تربية الأطفال صعبة وتحتاج إلي صبر ونفس طويل، خاصة أن الأطفال لا يميزون بين ما هو ايجابي وما هو سلبي لذلك يجب أن نتعامل معهم بشكل لطيف حتى نستطيع تعليمهم المهارات التي تنفعهم في حياتهم، وكما يقال التعليم في الصغر مثل النقش علي الحجر فالأشياء التي يتعلمها الطفل في صغره تلازمه إلى أن يصبح شابا يافعا، من بين الأشياء الايجابية التي يجب تعليمها لأطفالنا كيف يكون اجتماعيا ويتخالط مع الأطفال ويستجيب للكبار إذا ما تعاملوا معه، الطفل يجب أن يتم تعليمه وتجهيزه لمواجهة الحياة ، هناك من يقوم تعليم ابنه وهو في بطن أمه أي قبل أن يولد، لذلك يجب أن نهتم بتربية الأطفال، فالتربية منذ الصغر القاعدة التي يبنا علي أساسها المراحل العمرية اللاحقة للطفل، كما قلنا يجب أن نهتم بطفل ونجعله صاحب شخصية اجتماعية
كيف نتعلم مهارات التواصل الاجتماعي ؟
1- التواصل بالعين
نحن نرى ما يفعله الآخرين من حولنا ونتّبعه . فلابد للبالغين أن يحافظوا على التواصل البصري مع أطفالهم أثناء الحديث هذا يعلم الأطفال أهمية التواصل بالعين أثناء الحديث مع الآخرين .
حتى الأشخاص ضعاف البصر الغير قادرين على التواصل بالعين مع غيرهم في الجسات الاجتماعية فهناك بعض الطرق التي يقدمها لهم الخبراء لمساعدتهم على التواصل بشكل أكبر .
2- التعلم بالتفكير والملاحظة
الأطفال يتعلمون بالتفكير فيما يدور حولهم فمثلا عندما يتسائل الطفل لماذا ترك زميله اللعب وانصرف وقد اسنتتج شعور زميله بالملل وبهذا يتعلم الطفل مهارات التواصل بنجاح قد يكون هذا الجزء من التعلم صعبا بالنسبة للأطفال الذين يعانون من مرض التوحد أوبعض أنواع الإعاقة الذهنية
3- التعلم عن طريق الفعل
عندما يلعب الطفل أو يتحدث مع آخرين بنجاح فإنه يطور قدرته على التواصل مع الآخرين بشكل إيجابي وفعال حتى إن لم ينجح الأمر فإن الطفل يميز ويلاحظ ما هي المشكلة ولماذا لاينجح الأمر
وإليكم بعض الطرق التي تساعدك على تنمية مهارات الطفل الاجتماعية :
1- الحديث مع الطفل
الحفاظ على التواصل في الحديث مع طفلك في تعليمه أى شيء أمر هام وضروري لإنجاح عملية التعلم هذه , فمن اللازم تشجيع طفلك على التكلم وليس الاستماع فقط كي يبدو أمامك بشكل مهذب عندما تطلب من الطفل الحديث بحرية فإنه يتعلم تلك المهارة بشكل أسهل .
جزء آخر من عملية التعلم هذه هو المشاركة كأن تسمح لطفلك بمشاركة اللعب مع أطفال آخرين شارحا له هذا بالحديث وبذلك يتعلم أهمية المشاركة مع الآخرين في ألعاب أو نشاطات جماعية كلعب الكرة والتفاعل من خلال توجيهك وحديثك معه .
يمكنك استخدام التوجيه اللفظي مع للأطفال الأكبر سنا فمثلا عند الذهاب لزيارة أحد الأصدقاء لأول مرة فسوف يساعدكم ذلك على التصرف بشكل أقل توترا , لا بأس في أن تذكر لطفلك كيفية طلب الأشياء بأسلوب مهذب وشكر الآخرين عليها .
2- اللعب
أكثر الطرق فاعلية في تعليم الطفل مهارات التواصل مع الآخرين هو اللعب معهم فمن خلال اللعب مع الآخرين يتعلم الطفل أن ضرب الآخرين سلوك مشين وأن مشاركة اللعب تجلب المرح أكثر .إذا كان طفلك خجولا فالأفضل أن يشارك اللعب مع طفل واحد آخر قريبا منه أما إذا كان أكثر انفتاحا على المحيط من حوله يمكنه مشاركة آخرين وتكوين صداقات جديدة .
3- المحاكاة
يتعلم الأطفال الكثير من خلال ملاحظتهم لمن حولهم ومراقبتهم لتصرفاتهم فمثلا عندما يرى الطفل أحد الوالدين يتعمد الانشغال عن إجابة الهاتف أو لايرد تحية الآخرين سيتعلم أن هذه السلوكيات هى الصحيحة ويبدأ في تقليدها . وبالمثل عندما يراك تساعد الآخرين وتتصرف معهم بلطف وتهذيب سينمو على هذه السلوكيات كجزء طبيعي من تعاملاته الاجتماعية مع الآخرين
إذا كنت تريد من طفلك أن يثق بالآخرين فعليك أن تعلمه كيف يفعل ذلك لذا دائمًا اعرض لطفلك كم تحافظ على التواصل البصري مع الآخرين وتنظر لهم أثناء الحديث مع مناداة الأشخاص بأسماؤهم ومصافحتهم بود وغيرها من السلوكيات التي تحب أن تراه يفعلها.
