﴿إنّ معيَ ربي سيهدينِ﴾
قالها موسى بيقين ففلق الله له طريقًا في البحر.
قُلها بيقين فسيجعل الله لك عند البلاء طريق صبر. وعند النعماء طريق شكر. وعند الموعظة طريق تَذَكُّر. وعند التعلّم طريق فهَم. وعند التعليم طريق قبول. وعند الخصومات طريق سلامة.
سيجعل الله حياتك كلها طريقًا للجنة.
﴿إنّ الله لا يُغيّرُ ما بقومٍ حتّى يُغَيّروا ما بأنْفسِهم﴾
من أكثر الأمور التي تغيّر العبد اليوم=فضول النظر، وفضول الكلام.
ففضول النظر، يقود للنظر الحرام. وفضول الكلام، يجرّ للغيبة والنميمة.
وأكثر ما يُساعد على ذلك=الفضول في استخدام الجوال، وخاصة في قروبات لا زمام لها ولا خطام.
بعض المصائب قد لا يكون لها حلّ، ولكن لها ما يهوّنها ويسكّنها فيكون عزاءً لمصيبتك وبلسمًا لجراحك=الرضا بالقدر، واليقين بأن الدنيا زائلة، والعلم بأن أجر الصابرين عظيم.
﴿إنّما يُوَفّىٰ الصابرُونَ أَجرَهُم بِغَير حِسَاب﴾
قال الأوزاعي: ليس يُوزن لهم ولا يُكال، إنما يُغرف لهم غَرفًا.
﴿يا لَيْتَني قَدّمْتُ لِحَيَاتِي﴾
حياته التي لا موت فيها يتمنّى في وقت ليس فيه إلا الحساب.
حياتك اليوم ساعة، وغدًا حياة سرمدية.
قدّم لحياتك: الصلاة، والبر، والصدقة، وحفظ اللسان، وحسن الخلق، والنصيحة، والتوبة العاجلة. وأكثر من ذكر الموت،
ولا تشغلك حياتك الصغيرة عن حياتك الكبيرة.
﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾
تأتيه وحدك، لا أهل، لا مال، لا جاه، لا حاشية، لا مُودّعون، ولا مُستقبلون. تأتيه وليس في بالك مصير أمّ، ولا أب، ولا ولد، ولا حبيب. تأتيه وقد بلغت القلوب الحناجر، وبدت السرائر.
تأتيه وليس معك إلا أعمالك التي عملتها الآن وقبل الآن.
﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ﴾
لم يقل: فسوف يكفيك الله إياهم!
بل جمع أداة الاستقبال، والفعل، والمفعول الأول والثاني=في كلمة واحدة ﴿فسيكفيكهم﴾
إذا أراد الله كفاية عبد=جمع له أسبابها، وجعلها أسهل ما تكون، وأسرع مما يظنّون، وأقوى مما يجمعون.
ورزقَه قبل ذلك عبودية الصبر وانتظار الفرج.
﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذي نَزَّلَ الكِتَابَ ۖوَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحين﴾
الله وليُّ كل صالح، فهو حسبه، وكافيه، وناصره، ومُعِزُّه.
وليُّه في الدنيا إذا خُذِل.
ووليّه في الآخرة إذا خاف.
ووليّه عند المصائب.
ووليّه الذي يبشره عند احتضاره.
الله وليُّ الصالحين،
فكيف بالمصلحين!
كان الناس يشترون ليستعملوا
واليوم يشترون ليُصوِّرا
﴿أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً﴾
والنتيجة:﴿وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه﴾
﴿ووُضِعَ الكتابُ فتَرَى المُجرِمِينَ مُشفِقِينَ ممَّا فِيه ويَقُولُون يَا وَيْلَتَنا مَالِ هَٰذَا الكتابِ لا يُغَادِرُ صَغيرَةً ولا كبِيرَةً إلَّا أَحْصَاها﴾
لم يُنكروا أعمالهم التي عملوها، بل تعجّبوا من دقة الإحصاء.
قال الفضيل بن عياض: "ضجّوا-واللهِ-من الصغائر قبل الكبائر"
﴿وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾
الإيقاف وحده مُفزِع، تبلغ منه القلوب الحناجر.
فكيف بالأسئلة التي تتبعه؟
﴿وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَال﴾
يُقلَّبون لئلا تأكلَ الأرضُ أبدانهم.
والله قادرٌ على منع الأرض مِن أكلِ أبدانهم بدون تقليب، ولكن قلّبهم ليعلم الناس أهمية الأخذ بالأسباب.
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تأملات ووقفات قرآنية | امانى يسرى | القرآن الكريم | 86 | 17-01-2020 06:09 PM |
تأملات قرآنية للشيخ هانى حلمى | امانى يسرى | القرآن الكريم | 28 | 26-07-2019 02:09 AM |
تأملات قرآنية لد. عبد الله بن بلقاسم ....(متجددة) | امانى يسرى | القرآن الكريم | 23 | 06-03-2019 10:01 PM |
تأملات قرآنية. . | بنت الرسول | المنتدي الاسلامي العام | 4 | 31-03-2016 11:31 PM |
..*.. تأملات قرآنية من سورة طه ..*.. | ضــي القمــر | القرآن الكريم | 10 | 07-10-2014 02:43 PM |
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع