في الماضي كانت الولادة عملية شديدة الخطورة لدرجة أن بعض حالاتها كانت تنتهى بوفاة الأم أو الجنين أو وفاتهما معا. كما كانت حمى النفاس منتشرة بين الوالدات...
ولكن بحمد الله تعالى وفضله ثم بفضل التقدم العلمي الحديث في مجال الطب والتعقيم أدى إلى خفض مضاعفات الحمل والولادة إلى حد كبير.
ولعل ما دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع هو حرصي الشديد على نقل جانب يسير من الإعجاز الرباني في عملية "التوليد" للقارئ العزيز، تذكرته وتأملته في لحظات قليلة عندما دعيت لمساعدة[2] فتاة في العقد الثالث من عمرها في ولادتها، وبرغم أن هذه ليست هي المرة الأولى لي ولا المائة من نوعها، فإنني وقفت مشدوهًا أتأمل كل حركة وسكنة للجنين، وكل انقباضه للرحم إلى أن تمت عملية طرد الجنين من رحم أمه بطريقة فسيولوجية منظمة، تستدعي منا أن نحني الجباه لخالق الموت والحياة.
وهكذا خرج المولود إلى حياتنا الدنيا باكيًا، وكأنه يعلم مدى الشقاء والعناء الذي سيلاقيه في هذه الدار، وصدق الإمام الشافعي:
ولدتك أمك يا بن آدم باكيًا
والناس حولك يضحكون سرورَا
فاعملْ ليوم أن تكون إذا بكوا
في يوم موتك ضاحكًا مسرورَا
إن الوضع هو نهاية الحمل عن طريق خروج الطفل من الرحم في حالة طرد نتيجة للانقباضات المتزايدة للرحم والتي تصير قوية لدرجة تمكنها من طرد الطفل.
ويقرر الطب الحديث أن الولادة نفسها عملية لا دخل لأي إنسان فيها، فهي عملية لا إرادية، فعندما يصل الحمل إلى نهايته، ويحين موعد الولادة الذي لا يعلمه إلا الله، عندما يشاء الله للحامل أن تلد، ينقبض الرحم على الجنين ليطرده إلى الخارج، ولم يعرف الطب بعد شيئًا عن هذا الانقباض ولا عن الأجهزة التي تشرف عليه.
ولعل ما وصل إليه الطب إلى الآن كلها نظريات لم تصل إلى درجة اليقين العلمي بعد!
بهذا تعلم - أخي القارئ - بأن الطبيب أو القابلة يتلخص دورهما في مساعدة الحامل في استقبال مولودها وإعداده، وكما رأينا ونرى أن هناك ملايين الولادات تتم دون الاستعانة بأحد.
وصدق الحق تبارك وتعالى حيث يقول في سورة النحل:
﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا.... ﴾ [النحل: 78].
وتمر عملية الولادة بمراحل ثلاث:
المرحلة الأولى: "1 St.stage " اتساع عنق الرحم " Effacement ".
المرحلة الثانية: "2nd. stage" ولادة (طرد) الجنين من الرحم "Expulsion".
المرحلة الثالثة: "3 rd. stage " وتشمل ولادة المشيمة (الخلاص) بأغشيتها.
المرحلة الأولى:
قد تستغرق عملية توسيع عنق الرحم ساعتين وأحيانًا تمتد إلى ست عشرة ساعة (16) ساعة أو أكثر، وفي البداية ينقبض الرحم وتكون مدة كل انقباضه من (30 -35) ثانية، وتحدث هذه الانقباضات كل 15 - 20 دقيقة، وتكون هذه الانقباضات لا إرادية؛ حيث لا تستطيع الأم أن تبدأها أو توقفها، أو تجعلها تسرع أو تبطئ.
وتزداد معدل الانقباضات في هذه المرحلة "1 St.stage " من الوضع حتى تصير كل دقيقة أو دقيقتين، وتستغرق مدة أطول حتى تصل إلى 90 ثانية، ولعله من الضروري أن نشير إلى تأثير الحالة النفسية على عملية الولادة، فالعامل النفسي أمر بالغ الأهمية؛ إذ إن الخوف والقلق من أهم أسباب تعسر الولادة، والرضا والاطمئنان من أهم أسباب تيسير الولادة، وإذا لاحظنا الحالة النفسية للأم في المرحلة الأولى، نجد أنها متغيرة، ففي البداية تشعر الأم بالراحة أثناء الانقباضات؛ لأن ما انتظرته على مدى تسعة أشهر قد حان موعده، ولكن بعد عدة ساعات من الولادة وعندما تصير الانقباضات أسرع وأطول، فإنها تنشغل عن هذا التفكير بشدة الألم.
المرحلة الثانية:
وقد تستغرق هذه المرحلة عدة دقائق في الأم المتعددة الحمل إلى نصف ساعة أو أكثر في أول حمل.
وفى هذه المرحلة يحدث طرد "Expulsion" وفيها تكون الانقباضات اللاإرادية أطول مدة وأقصر مسافة فيما بينها.
وللعلم فإن كمية الضغط على عضلات الرحم والبطن أثناء الولادة على المولود، تعادل ما يوازي 25 رطلاً تقريبًا أثناء كل انقباضة قوية، ومن رحمة الله تعالى أن تحدث انقباضات الولادة متقطعة؛ لأنه في كل انقباضة قوية يمنع الدم من الوصول من خلال المشيمة للمولود، ولذلك فلو كانت هذه الانقباضات مستمرة، فإنها تسبب وفاة الجنين.
ولعل هذا ينبهنا كأطباء إلى خطورة استخدام بعض الأدوية القابضة للرحم مثل "Oxytocin" التي تجعل الرحم في حالة تشنج لدرجة أنها تؤدي إلى وفاة المولود إذا ما أُسيء استخدامها.
ونلاحظ أنه في كل انقباضة يظهر جزء من رأس المولود، ثم يختفي هذا الجزء ثانية بعد زوال الانقباضة، ولكن في كل انقباضة يزداد ظهور هذا الجزء إلى أن تخرج رأس الطفل كلها حرة خارج المهبل.
وفى بعض الحالات لا يحدث هذا تلقائيًّا نظرًا لكِبَر رأس المولود.... إلخ، وفى هذه الحالات يلجأ أطباء الولادة إلى شق العجان في اتجاه فتحة الشرج؛ ليساعد خروج الرأس، وليمنع أي تمزق للأنسجة.
ولنعلم أن 19 من كل 20 ولادة تكون الرأس فيها هي أول جزء في الطفل عند الخروج، أما باقي الحالات فقد تكون المقعدة أو أحد القدمين أو الحبل السرى، هي أو ما يخرج من الطفل. وعلى الطبيب أن يتعامل مع هذه الحالات بالمهارة المطلوبة.
وعلى الطبيب أن يلاحظ الأم والمولود باستمرار، وإذا حدث أي قلق على أي منهما، فعليه أن يتدخل؛ إما بإخراج الجنين بالشفط (Suction)، أو باستخدام الآلات كالجفت " Forceps " وغيره، أو حتى بالتدخل الجراحي عن طريق "العملية القيصرية".
وهى عملية " Cessarian Section " تنسب إلى يوليوس قيصر؛ لأنه أول من ولد بهذه الطريقة؛ إذ ماتت أمه أثناء الطلق، وقام الطبيب عندئذ بشق بطنها وأخرجه منها، وعاش قيصر ليصبح إمبراطور روما وأُطلق عليه "قيصر"؛ ولهذا نُسبت إليه هذه العملية، وهي الآن تجرى بيسر ومهارة فائقة إذا دعت الحاجة إليها.
