في زمننا كل شيء تغير فكل الفتيات صرن يحلمن بالعيش مع فارس أحلام وسيم في جو يسوده الحب و الهناء و الرغد .
فاتن شابة رزقها المولى بجمال لايوصف ، في عقدها الثاني و تعيش مع والداها عمر و سهاد في استقرار و أمان .
تلك المطيعة المخلصة و في غالب الأحيان خجولة المشاعر لدرجة أنها أصبحت منعزلة عن العالم الخارجي
لم تحب قط في حياتها غير جارهم ذاك الشاب الأعمى الذي يدعى فؤاد ، كانت تعشقه لحد الجنون ولكنها تأبى أن تفجر مابداخلها ولايمكنها الوصول له ففي الماضي حدث شيء جعلها ترفض الخروج و الذهاب إلى من تحبه .
ففي يوم مشمس لمحت جارهم فؤاد جالس في الشرفة بينما هي مارة
فاتن : صباح الخير
فؤاء : صباح النور ، من أنتِ ؟
فاتن : أأ أنا .. أنا فاتن جارتكم هنا
فؤاد : طيب ولماذا أحسك خائفة نوعا ما يافاتن
فاتن : لالا إطمئن أنا على مايرام .. أستأذنك أنا ذاهبة ..
فؤاد : فاتن .. فاتن تعالي أريد أن أخبرك بشيء ....
ولكن خجلها سيطر عليها وانصرفت للأسف .
و مرت الأيام و لم يلتقيا الحبيبان قرابة العام و ظلت فاتن تكابد حالة الكآبة رغم أن والداها حاولا تفسير حالتها مرارا وتكرارا لكنها كانت تطمئنهم بأنها فترة وتمر .
أرادت فاتن أن تكسر حاجز الخوف وتذهب لتطمئن على فؤاد
فاتن : ( تطرق الباب ) و هي تحمل كعكة في يدها من صنعها
أم فؤاد : من ؟
فاتن : إفتحي خالة أنا فاتن
أم فؤاد : فاتن بنيتي إشتقنا لكِ كدت أظن أنكم رحلتهم لما الغيبة عسى المانع خير كيف حال والديك ؟
فاتن : نحن بخير في الحقيقة .. كنا مشغولون قليلا و لكن دعكِ مني المهم جئت لأهديك هذه الكعكة و سامحيني على تقصيري معكم .
فجأة دخل فؤاد و هو يرى فاتن في قمة الأناقة والأدب
فاتن : خاالة أ شفي إبنك ؟
أم فؤاد : نعم بنيتي قد شفي منذ ستة أشهر بعد أن أجرى عملية في ألمانيا و لكن لم أجد طريقة لأخبركم بذلك .
فؤاد : أمي من هذه الجميلة ؟
فاتن : أأ .. فؤاد كيف حالك ؟ أنا فاتن جارتكم جئت لأطمئن عليكم .
فؤاد : فااتن قلتِ فاتن ؟!
نهضت أم فؤاد لتحضر بعض القهوة والشاي لضيفتهم .
فاتن : نعم يافؤاد لكن أريد أن أخبرك بشيء
فؤاد : لالا لا أيعقل أن يتكلم القمر أتعلمين هذه ول لحظة أحسست فيها أني أرى النور من جديد
فاتن : يكفي يافؤاد ..
فؤاد : لا لن يكفيك ماقلته فأنت الذوق والرقة انت الحب كله وجب أن تسكتي فلايليق بك الكلام فقط دعيني أتأملك بهدوء .
فاتن : في الحقيقة أخجلتني بذوقك ولكن ..
فؤاد : ولكن ماذا ؟
فاتن أنا أحبك
طأطأت فاتن رأسها و خرجت تبكي مسرعة بينما تدخل أم فؤاد لتجد ابنها ينظر من النافذة بندم وحسرة .
أم فؤاد : فؤاد أين هي ؟
فؤاد : أمي أريد أن أطلب يدها قبل أن تفلت مني
أم فؤاد : إبني حبيبي أحسنت الإختيار كنت أتمنى ذلك حقا .
مر أسبوعين لتلتقي أم فؤاد بأم فاتن و تخبرها بذلك فوافقت و فرحت لأنها كانت تحلم أن تتزوج إبنتها لعلها تتخلص من مشكلة العزلة و الكآبة .
بعد يوم حضرت نفسها أم فؤاد و أباه ليطرقا باب عائلة الفتاة
فاتن : من ؟
أم فؤاد : إفتحي بنيتي
فتحت الباب و استقبلتهما برحابة صدر و سرور هي و والداها
و بينما هم يتحاورون إذ بشاب يصرخ في الخارج : ( أسرعوا فؤاد في حادث مرور . . إنه ينزف .. )
لتتبعه العائلة مهرولة مفزوعة و فاتن تبكي بشدة وكأنها أحست بأنه قد فارق الحياة
حينما وصلت قفزت نحوه لتضمه كطفل غرير و تقبله و لكن وللأسف كانت تلك آخر لحظة يلتقيان فيها ..
و ظل حبهما لبعضهما في قفص ... ❤
بقلمي _نَقاء الرُّوح
حرر يوم 1 جويلية 2025 الموآفق لـــ 27 رمضان 1445