هل حافظ القران يأكل الدود جسده في القبر؟؟، أم يبقى ، ولا يبلى ؟
هل حافظ القران يأكل الدود جسده في القبر؟؟، أم يبقى ، ولا يبلى ؟
السؤال:
ماهي أسهل طريقه لحفظ القرآن الكريم كامل أو أجزاء من القرآن الكريم ؟ وهل حافظ القران يأكل الدود جسده في القبر؟
الجواب:الحمد لله
أولا :
ذكرنا في جواب السؤال رقم : (7966) طريقة مبسطة لحفظ كتاب الله ، أو ما تيسر منه .
ثانيا :
روى البخاري (4814) ، ومسلم (2955)
- واللفظ له - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ:
( كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ ، إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ ، خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ) .
فظاهر هذا :
أن جميع بني آدم تأكلهم الأرض ، ولا يبقى من أجسادهم شيء إلا عجب الذنب ،
وهو عظم صغير في أسفل الظهر .
_ولم يرد - فيما نعلم – استثناء أحد لا تأكله الأرض إلا الأنبياء فقط ،
فعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ)
رواه أبو داود (1047) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله : " لا نقول على الله ما لا نعلم ، نقول: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ، أما غير الأنبياء: فلا دليل معنا بأن أجسادهم تبقى " .
انتهى من "موسوعة الألباني في العقيدة" (8/ 153) .
ولا يمنع ذلك أن يحفظ الله أجساد بعض أوليائه ، من الشهداء والصالحين ، فلا تأكل الأرض أجسادهم ، كرامة من الله لهم ، لكن ليس ذلك على سبيل اللزوم لكل ولي أو صالح ، فإن الأصل أن تأكل الأرض أجساد الناس .
قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله : " حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ، كَمَا رُوِي فِي السُّنَنِ.
وَأَمَّا الشُّهَدَاءُ فَقَدْ شُوهِدَ مِنْهُمْ بَعْدَ مُدَدٍ مِنْ دَفْنِه ، كَمَا هُوَ لَمْ يَتَغَيَّرْ، فَيُحْتَمَلُ بَقَاؤُه كَذَلِكَ فِي تُرْبَتِه إِلَى يَوْمِ مَحْشَرِه، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ يَبْلَى مَعَ طُولِ الْمُدَّة ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَكَأَنَّه - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - كُلَّمَا كَانَتِ الشَّهَادَة أَكْمَلَ، وَالشَّهِيدُ أَفْضَلَ، كَانَ بَقَاءُ جَسَدِه أَطْوَلَ " انتهى من"شرح الطحاوية" (ص 401) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " أما الشهداء والصديقون والصالحون: فهؤلاء قد لا تأكل الأرض بعضهم كرامة لهم ، وإلا فالأصل أنها تأكله: ولا يبقى إلا عجب الذنب " انتهى من "
لقاء الباب المفتوح" (204/ 10) .
وانظر جواب السؤال رقم : (109997) .
والذي ينبغي للعبد الناصح لنفسه :
أن يهتم به أن يجتهد في طاعة الله تعالى حتى يكون منعما في قبره ،
ثم يفوز بالنعيم الأعظم يوم القيامة .
وما أحسن ما قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" المهم كل المهم :
أن يكون الإنسان منعماً في قبره ، سواء بقي الجسم أم لم يبق " .
انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (204/ 10) بترقيم الشاملة.
وقد روى الفاكهي في "أخبار مكة" (2/ 351) ،
وابن حزم في "المحلى" (1/42)
عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ ، قَالَتْ :
" لَمَّا صُلِبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا دَخَلَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْمَسْجِدَ
وَذَلِكَ حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ مَصْلُوبٌ ،
فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَمَالَ إِلَيْهَا فَعَزَّاهَا،
وَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْجُثَثَ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ، وَإِنَّمَا الْأَرْوَاحُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى ،
فَاتَّقِي اللهَ وَعَلَيْكِ بِالصَّبْرِ " .
إسناده صحيح . وينظر : "سير أعلام النبلاء" (2/294) وحاشيته .
والحاصل :
أن حفظ القرآن الكريم ، والعناية به : من جلائل الأعمال ، وحامل القرآن ، غير الغالي فيه ، ولا الجافي عنه ، المقيم لحروفه وحدوده : هو من أولياء الله ، بل من ساداتهم ؛ لكننا لا نعلم أن لجسده خصوصية ، فلا تأكله الأرض .
ونظر جواب السؤال رقم : (14035) للتعرف على مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة .
والله تعالى أعلم .