آلام الطلق ومنشؤها:
إن آلام الطلق ربما فاقت أي ألم آخر، ولكن لا يكاد الطفل يخرج إلى الدنيا ويلامس جسده جسد أمه؛ حتى ينفرج ثغرها عن ابتسامة متعبة، ولعل منشأ الألم في المرحلة الأولى من الولادة، يرجع إلى نقص الأكسجين لعضلات الرحم بسبب الانقباض على الأوعية الدموية للرحم.
أما في المرحلة الثانية من الولادة، فإن المولود في خروجه من المهبل يصحبه آلام أكثر شدة، وذلك بسبب اتساع عنق الرحم واتساع العجان والمهبل مع محاولة التمزق.
المرحلة الثالثة:
وتبدأ هذه المرحلة مع ولادة الجنين وتنتهي بولادة المشيمة (الخلاص)، ونعني بولادة المشيمة: انفصال المشيمة وأغشيتها من جدار الرحم، وبعد أن تنفصل هذه المكونات تطرد من الرحم بفعل الانقباضات التي تحدثها عضلات الرحم، والتي تشترك جميعها في هذه العملية، حتى العضلات الموجودة في مكان التصاق المشيمة بالرحم.
ولكن ينبغي أن نعلم أن المشيمة نفسها لا تنقبض، ولكن ما يحدث هو أن مكان التصاق المشيمة بالرحم ينكمش بالتدريج مع كل انقباضة للرحم، حتى تنفصل نهائيًّا، وتصبح حرة في الرحم، وعندئذ تطرد بفعل قوة الطرد التي تحدثنا عنها آنفًا.
وتستغرق هذه المرحلة من 15-60 دقيقة في كل من الأم المتعددة الحمل، وكذلك الحامل في أول حمل " Primipara "؛ أي: إن متوسط هذه المرحلة 30 دقيقة.
وباختصار فإنه بعد عملية ولادة الجنين بحوالي نصف ساعة ينقبض الرحم إلى حجم صغير جدًّا، بحيث يحدث انفصال بينه وبين المشيمة.
ومن المعلوم أنه لولا رحمة الله التي جعلت الرحم ينقبض انقباضًا شديدًا بعد الولادة؛ حتى يصير مثل الكرة لنزفت النفساء حتى الموت؛ ذلك لأن فوهات دموية عديدة تنفتح بعد زوال المشيمة، وتبقى الأوعية الدموية التي كانت تصل ما بين الرحم والمشيمة مفتحة، وكأنها الجداول والأنهار.
ولولا هذه الانقباضات الرحمية الشديدة، لجرت الدماء من النفساء جريان الجداول والأنهار.
ومن إعجاز الحق سبحانه وتعالى أن نظم عضلات الرحم بطريقة خاصة على شكل حرف" 8 "، بحيث تضغط هذه العضلات على الأوعية الدموية وتقفلها؛ لذا فإن انقباض الرحم بعد الولادة يقفل الأوعية الدموية التي كانت تغذي المشيمة.
وبعد الولادة بأربعة أو خمسة أسابيع يعود الرحم إلى حجمه الطبيعي قبل الحمل، أما بقايا الجزء من المشيمة في جدار الرحم، فإنه يتحلل وينزل إلى الخارج مدمَّمًا في البداية، ثم أصفر اللون، وصدق الله العظيم إذ يقول في سورة فصلت:
﴿ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا ﴾ [فاطر: 11].
مضاعفات الحمل والولادة:
بالنسبة للأم: رغم التقدم العلمي الكبير في مجال الولادة، فإنه لم يتمكن من إزالة جميع مخاطر الولادة، وإن كان فعلاً قد تمكن من خفض نسبتها، فهناك مجموعة من النساء يصبن بأمراض الكلى المزمنة، وضغط الدم من جراء الحمل، وبعضهن يصبن بحالات تسمم للحمل.
أما مضاعفات الحمل: خارج الرحم، وما ينتج عنه من انثقاب قناة الرحم؛ مما قد يؤدي إلى وفاة الأم، فلا تزال نسبة الوفيات فيها عالية، ولا تزال بعض مضاعفات الولادة من تمزقات بعنق الرحم وانثقاب بالمثانة، أو انثقاب جدار المهبل، وكذلك حدوث ناصور خلفي وأمامي، وتمزقات عضلات العجان...إلخ.
لا تزال هذه المضاعفات تؤدي إلى أمراض مزمنة، ورغم أن الطب استطاع أن يخفض من حالات حمى النفاس " Puerperal Sepsis"، فإنه لم يقض عليها حتى الآن في البلاد المتقدمة طبيًّا.
ولا تزال الأمراض النفسية وأمراض الكآبة تنتاب كثيرًا من الحوامل والوالدات أثناء الحمل والنفاس، هذا بالنسبة للأم.
أما بالنسبة للمولود:
فلا تزال الأمراض والعيوب الخلقية موجودة، بل في ازدياد نتيجة استعمال بعض العقاقير، وكذلك نتيجة تدخين بعض الأمهات أثناء الحمل، ونتيجة شرب بعضهن (فى البلاد الأوروبية) للخمور.
ولا تزال مضاعفات الولادة المتعسرة عالية النسبة على الأطفال الذين يولدون بهذه الطرق المتعسرة، ولم تنخفض نسبتها كثيرًا خلال الفترة الماضية.
تيسير سبيل الولادة:
قال الله تعالى في سورة عبس:
﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ﴾ [عبس: 17 - 20].
ولعله من أحد المفاهيم التي تشملها الآية هو أن الله تعالى يسَّر للمولود سبيله عند خروجه من الرحم، هكذا تبدو الرعاية الربانية للنطفة من بداية كونه نطفة، ثم بعد اكتمالها في خروجها وتيسير سبيلها، ثم تنتهي الدورة.
﴿ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ ﴾ [عبس: 21، 22].
فتمر بلقطات سريعة تبدأ بالنطفة وتنتهي بالحشر والنشر.
ومن إعجاز الله تعالى وقدرته في الخلق أن يمر الجنين في هذا الممر الضيق، وهو عنق الرحم، والذي لا يسمح في العادة لأكثر من إبرة لدخوله، فيتسع ذلك العنق ويرتفع تدريجيًّا في مرحلة المخاض؛ حتى يتسع إصبعًا ثم إصبعين، ثم ثلاثة ثم أربعة، فإذا وصل الاتساع إلى خمسة أصابع، فإن الجنين يكون على وشك الخروج، ليس هذا فحسب، ولكن الزوايا الموجودة بين الرحم وعنقه تنفرج؛ لتجعل ما بين الرحم وعنقه طريقًا واحدًا أو سبيلاً واحدًا، ليس فيه اعوجاج كما هو معتاد؛ من حيث يكون الرحم مائلاً للأمام بزاوية درجتها تسعين درجة تقريبًا، وفي الحمل يكون وضع الرحم مع الحمل بدون زوايا.
ثم يأتي دور الإفرازات والهرمونات التي تسهل عملية الولادة، وتجعل عظام الحوض وعضلاته ترتخي، وخاصة تحت مفعول هرمون الارتخاء، وهكذا تتضافر هذه العوامل جميعها لتيسر لهذا المخلوق سبيل خروجه إلى الدنيا.
ولا يقتصر معنى تيسير السبيل على هذا، وإنما يستمر ذلك التيسير بعد الولادة؛ حيث ييسر الله تعالى للرضيع لبن أمه وحنانها، ثم ييسر له عطف الوالدين وحبهما، ثم يستمر التيسير لسبل المعاش من لحظة الولادة إلى لحظة الممات.
تحريض الولادة:
يعني عدم انتظار البدء الذاتي أو آلام الولادة، ذلك بعمل طلق صناعي، وهو صناعي من حيث أن السبب فيه ليس الطبيعة الذاتية للرحم، وإنما لأنه ينتج من تدخل الطبيب.
ويمكن للطبيب عمل تحريض الولادة أو الطلق الصناعي بإعطاء محلول الجلوكوز وبداخله دواء معين، يقوم بالتأثير على الرحم، فيُحدث طلقًا مماثلاً تمامًا للطلق الطبيعي للرحم، وفي العادة فإن الولادة تسير سيرًا طبيعيًّا، وتنتهي بولادة طبيعية في أغلب الأحوال، وكذلك قد يقوم الطبيب أحيانًا بفتح جيب المياه الموجود حول الطفل؛ إذ إن هذا يساعد على تقوية الطلق تأكيدًا لحدوث الولادة الطبيعية، لكن في بعض الحالات قد يرى الطبيب أن مصلحة الجنين أو الجنين والأم هي التوليد العاجل، وعليه يضطر الطبيب إلى التوليد بالعملية القيصرية.
والتوليد بالقيصرية في الطب الحديث لا يجب أن ينظر إليه على أنه كارثة لا قدر الله؛ إذ إن نسبة الأمان في عمليات القيصرية الآن عالية ولا تقل تقريبًا عن نسبة الأمان في الولادة الطبيعية، بل إن بعض أطباء الولادة يعتبرون أن عملية القيصرية هي مجرد طريقة من طرق الولادة، وهم يقولون: إن هناك طريقتين يمر بهما الجنين قبل الخروج إلى حياتنا الدنيا:
الطريقة الأولى: هي طريق المهبل من أسفل على نحو ما ذكرنا.
والطريقة الثانية: هي طريق البطن من أعلى.
هذا الكلام سليم منطقيًّا ودقيق علميًّا، وأحب أن أعرف سيداتنا بأن الولادة عن طريق المهبل في حالات معينة قد تكون ضارة للجنين أو للأم أو لكليهما معًا، وفي هذه الحالة فلا يجب التردد مطلقًا في اختيار الطريق الآخر الذي "سيكون في هذه الحالات" هو الطريق الأكثر أمانًا، وهو طريق البطن من أعلى، وذلك بإجراء العملية القيصرية.
والموضوع يمكن أن يكون بالبساطة التي يقول بها أحد المرشدين السياحيين لمن يريدون السفر إلى الخارج مثلاً: إن أمامكم السفر عن طريق البر بالباخرة، أو عن طريق الجو بالطائرة، وعلى كل أن يختار أنسب الطرق؛ أي: الطريقة التي تتلاءم وظروفه المالية وحالته النفسية، والوقت المطلوب منه وجوده في مكان الوصول.
وكما أن اختيار طريق ووسيلة السفر يهدف إلى سلامة الوصول وفى الوقت المناسب - فإن الهدف في الولادة هو سلامة الأم والجنين بغض النظر عن اختيار طريق المهبل والولادة الطبيعية، أو البطن والولادة القيصرية، طالما سنضمن الوصول إلى الهدف النهائي وهو سلامة الأم والجنين، ولله الحمد على هذه النعم والآلاء التي لا تحصى ولا تُعد.
كلمة أخيرة:
بالرغم من أن فترة الحمل الطبيعية تسعة أشهر، وبالرغم من أن الأطباء يحتسبون فترة الحمل 280 يومًا في المتوسط من أول أيام الحيض السابق للحمل مباشرة، فإنه لوحظ أن الولادة لا تتحدد في اليوم المرتقب، فقد تسبق الحامل هذا التاريخ أو تتأخر عنه بأيام قليلة أو كثيرة، وهكذا بالرغم من دقة الحسابات وتقدُّم الكشف، وبراعة الطب، وموالاة الفحص، فإنه يستحيل تحديد يوم الوضع؛ إذ لا دخل للحامل ولا للطب فيه، وينتظر الطبيب كما تنتظر الحامل أمر الله بالولادة.
" ألا جلت قدرتك وتعالت عظمتك يالله "!