السلام عليكم ورحمه الله
البارت الاول
((غزل الحب خيوطه بين قلب لقاء وجاسر،حتى ذاب كل منهما في حب الاخر))
***-
فى ليلة من الليالي القمرية , التي يبعث فيها القمر أمانه للنجوم الصغيرة من حوله ... كما يبعث الحيـاة
في قلوب كثير من البشر .
ليلة ينتظرها الكثرون , ليسمحوا لخيالهم بالابتعاد وربما هروباً من الواقع ...ليغوصوا فى أعماق عام آخـر
, عام يكون القمر سيده ، اختفي جمال القمر حين وقف جاسر في شرفته،
(جاسر شاب في منتصف العقد الثانى،وسيم جدا ، طويل القامه ،حنوطى البشره،متدين جدا، لا يعرف شئ في مجال الحب،يتيم الوالدين عاش طيله حياته مع جده وجدته )
***-
في صباح يوم جديد ، وفي احد المبانى ذات السيط الواسع في مصر ، يجلس جاسر في مكتبه المقابل للشرفه ، يضرب الهواء وجهه فتطاير خصلات شعره الحريريه ، طرق شخص ما الباب ، كان جاسر يعلم من الطارق جيدا فسمح له بالدخول ،دخل رجل يظهر عليه الوقار، كان يشبهه جاسر جداا ،الرجل: السلام عليكم يابنى ، خلصت الشغل اللي قولتلك ايه
رفع جاسر حاجبه قائلاً: الحاج عبدالرحمن مره واحده .. ، الغشل الجديد.. هو مش مع عاصي برضو؟
تنهد عبد الرحمن قائلاً:عاصي!!... مستحيل يكون خلصه ، مش عارف والله ابن عمك ده طالع لمين خايب في العيله
قاطعهما صوت اذان الظهر ،فابتسم جاسر قائلاً:طيب ننزل نصلي دلؤتى وانا هشوفه خلص ولا لاء
عبدالرحمن بضيق صدر: روح شوف الافندى ده وخليه ينزل يصلي معانا
اومأ جاسر برأسه ثم اتجه ناحيه مكتب عاصي وفتح الباب وجد عاصي نائماً علي مكتبه وتحته بعض الاوراق الخاصه بالعمل ، اقترب منه جاسر ، ثم ضرب المكتب بيده ، فانتفض عاصي مفزوعاً من مكانه ونظر الي جاسر نظرات مليئه بالعتاب قائلاً بتأفف: حرام عليك ياخى ، حد يصحي حد بالطريقه ديه
جاسر: مسمعتش الاذان ، وبعدين لو بتيجي تنام هنا ، بتروح في البيت تعمل ايه ..تشتغل؟
تنهد عاصي بنفاذ صبر قائلاً:انت عايز ايه دلؤتي
جاسر : عايزك تنزل تصلي
رسم عاصي ابتسامه بلهاء علي شفتيه ، ثم اومأ رأسه ، نزل جاسر وعاصي الي المسجد وادى كل منهما فرضه ، وبعد الانتهاء، جلس جاسر يقرأ في كتاب الله وظل عاصي جالس في انتظاره، اقترب منهم عبدالرحمن و رمق عاصي بنظرة استحقار قائلاً: انت مش هتبطل اهمالك ده بقي، اهمالك في صلاتك وفي شغلك وفي حياتك كلها
عاصي بعدم اهتمام: حاضر ياجدو
عبدالرحمن مقلداً لعاصي: حاضر ياجدو..حاضر ياجدو ، ثم اعاد نبرته الطبيعيه قائلاً : حاضر ومفيش تنفيذ، انا همشي اكمل بقيت شغلي ، مش ناقصه حرقه دم
انصرف عبدالرحمن ، بينما زفر عاصي ثم وجهه حديثه الي جاسر قائلاً : جدك ده .. اعوذ بالله منه
اغلق جاسر مصحفه ، ثم استدار الي عاصي قائلاً: اعوذ بالله منه عشان بينصحك للصح ، بس لو أيدك للي بتعمله ده ، هيكون كويس طبعا
لم يجيبه عاصي فربت علي كتفه قائلاً : ربنا يهديك ياعاصي
نظر الي عاصي نظرات بلهاء قائلاً بخبث : جاسر جاسر .. عارف مين اللي هتيجي تشتغل معانا
جاسر بتساؤل: مين؟
غمز له عاصي قائلاً : ...
***-
الحلقه الثانيه
في مكان اخر ...
لقاء : مالك بس يا ماما يا حببتى زعلانه منى ليه؟
لم تجيبها والدتها فأكملت بعتاب مازح: اله بقي يا مديحه بقي ... هتفضلي زعلانه منى كتير كده
مديحه بحزن : بلا ميدحه بلا زفت ، شايفه يعنى اللي حضرتك بتقوليه ده عدل ...
ضحكت لقاء ثم قالت : ياست الكل افهميني ... انا زهقت من قعدت البيت من بعد مااتخرجت من الكليه وانا مش بخرج.. مش بشوف الشارع ... زهقت يانااااس
نظرت لها بنصف عين قائله : لا والله! ، ما ابوكى طول اليوم عمال يتحايل عليكي عشان يخرجك ، ثم ضربتها علي رأسها بخفه قائله : بس انتى اللي بترفضي كل مره ، وبعدين يوم ماتحبي تخرجى من البيت تنزلي تشتغلي؟
ابتسمت لقاء قائلاً : يا ماما هو انا رايحه اشتغل عند حد غريب!، انا رايحه اشتغل عند جدو
مديحه بعتاب: ليه حرمينك من حاجه؟
قبلت لقاء راسها قائله : لا طبعا ربنا يخليكوا ليا ، بس انا زهقانه وعايزة اشغل وقتى بحاجه ، ثم تابعت حديثها بلهجه مسرعه مازحه : شوفتى بقي .. انا جايه عشان اتوضي عشان اصلي الضهر ، حضرتك شغلتيني ازاى ؟ ، يرضيكي يعنى؟
***- **
غمز له عاصي قائلاً : لقاء ...لقاء بنت عمتنا يامعلم
رفع جاسر حاجبه قائلاً بعدم اهتمام : بجد! ، يااهلا وسهلا
تعجب عاصي من طريقه حديثه الغير مهتمه فبادره قائلاً: سبحان الله.. شيفك مش مهتم يعني
هب جاسر بالوقوف ثم قال : وانا ههتم ليه ... وبعدين عايزنى اعمل ايه .. اقوم افرش لها الارض رمله؟
عاصي: اتريق بقي اتريق.. اقولك حاجه يلا نروح الشركه احسن .. ورانا شغل كتير
خرج عاصي بصحبه جاسر من المسجد وانطقوا الي الشركه، وقبل دخول عاصي الي مكتبه اوقفه جاسر قائلاً: انت خلصت الشغل اللي ادتهولك؟
عاصي : ايوة خلصته وسلمته ، وعطونى الكارت بتعهم عشان لو احتجناهم في حاجه
ابتسم جاسر ابتسامه جانبيه خفيفه جدا قائلاً: تمام.. هات الكارت عشان لو انا اللي احتجته
رفع عاصي كاتفيه قائلاً : زى ماتحب
اخرج من جيبه كارتاً صغيراً وناوله اياه ،ثم اضاف : اتفضل
قرأ جاسر الكلام المدون علي الكارت ثم نظر الي عاصي وابتسم رافعاً احد حاجبيه قائلاً: محمد العفريت احسن تاجر سلاح في مصر!، ثم قلب الكارت باصابعه قائلاً:اعمل ايه بيه ده؟
خطفه عاصي بسرعه من بين اصابعه ثم اخرج الكارت الصحيح قائلاً: هو ده .. هو ده الكارت بتعهم
رمقه جاسر بنظرة استحقار ثم تنهد قائلاً: انتى لسه برضومكمل في الشغلانه ديه مش كفايه اللي حصل اول مرة؟
لم يجبه عاصي بل دخل مسرعاً الي مكتبه هارباً من مواجهته ..
***- **
وفي المساء وفي فيلة عبد الرحمن ، كانت لقاء تجلس بجانب جدتها نوال و في مقابل جدها عبد الرحمن ، رن جرس الباب ففتح الخادمه ليدخل عاصي بطريقته البلهاء التى اعتداد عليها الجميع ، يتبعه جاسر بأتزان ،ثم اغلق الباب خلفه
عاصي بتفاجأ:لقاااااء!، اهلا اهلا.. واخيراً ياشيخه عاش من شافك ، فينك كل ده
لقاء ببرود:اهلا ياعاصي
لاحظ لهجتها البارده فقال بنفس اللهجه البارده : تصبحوا علي خير
هزت نوال راسها قائله: نفس اعرف عاصي طالع اهبل لمين ، ابوة مش كده ولا عمه الله يرحمه كان كده ثم اضافت موجهه حديثها الي جاسر : ايه ياجاسر يابنى احضرلك الغدا
جاسر: لا يا تيتا شكراً، انا وعاصي اتغدينا بعد ماطلعنا من الشركه ، عايز حاجه يا جدو ، عايزة حاجه يا تيتا انا طالع انام
شعرت لقاء بأن دمائها تغلي ، فهو لم يعطيها اي اهتمام، ولم ينظر حتى ناحيه الاتجاه الذي تجلس به
بدأ جاسر في صعود سلالم الدرج التي تتوجه الي الطابق الثانى من الفيلا حيث غرفته ،ولكن كأن شئ قفز في عقله فاجأه فعاد يقول:.....
***- **
البارت الثالث
ولكن كأن شئ قفز في عقله فاجأه فعاد يقول:تيتا لو سمحتى هو انتى بتنامى امتى ؟
نوال: بعد مابصلي الفجر ياحبيبي
ابتسم جاسر قائلاً: تمام.. تيتا لو سمحتى صحيني قبل الفجر عشان اصلي قيام ليل ، ثم بدا مجددا في صعود سلالم الدرج
ضغطت لقاء بشده علي اسنانها، كانت تعتقد انه واخيرا لاحظ وجودها ، لكنه خالف ظنها ، فنظرت الي عبد الرحمن قائله : جدو لو سمحت انا هبدأ اشتغل من امتى
ضحك عبدالرحمن ثم اضاف: انا مشوفتش في حياتى حد مستعجل علي الشغل كده زيك ، من بكره لو موافقه
اتسعت ابتسامه لقاء ثم قالت: بجد ياجدو!!، موافقه طبعا ... استأن انا بقي عشان الحق انام عشان اصحي للشغل بدري ، السلام عليكم
عبد الرحمن : في امان الله يابنتى
***- *
في اليوم التالي وفي شركه "عبدالرحمن" ، طرقت لقاء باب مكتب عبد الرحمن ،فأذن لها بالدخول
لقاء:السلام عليكم يا جدو
عبدالرحمن بابتسامه: وعليكم السلام .. تعالي يالقاء اتفضلي ، وانا اقول الشركه نورت ليه
ابتسمت لقاء ثم جلست علي احد الكراسي قائله : ايه ياجدو مش هتوريني مكتبي بقي ولا ايه
ضرب عبدالرحمن راسه بخفه قائلاً: اه صحيح.. تعالي يلا يا حببتى
خرج عبد الرحمن من مكتبه تتبعه لقاء ، ثم اشار الي احد الغرف بجانب غرفه كتب علي بابها "مكتب الاستاذ/جاسر "
عبد الرحمن : هو ده المكتب بتاعك يا حببتى
احست لقاء بأن قلبها يرقص من السعاده ، ثم قالت بسعاده : بجد يا جدو
تفاجأ عبد الرحمن من سعادتها ، فهو كان يعتقد انها سترفض ، لانه بجانب مكتب جاسر الذي لم يعطيها اهتمام طيله حياته
عبدالرحمن: ايوة يا حببتى ، عايزانى اغيرهولك ولا حاجه
لقاء مسرعه : لالالا يا جدو ، ثم قالت بهدوء: هو حلو كده
ابتسم عبدالرحمن قائلاً: طيب انتى عارفه هتشتغلي ايه
هزت لقاء راسها بالنفي ، فاكمل : ايه رائيك تكونى مديره مكتب جاسر
اتسعت عيناها من الدهشه ، لكنها نظرت الي عبدالرحمن ثم قالت بضيق : بس يا جدو تفتكر هيوافق
ربت علي ظهرها قائلاً: متخفيش ... وحتى لو موفقش ، مش هيعرف يقولي لاء ، انا داخل دلؤتى اقوله ، خليكي واقفه هنا
دخل عبدالرحمن الي مكتب جاسر ، وكانت لقاء تقف تنظر الي ظلالهم المتحركه من خلف الزجاج
***-