أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (44)أهمية الإيمان باليوم الآخر

تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (44)أهمية الإيمان باليوم الآخر


عندما تدخل الآخرة بحساباتك اليوميَّة تنعكس كل موازينك:

قال:
﴿ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ (46) ﴾

كل عمل يعمله يتصوَّر أنه واقفٌ بين يدي الله عزَّ وجل، لماذا فعلت كذا ؟ لماذا أعطيت ظلماً ؟ لماذا منعت ؟ لماذا طلَّقت ؟ لماذا غدرت ؟ لماذا كذبت ؟ لماذا احتلت ؟ لماذا اغتصبت هذا البيت ؟ لماذا لم تنصح فلاناً ؟ أما إذا كان كل يومه أخطاء ومعاصي وآثاماً فأي صلاة هذه ؟! نقول له : صل، ولكن استقم من أجل أن تتصل بالله عزَّ وجل:
﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾
المفتاح الدقيق للآية أن تؤمن بالآخرة، أن تؤمن أنه لا بد أن تقف بين يدي الله عزَّ وجل ليسألك: لـماذا فعلت هذا ؟ دخلت زوجة سـيدنا عمر بن عبد العزيز عليه وهو يبكي في مصلاَّه، فقالت له: " ما يبكيك ؟ قال لها: " دعيني وشأني "، ألحَّت عليه ما يبكيك؟ فلمَّا ألحَّت عليه قال: " يا فلانة إني نـظرت إلى الفقير البائس، والشيخ الكبير، وذي العـيال الكثير، وابن الـسبيل، والمرأة الأرملة، والشيخ الفاني ـ ذكَّر أصنافاً من المعذَّبين في الأرض ـ كل هؤلاء سيسألني الله عنهم جميعاً."
إذا تعثرت بغلة في العراق قال: " لو تعثَّرت بغلةٌ في العراق لحاسبني الله عنها: " لمَ لمْ تُصْلِح لها الطريق يا عمر ؟ " ، عمر حاسب نفسه على بغلة تعثَّرت في العراق، لِمَ لمْ يصلح لها الطريق.


تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (44)أهمية الإيمان باليوم الآخر

عندما يؤمن الإنسان بالآخرة يتصوَّر أنه سوف يُسأل عن كل عمل، هذا الإنسان إذا صلَّى فصلاته مقبولة، وصلاته مجدية، وصلاته طيّبة، وصلاته مسعدة لأن وجهه أبيض، سأحضر مثالين واضحين: رجل في الحي محترم جداً، يحتل أعلى منصب في الجيش فرضاً، قائد فرقة، وله ابن، وعنده جندي غر التحق بالخدمة قبل يومين، هذا الجندي الغر لا يستطيع أن يقابل لواء ولا في المنام، توجد عنده مئة رتبة يقابلها قبله ؛ لو وجد هذا الجندي ابن هذا اللواء يغرق في مسبح وأنقذه، وفي اليوم الثاني يدخل ويقابله بكل جرأة بلا استئذان، يقول للحاجب: قل له فلان ويدخل على الفور لأنه عمل عملاً طيّباً، العمل الطيب يلغي الروتين كلَّه، يلغي طريق التسلسل المقابلات. أما لو كان ابنه معه باللعب وضربه ضرباً مبرِّحاً، وعطبه، وهو لا يعرف أنه ابن معلِّمه، وعرف في اليوم التالي أنه ابن معلِّمه وقال له: تعال عندي، كيف يدخل عنده في المكتب ؟ لا يستطيع أن يدخل عنده.
هذه القصَّة كلها، قصة كل الخلق وعباد الله عزَّ وجل، غشّهم ولكن الله حجبك عنه، قد تبتز مالهم بأسلوب ذكي، هناك ألف أسلوب ذكي لابتزاز الأموال، ولكن الله كاشفك وأنت كاشف نفسك:
﴿ بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ(14)وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ(15) ﴾( سورة القيامة)

قد تصبح غنياً كبيراً بالكذب والاحتيال، قد تبيع بيعة سيِّئة جداً بأعلى سعر، قد تستغل جهل إنسان، وقد تأكل مالاً بالحرام، أعطى أحدهم لإنسان عشرين مليوناً ومات بحادث على الفور، ولا أحد يعلم، ولا توجد ورقة، بعد حين سمع هذا الأخ الذي معه المبلغ درساً من الدروس في جامع العثمان عن الأمانة، أرسل لي ورقة كتب فيها: والله رددت عشرين مليوناً لورثة صديق لي، وهم لا يعلمون عنها شيئاً، خاف من الله، عندما تدخل الآخرة بحساباتك تنعكس كل موازينك، عندما تدخل الآخرة بحساباتك اليوميَّة تنعكس كل موازينك، أما إن لم تدخل الآخرة في حساباتك تعد نفسك ذكياً لو أكلت مالاً حراماً، توجد ألف قصَّة، مليون قصَّة، إنسان اغتصب شركة، واغتصب بيتاً، يرى نفسه أنه ذكي، وكِّل محامياً قوياً، قدَّم وثيقة مزوَّرة، ويعد نفسه بطلاً، لأنه استطاع أن يغتصب، ولكنه أمام الله عزَّ وجل محتقر




موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية






تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (44)أهمية الإيمان باليوم الآخر



#2

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (44)أهمية الإيمان باليوم الآخر

بارك الله فيكِ وافادك
إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#3

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (44)أهمية الإيمان باليوم الآخر

رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (44)أهمية الإيمان باليوم الآخر
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#4

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (44)أهمية الإيمان باليوم الآخر

بارك الله فيكِ
#5

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (44)أهمية الإيمان باليوم الآخر

رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (44)أهمية الإيمان باليوم الآخر



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (28) الفرق بين حالة آدم في الجنة والدنيا امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (17) خطر الإفساد في الأرض امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (13) الفرق بين العبيد والعباد امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (5) النفاق امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (3) أنواع الهداية امانى يسرى القرآن الكريم


الساعة الآن 10:29 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل