السلام عليكم يا عدولات كيف أحوالكن ؟
أحببت عرض قصة كتبتها أتمنى أن تدلين بآرائكن
أمضت حياتها في المعاناة و هي شاكــرة ، أمضت حياتها في كنــف الله ، تخرج صباحاً مع الفجــر لتبدأ رحلتها اليوميّـــة الشّاقـة ، تعمـل هنا و هناك و في أيّ مكـان لتحصل على قروش معدودة فقـط . صحيحٌ أنّها لم تكـن من الصائمين القائمين أو حتى من المتصدّقيـن ، لكنها كانت تسعى لفعل الخيـر ما استطاعت و أينما استطاعت ...
هي أرملـــة و أمٌّ لطفليـــن أحدهما في السابعة من عمره و الأصغر في الخامسة ، توفي زوجها الذي كان بنَّـاءً إثر حادثٍ مؤسفٍ في عمله و تركَ خلفه براعماً صغيرةً بحاجــة للرّعاية و الحنان و الشيء الأهم و هو الطعام . فصارت الأمُّ المسكينة تتركُ طفليها في شبه البيت ذاك و تخرجُ صباحاً لتعمل أي شيءٍ ، لا يهمّها نوع العمل و لكن أيُّ شيءٍ تنال مقابلهُ أجراً سترضى به لأجل فلذات كبدهـــا .
خرجت الأمُّ صباحاً و تركت طفليها في المنزل و هي تردد وصيّتها المعتادة :" إيّاكما و مغادرة البيت .. إيّاكما و فتح الباب لأحـدٍ غيري .. إيّاكما و .... " و غيرها من وصايا أيّ أمٍ تخاف على أطفالها من ذئاب الشوارع .
مشت المرأةُ حتى انتهت إلى وسـط البلــدة و باشرت في البحث عن عملٍ كما تفعلُ كلَّ مرّة ، لم تطاوعها نفسها على مدِّ يدها للناس و التسوُّل بل بقيت سيّدةً كريمةً عزيزة النّفس حتّى في أصعب الظروف .
طال البحث و لمْ تجد عملاً ، فيئست و اتّخذت طريقها للمنزل .. و في الطّريق تذكّرت أنها تملك قطعة نقودٍ واحدة و أنّها تركت طفليها جائعيـن . فقالت في نفسها "لما لا أشتري لهما رغيفاً من الخبز ، من غير المعقول أن أترُكهما من دون طعامٍ هذه الليلـــة أيضاً .." . فتوقّفت أمام مخبزة اعتادت أن تشتري منها و طرقت الباب ثم دخلت ، نظر البائع اليها مُرَحِّبــــاً :
-أيُّ خدمةٍ يا سيدتـي ؟
-نعم من فضلك أُريد رغيفاً من الخبز بالحجم الذي اعتدت أن آخذه
-أعتذر نفد منّي هذا النوع اليوم ، هناك أرغفةٌ أخرى لكن ثمنها أكثر مما اعتدتِ عليه
-(بحزن) فهمت ، شكراً لكَ ..(بتردُّدٍ) عفواً أيها البائـــع .. هل لي بسؤال ؟
-نعم تفضَّلـــي
-أرى البلدةً شبه فارغةٍ اليوم ، و هذا ليـس من عادة سكَّانها فهم نشيطون في هذا الوقت من النهار
-(باستغراب) أيعقلُ أنّكِ لم تسمعـي ؟ هناك مهرجانٌ صغيرٌ يُقـام في المدينة المجاورة و يحضُرُهُ معظم سكَّانها و كذلك سكّان مدينتنا لأنها قريبةٌ منها ، و هو مهرجان متنقل من مدينة إلى أخرى ، و هي تُعتبرُ فرصةً لا تُعوَّضُ بالنّسبة للباعة إذ ينشط تعاملهم التّجاري هناك ، و بالتالــي فإنّ أغلبهم يذهبُـــون إلى المدينة المُجاورة فربحهم مضاعفٌ هناك اليوم .
-هكذا إذاً .. لهذا السّبب تبدو البلدةُ مهجورةً اليوم
-حسناً هل تريدين شيئاً آخر ؟
-لا شكـراً
و خرجت و الحزنُ يُخيّم عليهـــا و تفكيرها معلَّقٌ بولديها و هل ستتركُهُمَــا جائعين لِلَيْلَتَيْنِ على التّوالي ؟ .. لمحت في ذهنها فكرةٌ و هي أن تذهب إلى المدينةِ المجاورة و تعمل فيها ، فبما أن البائعين ذهبوا إليها فأكيدٌ ستجدُ عملاً جيّداً هناك ، ثمَّ إنّ المدينة ليست ببعيدةٍ عنها و تستطيع السّير إليها . ذلك أفضل بالطبع من أن تتركَ طفليها جائعين..
غيّرت طريقها مباشرةً لتتَّجِــهَ إلى المدينة المُجاورة ، شدّت الخُطى و أسرعت في السّير لتصل في أقرب وقتٍ ممكن ، و بالفعل وصلت خلال ساعةٍ و نصف إليها .
رائع .. النّشاطُ يدُبُّ في المدينــة و السّكان يتحرّكون كالنمل ، هذا من حُسن حظّ المرأة . و سُرعان ما وجدت عملاً مع رَجُلٍ عجوزٍ كان يبيعُ أوانيَ فخّاريّةً من صنعِـــهِ ، و شاركتهُ في عملـــه على أن تتقاسمَ معهُ ما يحصُلان عليه . كان البيــعُ مربحاً و مُكسباً _في نظرها_ و جمعت ما يكفيها ليومٍ واحد .
مساءً ، عادت الأُمُّ لطفليها ، و كم كانت فرحتهما كبيـــرةً بالطعام ، طعامٌ يُشبِـعُ و يُـغْنِــي من جوعٍ أخيراً . و بينما هيَ تَنعمُ بفرحـةِ صغيرَيْها إذْ بطرقٍ خفيفٍ على الباب يُزعج تأمُّـلها ، قامت مُستغربـةً و سألت
-من الطَّـــارق ؟
-أرجوكم ساعدوني .. أريد طعاماً ، فتات خبزٍ فقط يكفيني ، بالله عليكم يا محسنيـن
فتحت الأُمُّ الـــباب فرأت عجوزاً طاعنةً في السِّــن يكادُ جسدها يقعُ من الوهن و الجوع ، فتأمّلتهـــا قليلاً ثم سارعت بإدخالها ، لم تمنحها الفرصــة حتى لِتطلب منها ما تُريدهُ بل جرَّتهـــا جرَّاً إلى البيتِ و وضعتها على السَّريــر ، و ذهبت لترى ما تبقّى من الطعام و تحضره إليها و العجوزُ لم ترفع ناظريها عن المرأة لحظة ..
كانت مفاجأةً لا تسُــرُّ ، الولدان تناولا كلَّ الطعام و لم يُبقيــا شيئاً منه .. نعم هذا ما يفعلهُ الجوع و الفقــر ..
فكّرت مليَّــاً أين تجدُ طعاماً ؟ أيـن ؟ ليس لديها شيءٌ في مطبخها المتواضع و لا في بيتها لتُقدِّمــهُ للعجوز ، و بعــد تفكيـرٍ خرجت من المنزل جرياً تطرقُ أبواب الجيران ، ذهبت إلى أقرب جارةٍ لها و طرقت بابهـــا
-ماذا هناك ؟ الوقتُ متأخّرٌ جدّاً
-هل لديك طعام ؟ أرجوكِ قليلٌ منهُ يكفي
-ماذا أعيدي ما قلتِه ؟ تريدين طعاماً ؟ لا تمزحي أليس لديكِ أنتِ طعام ؟
و أقفلت الجارةُ الباب متذمّرةً ظنّاً منها أن الأُمَّ تمزح ، و كذلك حدث مع كلّ الجيران .. عجيبٌ أمرهم كأنَّ الرحمة قد اختفت من قلوبهـــم ..
عادت المرأةُ خائبـةً إلى بيتهــا و وعدتِ العجوزَ أن تجلبَ لهــا طعاماً في الغــد ، و طلبت منها أن تصبرَ إلى الغدِ و سوف تأكــل حتمـاً . لم تنطـق العجوز بكلمةٍ بل اكتفت بالابتسامة و الدعاء للمرأةِ بالخيـر و التوفيــق في حياتها .
طلع الصَّبــاح ، و خرجت الأمُّ باكراً كعادتها و كلها أملٌ في تقديم يدِ العونِ إلى العجوز المسكينة ، و ككل يومٍ أخذت تبحثُ هنا و هناك عن عملٍ .. يا للحظ ، يبدو أنّ المهرجان قد انتقل إلى مدينةٍ أخرى غير المدينـــة المجاورة للبلدة ، هذا سيُصَـعِّـبُ مهمَّـــة المـــرأة في تأميـنِ طعامٍ لضيفتها و من واجبها إكرامُ الضّيف ..
حدث الأسوء ، لا عمــل لمدَّةِ يوم كامل ، هذه المرّة ليست لديها مسؤولية أولادها بل نفسٌ أخرى . و مع الغروبِ ، عادت الأمُّ خائبــةً إلى المنزل و هي مستاءةٌ من حظّها العاثــر من جهةٍ ، و من جهةٍ أخرى ماذا ستقــول للعجوز التي وعدتها بالطعام و هي الآن تنتظر أن تأكل ؟ وصلت إلى منزلها و أقنعت العجوز للمرّة الثانية أن تصبـر حتى اليوم التالـي ، أما ولداها فهما معتادان على الجوع و لم يتطلَّب منها إقناعهما سوى قصّـةٍ قبل النوم .
اليوم التالــي .. خرجت الأم عازمةً على تحقيق رغبة العجوز التي تدهورت حالتها الصحية بسبب الحرمان من الطعام لأيّـام ، فقد تبيّن أن ابنها تمرّد عليهــا و ألقاها في الشارع ، و لا توجد دورٌ للعجزةِ في البلدة و لا تستطيع العجوز أن تقطع المسافة إلى المدينة المجاورة مشياً بسبب تقدمها في السن ، طلبت المساعدة من أهل البلدة فأبوا أن يفعلوا إلَّا المرأة الطيّبــة ..
يبدو هذا سيئاً ، بل سيئاً جدا ، لا عمل هذا اليوم ، أهذا يُصَدَّق ؟ . أضاعت الأم النهار كلّه بحثاً عن عمل ، أي عمل ، لكن لا فائــدة ، المدينة التي انتقل إليها المهرجان هذه المرة بعيدةٌ جداً و يتطلب الوصـــول إليهـا يوماً كاملاً . مدّت الأمّ يديها إلى السماء طالبـةً من الله أن يساعدها ، راجيةً إيَّـــاهُ أن يعين العجوز المسكينــة ..
قررت المراة العودة إلى منزلها فقد تعبت هي أيضاً من الحر و الجوع و العطش ، لكنها كلما خطت خطوةً إلى بيتها ترددت و خاطبها ضميرها قائلا "و العجوز المسكينة ؟ ماذا ستقوليـن لها ؟ هل ستتركينها جائعـة ؟ حالتها سيّئــة و قد يخطفها الموتُ في أي لحظــة ؟" ، و أخيراً و بعد حوارٍ بين العقل و القلب استمعت لصوتِ القلب و قررت العود لتبحث عن عمل مع أنه لا أمل لها اليـــوم . طال البحث و طال ، و لا فائدة ترجى ، و لم تجد سبيلاً لكسب المال غير مد يدها ليعينها الناس ، لم تلجأ للتســوّل حتى عندما كان يخونها الحظ و تبقى جائعة لثلاثة أيام متتالية ، و لكن الآن يجب عليها ذلك ، تغلبت على صوت قلبها الذي يقول "عارٌ عليكِ أن تفعلي هذا ، إنه عيبٌ و عارٌ كبير عليكِ أن تمدي يدكِ للناس ليرحموكِ و يعطوكِ مالهم ..." .
جلست الأم على الرصيف مطرقةً رأسها تكادُ تنهار من الحياء و الخجل مما تفعل ، لم تجمع سوى قرشٍ واحدٍ فقـط ، الرحمة اختفت من قلوب البشــر و لا أحد منهم رأف بحالها ، و بذلك لم تجلب لها سوا العار و كلام الناس بالسوء عنها.
قرش واحدٌ ، ماذا يمكـن أن تفعل به ؟ لا شيء طبعاً ، لذلك عادت خائبةً و الذنب يقتلها لما فعلته ، لم يصحو عقلها إلا الآن فقد كان القلبُ هو المتحكّــم في كلّ تصرّفاتهـــا قبلاً ، وصلت إلى منزلها فمدّت يدها لفتح الباب ، لكنها متردّدة أتفعل أم لا ؟ ماذا تقول للعجوز التي تنتظــر الطعام في بيتها بعد أن صبرت يومين كامليـــن ؟ ما كان عليهــا أن تعد بشيء لا تستطيـــع تنفيــذه .. و بينما هي كذلك لمحها ابنها الأصغر فأسرع يخبر أخاه "لنسرع يا أخي لقــد عادت أمّـي و معهـــا طعامٌ لنا ، أسرع هيَّا هيَّا "
سمعت العجوز كلامهما ففرحت فرحةً عارمةً و ظنت أنّهُ الطعام فعلاً ، فنهضت من على السرير بصعوبةٍ و هي لا تستطيع صبراً ، سحب الطفلان الأم من ثيابها و أدخلاها المنزل ، انتهت الأم إلى غرفة العجوز التي كانت تبكي من فرحتهــا بأن وجدت أحداً يهتمّ بها و بأن وجدت طعاماً لها أخيراً ، وقفت بصعوبة و انهارت في حضن الأم
-شكراً جزيلاً لك يا ابنتي ، شكراً لكِ ، لا أصدّق أخيراً سأسلمُ من الموتِ . كيف أردُّ لكِ هذا الجميل يا عزيزتي كيف ؟
-لكن يا سيدتي ... أنا .. أنا لم
-(تقاطعها) أتمنى لكِ كلّ الخير ، أتمنى أن تخرجي من أزمتك قريباً و لا تري الحزن أبداً .. أتمنى أن
قاطع ملك الموت فرحة العجوز ، نعم ، ماتت و هي تدعو بالفرج للأم ، فزعت الأم من ذلك و تساقطت دموعها غزيرةً تعبر عن حرقتها و حزنها الشديد لأنها لم تقوى على مساعدة محتاج .. و أخذت تلقي باللوم على نفسها و تؤنبها كثيراً وسط بكاء الطفليــن ..
في الغد ، أُقيمــت جنازة العجوز و لكن لم يحضر كثيرون ، فقليلون من يعرفونها ، عادت الأم إلى بيتها بعد العزاء و جمعت حولهـــا ولدَيهـا و نامت ، لم تعد تشعر بالجوع فالصدمة أنستها كل شيء ..
لكن هل يعقل هذا ؟ أيعقل أن تعب المرأة يضيعُ سداً ؟ بذلت كل جهدها لتقديم يد العون و لم تستطع ، بينما كثيرون كانوا يستطيعون و لم يفعلوا .. بالتأكيــد لا ..
رأت الأم – فيما يرى النّائم – أن العجوز عادت للحياة ، و أنها تعانقها و تشكرها جزيل الشكر على ما فعلت معها ، رغم أنها لم تحضر لها الطعام و لم تنقذها من الموت البتة ، لكنها فعلت ما تستطيــع و هذا يكفي ، رأت أن العجوز تدعو لها كمــا كانت تفعل قبل موتها تماماً ، و أنها تعِدُهــا بشيءٍ عظيـــم ستلقاهُ جزاء إحسانها إليها ..
استيقظت الأم على صوت طفليها و هما يتشاجران من يأخذ ما تبقّى لهما من الماء ، حلّت الأم المشكلة بينهما و أعطتهما كمية متساويةً من المــاء و خرجت كالعادة بحثاً عن عمل ، لكن هذه المرّة كانت يائسة بائسةً و كان كلّ ما يشغلهــا هو ما حلَّ بالعجـــوز ، قلبها كان ينفطر كلَّمــا تذكّرت الحادثـــة رغم أنها ليست السبب ..
وجدت هذه المرة عملا صغيراً تمكنت به من شـــراء رغيفٍ صغيرٍ من الخبز سدّت به جوعها و ولداها ، و نامت . تكرر نفس الحلم في تلك الليلـــة ، و مُجدّداً لم تُعره اهتماماً . و لكنه أخذ يتكرّرُ و يتكرر كل ليلـة ، بل أصبحت ترى شبح العجوز مبتسمةً في كلّ ركنٍ من أركان البيت و في كل مكانٍ تذهبُ إليــه ..
قررت الأم أن تسأل شيخ البلـــدة عن هذا ، فأجابهــا مستغرباً "كيف كانت علاقتكِ مع العجوز التي تظهر لكِ في الحلم" ، فقصّت عليه القصة كاملةً ، فقال مباشرةً :
-أحسنتِ صنعاً يا ابنتي لقــد أرضيت ربّك و كسبتِ الأجر منه ، و رؤياك خيرُ دليلٍ على ذلك ، العجوز تُبشّركِ بذلك
-حقا يا شيخ ؟؟ لكنني لم أعطها الطعام
-ذلك غير مهم ، فأنت حاولتِ و لم تستطيعي ، و لكن هل حاول أحدٌ مساعدتها أو اهتمّ لها . كلّ من لجأت إليه أبى معونتها و ردّها خائبة اليدين
مرّت شهور على الحادث ، نسيت الام كل شيءٍ و تابعت حياتها بشكلٍ عاديّ . في ذلك اليوم أتى رجلٌ غنيٌّ إلى البلدة و مرَّ على المرأة في أثنــاء عملها ، فنظر إليها بغير مبالاة ثم تابع مسيره ..
ابتعد الرجل كثيراً ، فلمّا نظر خلفهُ لمح المرأة تركض باتجاهه ، استغرب من الأمـر و عندما وصلت إليه التقطت أنفاسها و أَرَتْهُ نقوداً
-(باستغراب) ماذا هناك أيتها السيدة ؟
-سيدي .. إنها نقودك
-ماذا ؟ أوه هل سقطت مني ؟ لم أنتبه
-لا بأس ، خذهـــا
-لكن لماذا ؟ لماذا لحِقتِ بي كلَّ هذه المسافةِ ؟ هل لتعيدي إليّ المال فقط ؟
-نعم فقط
-كان في إمكانك أخذهُ و لا يراكِ أحدٌ
-(بهدوءٍ) ان لم يرك أحدٌ فالله يراك ، ليس من عادتي أن أخون الأمانــة
أُعجب الرجل بأمانة و أخلاق المرأة فسأل أهل البلــدة عن حالها ، و عندما علِــم أنها فقيرةٌ و تعاني قرر مساعدتهــا و تزوّجهــا ، صارت غنيـة بلمح البصر بل من أغنى سيدات المجتمع ، و هذا ما وعدتها به العجوز .. إنه أجرها .. إنها هديَّــــةٌ من السَّمـــــاء ...