الزعيم عمر مكرم
.. تاريخ مصر حافل بالزعماء و القادة و الذين ظلوا خالدين بتاريخهم في أذهان المصرين و في الكتب التي يدرسها أطفالهم كما أنهم أيضاً أصبح لهم شوارع في أنحاء القاهرة بأسمائهم تكريماً صغيراً لهم و إذا كنت عزيزي القارئ مصري فمن المؤكد أنك تعلم ذلك جيداً و إذا لم تكن مصري أو تقوم بزيارة مصر في يوم من الأيام فهذه هي الصورة داخل مصر سوف تجد الكثير من أكثر الأحياء في القاهرة سميت بأسماء الزعماء المصرين و أيضاً يوجد الكثير منهم صنع لهم تماثيل في الميادين ، و كان من بين هؤلاء الزعماء الزعيم عمر مكرم و هذا هو موضعنا اليوم الزعيم الشعبي عمر مكرم و للأسف يوجد الكثير من المصرين لا يعلمون عنه الكثير و نحن اليوم سوف نعرض السيرة الذاتية له .
تاريخ الميلاد :
ولد عمر مكرم بن حسين السيوطي في عام (1750) .
محل الميلاد : ولد في محافظة أسيوط بجهورية مصر العربية .
الدراسة :
انتقل عمر مكرم من أسيوط إلى القاهرة من أجل أن يدرس في الأزهر الشريف و عندما أنهى دراسته سرعان ما أصبح نقيباً لأشراف مصر .
بطولات عمر مكرم :
لقد قاد عمر مكرم حركة شعبية كبيرة ضد ظلم الحاكمين المملوكين ” إبراهيم بك ” ومراد بك ” و إذا كنت لا تعلم من هما المماليك هما سلالة من الجنود التي حكمت مصر و الشام و العراق و أجزاء من الجزيرة العربية قبل أن يستقروا بمصر و يمسكون بها الحكم و كان من كبار أمراء المماليك مراد بك ، و إبراهيم بك و لقد قاد عمر مكرم حركة شعبية ضدهم في عام (1795) نظراً لمعاناة الشعب من ظلمهم حيث طالب عمر مكرم برفع الضرائب عن الفقراء الغير قادرين و قام بنشر العدل و تطبيق الشريعة الإسلامية و اللجوء إليها عند الحكم .
مقاومة عمر مكرم ضد الاحتلال الفرنسي على مصر :
قام عمر مكرم بدفع عامة الشعب للمشاركة في القتال مع الجيش النظامي ضد الاحتلال الفرنسي و نجح في ذلك و لكن للأسف سقطت مصر بين يدي الفرنسيين و عرض الفرنسيين فيما بعد على عمر مكرم عضوية الديوان الأول و لكنه لم يتهم لذلك و رفض ليس هذا فقط أنه أيضاً غضب بشدة و وصل الأمر إلى أنه ترك مصر هرباً حتى لا يظل تحت رحمة الفرنسيين و عاد مرة أخرى و حاول أن يجمع الشعب و عدد من علماء الأزهر من أجل أحداث ثورة كبيرة ضد الاحتلال الفرنسي و التي قامت في عام (1800) و لكن للأسف أيضاً لم تنجح الثورة و التي سميت باسم ثورة القاهرة الثانية و عندما سقطت هرب مرة أخرى و ظل خارج مصر حتى رحل عنها الفرنسيين في عام (1801) .
عمر مكرم يقاوم ضد ظلم خورشيد باشا :
في عام (1804) قاد عمر مكرم الشعب في حركة شعبية ضد ظلم خورشيد باشا مما جعل الناس تخرج في جميع الشوارع احتجاجاً على ظلم خورشيد باشا مما جعل الزعماء في دار الحكمة يتخذون قرار بعزل خورشيد باشا و تعيين محمد على بدلاً منه و أيضاً اشترطوا عليه أن يحكم بالعدل و يطبق الشريعة الإسلامية و لا يقوم باتخاذ أي قرر دون مشاورة العلماء حتى لا يتم عزلة مثل خورشيد باشا .
نهاية عمر مكرم :
للأسف محمد على قام بفرض الكثير من الضرائب كما أنه أيضاً كان يدبر أن يتخلص من عمر مكرم حتى ينفرد بالحكم و يفعل ما يشاء دون يقف أحد بوجه و بالفعل في عام (1908) أمر محمد على بنفي عمر مكرم من القاهرة إلى دمياط و على وجه أخص أنه قد علم أن شعب قد لجاء إلى الزعيم عمر مكرم من أجل إقامة ثورة ضده بسبب الضرائب الظالمة التي فرضها على الجميع دون التفريق بين فقير و غني و قضي عمر مكرم عشر سنوات من عمره في المنفي و عندما عاد مرة أخرى للقاهرة استقباله الشعب باحتفال كبير لكن عمر مكرم كان قد نال منه التعب و الاكتئاب لم تعرض له من ظلم و لذلك قرر أن ينعزل عن الناس تماماً و الشعب قرر مرة أخرى أن يتحرك ضد محمد على و لذلك قرر محمد على نفيه مرة أخرى خارج القاهرة خوفاً منه أن يكون هو من خلف هذه الثورة التي قامت ضده و لكن عمر مكرم توفى في نفس العام .