(اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخلُ لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين).
عزموا على المعصية مع نيتهم المسبقة لفعل طاعةٍ لمحوها.
يغريك الشيطان بالكبائر، ثم يخدِّرك ببعض النوافل!
اسفِكْ دم أخيك ثم توضأ للصلاة!
واغصِبْ ماله ثم أطعِم عياله!
لا بأس بظلم أخيك إذا كان لك صدقات تحميك!
وقليل من الدم تمسحه دمعة الندم!
عِش على الرشوة مع حرصك على الحجِّ كل عام!
باختصار:
مقتل الشيطان في فهمك لقاعِدة:
إن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدّى الفريضة!
خالد ابو شادى
يقول الصديق رضي الله عنه:
إن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدي الفريضة.
فالمقصود أن الإنسان لا يثاب على النافلة حتى تؤدى الفريضة، بمعنى أنه إذا فعل النافلة مع نقص الفريضة كانت جبراً لها وإكمالا فلم يكن فيها ثواب النافلة، ويبين ذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن وجدت تامة كتبت تامة، وإن كان انتقض منها شيئا قال انظروا هل تجدوا له من تطوع، فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه، ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك. رواه النسائي عن أبي هريرة وصححه الألباني.
ولهذا قال بعض السلف النافلة لاتكون إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وغيره يحتاج للمغفرة.
قال ابن تيمية:
فإذا لم يكن العبد قد أدى الفرائض كما أمر لم يحصل له مقصود النوافل ولا يظلمه الله فإن الله لا يظلم مثقال ذرة بل يقيمها مقام نظيرها من الفرائض كمن عليه ديون لأناس ويريد أن يتطوع لهم بأشياء، فإن وفاهم وتطوع لهم كان عادلاً محسناً، وإن وفاهم ولم يتطوع كان عادلا، وإن أعطاهم ما يقوم مقام دينهم وجعل ذلك تطوعا كان غالطا في جعله، بل يكون من الواجب الذي يستحقونه.
اسلام ويب