من بلغ أعلى درجات الإيمان بالقضاء والقدر=كانت مصائب الدنيا عليه كوخز الإبر،
يتألم قليلًا ويطمئن كثيرًا.
مرض قيس بن سعد بن عبادة، فأبطأ أصحابه عنه، فسأل عنهم،
فقيل: إنهم يستحيون مما لك عليهم من الدَّين،
فقال: أخزى الله ما يمنع الإخوان من العيادة. ثم أمر مناديًا فنادى:
ألا من كان لقيس عليه حقٌّ فهو منه في حِلٍّ وَسعَة،
فكثُر من عاده حتى كُسِرت دَرَجتُه. سامحهم وكسروا الدرج
رسالة للمتباهين بصورهم وحالاتهم:
قال ابن الجوزي: "ومن البلية أن يُبذّر المرء في النفقة، ويباهي بها ليُكْمِد الأعداء، كأنه يتعرّض بذلك-إنْ أكثرَ-لإصابته بالعين!
وينبغي التوسّط في الأحوال، وكتمان ما يصلح كتمانه."
صيد الخاطر
رزقك عند الله وأمرك من قبل ومن بعد لله وحياتك وموتك بيد الله
وكل من في السماوات والأرض تحت عظمة الله
فكن عزيزًا بالله ولا تَذلّ لغير الله.
زلةٌ يَعقُبها استغفار=خيرٌ من طاعة خالطها استكبار.
قال رسول الله ﷺ:"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كِبْر"
سلامٌ على من شغله عيبه عن عيوب الناس.
سلامٌ على من وقى الناسَ شرَّه، ولم يحرمهم خيره.
سلامٌ على من يلتمس الأعذار إذا طارت الظنون السيئة بالتُّهم الجائرة.
سلامٌ على من يعفو ويصفح قبل أن يرى أخاه في ذل الاعتذار.
سلامٌ إلى يوم الدّين على من مات، وقد تخلّق بتلك الصفات.
قد يكون عندك شيء، والناس في حاجته. بادر، وتقدّم، وارفض العجز والكسل.
ولا تثق بنفسك حدّ الغرور فلا تُقْبَل ولا تهضمها حدّ الظلم فلا تَعْمَل.
قال رسول اللهﷺ: "إنّ شرّ الناس ذو الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه"رواه البخاري
وقالﷺ: "من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار" رواه أبو داود.
يدخل في هذا النّمام، والذي يتطلّب مصالح نفسه عند أقوام أو طوائف مختلفة فيعيب عند كلّ فئةٍ الأخرى.
المؤمن إذا رأى مبتلى استحضر نعمة الله عليه فشكره عليها،
واستعملها بما يرضي الله،ودعا للمبتلى بالمعافاة.
وأما الشماتة فلن تجدها عند مؤمن، ولا عاقل، ولا كريم.
الشُّهْرَة سِجنُ العاقل، وجَنّةُ الغافل، وإفسادٌ للجاهل.