرزقوا بذرية ذهبت للأطباء وأكثرت العلاجات
لكن لا فائدة وكانت في رحلة دراسية مع زوجها في أمريكا
و في نهاية المطاف
قال الدكتور للأسف لا فائدة من العلاج
لن تحملي أبداً
و تفضلي شهادة تبني
و اذهبي لأي ملجأ لكي تتمكنوا من التبني
تقول: صدمت و حزنت
فما كان من زوجي
إلا أن يقصد الله ويدلني على ذلك
و أصبح يوقظني ليلا
للقيام و الاستغفار
كنت أراه يبكي و يدعو الله
و تركنا العلاج
و قصدنا الصمد
فما كان من الصمد
إلا أن يعطينا حاجتنا
و بعد فترة قصيرة
حملت بفضل الله
و ذهبت لزوجي في الجامعة
وأخذته وأخبرته بالخبر
فما كان منه إلا أن نزل من السيارة
عندما أوقفتنا إشارة المرور
و خر ساجداً لله في إحدى شوارع أمريكا
و ذهبنا للدكتور لننخبره وتعجب أشد العحب
فسبحان الله الصمد
بعد كل هذا

قد تتساءل:
كيف نتعايش مع اسم الصمد؟

1- اقصد الله في كل حاجاتك الصغيرة و الكبيرة
،وعوِّد نفسك على قصد الصمد في الأمور الصغيرة كي توفق في قصدة بالأمور الكبيرة.
2- استشعر معنى الصمد حينما تقرأ سورة الاخلاص قف و تأمل بقلبك.
3- علِّم أطفالك اسم الله الصمد كي يقصدوه.
4- ادع الله دائماً باسمه الصمد.
5- تذكر أن ابتلاءاتك و أقدارك التي تحصل لك هي رسائل من الله لتتعبد باسمه الصمد و ترجع إليه.
6- لا تذل نفسك للبشر حينما تريد ماتريد، اجعل ذلك كله لله وسيسخرهم لك.
ها قد ذكرت لكم معنى اسم الله الصمد ..
والآن حان التطبيق ..
وحان ترجمة هذا العلم إلى عمل ..
خذ بنفسك..
وقل لها من الآن :
سأعمل باسم الله الصمد
لأن حاجاتي كلها بيده
ولأنه لا مقصود بالحوائج ومعطي لها إلا الله
فهيا يا نفس لنعمل ونثق به
ونعتمد عليه
وحقاً ستنقلب حياتي لجنة هانئة.

عزيزي القارئ ؛
صغيراً كنت أم كبيراً لابد أنك تتوق لأن تتذوق لذة معرفة الله بأسماءه الحسنى
التي من حُرمها فقد حُرم خيراً عظيماً ونعيماً كبيراً..
لا زالت الفرصة متاحة أمامك والأبواب مشرعة
لأن نبدأ في تدارس هذه الأسماء وتطبيقها بشكل عملي في حياتك
ولنستمد منها زاداً لحاضرك وقوة لمستقبلك.
فكونوا بالقرب..


الجبار

-لكل مكسور إنه الجبار (ج١)

من خلال تأملي لأحوال الناس رأيت أن القلوب تميل لما يقربها إلى الله
وكذلك تميل لما يلامس دواخلها من هموم وغموم
لذلك أكتب اليوم هذه التدوينة التي أعتبرها بمثابة رسالة
لكل قلب مكسور..
لكل قلب يحتاج لمعرفة الله الجبار

الجبار لغة:
1-أن يغنى الرجل من فقر أو يجبر عظمه من كسر وهذا من الإصلاح .
2– الإكراه والقهر .
3- العز والإمتناع . ومنه نخلة جبارة وهى ما طالت وفاتت اليد.
الجبار في قول أهل العلم
قال السعدي:
(الْجَبَّارُ)الذي قهر جميع العباد، وأذعن له سائر الخلق،
الذي يجبر الكسير، ويغني الفقير .

