بسم الله الرحمن الرحيم
هناك شموع كثيرة تحترق ؛ لتنير طريق الأخرين ، وزهرات شباب تذبل ؛ لتفرش الدروب رياحين جميلة ، وقسمات ظهر تنطوي ؛ لتكون أساس لأجيال صاعدين ، ومرتكز لبناء درجات النجاح والتفوق ، ليجعل للنجاح أسرار ، وللحياة لذات ومعالم ترتقي بها الأمم ، لتكون صاعدة بعلمها وثقافة أجيالها وتطورها . لقد تواجد المعلم منذ القدم ؛ لينشئ الأجيال ويربهم تربية حسنة ؛ ليكون جيلا صاعدا يحمل الأمة والمجتمع على كتفيه ، ويصعد بهما نحو التقدم والرقي ، فالعلم يخرج الإنسان من متاهات الظلام ؛ ليصبح المصباح المنير لطريق العلم والازدهار . للعلم أهل يقومون به ، وللنجاح أناس يقدرون معناه ، وللإبداع أناس يحصدون خبياه ، وللتقدم ازدهار ينتظرون فحواه ، ليكون للمستحيل معنى للتحقيق ، وللإنجاز طريق مرسوم ، ليصبح المعلم شريكا في بناء الأسرة وتأسيسها والارتقاء بها ؛ لتكون الخلية الأولى في بناء المجتمع ، فإن صلحت الخلية صلح المجتمع بأكمله ، فيصبح على عاتق المعلم مهام كبيرة يجب عملها p ليساهم في إنشاء مجتمع صاعد بأفكار مليئة بالحب والتقدم والأخلاق ، لتكون السبيل لجعل الحياة أجمل بين أفراد المجتمعات والأجيال المتقدمة ، لذلك يكون المعلم له الدور الكبير في تنشئة الأمة وإصلاحها وتربيتها وتهذيبها ، لتكون أمة صالحة مزدهرة بكل أنواعها . يعود دور المعلم في تربية الأجيال تربية حسنة ، قائمة على الفضائل الحميدة والأخلاق الصالحة ، فهو المرشد والقائد لهم ، وهو القدوة ليكونوا مثله ، فعليه أن يتوافر به شروط ليكون أهلا لهذه المكانة المرموقة : يجب أن يكون المعلم صادقا بشوشا في وجه تلاميذه ؛ حتى يلمسوا به لذة التعلم والتعليم . أن يكون المعلم حكيما عادلا منصفا في حبه للآخرين ، مشجعا على العلم والتحلي بالأخلاق . أن يكون من ذوي أصحاب الرأي ؛ ليكون قادرا على فهم جميع مستويات طلابه العلمية والعملية . أن تتوافر فيه الشخصية المعتدلة والسوية ؛ ليكون قدوة حسنة لتلاميذه الصغار وكبار . بعد كل التضحيات التي يقدمها المعلم لتلاميذه قد لا يتسنى لتلاميذه شكره بشكل لائق ، فيتبادر من التلميذ شيء من العصيان ، والخروج عن طاعة المعلم ، جراء تنافر في الأراء والرغبات ، فيلجأ التلميذ لإهانة المعلم وتقصير في واجباته نحوه ؛ لتكون علاقات متوترة تتعقد بعد مرور الزمن ، فقد قيدت علاقة المعلم بتلاميذه وعلاقة تلاميذه به ببنود تسمى حقوق المعلم على طلابه ، من هذه الحقوق ما يلي :- الاحترام المتبادل ، والتقدير بين المعلم وطلابه ، فهو السيبل ليحكم علاقة الطالب بمعلمه . الطاعة الكاملة ، وسماع كلام معلمه دون جدل مبرح ، واستئذان الطالب في كل أمر يريد القيام به وفعله . الإنصات لكلام المعلم ، وعدم مقاطعة حديثه ، ويتكلم بغرضه بعد انتهاء كلام المعلم بكل أدب وتقدير . أن يشكر معلمه في كل شيء ؛ لأنه السبب في النجاح الذي توصل إليه الطالب ، مبينا فضل المعلم عليه . وفي النهاية، يكون المعلم هو الأب الثاني لدى الطالب ، فيستحيل على الطالب التقليل من قدر أبيه ، مهما كانت الظروف ، وتوترت العلاقات بينهم ، فهو له الفضل الكبير عليه في تنشأته ، وتوجيه نحو الطريق السليم .
في امان الله