ما حكم نشر احاديث موضوعة او غير صحيحة وعدم التثبت من صحتها اولا؟
لا يجوز نشر الأباطيل والأكاذيب ، ولا ترويج الشائعات .
فإن كان الكَذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو أشدّ خطورة ، وأعظم أثرا ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : إن كَذِبا عليّ ليس كَكَذِبٍ على أحدٍ . مَن كَذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مَقعده مِن النار . رواه البخاري ومسلم .
وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : مَن كَذَب عليّ مُتعمدا ، فليتبوأ مقعده من النار .
حتى قال بعض العلماء : إن من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم مُتعمّدا فهو كافر .
فقد ذهب الجويني والد إمام الحرمين إلى أن مَن يتعمّد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم يَكفُر بذلك .
وهذا يدلّ على خطورة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
سواء كان كذبا مُباشرا بأن يضع الحديث بنفسه ، أو غير مباشر ؛ بأن ينقل وينشر الحديث الموضوع .
روى الإمام مسلم في مقدمة الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : مَنْ حدّث عني بحديث يَُرى أنه كَذِب فهو أحد الكاذبين .
وضُبِطت : يُرى
و : يَرى
وضُبِطت : أحد الكاذِبِين
و : أحد الكاذِبَيْن
ومعنى الحديث باختلاف ضبط ألفاظه
على اللفظ الأول :
أن من حدّث عن النبي صلى الله عليه على آله وسلم بحديث يراه هو أو يراه غيره أنه كذب فهو أحد الكذّابين الذين يكذبون على رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم .
وعلى اللفظ الثاني :
أن من حدّث عن النبي صلى الله عليه على آله وسلم بحديث يرى الناس أنه كذب ، أو يراه هو كذباً ، فهو أحد الكاذِبَيْن اللذين كذبا على رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم .
فالكاذب الأول : هو من وضع الحديث .
والكاذب الثاني : من نقل الحديث الموضوع .
قال ابن دقيق العيد : وقد جاء عن الأصمعي وهو عبد الملك بن قريب أن الذي يلحن يتناوله أو يُخشى عليه قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : من كذب عليّ متعمّدًا فليتبوّأ مقعده من النّار .
قال أبو داود : قال الأصمعي : أخوف ما أخاف على الطالب العاري من النحو دخوله في قول المصطفى : " مَن كَذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " والمصطفى محفوظ مِن اللحن ، فمن روى عنه ولَحَن فقد كَذب عليه واللاحِن يحمله لَحْنه أن يُدْخِل فيه ما ليس منه ، ويُخْرِج منه ما هو فيه . نقله المناوي .