وروده في القرآن:
ورد في القرآن في موضع واحد في أواخر سورة الحشر: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }الحشر

وروده في السنة :
ورد في السنة في أدلة كثيرة منها ما رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري
أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
” تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة ، يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر ، نزلا لأهل الجنة “.

قال ابن القيم في معنى اسم الله الجبار:
وكذلك الجبار في أوصافه = والجبر في أوصافه قسمانِ
جبر الضعيف وكل قلب قد غدا = ذا كسرة فالجبر منه دانِ
والثاني جبر القهر بالعز الذي = لا ينبغي لسواه من إنسانِ
وله مسمى ثالث وهو العلو = فليس يدنو منه إنسانِ
من قولهم جبارة للنخلة العلــ = ــيا التي فاقت كل بنانِ
و سأقوم في هذا الجزء من التدوينة بالتركيز على شرح معنى:
( جبر الله للقلوب المكسورة )

وسأفرده بالشرح والتأمل..
إننا لو تأملنا حياتنا و أقدارنا و ما يحدث لنا بعمق
سنرى أننا نعيش بين جبر و كسر
فما أحوجنا لأن نتدبر اسم الله الجبار لنتعبد الله به
حيث أن “شعور الكسر” يدور على محاور عدة . أهمها:

الفقر والمرض الخسارة والفشل والحزن
– قد تبتلى بمرض أو يبتلى من تحب به
أو تشعر بالفقر تجاه حاجة معينة
أو تفشل في أمر ما
أو تحزن على شيء ما
من الطبيعي جداً أن نتعرض لإحدى هذه المشاعر ولا يخلو منها أحد
ولو طلبت منك أن تصف لي شعورك؟
لقلت:
شعوري هو مزيج من حزن يعقبه ضيق فانكسار ثم ألم
لكن لو سألتك :
صف لي حاجة قلبك؟

لأجبت:
أريد الله أن يجبر قلبي
وهنا تكمن الحاجة في أن تتذلل لله لتدعوه باسمه الجبار
كيف نتعايش مع اسم الله الجبار؟
١. حينما تنكسر لله الجبار فاعلم وتيقن أنه لاشك سيجبرك بغض النظر عن الطريقة التي سيجبرك بها.

٢. الله الجبار هو الذي يكسر قلبك لتلوذ به بقوة و بمقدار الكسر يكون الجبر
مثال :
هناك رجل ابتلاه الله بابتلاء شديد وهو خسارته في مشروع تجاري




علماً بأنه رجل غني جداً
فقالت زوجته :
والله حينما جلسنا ندعو الله جاء إلينا أحدهم بضعف ماخسر زوجي ليعطيه هبة
و قام زوجي بالتجارة وربح أضعاف ماخسر
لنتأمل هذا المثال ونرى مدى جبر الله له..
أرأيت مدى انكساره و خسارته؟
أرأيت مدى تعويض الله له ؟
إننا قد نشعر بالعجز والألم بسبب عظم مصابنا
لكن تأكد و ثق بأنه على قدر الكسر يكون الجبر

٣. قد تشعر بشعور النقص لأنك تفقد الرزق الفلاني أو النعمة الفلانية ،
لذلك من الجميل أن تقوم بتحويل نقصك لدعاء الله الجبار أن يجبرك
واحذر أن يتحول نقصك لإمداد عينك في النظر على أرزاق الآخرين
( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم )

٤. كن متيقنا و واثقاً أن الله لا يرد مكسوراً رجع إليه و دعاه أن يجبره ،
فاحذر من كيد الشيطان و من كيد نفسك حينما يحبطانك ويشعرانك باليأس من جبر الله لك ،
كن متيقناً وتعامل مع الله بالثقة فيه و بوعده.

٥. استشعر أنه من تمام عبوديتك أن تنكسر لله عزوجل ،
ولا تنتظر مصيبة تحل بك كي تنكسر له ، افتقر إليه و اكسر نفسك له.
إننا في حياتنا قد نصادف قلوباً كسيرة لكنها حائرة ..
تعاظم عليها الخطب وضاقت عليها الأرض من كل اتجاه..

هذه القلوب لها علينا حق الدلالة والإرشاد .. لذلك أتساءل:
كيف يكون تعاملنا مع ذوي القلوب المكسورة؟
هل ساهمنا بجبرهم و بإرشادهم لله الجبار ؟
في المقابل؛
• احذر أن تكون سبباً في كسر القلوب
• اطلب من الله الجبر لكل أمورك المكسورة وأكثر من يا جبار اجبرني
• تذكر أن الجنة هي دار الجبر الكامل و فيها ستجبر جميع أحوالنا المكسورة
وقد خصص الله كثيراً من الوعود بالجنة لذوي الابتلاءات العظيمة

لكل القلوب التي تود أن تتعرف على أسماء الله الحسنى

في الختام أقول:
قوة معرفتك لاسم الله الجبار
ستصنع لك المعجزات
وستحدث تغييراً فارقاً في حياتك
و ستتضاعف سعادتك و ثقتك به
خذ هذا الاسم بقوة
و اعمل به بقوة
وادع به بقوة
وستصبح قويا مجبورا باذن الله
أسأل الله باسمه الجبار أن يجبر قلبك وأحوالك .
ألتقيكم بالجزء الثاني..
فكونوا بالقرب ..

يتب ع ...

لكل القلوب التي تود أن تتعرف على أسماء الله الحسنى

اسم الله الجبار (ج2)
حينما شرعت في كتابة الجزء الأول عن اسم الله الجبار

كنت قد نويت أن يكون جزءاً واحداً

لكني رأيت أنه من الصعب جداً اختزال هذا الاسم العظيم في عدة أسطر

وهو – برأيي – يحتاج لتأملات موسعة في عدة أجزاء و ذلك لحاجة القلوب الماسة إليه

ولا أخفيكم حقيقة أني دهشت بصراحة بالصدى الرائع و الانتشار الذي حققه الجزء الأول

حيث تجاوز عدد القراءات العدد المتوقع خلال يومان فقط.. و ما ذاك إلا بفضل الله عزوجل وتوفيقه

لذلك سنكمل هنا الحديث عن اسم الله الجبار لنتعرف عليه بعمق

ونروي قلوبنا من جمال هذا الاسم

لازلت أشرح المعنى الأول لاسم الله الجبار

الذي هو يجبر كسر الكسير و يغني الفقير

إذ أن هناك ثمة أقدار يكتبها الله عليك لتنكسر إليه و من ثم يجبرك بحكمته وفضله

إنها تربية ربانية .. وحكمة إلهية تخفى علينا دوافعها وأسبابها

لذلك يجب أن نقف أمامها مستسلمين ومتعبدين لله باسمه الرب1*

هذه الانكسارات التي نتعرض لها ما هي إلا ابتلاء من الله عز وجل ليرجعنا إليه و ليكرمنا بجبره

و سأذكر لكم بعضاً من انكساراتنا في هذه الحياة و كيف نستطيع

أن نتعايش فيها مع اسم الله الجبار كي يكون بلسماً لقلوبنا وشفاءً لجروحنا

1. كسر الفقد

قد يقدر الله عليك أن تفقد شخصاً مقرباً لم تعتقد أن تفقده يوماً ما

وأنت كبشر ستتألم و تحزن و تبكي و لا عيب في التعبير عن المشاعر والحزن مثال :

حينما فقدت أم سلمة رضي الله عنها زوجها أبي سلمة بسبب وفاته

جبر الله كسرها و عوضها بمن خير منه وخير من جميع الرجال النبي صلى الله عليه و سلم

هي قد كسرها الفقد فلجأت للجبار و استرجعت

فجُبِرَت بخير الرجال محمد صلى الله عليه وسلم هنا أنت بأشد الحاجة للتعلق بالله الجبار أن يجبر كسر قلبك اجعل روحك تلوذ بالجبار

ابكِ بين يديه .. ناجه.. ادعه وسترى الجبر والعوض الحقيقي


2. كسر الغربة

إن البعد عن الوطن لفترة طويلة سواء للعمل أو الدراسة أو العلاج أو بسبب الحروب

به من الألم الشيء الكثير و به من الانكسار الذي لا يعرفه إلا من جربه

ولذلك كان دعاء المسافر مستجاب لافتقاده الأمن و الاستقرار و لانكساره , حتى وإن كان السفر للسياحة لذلك تأمل دعاء السفر

وقف عند ( اللهم أنت الصاحب في السفر ) فصحبة الله لعبده المكسور جبر عظيم

فإن كنت مبتلى بالغربة فاجعل من غربتك فرصة كبيرة للتقرب من الله

و لطلب الجبر منه و العوض منه في فقد الأحباب و الأوطان اجعل من انكسارك رفعة لإيمانك

وادع الله باسمه الجبار في كل وقت وعايشه في كل لحظة

لتسكن روحك وتهدأ وتشعر بمزيد من الثقة والتوكل


3. كسر المرض

يكسر المرض صاحبه و يؤلم قلبه كما يؤلم جسده فكسر المرض أليم جداً

مثال : هناك رجل ابتلي بالمرض الذي أقعده عن الحركة

فكان من جبر الله الجبار له أن حفظ كتاب الله كاملاً فكان كسر المرض جبر عظيم له

إن كنت كذلك فتعايش مع اسم الله الجبار

واطلب منه أن يجبر كسرك بالشفاء و بالمعية وتذكر أنه كلما كسرك المرض و اشتد بك الخطب فإنه حريٌّ بك أن تقوي نفسك بالجبار جل في علاه


4. كسر المعصية

إن العبد المؤمن المحب لله حينما يفرط و يعصي و يذنب

تكسره المعصية فيبكي و يندم و يحزن و من عمق هذا الكسر تنشأ التوبة

مثال : كان شابة بعيدة عن ربها وقدر الله لها التوبة و الرجوع إليه

انكسرت كثيراً في بداية توبتها و ندمت على ما فرطت به

ثم أصبحت امرأة صالحة قوامة صوامة طالبة للعلم محبة للدعوة

إننا ننكسر بالذنب و نُجبَر بالتوبة و العودة إلى الله عزوجل

ولنعقد النية على أن نحيل انكسار قلوبنا إلى توبة صادقة ورجوع جميل لله عزوجل


5. كسر الفشل

قد تبتلى بالفشل في الدراسة أو في مشروع تجاري أو في علاقة زوجية ..

فتنكسر مشاعرك و تشعر أنك فشلت و لم تحقق النجاح الذي تريده

إنك إن كنت قد مررت بهذا النوع من الفشل

فاعلم أن معرفتك باسمه الجبار سيخرجك من هذا الإحساس المحبط وسيوصلك لبوابة النجاح بإذن الله

قالت لي إحداهن :

أن هناك فتاة خرجت من المدرسة في طفولتها بعد ظروفها القاسية

وحينما كبرت عادت للدراسة ثم كافحت حتى أصبحت الآن طالبة في الطب بالرغم من كبر سنها .. وهناك أخرى كانت تقوم بتنظيف مكاتب جهة رسمية فاجتهدت وقاومت

حتى تحصلت على درجة الدكتوراه وأصبحت رئيسة لمن كانت تنظف لهم..


6. كسر الابتلاء

هناك ابتلاءات أخرى قد لا تفند ضمن الأقسام السابقة

لكنها تكسر القلب و تتعب الروح

فإن كنت تمر بنوع من الابتلاءات التي ترى أنها قاسية و خفية

فاعلم أن معرفتك الآن لله الجبار هي فرصتك للنجاة منها

إذا كنت قد ابتليت بإحدى هذه الأنواع من الكسر
فأنصحك بما يلي:


1- اجعل بلاءك و انكسارك حياة جديدة لك مع الله وحوِّل المحنة إلى منحة للتعرف على اسم الله الجبار

2- تيقن أنه لا جبار إلا الله فلا تتصور أن جبر كسرك بيد الناس فتركض ورائهم ليجبروك

3- لا تستعجل الجبر فقد يكون الخير في تأخر الجبر والفرج فالله حكيم جبار

4- ثق بأن الفرج من الله سيأتي مع حسن الظن به فكيف تريد أن يفرج عنك و يجبرك و أنت تكرر بقلبك و لسانك أن مشكلتك لن تُـحَل وبلاءك لا حل له؟

5-أوصيك بتدبر القرآن بصورة عامة و تدبر سورة يوسف بصورة خاصة لما فيها قصة يوسف من معاني الجبر
والفرج بعد الشدة الشيء الكثير .

لكل القلوب التي تود أن تتعرف على أسماء الله الحسنى

في الختام ..

أريد أن أطلب منك طلباً ..أحضر ورقة و قلم .. واجلس مع نفسك.. واكتب لنفسك خطة للعلاج بالشفاء باسم الله الجبار

أسأل الله الجبار أن يجبر القلوب المنكسرة .. وأن يفيض عليها من لطفه و جبره ورحماته

كونوا بالقرب في الجزء الثالث و الأخير

يتب ع...

لكل القلوب التي تود أن تتعرف على أسماء الله الحسنى

اللطيف

عندما يلطف بك اللطيف

كنت مع أخواتي في الله نتدراس اسم الله اللطيف و نتحدث عن كيفية تطبيقه في واقعنا بعمق،
فقالت إحدى الأخوات:
“اللطيف هو الذي يلطف بأبنائنا حينما نأتي للعمل ثم نتركهم مع الخادمات”
قالتها بتدبر عميق لاسم الله اللطيف ثم انصرفت لتذهب إلى المنزل،
لم يقف الموقف عند هذا الحد ؛
لقد عادت للمنزل فإذا بالعاملة خائفة متوترة،
ثم أتت إليها أم زوجها لتحكي لها ما حصل و تذكرها بسجود الشكر
وتخبرها أن طفلها الصغير كان مع الخادمة في المطبخ و سقط الموقد بجانبه
لكن لم يصاب الطفل بأذى لأن اللطيف لطف به .
نحن نعيش في لطف الله الذي يحتوينا بعدد أنفاسنا
ولولا لطف الله لهلكنا و تدمرت حياتنا
ولكن الله لايزال يلطف بنا و يكرمنا بخفي لطفه
هنا في هذه التدوينة سنتحدث عن اسم اللطيف
و كأننا نضع هذا الإسم تحت المجهر..

اللطيف لغة :
قال ابن منظور في اللسان :
قال أَبو عمرو: اللطيف الذي يوصل إِلـيك أَربك فـي رِفْق، واللُّطفُ من الله تعالـى: التوفـيق والعِصمة، وقال ابن الأَثـير فـي تفسيره: اللَّطِيف هو الذي اجتمع له الرِّفق فـي الفعل والعلـمُ بدقائق الـمصالـح وإِيصالها إِلـى من قدَّرها له من خـلقه.
ورد هذا الاسم في القرآن سبع مرات منها:

1- (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الأنعام (103)
2- (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الملك (14)
3- (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) يوسف (100

اللطيف باصطلاح العلماء:

قال الشيخ السعدي في تفسيره:
(اللطيف الذي أحاط علمه بالسرائر والخفايا وأدرك الخبايا والبواطن والأمور الدقيقة ،
اللطيف بعباده المؤمنين الموصل إليهم مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لا يشعرون بها ،
فهو بمعنى الخبير و بمعنى الرؤوف)
هنا يتبين لنا أن اسم الله اللطيف يحمل 3 معاني:
1- الذي لا يخفى عليه شيء أي بمعنى العليم
2- البر بعباده الذي يلطف ويرفق بهم من حيث لا يعلمون و يرزقهم من حيث لا يحتسبون (سأركز على هذا المعنى)
3- هو الذي لطف عن أن يدرك بالكيفية .


