أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

130003 الصدق , تعبير عن الصدق , معنى الصدق , أهمية الصدق , أنواع الصدق , الصدق في الإسلام


الصدق , تعبير عن الصدق , معنى الصدق , أهمية الصدق , أنواع الصدق , الصدق في الإسلام



الصدق , تعبير عن الصدق , معنى الصدق , أهمية الصدق , أنواع الصدق , الصدق في الإسلام


الأخلاق الحميدة هي رأس المال في الحياة الدنيا؛ حيث أوصت جميع الشرائع السماويّة بالالتزام بالأخلاق، وذلك لأنّها هي أساس حياة المجتمعات، وأساس تقدّمها وتطوّرها ورفعة أبنائها؛ فمجتمع بلا أخلاق هو مجتمعٌ فاسدٌ بالضرورة، تنقصه روح الحياة، وتنعدم منه المثل العليا .

لا يقتصر مفهوم الأخلاق على صفةٍ واحدةٍ فقط، فهناك منظومة أخلاقٍ طويلة، علينا الالتزام بها جميعاً، ومن بينها الصدق .

الصدق منجاة، وهو أوّل دروب الخير، وصفة المؤمنين، والأنبياء والصالحين، وقد امتدح الله سبحانه وتعالى الصدق، وذكره في أوصاف أهل الجنة، وأمر الناس به، كما وردت العديد من الأحاديث الشريفة التي تحثّ على الصدق، وتعظمه لأنّ فيه من الخير الكثير، وقال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه طريقٌ للبر، ومن المعروف أنّ الرسول محمد عليه الصلاة والسلام كان يُلقّب بالصادق الأمين، فالتحلي بالصدق هو اقتداءٌ بأخلاق نبي الأمة، عليه الصلاة والسلام .

بالإضافة لفضل الصدق في تماسك وبناء المجتمعات، فهو أيضاً جالبٌ للحسنات، لأن الكذب وهو خلاف الصدق يعتبر من المحرمات، التي تدخل في صغائر الذنوب أو كبائرها، حسب خطورة الكذبة وموقفها، كأن يخالف الشخص قول الصدق، ويحلف يمين الزور، فكذبةٌ مثل هذه، عقابها عسير، كما أن حبل الكذب قصيرٌ جداً، عكس الصدق الذي يبقى سر النجاة، حتى لو خسر الشخص أشياءً ظاهريةً بقول الصدق، يبقى الصدق هو الخير، وهو الأفضل، وطوق النجاة الذي ينقذنا من براثن الكذب، الذي يؤدي إلى الفجور، عكس الصدق الذي لا يؤدي سالكه إلا إلى درب الخير، والبر والحق .

ومن مميزات الصدق، أنه أساسٌ للكثير من الأخلاق التي تقوم عليه، فلا يمكن أن يكون الشخص سوياً إن لم يكن صادقاً، ولا يمكن أن يكون وفياً بالعهود والمواثيق إن لم يكن صاحب لسانٍ صادقٍ، لا يقول غير الحق، ولا ينطق إلا بالصدق، لأن الشخص الكاذب ينفر منه الجميع، ولا يستأمنونه على أنفسهم، ولا على أموالهم، ولا يمكن أن يكون موضع ثقتهم أبداً، خصوصاً أن الصدق صفةٌ لله تعالى، أطلقها على نفسه، وارتضاه لعباده، والكذب مخالفةٌ لفطرة الإنسان السليمة، التي فطره الله سبحانه وتعالى عليها .

لا يكون الصدق في مواقفٍ ويغيب في مواقف؛ بل يجب الالتزام بالصدق في جميع شئون الحياة، لأن الصادق صادقٌ دوماً، ولا يمكن أن يكون كاذباً وصادقاً في الوقت نفسه، لأنّ الصدق مبدأ أخلاقي، لا يقوم على التجزئة، ولا على المحاباة، ونسأل الله العظيم، أن يجعلنا جميعاً من الصادقين الطيبين، الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه .



أقسام الصدق

الصدق بالقول : وذلك من خلال التحدث بالوقائع والحقائق من غير اللجوء للتحريف أو التغيير والتزوير .

الصدق بالفعل : وذلك من خلال تطبيق القول بالفعل، فالصادق لا يغش ولا يخدع، ويوفي بعهوده وقسمه .

الصدق بالعزم : وذلك من خلال التزامه بأفعال الخير، والابتعاد عن أفعال الشر .

الصدق بالنية : وذلك من خلال إخلاص نيته لله تعالى في أي قول أو فعل يقوم به، ولا يكون قصده الرياء .

الصدق بالدين : وذلك من خلال التزامه بأداء العبادات والصبر والتوكل الدائم على الله تعالى .



أنواع الصدق

الصدق مع الله : وذلك من خلال الاستشعار الدائم بقرب الله تعالى، والإخلاص التام لله تعالى بكل قول أو فعل يقوم به، وأداء العبادات بالشكل السليم والصحيح .

الصدق مع النفس : وذلك من خلال معرفة الإنسان لعيوبه وأخطائه ومحاولة تصحيحها، فلا يجب على الإنسان أن يخدع نفسه ويعرضها للمخاطر والأخطاء .

الصدق مع الناس : وذلك من خلال احترام الغير وعدم تعريضهم للخدع، والقول الكاذب .



أهمية الصدق

لا يمكن للمسلم بأن يكون مؤمناً إلا عندما يتصف بالصدق .

الحصول على الأجر والثواب من الله تعالى، وتجنب عقابه وغضبه .





يحمي الصدق صاحبه من أهوال يوم القيامة .

الابتعاد عن صفة النفاق السيئة والتي تؤدي بصاحبها إلى النار .

الإحساس الدائم بالراحة والطمأنينة وعدم تأنيب الضمير والهروب من الناس .

الصدق يكسب العبد توفيق الله تعالى له في حياته، ومباركة رزقه ودينه وحياته .

تقليل المشاكل في المجتمع بين الناس، وسيادة جو من الراحة والطمأنينة .

نشر المحبة والمودة بين الناس .



الكذب الصادق (الكذب المباح)

يوجد حالات معينة يمكن للإنسان أن يكذب فيها، ولا يعاقبه الله تعالى على كذبه، وهي : الكذب لإصلاح الناس المتخاصمين من خلال تقريبهم لبعضهم البعض والقول لكل شخص بأن الآخر يحبه ويتحدث عنه بالخير، والكذب على الأعداء الذين يطالبون بمعرفة معلومات خطيرة عن البلاد، فلا يجب أن يخبرهم الحقيقة بل يجب أن يخفي الحقيقة ولا يظهرها أبداً حتى لو اضطر للكذب، وكذب الزوج على الزوجة والزوجة على الزوج في حال كانت الحقيقة سيئة وغير مرضية من ناحية وصف الجمال، فلا يجب أن يصفا بعضهما بالقبح والسوء حتى لا يؤدي إلى تدمير العائلة وتفكيكها بينهما .



فوائد الصدق

يساعد الصدق على توضيح الحقائق، وعلى عدم بناء الإنسان لحياته أو أجزاء منها على الخداع، واستغفال الآخر؛ فعلى سبيل المثال لا يجوز الكذب أبداً على شريك الحياة قبل الزواج، وإخفاء بعض الحقائق التي قد تؤثر على الحياة الزوجيّة، فعاجلاً أم آجلاً ستتكشف الأمور، وسيؤثر ذلك على حياة الإنسان كاملة .

يعيش الإنسان بسعادة، واطمئنان، وراحة بال بفضل الصدق، فلا يضطر الإنسان الصادق إلى التمثيل على الآخرين لاعباً دوراً لا يناسبه، فبعض الأشخاص تكوّنت لديهم عدة شخصيات بسبب كذبهم على أنفسهم أولاً، وعلى مَن يتعاملون معهم ثانياً، مما أدى إلى حدوث اضطراب داخلي لديهم، وصراع نفسي لا ينتهي بين هذه الشخصيات الوهمية المصطنعة .