تريد من طفلك أن يكّون بعض الصداقات الجديدة ابدأ في التعرف بنفسك على جيرانك والانخراط معهم وتعريفه على أطفالهم حتى لو كانوا أصغر سنا لذا عندما تطلب منه التصرف بطريقة معينة أنت قد قمت بها في السابق أمامه فسوف يكون من السهل عليه تنفيذها وتعلمها .
4- التكرار
عندما يواجه طفلك مشكلة تتعلق بالتواصل الاجتماعي مع الآخرين فعليك التحدث معه عنها كي يلاحظ اخطاؤه ويمكنك اقتراح بعض المواقف الشبيهة لتحسين ردة فعله وتصرفه إزاؤها مع تكرار نفس الخطوات والنصائح السابقة مرات عديدة حتى تتحسن لديه تلك المهارات
فدائما سيمر الطفل بالعديد من المواقف الاجتماعية خلال حياته التي تحتاج للتحضير والممارسة أنت تضع له أساسيات التعامل وزيادة ثقته بنفسه التي ستساعده لاحقا في حياته وكلما كان الأساس قويا كلما استطاع أن يبني عليه ويطور من مهاراته ليحظى بعلاقات أنجح مع الآخرين .
ثقة الطفل بنفسه
يكتسب الطفل ثقته بنفسه مع الوقت فهي لا تُولد معه، وهذا ما يكون من مسؤولية الأهل فهم الذين يجب عليهم زراعة الثقة في نفوس أطفالهم منذ الصغر، وذلك حتى يمتلكوا شخصية قوية، فتنشئة الأطفال بالشكل الصحيح ليست بالأمر السهل، والأهل قد يتجاهلون بعض الأشياء التي يعتقدون بأنّها غير ضرورية والتي قد تنعكس بشكل سلبيّ على الأطفال، لذلك فمن واجب العائلة أن تهتمّ بكلّ طفل حسب شخصيته، ولا يجب عليها أن تعامل كلّ الأطفال بنفس الأسلوب.
تربية الأطفال على الثقة بالنفس
- التعامل مع الأطفال بأسلوب ثابت ومتوازن: يفضل أن يلجأ المربون للأسلوب المنظم والمتوازن في طرح التوجيهات على الطفل، ويفضل أن يبتعدوا عن تغيير وجهة نظرهم في الأشياء التي يرون أنّها في البداية خاطئة، وأن يتجنّبوا منع أطفالهم من تأدية بعض الأشياء بدون تقديم الأسباب لهم لأنّ هذا سيدفعهم إلى عمل الأشياء الممنوعة لاكتشاف أسباب المنع الأمر الذي سيجعل الأهل يقومون بمعاقبهم مما يؤدي إلى تراجع ثقة الطفل بنفسه وبأهله.
- توفير الحنان لكل الأطفال واستخدام أسلوب المدح معهم: إن الأهل الذين يُربون أطفالهم على الحب والحنان والذين يعملون على مدحهم عندما يقومون بإنجاز الأمور الجيدة سيعملون على تحفيزهم، ومنحهم الثقه بقدراتهم، وهذا ما سيجعلهم يشعرون بالمسؤولية تجاه الأشياء التي ينجزوها.
- تدريب الأطفال على الاعتماد على أنفسهم: هذه الطريقة يتم إنجازها عندما تترك الأم أبنائها يعتمدون على أنفسهم أثناء تناولهم الطعام، أو عندما تدعهم يشاركونها في عملية الترتيب، والأهم في هذا التدريب أن تعمل على ردّ سؤالهم بسؤال آخر حتى يتمكنوا وحدهم من استنتاج الإجابه بالاعتماد على أنفسهم.
- إعطاء الحرية للأطفال حتى يعبروا عن أنفسهم: إن الأهل الذين لا يسمحون لأطفالهم بالتعبير عن أنفسهم سيقودونهم إلى فقدان الثقة بأنفسهم، ومن أجل تجنب حدوث ذلك يفضل أن يسمحوا لطفلهم بأن يعبّر عن كلّ أفكاره سواء أكانت سلبية، أو إيجابية.
- ترك الأطفال يكتشفون الأشياء وحدهم: يفضل أن تعمل الأم على عدم منع طفلها من اكتشاف الأشياء التي تُحيط به، لأنّ هذا سيجعله يعتمد على نفسه، ولكن يجب أن تحرص على مراقبته بشكل مستمر حتى لا يؤذي نفسه.
- التعامل مع الأطفال بأسلوب حسن: إنّ الحالات التي يلجأ فيها الأهل إلى شتم أطفالهم ستعمل على نزع ثقة الطفل بنفسه، وحتى يتجنبوا حدوث ذلك يجب عليهم أن يتعاملوا مع أطفالهم بأسلوب المعاملة الحسنة حتى يعزّزوا ثقتهم بأنفسهم.