ربما تتساءل:
“حينما ادع الله وأقول يارب ألطف بي ، فما يعني هذا الدعاء؟”
ستجد الإجابة في قول الشيخ السعدي رحمه الله:
فاعلم أن اللطف الذي يطلبه العباد من الله بلسان المقال ولسان الحال هو من الرحمة بل هو رحمة خاصة فالرحمة التي تصل العبد من حيث لا يشعر بها أو لا يشعر بأسبابها هي اللطف فإذا قال العبد : يا لطيف ألطف بي أو لي أسألك لطفك فمعناه : تولني ولاية خاصة بها تصلح أحوالي الظاهرة والباطنة وبها تندفع عني جميع المكروهات من الأمور الداخلية والخارجية فالأمور الداخلية لطف بالعبد والأمور الخارجية لطف للعبد , فإذا يسر الله عبده وسهل طريق الخير و أعانه عليه فقد لطف به وإذا قيض الله له أسباباً خارجية غير داخلة تحت قدرة العبد فيها صلاحه فقد لطف له ،

(المواهب الربانية/ مبحث في لطف الله)
حينما أتحدث عن لطف الله عزوجل فأنا أتحدث عن عنايته البالغة بنا ،
هذه العناية التي لا تستطيع حتى الأم الحنونه أن تعتني بأبنائها كذلك ..
نحن نتقلب في لطف الله اللطيف ليل و نهار و لكن هل تبصر قلوبنا لطفه ؟
و هل نستشعر معاني لطفه؟
أليس من لطف الله ؟
أن ترى أن الله سبحانه يقدر لك الأقدار التي تبعدك عن الشر و السوء
أليس من لطف الله ؟
أن يبعد عنك من تحب لصلاح قلبك و أحوالك
أليس من لطف الله ؟
حينما يعتني بك من الطفولة و يضعك في بيئة صالحة ليؤهلك لمكانة راقية
أليس من لطف الله ؟
أن يبتليك ليُرقّيك
أليس من لطف الله ؟
حينما يفتح عليك بمجاهدة نفسك الأمور بالسوء ليقويك
أليس من لطف الله ؟
حينما يبعد عنك الأمر الذي تريده و تبكي لبعده و هو يعلم أنه شر لا تعلم أنه شر
أليس من لطف الله ؟
حينما يعلم أن قلبك رقيق جداً فيعطيك الابتلاء الذي تقدر عليه ،
و يعلم أن غيرك قلبه قوي فيعطيه الابتلاء الذي يقدر عليه
أليس من لطف الله ؟
أن يفتح لك باب التوبة و التضرع و الابتهال بعد المعاصي التي قرصت قلبك
أليس من لطف الله ؟
حينما يقدر عليك الابتلاء المؤلم ليكون مَعبراً للخير المحض
و عندما يقربك الله من أناس معينون لأنه يعلم أن صحبتهم خير لك
و يبعدك عن أناس آخرون لأنه يعلم أنهم شر عليك!
أليس من لطف الله ؟
أن تحمل هم الرزق و هو يوصله لك بلطف لا مثيل له
إنه يلطف بك من نفسك ومن الناس و من الحياة و من الابتلاءات..
فهل أبصر قلبك هذا اللطف؟
وكي تبصر هذا اللطف لابد أن تتعايش مع الاسم الله اللطيف،

وذلك بتطبيق الخطوات التالية:

1- في البداية أنصح الجميع بقراءة مبحث عظيم جليل في لطف الله ـ سبحانه وتعالى ـ بعبده
للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي
من كتابه القيم : المواهب الربانية ستجدون به كلاماً مفصلاً عن لطف الله عزوجل بعبده

2- زيادة إيمانك بالله يعني زيادة لطف الله بك ، إذا كلما قمت بعمل الطاعات التي تزيد إيمانك فإن لطف الله سيزداد لك

3- اطلب من الله البصير أن يبصرك بلطفه لأنك إذا أبصرت لطفه أبصرت الخير كله

4- اربط أقدارك التي تستشعر بها لطف الله بالله اللطيف

5- اطلب من الله لطفه دوماً و بإلحاح

6- كن لطيفاً مع الآخرين لله ، ولأن نصيبك من اسم الله اللطيف بلطفك في التعامل مع الناس.

لكل القلوب التي تود أن تتعرف على أسماء الله الحسنى

ختاماً ..
تقف حروفي خجلى أمام لطف الله و الحديث عنه
لكني أسأل الله اللطيف أن يلطف بكم و بقلوبكم
وأن يبصركم بلطفه
و يمن عليكم بألطاف لا تنقطع
دمتم منعمين بلطفه متبصرين به

يتب ع..



لكل القلوب التي تود أن تتعرف على أسماء الله الحسنى

المستعان

تعرف على (المستعان) و لُذ به

إننا في كل صلاة نقرأ سورة الفاتحة ونردد ( إياك نستعين )
لكن؛
هل نحن فعلاً نستعين بالله “المستعان” ؟
كيف نستعين به ؟
ولماذا نستعين ؟
وكيف لنا أن نملأ حياتنا بالاستعانة ؟
وماذا سيحدث إذا استعنا بالله ؟

سنتعرف في التدوينة على كل ذلك بإذن الله ..
الاستعانة لغة : طلب العون ، قال تعالى: ( واستعينوا بالصبر و الصلاة) البقرة 45
الدليل: ورد في القرآن مرتين
( فصبر جميل و الله المستعان على ما تصفون ) يوسف 18
( قال رب احكم بالحق و ربنا الرحمن المستعان على ما تصفون ) الأنبياء 112
في اصطلاح العلماء :
• المستعان: هو الذي يستعين به عباده في الأمور كلها من دفع شر
أو جلب خير أو طلب رزق (الوجيز/ محمد الكوس).
حوائجنا كثيرة ، لكننا حينما نتفحصها سنراها تدور في محورين “جلب خير و دفع شر” أليس كذلك؟
حيث أننا كثيراً ما نتساءل :
كيف أجلب لنفسي الرزق الفلاني الذي انتظرته منذ سنوات ؟
و كيف لي أيضاً أن أصرف عن نفسي وعن ذريتي السوء الذي أخشاه ؟

إننا نشعر أحياناً بالعجز أو الخوف أو القلق
لأننا نستعين ببشريتنا التي قد تخذلنا أحياناً
لكن حينما يسكن في قلبك إيمانك القوي باسم الله المستعان
ستشعر بالراحة العميقة التي لا مثيل لها

هل تعلم أنك إذا تعبدت الله باسمه المستعان ستهدأ نفسك؟
هل تعلم أن هذا الاسم قادر على تغيير حياتك بأكملها؟
هل تعلم أنك لن تضيع أبداً ما دمت تعبد المستعان؟