يعتبر الصدق بوابة الإنسان الأولى للأخلاق الحميدة الأخرى، وعلى رأسها التواضع، فكلما كان الإنسان صادقاً مع نفسه أدرك عيوبه أكثر، وإدراك العيوب يغني الإنسان عن الانشغال بعيوب الآخر، ويجعله غير مغتر بنفسه، وبالتالي يظهر التواضع عليه، ويصير سمة من سماته .

يعتبر خلق الصدق من أهم الأخلاق التي تميز بين الأمم الراقية والأمم المنحطة، ومن هنا فإن تحلي أبناء الأمة الواحدة بهذا الخلق الحميد يرتقي بالأمة، ويجعلها في مصاف الأمم المتقدمة أخلاقيّاً، وحضارياً .

يعطي الصدق انطباعاً حسناً عن المعتقد الذي يعتقد به الإنسان، إذ يشكل المعتقد عاملاً هاماً من عوامل تشكيل هوية الإنسان الشخصية .

يساعد على نجاح الإنسان في أعماله التي يقوم بها، فالصدق ينشر السمعة الحسنة عن الإنسان، فيزداد إقبال الناس على منتجاته، أو خدماته التي يقدّمها للآخرين .

يساعد على تطوير شخصيّة الإنسان؛ ذلك أن كل الصادقين الصريحين مع أنفسهم يعرفون تماماً ما يعانون منه من صفات سلبيّة ويتجاوزونها، ويتصفون بالصفات الخيرة الحسنة التي تنهض بهم، وبمَن حولهم، وبمجتمعهم، وبأمتهم .



أهميّة الصدق

إنّ الصدق هو من الصفات التي تكسب الشخص احتراماً كبيراً جداً عند الآخرين، وهي من الصفات الّتي يتوجّب أن تكون منتشرةً بين الناس، إلّا أنّ الصدق اليوم قليل جداً، ممّا جعل الغش ينتشر وبشكلٍ كبير بين الناس، وجعل الكذب أيضاً ينتشر بينهم؛ فالصّدق هو من أهمّ الأمور الّتي تجعل المجتمع صالحاً، وهو من أهمّ الأمور الّتي تلاقي عند كلّ مَن يتعامل مع هذا الإنسان الصّادق استحساناً كبيراً منهم، ولهذا السبب للصّدق الكثير من الآثار الإيجابيّة الّتي لا تعدّ ولا تحصى في المجتمعات المختلفة؛ فالإنسان الّذي يتحلّى بصفة الصدق يضمن الحقوق والأمانات ويؤدّي التزاماته بكل إتقان، ولهذا السبب الصّادق يرتاح الناس بالتعامل معه لأنّه لا يخدعهم ولا يبغضهم ولا يخونهم .

وعن طريق الصدق قد يدخل الإنسان إلى الجنّة فقد ربط الرّسول بين الصدق وبين الإيمان، فالكاذب ليس بمؤمنٍ حسبما قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في حديثه النبويّ الشريف .

والصّدق يريح الإنسان لدرجة أنّه يجعله قادراً جداً على أن لا يخاف من أيّ شيء، والكاذب هو شخصٌ خائفٌ دائماً، أمّا الصادق فهو من الأشخاص الّذين لا يخافون؛ لأنّ ما قالوه هو الصّدق الذي لا كذب فيه .

ولهذا السبب يتوجّب على الأهل وبشكلٍ كبير جداً أن يعلّموا أبناءهم الصّدق منذ الصغر، وذلك حتّى يستطيعوا أن يساهموا في إنشاء جيل صادق لا يكذب ولا يعرف الكذب نهائياً .

فالكذب عواقبه سيّئة على الناس وعلى المجتمعات نظراً لما يمكن أن يسبّبه من ضياعٍ وإهدار للحقوق، وخاصّةً الحقوق الماليّة، وهو إهدارٌ وتضييع لمصالح الناس خاصّةً في العمل ممّا يهدم المجتمع ويعمل على نشر الفساد فيه .

ولهذا فإنّه ينبغي أن يهتمّ جميع الناس ليس بالصدق فقط وإنّما أيضاً بالأخلاق الحسنة الجيّدة؛ لأنّها طريق النّجاة الّتي ترفع من شأن مَن يتمسّكون بها، وتخفض من شأن مَن يتركونها ولا يعملون بها .



الصدق طريق النجاة

الصّدق هو أحد المقوّمات والدّعائمِ الأساسيّة التي يقوم عليه المجتمع النّاجح؛ لما له أثر كبير على حياة الفرد بشكل عامّ، وتآزر المجتمع بشكل خاصّ، فالصّدق يدخلُ بكلّ تفاصيل حياة الفرد .

ولا يقتصرُ الصّدق على صدق القول والأحاديث، بل يتعدّى ذلك إلى دلالاتٍ أخرى في القرآن الكريم، ولو تمعّنا في حال المؤمن لوجدنا أنّه نالَ أعلى درجات الإيمان بفضل صدقه، وصدْقِ نيّته، في القول والعمل، وصدق الإرادة والعزم .

فالمسلمُ حينما يكون صادقاً مع نفسه، ومع ربّه، ومع الناس جميعاً يستطيع تحقيق انسجاماً داخليّاً مع نفسه، وهذا يؤثّر على استقامته مع الناس أيضاً، ويبني علاقةً عامرة مع الله -عز وجل-. قال -الله عز وجلّ- في محكم كتابه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) .

نستدلُّ من هذه الآية الكريمة بأنّ تحقيقَ التقوى وطاعة الله تستوجبُ عادةً بيئةً معيّنة تساعدُ المسلم على الطّاعة، والبيئة التي تمّ ذكرُها في هذه الآية الكريمة بيئة الصادقين، وقد خصّ الله -عزّ وجلّ- لفظةَ الصّادقين بهذه الآية الكريمة دون غيرها من الألفاظ؛ لأنّ الصادق هو الذي يستطيع نفع وتقديم كلّ ما هو خيرٌ لغيره، وعندما يصاحبُ المسلمُ الصّادقين فإنّه يأخذُ من آدابِهم، وأخلاقهم، وعلمهم، وأحوالهم، وهذا كله مدعاة لنجاة المرء .

الصّدق سبيلُ الأمّة للنجاة من المهالك، كما قال الرّسول -عليه السّلام-: (إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) .

يتحقّقُ البرُّ هنا بالصدق، وهي كلمةٌ جامعة للأعمال الصالحة، وجميع أبواب الخير والفضل، أمّا الكذب الذي يؤدّي إلى الفجور فيعني الميلَ والانحراف عن الحقّ، وهذه كلها موانعُ للخير .

وكما ورد أيضاً في الآية الكريمة فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ﴾، أي الخير كله والفضل في الصدق والتصديق .

مرتبة الصدق مرتبة الصدّيقين تَلي مرتبة النبوّة في الإسلام، ويدلّ هذا على أهميّة الصدق في حياتنا الدّينيّة والدنيويّة، فهو يُبلّغنا أعلى الدّرجات، قال تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا) .

وقد وصف الله تعالى نفسَه بالصّدق في الآية الكريمة: (ومن أصدق من الله قيلا)، كما وصف رسولَه الكريم أيضاً في الآية الكريمة: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)، مرتبةُ الصّدق إذاً مرتبة عليّة يصلُها المسلم حين يرتقي بكلّ تفاصيل حياته بصدق تامّ في الأقوال، والأفعال، والنّوايا .



ثمرات الصدق

يعودُ الصّدق بثمرات ومنافعَ عديدة على صاحبه، نذكرُ بعضاً منها :

تحقيق العبوديّة لله عزّ وجل : وذلك بالاقتداء بنهج نبيّه -علية السّلام-، والشعور بمراقبة الله -عز وجل- لنا في أقوالنا وأنفسنا، ودوام الصّلة بالله -عز وجل- حين نطلب الهداية بصدق .

نيل حسن العاقبة في الدنيا والآخرة : ينال الصادق خير الدنيا وحُسن الخاتمة في الآخرة بفضل الصّدق، كما ورد عن الرّسول -عليه السّلام- في الأحاديث المذكورة أعلاه .

نيل الثناء في الملأ الأعلى وفي الدنيا : ينال الصّادق درجة الثناء في الملأ الأعلى، وتعلو منزلته في الدّنيا، ويعظم قدرُه بين النّاس نتيجة تَحَرّيه للصدق، كما ذُكر في الحديث أعلاه .

البركة في الدنيا والآخرة : حصول الصّادق على بركة في عمره وفعله ورزقه عند تطبيق الصدق في كلّ حياته .

عِظَم القَدْر، وعُلُوّ المنزلة في المجتمع : فالذي يتحلّى بالصّدق يَعْظُم قَدْرُهُ، وتعلو منزلته بين الناس؛ لاعتقادهم أنه ما فعل ذلك إلاّ عن حسن سيرة، ونقاء سريرة، وكمال عقل .

مصدر للرّاحة النفسيّة والطّمأنينة : تستقيم حياة الفرد بالصّدق، وبالتّالي يتخلّص من المُكَدِّرات التي تشوبُ حياة بعض الأفراد؛ بسبب عدم الوضوح والشكّ، قال الرسول -عليه السّلام-: (دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقِ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ) .

الصدق نجاة لصاحبه : كما في قصة كعب بن مالك لمّا تخلّف عن غزوة تبوك .

نيل الأجر والثّواب في الآخرة : فالمسلم حين يحاول طيلة حياته إرضاء الله بصدق، ويتحرّى الصدق في كلّ حياته ينال الأجر الكبير، لقوله تعالى: "هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ" .



أقوال في الصدق

حرص الصّحابة والتّابعونَ على تحرّي الصّدق في حياتهم، وعلّموا هذا الخلقَ لأولادهم، وفيما يأتي هذه بعض الإضاءات حول الصّدق : قال عبد الملك بن مروان لمعلّم أولاده: (علّمهم الصّدقَ كما تعلّمهم القرآن) .

قال عمر بن الخطّاب: (لأنْ يضعَني الصّدقُ وقلّ ما يفعل، أحبّ إليّ أن من أن يرفعَني الكذبُ وقلّ ما يفعل) .

قال ابن عباس -رضي الله عنه-: (أربع من كن فيه فقد ربح: الصّدق، والحياء، وحسن الخلق، والشّكر) .

قال الإمام الأوزاعيّ -رحمه الله-: (والله لو نادى منادٍ من السّماء أنّ الكذب حلال ما كذبت) .

قال يوسف بن أسباط -رحمه الله-: (لأن أبيت ليلةً أعامل الله بالصّدق أحبّ إليّ من أن أضرب بسيفي في سبيل الله) .



الصدق في الإسلام

الصدق حسب تعريفه عند فقهاء الدين الإسلامي هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع، و قد أمر الله -تعالى- بالصدق، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة: 119] .

الصدق ضدُّ الكذب، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقاً وصِدْقاً وتَصْداقاً، وصَدَّقه: قَبِل قولَه، وصدَقَه الحديث: أَنبأَه بالصِّدْق، ويقال: صَدَقْتُ القوم . أي: قلت لهم صِدْقاً وتصادقا في الحديث وفي المودة .

الصدق منجاة وهو أول دروب الخير وصف المؤمنين والأنبياء والصالحين، وقد امتدح الله سبحانه وتعالى الصدق وذكره في أوصاف أهل الجنة وأمر الناس به كما جاء في العديد من الأحاديث الشريفة التي تحث على الصدق، لأن فيه من الخير الكثير .

وأخبر عنه الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه طريق للبر .

ومن المعروف أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عُرف بأنه "الصادق الأمين" .

فالتحلي بالصدق هو التزام بأخلاق نبي الأمة عليه الصلاة والسلام .

والصدق هو أهم خلق قد يتحلى به المسلم وذلك لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة: 119] .



أنواع الصدق في الإسلام

الدين الإسلامي يفرض على المسلم أن يكون صادقاً مع الله وصادقاً مع الناس وصادقًا مع نفسه .

· الصدق مع الله : وذلك بإخلاص الأعمال كلها لله، فلا يكون فيها رياءٌ ولا سمعةٌ، فمَن عمل عملاً لم يخلص فيه النية لله لم يتقبل الله منه عمله، والمسلم يخلص في جميع الطاعات بإعطائها حقها وأدائها على الوجه المطلوب منه .

· الصدق مع الناس : فلا يكذب المسلم في حديثه مع الآخرين، وأيضاً موافقة الظاهر مع الباطن في الأقوال والأفعال، فإذا لم يكن كذلك كان من علامات النفاق .

وقد رُوي أن النبي قال: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» (البخاري) .

· الصدق مع النفس : فالمسلم الصادق لا يخدع نفسه، ويعترف بعيوبه وأخطائه ويصححها، فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة، قال صلى الله عليه وسلم: «دع ما يُرِيبُك إلى ما لا يُرِيبُك، فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة» (أحمد والترمذي والنسائي) .

· صدق الحديث : فالمسلم يقول ما يعتقد، وإلا كان في إيمانه شيء من النفاق، ومَن صدق الحديث ألا يحدث الإنسان بكل ما سمع، وبحسب المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع .

· صدق المعاملة : ولها صور عديدة، منها، صدق البيع والشراء، عن أبي خالد حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول الله :" البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا؛ فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما " متفق عليه .



فضل الصدق في الإسلام

أثنى الله على الصادقين بأنهم هم المتقون أصحاب الجنة، جزاء لهم على صدقهم، فقال القرآن: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ {أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} [البقرة: 177] .

وقال سبحانه وتعالى: قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [المائدة: 119] .

والصدق طمأنينة، ومنجاة في الدنيا والآخرة، حَدَّثَنَا يَعْلَى ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى يَرْفَعْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " تَحَرَّوُا الصِّدْقَ وَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ فَإِنَّ فِيهِ النَّجَاةَ ، وَاجْتَنِبُوا الْكَذِبَ وَإِنَّ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ النَّجَاةَ فَإِنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ " .

والحديث النبوي: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرِّيَاحِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و سلم، قَالَ : " إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ , وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صِدِّيقًا . وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا " . قَالَ أَبُو الْفَتْحِ رَحِمَهُ اللَّهُ : صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ التَّيْمِيِّ ، عَنْهُ . تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُهُ مُعْتَمِرٌ ، وَتَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ .



ثمرات الصدق في الإسلام

· تحقيق العبودية لله تعالى بالإخلاص له، والمتابعة للنبي .

· حُسن العاقبة لأهله في الدنيا والآخرة، لقوله : إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِّرِّ، وِإِنَّ البِّرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ .

· مراقبة الله سبحانه وتعالى، لقوله : وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ .

· الثناء على صاحبه في الملأ الأعلى، لقوله : حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقاً .

· الثناء على أهله في الدنيا، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ .

· حصول البركة العاجلة والآجلة، لقوله : فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بورك لهما في بيعهما .

· عِظَم القَدْر، وعُلُو المنزلة في المجتمع، فالذي يتحلى بالصدق يَعْظُم قَدْرُهُ، وتعلو منزلته بين الناس؛ لاعتقادهم أنه ما فعل ذلك إلا عن حسن سيرة، ونقاء سريرة، وكمال عقل .

· الطمأنينة والراحة النفسية، لِتَخَلُّصِه من المُكَدِّرات في تعامله مع الآخرين، فعن أبي الحوراء قال: قلت للحسن بن علي : ما حفظتَ مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: حفظتُ مِن رسول الله : دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقِ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ .

· تيسير أسباب الهداية للحق، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ، قال الطبري: لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا يقول: لنوفقنهم لإصابة الطريق المستقيمة، وذلك إصابة دين الله الذي هو الإسلام الذي بعث الله به محمداً .

· دوامُ الصلة بالله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع بطلب الثبات على الإيمان، لقوله : إِنَّ الإيمانَ لَيخلَقُ في جَوفِ أحدكم كما يَخلقُ الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يُجدد الإيمانَ في قلوبكم .

· الالتزام بالعهد، كقوله تعالى: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ .

· الصدق عاقبته خير، لقوله تعالى: فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ .

· الصدق نجاة لصاحبه، كما في قصة كعب بن مالك لما تخلف عن غزوة تبوك .

· دراك الأجور الكثيرة من الله تعالى وإن عجز عن العمل، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقاً أُعْطِيَهَا وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ .

· التوفيق لحسن الخاتمة، لقوله صلى الله عليه وسلم : وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقاً .

· حصول الثواب الأخروي، لالتزامهم بما أوجب الله عليهم من تحري الصدق تعبداً لله تعالى، لقوله تعالى: قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ قال القرطبي أي : صِدْقُهم في الدنيا، فأما في الآخرة فلا ينفع فيها الصدق .

وصدقهم في الدنيا يحتمل أن يكون صدقهم في العمل لله، ويحتمل أن يكون تركهم الكذب عليه وعلى رسله، وإنما ينفعهم الصدق في ذلك اليوم وإن كان نافعاً في كل الأيام لوقوع الجزاء فيه .



الصدق , تعبير عن الصدق , معنى الصدق , أهمية الصدق , أنواع الصدق , الصدق في الإسلام




إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
#2

افتراضي رد: الصدق , تعبير عن الصدق , معنى الصدق , أهمية الصدق , أنواع الصدق , الصدق في الإسلا

الصادق دائما ما يكون مرتاح البال
#3

افتراضي رد: الصدق , تعبير عن الصدق , معنى الصدق , أهمية الصدق , أنواع الصدق , الصدق في الإسلا


نورتيني يا عدولة بوجودكِ الرائع الذي أسعدني كثيراً

إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
#4

افتراضي رد: الصدق , تعبير عن الصدق , معنى الصدق , أهمية الصدق , أنواع الصدق , الصدق

رد: الصدق , تعبير عن الصدق , معنى الصدق , أهمية الصدق , أنواع الصدق , الصدق
رد: الصدق , تعبير عن الصدق , معنى الصدق , أهمية الصدق , أنواع الصدق , الصدقرد: الصدق , تعبير عن الصدق , معنى الصدق , أهمية الصدق , أنواع الصدق , الصدق


إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#5

افتراضي تنبيه اداري

تم نقل الموضوع من قسم منتدى عدلات التعليمي.
بواسطة : Admin



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
موضوع تعبير عن الصدق والامانة بالعناصر,اروع موضوع تعبير عن الامانة والصدق العدولة هدير موضوعات تعبير
موضوع تعبير عن الصدق واثره على الفرد والمجتمع، موضوع تعبير لكل صفوف الابتدائى والإعدا أم أمة الله موضوعات تعبير
مهمة الإسلام في العالم لؤلؤة الحَياة المنتدي الاسلامي العام
*** موضوع : تعبير جميل عن الصدق *** البنت الدلوعة 18 موضوعات تعبير
حقيقة خوف الكفار من الإسلام اماني 2011 العقيدة الإسلامية


الساعة الآن 08:11 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل