كل شئ عن ارتجاع المرئ .أعراضه و أسباب و كيفية علاج ارتجاع المرىء
كل شئ عن ارتجاع المرئ
عزيزى القارىء .. هل عانيت يوما من أحد المشاكل التالية ؟؟؟
حموضة أو شعور بالحرقان على الصدر
احساس برجوع مادة حمضية او مُرة لأعلى الفم
هل ذهبت يوما إلى طبيبك الباطنى أو طبيب الأنف و الأذن تشكو بأحد الشكاوى التالية؟؟
أشعر و كأن شىء موجود فى الزور أو الحلق و لا أستطيع ابتلاعه .
هناك بلغم كثير معلق بحلقى .
هناك تغير أو بحة فى صوتى متكررة .
أبلع كل شىء بصعوبة او بألم حتى شرب الماء يكون مصحوب بألم .
هل تكررت زياراتك لطبيب الصدر تشكو من سعال أو كحة ناشفة تزداد ليلا و لا تستجيب للأدوية العادية ؟ هل تتكرر عليك نوبات الربو و حساسية الصدر ؟
هل تستغرب عندما يخبرك طبيبك المعالج أن المشكلة بالجهاز الهضمى او يطلب منك عمل منظار تشخيصى على الجهاز الهضمى ؟
إنه ارتجاع المرئ !! واحد من أكثر الأمراض شيوعا حيث ازداد الاهتمام به فى السنوات الأخيرة بسبب انتشاره و تأثيره على طبيعة الحياة …
إذن ما هو ارتجاع المرئ و ما هى أسبابه و ما مضاعفاته و كيف يمكن تشخيصه و علاجه ؟ … هذا ما سنتعرف عليه من خلال السطور القليلة القادمة.
بداية نوضح ما هو المرىء ؟ و أين يوجد ؟
المرئ هو ببساطة ذلك الأنبوب الذى يحمل الطعام من الفم إلى المعدة و هناك صمام أو عضلة صمامية تمنع عودة الطعام و العصارة المعدية الحمضية بشكل متكرر إلى المرئ .
ما المقصود بإرتجاع المرىء ؟
ارتجاع المرئ هو رجوع تلك العصارة الحمضية من المعدة الى قناة المرئ مما يسبب التهابات بالمرىء تؤدى إلى ظهور العديد من الأعراض منها الأعراض المباشرة الواضحة مثل الشعور بالحموضة و الحرقان المتكرر على الصدر أو الشعور برجوع الطعام عبر المرئ أو الشعور بعصارة مُرة تعود إلى الحلق و منها الأعراض غير المباشرة التى تجعل المريض يدور ما بين أطباء الباطنة و الجهاز الهضمى و الصدر و القلب و الأنف و الأذن أحيانا .
أعراض ارتجاع المرىء
هذه الأعراض كما ذكرنا فى اول المقال عديدة ، مثلا آلام الصدر التى تشبه الذبحة الصدرية و هنا يكون واجب الطبيب المعالج أولا استبعاد القلب و قصور الشريان التاجى كسبب لتلك الالام قبل ان يكون التشخيص هو ارتجاع المرئ ، و منها المشاكل التى تدعو المريض لزيارة طبيب أنف و أذن و حنجرة مثل وجود بلغم متكرر بالحلق أو تغير بالصوت أو التهابات متكررة بالأذن الوسطى أو التهابات متكررة بالجيوب الأنفية و يكون السبب الحقيقى هو ارتجاع المرئ و هنا يكون السبب هو مشكلة بالعضلة الصمامية العليا بالمرئ مما يؤدى إلى ارتجاع العصارة الحمضية حتى الحلق و الجزء الأعلى من الجهاز التنفسى .
و لذلك أيضا قد تكون الشكوى متعلقة بأمراض الصدر و يراها طبيب الأمراض الصدرية مثل أزمات الربو و حساسية الصدر المتكررة أو السعال الجاف الذى يتكرر و يزداد ليلا ، قد يقابل المشكلة أيضا طبيب الأسنان مثل تآكل مينا الأسنان أو التهابات متكررة باللثة أو رائحة الفم الكريهة. تتعدد الأعراض و تختلف و السبب واحد هو ارتجاع المرئ .
و لكن ما هو سبب ذلك الارتجاع بالمرىء ؟
تخيل معى عزيزى القارئ أن وزنك ممتلئ تحب الوجبات الدسمة المليئة بالدهون تعشق الوجبات الحريفة و الشطة و المخللات و تعتقد أن المشروبات الغازية تساعدك على الهضم و تقوم بعدها بشرب القهوة او الشاى مع تدخين سيجارة ، هل تستغرب إذن أن تعانى من ارتجاع المرئ ؟
heartburn
أسباب ارتجاع المرئ
ارتجاع المرىء له اسباب عديدة أهمها :
السمنة
التدخين
العادات الغذائية الخاطئة مثل الافراط فى تناول الوجبات الغنية بالدهون و المقليات حيث تقوم الدهون بإرخاء العضلة الصمامية التى تمنع حدوث الارتجاع ، هناك الحمضيات مثل الليمون و الموالح ، الافراط فى شرب المشروبات الغازية و الشاى و القهوة ، و النعناع أيضا يقوم بإرخاء تلك العضلة الصمامية و يزيد من ارتجاع المرئ .
عدم الانتظام فى تناول الطعام كتناول وجبة واحده طول اليوم خاصة لو كانت فى المساء .
الأكل ثم النوم أو الاستلقاء مباشرة .
هناك بعض العلاجات التى تزيد من ارتجاع المرئ .
الهرمونات التى تصاحب فترة الحمل .
هناك بعض الأمراض تزيد من ارتجاع المرئ مثل مرض السكر
و الآن و قد تعرفنا على ارتجاع المرئ و أعراضه المختلفة و أسبابه نأتى إلى كيفية تشخيص المرض .
تشخيص ارتجاع المرىء
حجر الأساس فى تشخيص مرض ارتجاع المرئ هو أخذ تاريخ مرضى جيد من المريض بمعنى أن يستمع الطبيب الى شكوى المريض باستفاضة و يسأله عن الأعراض و علاقاتها بالعادات الغذائية و بعدها يمكن للطبيب أن يضع التشخيص و يقوم بالعلاج اللازم ، و لكن هناك بعض الحالات التى تحتاج إلى عمل فحوصات مثل :
الحالات التى لا تستجيب للعلاج .
الأعراض التى تتشابه مع أعراض أخرى كما ذكرنا بأعلى المقال .
الحالات التى مر عليها سنوات طويلة من الشكوى و هنا يكون الغرض ليس تشخيص الارتجاع و لكن التاكد من عدم وجود مضاعفات .
متى يكون الأمر خطيرا و يستدعى تدخل طبى عاجل ؟
هناك مجموعة أعراض أو علامات نعرفها بالعلامات الحمراء أو العلامات الخطر التى تنبه إلى ضروة إجراء الفحص اللازم و هى (( القئ الدموى أو ترجيع الدم – وجود براز لين أسود يدل على وجود نزيف بالجهاز الهضمى – أنيميا نقص حديد – انخفاض واضح بالوزن – صعوبة البلع ))
منظار الجهاز الهضمى لتشخيص ارتجاع المرىء
و عندما نتحدث عن الفحوصات اللازمة يقفز هنا ما يسمى ب((منظار الجهاز الهضمى)) و هو أهم أدوات تشخيص ارتجاع المرئ فى الحالات السالفة الذكر ، و المنظار هو أنبوبة من الألياف المرنة تحمل فى طرفها كاميرا يمكن بواسطتها رؤية و تصوير الجهاز الهضمى من الداخل عن طريق الفم .
endoscopy
يمكن ادخال المنظار تحت تأثير مخدر موضعى و لا توجد اى خطورة للمنظار فى حالة عمله بواسطة الطبيب المتخصص فى مكان يراعى قواعد التعقيم (( و جدير بالذكر هنا أن المنظار هو خطوة ضرورية فى الحالات المشار إليها ، و رغم ذلك هناك جزء كبير من الحالات تكون نتيجة المنظار سلبية بمعنى أن التهاب الغشاء المخاطى للمرئ لا يرى بالعين رغم وجود ارتجاع فعليا بالمرئ ، و لكن قيمة المنظار الحقيقية هى التأكد من عدم وجود مضاعفات خطيرة كالأورام خاصة مع طول فترة الشكوى أو وجود العلامات الحمراء التى ذكرناها .
هناك أدوات أخرى فى التشخيص بعد المنظار و لكن الاحتياج لها فى حالات قليلة من الحالات التى لا تستجيب للعلاج مثل قياس حمضية المرئ ، و قياس حركية المرئ.
و من الأمور التى لا يجب أن نغفل ذكرها عند الحديث عن ارتجاع المرئ هى المضاعفات التى نهتم بعلاج الاتجاع من أجل تلافيها ، فبالاضافة إلى أن ارتجاع المرئ يفسد طبيعة حياة المريض و قد يصيبه بارهاق متكرر ، هناك بعض المضاعفات التى يمكن أن تحدث مثل:
تقرحات فى أسفل المرئ
ضيق المريء نتيجة الالتهاب الناتج عن الارتجاع.
تحول (باريت) في المريء و هو (تغييرات في خلايا الغشاء المخاطي المبطن لأسفل المريء و هى ليست سرطانية و لكنها قابلة للتحول إلى خلايا سرطانية و لذلك تحتاج إلى المتابعة بالمنظار بشكل متكرر مع أخذ عينات).
سرطان المريء ..
و لذلك يكون الاهتمام بارتجاع المرئ و علاجه من أجل منع حدوث المضاعفات ، و الآن إلى العلاج .
علاج ارتجاع المرىء
قبل أن نتكلم عن العلاج يجب أن نعرف أن مرض ارتجاع المرئ هو مرض مزمن فهو ليس نزلة برد مثلا و لكن يمكن اعتباره كمرض السكر و الضغط ، بمعنى أنه يحتاج إلى علاج فترة طويلة و يحتاج إلى وجود بعض الأدوية بشكل مستمر للحفاظ على عدم رجوع الأعراض و نمط حياة يعتاد عليه المريض . و عن نمط الحياة هناك بعض النصائح التى تفيد مريض ارتجاع المرئ مثل:
خفض الوزن.
التوقف عن التدخين.
الاقلال من شرب الشاى و القهوة و المشروبات الغازية .
هناك بعض الأغذية يجب الامتناع عنها أو التقليل منها مثل الموالح و النعناع و الوجبات السريعة و الغنية بالدهون و التوابل ((و ببساطة يجب على المريض الابتعاد عن الوجبات التى تسبب له الأعراض و يستطيع أن يحددها بنفسه)).
يجب على المريض تجنب ان يأكل و ينام أو يستلقى بعدها مباشرة .
تجنب الملابس الضيقة التى تضغط على أعلى البطن خاصة عند النوم
بعض الحالات خاصة التى تتكرر أعراضها عند النوم ننصح المريض برفع رأس السرير بوضع قطع من الأخشاب أو قالب من الطوب تحت السرير لكى ينام المريض بحيث يكون الرأس و الأكتاف أعلى من مستوى الجسم فلا يسمح بحدوث الارتجاع.
أما عن العلاجات التى يتناولها المريض فلا بد أن يصفها له الطبيب المتخصص و يحدد له خطة العلاج المناسبة لحالته.