أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي أطايب الجني19


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



- معرفتنا لقيمة الكلمة تجعلنا نتوقف طويلاً عندها, فلربما قادت إلى ما يسوء، وربما أصلحت ما أفسدت الأيام, ومن تأمل في صفحات التاريخ يجد كلمات قتلت أصحابها، وأخرى فرَّقت أوصالها، وثالثة: جمعت الخير وأبقته، وحافظت عليه وهي المأمور بها عُرفًا وشرعًا.
* * *
362- قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم: عند قوله r: «ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة» وفي رواية: «إلا رفعه الله بها درجة أو حطَّ عنه خطيئة» قال: وفي هذه الأحاديث بشارة عظيمة للمسلمين فإنه قلَّ أن ينفك الواحد منهم ساعة من شيء من هذه الأمور، وفيه تكفير الخطايا بالأمراض والأسقام ومصائب الدنيا وهمومها وإن قلت مشقتها.
* * *
363- يُروى عن الإمام أحمد أنه دخل على جارية أعجمية وقد أخذت ابنه عبد الله تُرضعه فانتزعه من يدها ووضع إصبعه في فمه يفرغ ما دخل في بطنه من اللبن، وقال: أخشى أن تُؤثر فيه هذه الرضعة، فكان عبد الله بعدما كبر ربما تلعثم في كلامه، فإذا سُئِل عنه قال: هو من أثر تلك الرضعة.
* * *
364- فتح الله أبوابًا من العبادات للمُؤمن الصابر كالدعاء والإخلاص والإنابة ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ومما يُروى في هذا: أن أحد السلف لمَّا برئ من مرضه فجاءوا إليه يهنئونه، فلما فرغ الناس من كلامهم، قال الفضل بن سهل: إن في العلل لنِعَمًا لا ينبغي للعاقل أن يجهلها: تمحيص للصبر، وتعرض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وإذكار بالنعمة في حال الصحة، واستدعاء للمثوبة وحضٌّ على الصدقة. وقد ذمَّ الله أقوامًا لم يتضرعوا لله في حال البلاء: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ.
* * *
365- عن أُبَيِّ بن كعب قال: ضرب الله مثلاً للكافرين قال: ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ فهو يتقلب في خمس من الظلم: كلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ومسيره في الظلمات إلى النار.
* * *
366- لم تُبْنَ البيوت على الحُبِّ فحسب، بل قامت على المودة والرحمة، ورعاية الذمم، وحقُّ الصاحبة في بيوت الأخيار حقٌّ عظيم,وإن كان ثمة خلافات أُسرية فإنها واردة مع طول الحياة، ولكنها لا تُحدث شُروخًا في البيت السعيد، ويمكن تجاوزها بل وحسن الاستفادة منها .. الأحوال مستوردة والبيوت معمورة.
* * *
367- نظر عمر بن عبد العزيز إلى رجل متغير اللون فقال له: ما الذي أرى بك؟ قال: أسقام وأمراض يا أمير المؤمنين إن شاء الله, فأعاد عليه عمر فأعاد الرجل مثل ذلك ثلاث مرات, فقال: إذا أبيت إلا أن أخبرك، فإني ذقت حلاوة الدنيا فصغر في عيني زهرتها وملاعبها، واستوى عندي حجارتها وذهبها، ورأيت كأن الناس يساقون إلى الجنة وأنا أُساق إلى النار، فأسهرت لذلك ليلي وأظمأت له نهاري، كل ذلك صغير حقير في جَنْب عَفْو الله وثواب الله عزَّ وجلَّ وجنب عقابه. [التخويف من النار 44].
* * *
368- من لطائف التعبد بالنِّعم أن يستذكر قليلها عليه، ويستقل كثير شكره عليها، ويعلم أنها وصلت إليه من سيده من غير ثمن بذله فيها، ولا وسيلة منه توسَّل بها إليه، ولا استحقاق منه لها، وأنها لله في الحقيقة لا للعبد، فلا تزيده النِّعم إلا انكسارًا وذُلاً، وتواضُعًا ومحبة للمُنعم، كلما جدد له نِعْمة أحدث لها عبودية ومحبة وخضوعًا وذُلاً، وكلما أحدث له قبضًا أحدث له رضا، وكلما أحدث ذنبًا أحدث له توبة وانكسارًا واعتذارًا، فهذا هو العبد الكيس، والعاجز بمعزل عن ذلك، وبالله التوفيق. [الفوائد 146].
* * *
369- أَصغْ بسمعك إلى أحد الشباب وهو يتحدث فلان من العامة، قد أقام الدهر اعترافًا بجميله لأنه أكرمه يومًا أو يومين .. أسمع الناس ثناءً على كرمه وحسن ضيافته وجميل صنعه! أمَّا من أكرمه وأحسن رفادته عقودًا من الزمن، فقد طواه النسيان، وتفرقت به الأيام، بل استنزل دمعته وترك أنة حرى تختلج في صدره وبين أضلعه! يا بني أهذا حقي عندك؟!!
* * *
370- قال ابن القيم: "فإن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر، فإن الله يدفع بها أنواعًا من البلاء... وأثر الصدقة واضح على النفس وفي بركة الأموال والأولاد، ودفع البلاء وجلب الرخاء".
* * *
371- قال ابن تيمية رحمه الله: "والأقصى اسم للمسجد كله، ولا سمى هو ولا غيره حرمًا, فلا يُقال حينئذ عند المسجد الأقصى ثالث الحرمين، بل هما حرمان مكي، ومدني فقط!".
* * *
372- قال الإمام الطحاوي في العقيدة الطحاوية: "والله تعالى يستجيب الدعوات، ويقضي الحاجات، ويملك كل شيء، ولا يملكه شيء، ولا غنى عن الله تعالى طرفة عين، ومن استغنى عن الله طرفة عين فقد كفر وصار من أهل الحين" أي الهلاك.
* * *
373- قال الشافعي رحمه الله: "ومن مات وقد أوصى، مات على سبيل وسُنَّة" [رواه ابن ماجه].
قال أبو بكر المزني: إن استطاع أحدكم أن لا يبيت إلا وعهده عند رأسه مكتوب فليفعل، فإنه لا يدري لعله أن يبيت في أهل الدنيا ويصبح في أهل الآخرة.
* * *
374- مع الأسف نرى اليوم من بعض المُصلين ما يُندى له الجبين من مخالفات، وخروج عن الأدب والاحترام والتوقير، مع أن أماكن العبادة عند النصارى واليهود – وغيرهم من الديانات الباطلة – مُحترمة ومُصانة! فما بال مساجدنا التي يذكر فيها اسم الله لا تحظى بذلك من أهل الخير الذين يتسابقون إلى الصلاة فيها؟!
* * *
375- لأن الصراع بين الحق والباطل مُستمر إلى قيام الساعة، لا نزال نرى نفس الصفات تتوارثها الأجيال المُنافقة زمنا بعد زمن حتى وقتنا الحاضر، يقول الله عن صفة من صفاتهم: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ فما أكثر المُستمعين لحديثهم المُنصتين لهرائهم المُتابعين لإنتاجهم .. وهم يلبسون على الناس ويدَّعون الإصلاح والفلاح، كما كان فرعون الواعظ يقول عن موسى نبي الله عليه الصلاة والسلام: ﴿إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ.
* * *
376- قال تعالى لموسى عليه السلام: ﴿وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ قال ابن عباس: المعنى اضمم يدك إلى صدرك ليذهب عنك الخوف. وقال مُجاهد: كل من فزع فضم جناحه- أي يده- إليه ذهب عنه الرَّوع. قال ابن كثير: وربما إذا استعمل أحد ذلك على سبيل الاقتداء فوضع يده على فؤاده، فإنه يزول عنه ما يجد أو يُخف إن شاء الله.
* * *
377- ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى قال ابن عباس: ضمن الله تعالى لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ألا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة.
* * *
378- يعيش المرء حياته مرتين إذا دوَّن أحداث يومه وسنوات عمره، ثم بعد عقد من الزمن إذا به في لحظات صفاء، عاد إلى صفحاتها وقلَّب أوراقها فاسترجع ذكرياتها وعاشها مرة ثانية وثالثة، بدمعة تسقُط وابتسامة تتكرر، وشُكْر على طول أعمار وتردد في الآثار.
* * *
379- المسلم يحرص على أن يكون له وقف في هذه الدنيا تجري له حسناته بعد مُغادرته الدنيا وقبلها, ومن حرم نفسه هذا الخير، فلا أقل من أن يحترز لنفسه من عمل سيء يلحقه بعد موته، من نشر بدعة أو معصية أو دلالة على الشَّر، قال الشاطبي رحمه الله: "طوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه، والويل لمن مات وبقيت ذنوبه مائة سَنَة ومائتي سَنَة".
* * *
380- قال r في حديث شامل جامع، يُؤنِّس القلوب ويشرح الصدور: «بلِّغوا عني ولو آية». "بلِّغوا": تكليف، "عني": تشريف، "ولو آية" تخفيف.
* * *

كتاب أطايب الجني
د. عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن القاسم


* * *











#2

افتراضي رد: أطايب الجني19

جزاكى الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك
إظهار التوقيع
توقيع : ام مالك وميرنا
#3

افتراضي رد: أطايب الجني19

بارك الله فيك


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
أطايب الجني 12 راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
أطايب الجني11 راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
أطايب الجني9 راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
أطايب الجني 6 راجين الهدي المنتدي الادبي
أطايب الجني 1 راجين الهدي حكم واقـوال


الساعة الآن 07:29 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل