ميلان العمود الفقري

لسؤال
السلام عليكم.

أعاني من ألم شديد في أعلى الظهر وفي المنتصف من الجهة اليمنى، ويصحبه ألم خفيف في الرقبة والكتف، وبعد إجراء الأشعة ظهر أن لدي ميلانا في العمود الفقري، ما العلاج؟ وهل أحتاج إلى جراحة؟ علماً بأن الآلام لم تتوقف لمدة شهر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أبرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لم تذكري أي نوع من ميلان الظهر، فيمكن أن يكون تحدبا (kyphosis) أو يكون جنفا (Scoliosis) وأعتقد أن ما تقصدينه هو الجنف وليس التحدب، لأن التحدب يظهر بشكل واضح دون صورة شعاعية، أما الجنف فقد يكون خفيفاً ولا يظهر إلا بالصورة الشعاعية، وأنت قد ظهر معك بالصورة الشعاعية، والجنف عبارة عن انحناء غير طبيعي، وميل بالعمود الفقري إلى أحد الجانبين عند النظر إليه من الخلف، وأكثر المناطق التي تصاب به الصدر وأسفل الظهر.

معظم العلامات الأولى على وجود انحناءة غير طبيعية، عادة ما تبدأ في الظهور أثناء فترة المراهقة، وتستمر إلى أن يتم النمو الكامل، وقد يظل هذا التشوه عدة سنوات دون أن يكتشف، وذلك لعدم وجود أي ألم، ونظراً لتقدمه البطيء، وعند الأطفال والمراهقين قد يظهر انحناء على شكل حرف S ‏في العمود الفقري، أثناء محاولة الجسم معادلة الانحناءة الطبيعية، وهناك ثلاثة أسباب عامة للجنف، هي:





1- السبب الولادي: والذي عادة ما يكون مرتبطاً بمشكلة في تشكل العمود الفقري، أو الأضلاع أثناء نمو الجنين، ويظهر في مرحلة الطفولة.

2- السبب العصبي العضلي، مثل: ضعف التحكم بالعضلات، أو الضعف، أو الشلل في العضلات بسبب أمراض مثل الشلل الدماغي، وسوء التغذية العضلي.

3- النوع غير المعروف السبب: والذي يظهر في عمود فقري مستقيم في السابق، وهو الأكثر شيوعاً في المراهقين، وقد يكون ناتجاً عن عوامل وراثية، وعلى الأكثر أن هذا هو سبب الجنف عندك.

إن كثيراً من حالات الجنف يتم اكتشافها بالصدفة، إلا أن من أكثر الأعراض هو انحناء العمود الفقري إلى الجانب بصورة غير طبيعية، وأحياناً يكون هناك ألم في الظهر، أو ألم في أسفل الظهر.

أما العلاج فيعتمد على سبب الجنف، وحجم الانحناء وموضعه، ومرحلة نمو العظم (درجة انغلاق مراكز النمو) مع العلم بأن معظم حالات الجنف الغامض في المراهقين لا تتطلب أي علاج (وعادة ما تكون زاوية الجنف أقل من 20 درجة) ولكن يجب متابعتها على فترات منتظمة (كل ستة أشهر تقريباً) وإذا زادت درجة الانحناء عن 25 درجة إلى 30 درجة، في الأطفال الذين لديهم قابلية النمو، فعادة ما يُوصى باستخدام دعامة لمساعدتهم على إبطاء التقدم في الانحناء، وفي مثل سنك، إذا كان الانحناء بسيطاً فلا حاجة لأي دعامات، وإنما الجلوس الصحيح وتمارين تقوية عضلات الظهر، وتناول الفيتامين (د) 1000 وحدة كل يوم، وهي الاحتياج اليومي للفيتامين(د) حتى لا تضعف عضلات الظهر، وفي مثل سنك عادة ما يكون الجنف قد وصل الى أسوأ وضعه، فإن كان بسيطاً، فعادة لا يزيد، ولا يؤثر على الحمل أو التنفس، ولا يشكل بشكل عام أي مشكلة تذكر، إلا أنه يفضل المتابعة مع طبيب العظام وهو سيقوم بقياس زاوية الجنف من الصورة الشعاعية ويقرر نوع العلاج، ويجب المتابعة معه كل ستة أشهر إلى سنة.