لنغوص أكثر في معنى “المستعان”
المستعان هو الذي يعينك حينما تشعر بضعف في العبادة أو ثقل في الطاعة
كأن تشعر أن الصلاة ثقيلة على نفسك
أو صعوبة في حفظ القرآن
اطلب من المستعان أن يعينك وقل يا مستعان أعني على هذه الطاعة
حتماً سترى إعانته لك
وثق إن طلبت من المستعان العون على الطاعة لن يخذلك أبدا
المستعان هو الذي يعين قلبك على تحمل البلاء
وكلنا يعرف أن البلاء مؤلم للقلب
فالصبر و الرضا لا يأتيان من فراغ
لذلك نحتاج لعون من الله المستعان كي نصبر و نرضى
فإن ابتليت بابتلاءٍ ما اطلب من المستعان أن يعينك على الصبر و الرضا
و ثق و تأكد أنه سيمدك بعونه
المستعان هو الذي يعين عبده على أن يرتقي بنفسه و يغيرها للأفضل
حيث أن البعض يريد التغيير و ترقية النفس و تربيتها على الأخلاق الفاضلة
لكنه يقول صعب و لا أستطيع
هنا نقول له “عد للمستعان” و اطلب منه العون على التغيير
و انظر بعينك كيف سيعنيك الله..
المستعان هو الذي يعينك على صعوبات الحياة
كبداية حياة جديدة أو تربية الأطفال أو الدراسة
أو مزاولة عمل أو غربة أو فقد
اطلب من الله المستعان العون
وحقا عليه أن يمدك به ويسددك في كل خطواتك
المستعان هو الذي يعين جسدك الضعيف على تحمل المرض
إذ أن المرض ابتلاء عظيم فإن ابتليت به اطلب من المستعان أن يعينك على مقاومته
ثم على الصبر و التحمل.
المستعان هو الذي يعينك على جلب الرزق
ولأننا “بشر” يرهقنا تأخر الأرزاق
فإن ابتليت بهذا التأخر
اطلب من المستعان أن يعينك على حصول الرزق الذي تريد
وسيأتي به الله سريعاً إن شاء الله
المستعان هو الذي يحفظك ويبعد عنك السوء
حيث نخاف أحيانا من أنواع الشر كالحوادث أو السرقات أو فواجع الحياة
استعن بالله المستعان حتى يعينك على دفع الشر و السوء
المستعان هو الذي ينتشلك من دوامة الوسوسة و الأفكار السلبية
التي قد تودي بحياتك -حينما توغل فيها-
لذلك اطلب من المستعان العون عليها
واحرص على أذكارك وتنفَّس بقراءة القرآن
حتماً ؛ سيعينك المستعان ويبعد عنك الضر ويشفيك من كل سوء

كيف نستعين بالله؟
نستعين أولاً باعترافنا بضعفنا لله عزوجل
وطلبنا منه العون في جميع تفاصيل أمورنا
بحركتنا وسكناتنا
حتى فيما نستطيع لابد أن نستعين بالله
لأن استطاعنا للأشياء هي من عون الله لنا
قالت لي أحداهن : “أيعقل أن يخطئ شخص في قراءة سورة الفاتحة؟
لقد أخطأت بها حينما وثقت بقدراتي في إحدى المسابقات”
كم كنت يا أخية بحاجة للاستعانة..!





إظهار التوقيع
توقيع : جزائرية تركية
#2

افتراضي رد: لكل القلوب التي تود أن تتعرف على أسماء الله الحسنى

يسلموا يا قمر
جعله الله في ميزان حسناتك

إظهار التوقيع
توقيع : احبك رغما عنك
#3

افتراضي رد: لكل القلوب التي تود أن تتعرف على أسماء الله الحسنى

بارك الله فيكي
إظهار التوقيع
توقيع : توتاية توتاية


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
اسباب تليين القلوب هبه شلبي المنتدي الاسلامي العام
أطعمة تحرق الدهون وتساعدك علي فقدان الوزن فتاة أنيقة طرق التخسيس وانقاص الوزن
المراهقة خصائصها ومشكلاتها Mysterious_Liberty فتيات تحت العشرين
في عالم الحيوان.. فهود بسرعة الفيراري سحورة الامورة عالم الحيوانات والطيور
ننشر نص مشروع قانون مباشرة الحقوق السياسية.. حرمان من أفسدوا الحياة السياسية سارة سرسور اخبار الانتخابات السياسية


الساعة الآن 08:08 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل