بسم الله الرحمن الرحيم
الفتاة المسلمة ومواجهة "نقاط الضعف"
فتاتي المراهقة وأنت تجتازين هذه المرحلة الحساسة والمهمة في حياتك وهي مرحلة مقتبل الشباب والخروج من عالم الطفولة، قد تفاجئين بأن هناك العديد من الأمور التي تعتبر في نظر الكثيرين "نقاط ضعف"، والتي إذا لم تتعاملي معها بشكل صحيح، برضا حقيقي عن قدر الله تعالى، واعتزاز بما وهبك واختار لك، وإصرار على النجاح، فإنها قد تضعك في حالة من الإحراج أو الإحباط الذي يعوقك عن المضي قدماً نحو تحقيق النجاحات والإنجازات في حياتك.
ورغم أن نقاط الضعف قد تتعلق بأمور خارجة عن إرادتك، مثل المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة التي نشأت وتعيشين في كنفها، أو درجة الذكاء والجمال وسرعة البديهة وغير ذلك من الأمور الفطرية، إلا أنك وفي كل الأحوال من الضروري أن تكوني قادرة على التأقلم والتكيف مع هذه الأمور وعدم السماح لها بأن تكون أسواراً تمنع قفزاتك نحو مستقبل أفضل.
وفيما يلي بعض النصائح التي تؤهلك لعدم الاستسلام لنقاط الضعف مهما كان ثقلها وتأثيرها على حياتك وشخصيتك.
1ـ كوني اجتماعية
الشخصية الاجتماعية تتمتع بالعديد من المزايا والقدرات وتكون قادرة على أن تعوّض العديد من جوانب النقص وأشكال القصور في حياتها من خلال الصداقات الناجحة والعلاقات العامة، ومن هنا فإنك يجب أن تحرصي في هذه الفترة من عمرك على التعرف على فتيات أخريات وربما سيدات أكبر منك سنّا لتكتسبي منهنّ الخبرة والتجربة، ولا تضيقي دائرة علاقاتك الاجتماعية بالعزلة والانفراد لأن هذا سيزيد من إحساسك بالضعف في مواجهة الحياة الخارجية.
2ـ الخجل المذموم
تجنبي الخجل المذموم المرتبط بالخوف من الناس والتردد في مواجهة التحديات والتراجع عن مجابهة الصعاب، لأن هذا السلوك ليس في حقيقته خجلاً وإنما هو الضعف عينه، ولكن ربما تجدين من حولك يسمونك بالخجولة أو صاحبة الحياء بينما تشعرين أنت في قرارة نفسك وأعماق روحك أن ما تعانين منه هو الضعف ذاته، وبالتالي حاولي ألا تسمي هذا الضعف "حياءًا" لأن الحياء الحقيقي قرين الثقة بالنفس والإقبال على الحياة وعدم الشعور بالجبن والخور.
3ـ تقوية الصلة بالله
لاشك أن الإنسان خلق ضعيفاً بطبيعته لكن ربه تعالى الذي خلقه على هذا النحو هو الذي أضاء أمامه طريق التحلي بالقوة وكشف أن هذا الطريق عنوانه الصلة الدائمة المتجددة بالله في كل صغيرة وكبيرة من تفاصيل الحياة، وبالتالي فإن إيمانك الحي الصادق بربك الذي يبعثك على التحلي بحسن الأخلاق والاستكثار من الأعمال الصالحة سيكون هو وسيلتك العظيمة للخلاص من كل أشكال ونقاط الضعف التي تعانين منها.
2ـ التحلي بالعاطفة
المرأة في كل مراحل حياتها منذ طفولتها وحتى مرحلة ربيع العمر يجب ألا تنسى أن الله قد خلقها بسمات أنثوية فطرية تكمن في داخلها مصادر قوتها، والعاطفة من أهم وأبرز هذه السمات فالمرأة بطبيعتها كائن عاطفي وهذه العاطفة متى كانت صادقة وطيبة ونابعة من القلب يمكن أن تكون مصدر قوة وإلهام وتفرد وتميز في التصدي لكل ما يعترض طريق الحياة من عقبات.
* رسالة المرأة *