هل-الشرك هو الكفر
بسم الله
اولا -شرعا :
لافرق بين الشرك والكفر فكل شرك كفر وكل كفر شرك والدليل محاورة المؤمن صاحب الجنتين فتنبه لهذا فإنه به يزول عنك كثير من الإشكالات، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
1-من ذلك تلك المحاورة بين المؤمن والكافر الذي افتخر بماله وجنَّتيه؛ كما قال عز وجل في سورة الكهف؛
﴿... وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً. وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً﴾؛
فهذا كفر ولم يشرك في رأي الطحاوي! ولكن السِّياق يردّه؛ فتابع معي قوله تعالى:
﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً. لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً﴾
؛ فتأمل كيف وصف صاحبَه الكافر بالكفر، ثم نزه نفسه منه معبِّراً عنه بمرادِفِه وهو الشرك؛ فقال.
﴿وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً﴾.
وهذا الشرك مما وصَف به الكافرُ نفسَه فيما يأتي؛
فتابع قوله تعالى - بعد أن ذكر ما وعظه به صاحبه المؤمن -: ﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً﴾.
: فهذا القول منه - مع سباق القصة - صريح جداً في أن شركه إنما هو شَكُّه في الآخرة، وهذا كفر وليس بشرك في رأي الطحاوي! فهو باطل ظاهر البطلان.
2-وإن مما يؤكد ذلك من السنة قوله ص:
"أخرجوا المشركين من جزيرة العرب". رواه الشيخان وغيرهما عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ،
فإن المراد بهم اليهود والنصارى؛ كما دلت على ذلك أحاديث أخر، منها قوله ص:
«لئن عشت؛ لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب، حتى لا أترك فيها إلا مسلماً». رواه مسلم
4- ومن السيرة مارواة الزهرى :
: أن الأنصار يوم أحد قالوا لرسول الله قيم: يا رسول الله! ألا نستعين بحلفائنا من يهود؟
فقال: "لا حاجة لنا فيهم ".
وهو الموافق لحديث عائشة الصحيح: " إنا لا نستعين بمشرك أو بالمشركين ".
وهو مخرج في "الصحيحة "
5-وبذلك ثبت من السنة الرد على الطحاوى الذى هو متبوع ابو حنيفة فى التفريق بين الشرك والكفر حيث قال ان الشرك غير الكفر
6- وعلى مذهب الاثنين (الطحاوى وابو حنيفة ) ان الله ممكن ان يغفر الكفر وهذا لايقولة مسلم لان الله تعالى يقول (ان الله لايغفر ان يشرك بة ويشرك ما دون ذلك لمن يشاء )*
7-اما الغة :
فالكفر وشرك مختلفان فالكفر التغطية والشرك ان تشرك فى عبادة الله غيرة
8- ويجب ان يعلم ان كل شرك كفر وليس كل كفر شرك فاهل الكتاب مشركين + كفار وليس من الضرورى ان كل مشرك كتابى ولكن كل كتابى كافر
9-اهل السنة والتكفير :
1- لانكفر احدا من اهل القبلة بذنب مالم يستحلة (اعتقادا ) اى ليس عمليا لان كل مذنب مستحل عمليا على عكس الخوارج والمعتزلة الذين اوجبوا الخلود علية بالنار وان اختلفوا فى المسمى فاسق او كافر
2- اهل السنة : مرتكب الكبيرة فاسق لايخرج من الاسلام الا اذا استحلة عمليا
3- حد الكبيرة عند اهل السنة :
(انها مايترتب علية حدا او توعد عليها بالنار او اللعنة او الغضب )
4- لا نشهد لاحد من اهل القبلة بجنة ولا بنار الا من شهد لة صاحب الشرع
ولكن هنا سؤال :هل يجازى الكافر على عملة الصالح فى الدنيا ؟
القانون العام (وهذا فى الاخرة )----
1-0 فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾
- وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا﴾.
ومن السنة قولة
"<ان الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً،وابتغي به وجهه».
والاستثناء فى ابى طالب خاص بشفاعتة فية صلى الله علية وسلم وهذا مزية لرسولنا وخاص بة ولتوضيح ذلك
- عن العباس بن عبد المطلب أنه
قال:
يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال:
«نعم، هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا (أي شفاعته) لكان في الدرك الأسفل من النار»...
- إذ ليس فيه أن عمل أبي طالب هو السبب في تخفيف العذاب عنه، بل السبب شفاعته ص، فهي التي تنفعه ويعود أمر الحديث أخيراً إلى أنه خصوصية للرسول صلى الله علية وسلم
-عدل الله فى الكافر فى الدنيا لعملة الصالح الذى عملة للة وهو كافر :وهذا فى الذى يموت على الكفر: - عن رسول الله صلى الله علية وسلم قال:
«إن الله لا يظلم مؤمنا حسنته، يعطى بها (وفي رواية: يثاب عليها الرزق في الدنيا) ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا،
حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يجزى بها»...
تلك هي القاعدة في هذه المسألة:
أن الكافر يجازى على عمله الصالح شرعاً في الدنيا، فلا تنفعه حسناته في الآخرة، ولا يخفف عنه العذاب بسببها فضلاً عن أن ينجو منه
-لكن بعد اسلامة :
قال رسول ص]:-
«إذا أسلم العبد، فحسن إسلامه، كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها، ثم كان بعد ذلك القصاص، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عز وجل عنها )------- ومعنى كتب الله اى امر ان يكتب
واستدلوا ايضا بان من امن من اهل الكتاب يؤتى اجرة مرتين وهو لو مات على ايمانة الاول لم ينفعة شئ من عملة الصالح بل يكون هباء منثورا فدل على ان ثواب عملة الاول يكتب لة مضافا الى عملة الثانى
وبقوله صلى الله علية وسلم ما سألته عائشة عن ابن جدعان وما كان يصنعه من الخير: هل ينفعه؟ فقال:
« لا ياعائشة إنه لم يقل يوما، رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين»،
فدل على أنه لو قالها بعد أن أسلم نفعه ما عمله في الكفر "
.--- ودل ايضا على ان من مات فى الاشراك فى الجاهلية انة ليس من اهل الفترة
: " وهذا الحديث يدل على أن حسنات الكافر موقوفة، إن أسلم تقبل، وإلا ترد.
وعلى هذا فنحو قوله تعالى:
﴿والذين كفروا أعمالهم كسراب﴾
محمول على من مات على الكفر، والظاهر أنه لا دليل على خلافه، وفضل الله أوسع من هذا وأكثر فلا استبعاد فيه، وحديث "
الإيمان يجب ما قبله "
من الخطايا في السيئات لا في الحسنات
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين