السؤال :
زوجتي محجبة ، وتلبس ثياباً فضفاضة ، وغالباً ما تكون أكمامها واسعة ، وحرصاً منها على ألا يظهر من جسدها شيء ، تلبس أكماماً منفصلة تحت العباءة ، حتى إذا رفعت ذراعها لم يظهر شيء من جسمها ، إلا أن هذه الأكمام لونها قريب من لون البشرة ، فيخيل للرائي أنه ذراعها وليس لباساً ، ولما نصحتها أن ترتدي أكماماً من نفس لون العباءة ، رفضت وقالت إنها غير مسئولة عن تفكير الآخرين ولا يعنيها إن كان الناظر يهيأ له إن كان ما يراه هو ذراعها أم أكمام قماش ، فكل ما يعنيها أنها قد سترت كل جزء في جسمها ولا عليها غير ذلك ، وأنها بذلك أفضل من كثيرات جدا متدينات ، ولا يتحرين مثلما تحرت في اللباس .
الجواب :
الحمد لله
من الصفات الواجب توفرها في اللباس الشرعي أن يكون اللباس سميكاً لا يشف عما تحته ، ولا يظهر لون البشرة .
وإذا لبست المرأة أكماما بلون قريب من لون البشرة ، وكانت تظهر عند انحسار عباءتها عن ذراعيها ، فيظن الرائي أن ذلك بشرتها ، فهذا منافٍ للحكمة التي وجب لأجلها الحجاب ، وهي حماية المرأة ، ومنع الفتنة بها .
ولهذا ينبغي تضييق طرف الكم حتى لا ينحسر عن الذراع ، أو لبس ملابس غير ملفتة للنظر تحت العباءة .
إذ ليس المطلوب فقط ستر العضو بساتر كيفما اتفق ، وإنما المطلوب مع الستر : منع ما يلتفت النظر ويثير الانتباه ، ويسبب الفتنة ، ولهذا تمنع المرأة من اللباس الضيق ، وتمنع من اللباس المزيَّن الذي يلفت الأنظار إليها ، حتى لو كان ساتراً .
كما منعت المرأة من أن تضرب برجلها أثناء سيرها حتى لا تلفت الانتباه لزينتها ، كما قال تعالى : ( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ) النور/31.
والمقصود أن مراعاة الآخرين مطلوبة في باب الستر ، وعلى المرأة المؤمنة أن تكون قدوة لغيرها ، وأن لا تضع نفسها مواضع التهم ، وألا تقنع بكونها أفضل من غيرها ، بل تسعى للكمال الممكن قدر طاقتها.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
وجزاكن الله خيرا
متنسوش التقيم