السيدة زينب رضى الله عنها
السيدة زينب رضى الله عنها
ولادتها:
هي أولى بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، من زوجته السيدة خديجة بنت خويلد، وقد رأت نور الحياة عندما كان النبي الكريم في الثلاثين من عمره، فملأت بيته أنسا وسرورا.
تزوجت من أبي العاص ابن خالتها هالة، وهو رجل مشهود له بالخلق القويم وحسن العشرة، ومن كبار رجال قريش، وأفضلهم نسبا وصيتا.
وقد أنجبت السيدة زينب من أبي العاص طفلين، هما علي بن أبي العاص، الذي توفي صبيا، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أردفه وراءه يوم الفتح، وأُمامة بنت أبي العاص التي تزوجها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
آمنت بربها واتبعت أباها الرسول منذ بدء الوحي، وآزرته ووقفت إلى جواره في جميع المواقف الصعبة التي مرت به، منذ بدأ دعوته للنور، وسط الظلام والكفر الذي كان يحيط به من كل جانب.
وحاولت دعوة زوجها للدخول في الإسلام، لكنه أبى، على الرغم من إيمانه بصدق محمد الرسول، ورغبته في إتباعه، لكنه كان يخشى معايرة قريش له، والقول إنه قد اتبع امرأته وهجر دينه ودين آبائه.
وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب، لم تلحق به، لأنها كانت آمنة في بيت زوجها، وكانت تتمنى أن تقنعه بالدخول في الإسلام.
ووقعت موقعة بدر بين المشركين والمسلمين، فاشترك أبو العاص فيها إلى جانب المشركين، ووقع أسيرا بين يدي المسلمين، فأرسلت السيدة زينب قلادة لها لفدية زوجها، فعاد إليها سالما، وطلب الرسول صلى الله عليه وسلم من أبي العاص أن يرسل إليه ابنته في يثرب، ففعل.
إسلام زوج السيدة زينب
قبل فتح مكة، كان أبو العاص عائدا بتجارة لقريش من الشام، فتعرّضت له سرية بقيادة زيد بن حارثة رضي الله عنه، فأسرت القافلة بما فيها، وهرب بعض رجالها ومن ضمنهم أبو العاص، ولكنه خشي أن يتهمه القرشيون بالاستيلاء على أموالهم، فذهب إلى يثرب وطلب من زوجته السيدة زينب أن تجيره، فأجارته، واستأذنت رسول الله في أن يرد إليه أموال القافلة، فاستشار أصحابه، فوافقوا على إعادة جميع المال إليه.
وفرح أبو العاص وأسرع إلى قريش فرد الأمانات، ثم عاد للنبي الكريم، وأعلن إسلامه بين يديه، وعاد إلى زوجته وأبنائه.
وفاة السيدة زينب رضي الله عنها
بعد عام من السعادة قضته السيدة زينب رضي الله عنها مع زوجها المسلم أبي العاص، اشتد عليها المرض، ولازمت الفراش فترة طويلة، قبل أن تجيب داعي السماء، وترحل روحها الطاهرة، إلى بارئها الحكيم، في العام الثامن للهجرة، فحزن عليها الرسول صلى الله عليها أيما حزن.