هناك ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة وﻣﺆﺛﺮة ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ واﻟﻨﺸﺎط اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ.
ﻓﻤﻦ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎً وﻣﻌﺮوف ﺑﺪﻳﻬﻴﺎً أن ﺑﺬل ﻣﺠﻬﻮد رﻳﺎﺿﻲ ﻣﻌﻴﻦ ﻳﺰﻳﺪ
ﻣﻦ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﺨﺰونة ﻓﻲ ﺟﺴﻢ اﻹﻥﺴﺎن. وهﺬا اﻻﺳﺘﻬﻼك ﻳﺘﻮﻗﻒ
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﻠﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ وﺷﺪة ودوام هذا اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ. وكلما
اﻣﺘﺪت اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻟﻸداء وزادت ﺷﺪته كلما ارتفعت
نسبة اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻄﺎﻗﺔ . وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺠﺐ تعويض اﻟﺠﺴﻢ
ﻋﻦ هذﻩ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻐﺬاء اﻟﺬي هو ﻣﺼﺪر هذﻩ اﻟﻄﺎﻗﺔ.
وتاتى أهمية اﻟﻐﺬاء ﻓﻲ اﻻرتفاع ﺑﻤﺴﺘﻮي اﻷداء اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ
اﻷوﻟﻲ ﻷنه ﺛﺒﺖ أهميةاﻟﻐﺬاء ﻓﻲ زﻳﺎدة اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻀﻠﻴﺔ وزﻳﺎدة
اﻟﺘﺤﻤﻞ اﻟﻌﻀﻠﻲ خاصة ﻓﻲ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﻲ تتصف ﺑﻄﻮل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻣﺜﻞ أﻟﻌﺎب
اﻟﻤﻀﻤﺎر واﻟﺘﻲ ترفع ﻣﻦ ﺡﺮارة اﻟﺠﺴﻢ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻄﺎﻗﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ .
وﻳﺴﺘﻤﺮ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﺠﺴﻢ وخاصة ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ حتى ﺑﻌﺪ اﻻنتهاء ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ
ﻟﻤﺪة تتراوح ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 20 إﻟﻲ 30 دﻗﻴﻘﺔ.
وﺟﺪ ﻣﻦ نتائج اﻷﺑﺤﺎث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻐﺬاء واﻟﻨﺸﺎط اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ
أن اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﻴﺰون ﺑﻘﻠﺔ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ أو ﻋﺪﻣﻪ ﺛﻢ ﻳﺒﺪأون
ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺑﻌﺾ اﻷﻥﺸﻄﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﻻ تزﻳﺪ كمية اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻮها
وأﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺆﻻء اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺎرﺳﻮن اﻷﻥﺸﻄﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ اﻟﻤﻨﺘﻈﻤﺔ
ﻓﻘﺪ وﺟﺪ أن ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﻢ ﻟﺘﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم وأﻳﻀﺎً كمية اﻟﻄﻌﺎم اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﺔ
ﻟﻢ ﺕﻨﺨﻔﺾ ﺑﺪرﺟﺔ كبيرة ﻣﻊ اﻥﺨﻔﺎض ﻣﻌﺪل اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ اﻟﺬي إﻋﺘﺎدوا
ﻋﻠﻴﻪ. وهذا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻔﺮد اﻟﺬي ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط واﻟﺤﺮكةﺑﺼﻮرةﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﺛﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ
هذا اﻟﻨﺸﺎط أو ﻳﻘﻞ ﻟﺪرﺟﺔ كبيرة ﺑﺴﺒﺐ اﻹصاﺑﺔأو أﻳﺔأﺳﺒﺎب أخرى ، ﻓﺈن اﻹﻗﺒﺎل
ﻋﻠﻲ تناول اﻟﻐﺬاء ﻳﺒﻘﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ هو ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻮﻗﻒ.
إن أحد اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات اﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ تطﺮأ ﻋﻠﻲ اﻟﺠﺴﻢ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ
اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ اﻟﻤﻨﺘﻈﻢ هو ارتفاع درﺟﺔ حرارة اﻟﺠﺴﻢ أﺛﻨﺎء اﻟﺘﺪرﻳﺐ
اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ، وهذا ﻳﺆدي ﺑﺪورﻩ إﻟﻲ إﺛﺎرة اﻟﺠﺴﻢ ﻟﺰﻳﺎدة إﻓﺮازات ﻋﺪة
هرمونات ﻣﻨﻬﺎ هرﻣﻮن اﻷدرﻳﻨﺎﻟﻴﻦ واﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﻜﺒﺢ اﻟﺸﻬﻴﺔ ﻟﻠﻄﻌﺎم
وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻹﻗﻼل ﻣﻦكمية اﻟﻄﻌﺎم اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﺔ. وﻗﺪ أﻇﻬﺮت نتاﺋﺞ ﺛﻼﺛﺔ
دراﺳﺎت أن ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻟﻤﺪة ﻻ تقل ﻋﻦ ﺛﻼﺛﻮن دﻗﻴﻘﺔ ﻗﺒﻞ
ﻣﻮﻋﺪ وﺟﺒﺔاﻟﻄﻌﺎمﺑﻌﺸﺮﻳﻦ دﻗﻴﻘﺔﻳﺤﺪﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ ﻣﻦ كمية اﻟﻄﻌﺎم
اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻋﺎدة ﻓﻲ هذﻩ اﻟﻮﺟﺒﺔ.
وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ، ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أنه هناك ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ووﺛﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ
واﻟﻨﺸﺎط اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ. وﻟﺬا ﻻ ﻳﺠﺐ أن نغفل هذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ واﻹﻋﺪاد
ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﻴﻦ ﺳﻮاء كانوا تلاﻣﻴﺬ ﻣﺪارس أو ﻻﻋﺒﻲ أندﻳﺔ
أو أﻓﺮاد ﻋﺎدﻳﻴﻦ ﻳﻤﺎرﺳﻮن اﻷﻥﺸﻄﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻻكتساب اﻟﻠﻴﺎﻗﺔ اﻟﺒﺪنية واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ.