إعراب سور الإخلاص والفلق والنَّاس
.سورة الإخلاص:
آياتها 4 آيات.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.
.إعراب الآيات (1- 4):
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)}.
الإعراب:
(اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ ثان، (أحد) خبر للمبتدأ (اللّه)، (له) متعلّق بخبر يكن: (كفوا).
جملة: (قل) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (هو اللّه أحد) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اللّه أحد) في محلّ رفع خبر المبتدأ هو.
وجملة: (اللّه الصمد) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ هو.
وجملة: (لم يلد) في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ هو.
وجملة: (لم يولد) في محلّ رفع معطوفة على جملة لم يلد.
وجملة: (لم يكن له كفوا أحد) في محلّ رفع معطوفة على جملة لم يلد.
الصرف:
(الصمد)، صفة مشبّهة وزنه فعل بفتحتين بمعنى مفعول أي المقصود في الحوائج.
(كفوا)، اسم بمعنى المماثل، وزنه فعل بضمّتين، والواو مخفّفة من الهمزة.
البلاغة:
1- الإيجاز: في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ):
اشتملت هذه الآية على اسمين من أسماء اللّه تعالى، يتضمنان جميع أوصاف الكمال، وهما الأحد والصمد، لأنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة، الموصوفة بجميع أوصاف الكمال. وبيان ذلك، أن الأحد يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره، والصمد يشعر بجميع أوصاف الكمال، لأنه انتهى إليه سؤدده، فكان مرجع الطلب منه وإليه. ولا يتم ذلك على وجه التحقيق إلا لمن حاز جميع صفات الكمال، وذلك لا يصلح إلا للّه تعالى.
2- التقديم: في قوله تعالى: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ).
حيث قدّم الظرف، والكلام العربي الفصيح أن يؤخر ولا يقدم. فما باله مقدّما في أفصح الكلام وأعربه والسبب في ذلك أن الكلام إنما سيق لنفي المكافأة عن ذات الباري سبحانه، وهذا المعنى مصبه ومركزه هو هذا الظرف، فكان لذلك أهم شيء وأعناه، وأحقه بالتقدم وأحراه.
الفوائد:
- فضل سورة الإخلاص:
عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه: أن رجلا سمع رجلا يقرأ: (قل هو اللّه أحد) فلما أصبح، جاء إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم، فذكر ذلك له، وكان الرجل يتقالّها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن وفي رواية قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه: أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة، فشق ذلك عليهم فقالوا: أيّنا يطيق ذلك؟ فقال: (قل هو اللّه أحد) ثلث القرآن. عن أبي الدرداء أن النبي صلى اللّه عليه وسلم. قال: إن اللّه جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل (قل هو اللّه أحد) جزءا من القرآن.
.سورة الفلق:
آياتها 5 آيات.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.
.إعراب الآيات (1- 5):
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (5)}.
الإعراب:
(بربّ) متعلّق ب (أعوذ)، (من شرّ) متعلّق ب (أعوذ) في المواضع الأربعة (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والعائد محذوف (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط متعلّق بالمصدر (شرّ غاسق)، (في العقد) متعلّق ب (النفّاثات)، (إذا) مثل الأول متعلّق بالمصدر (شر حاسد)..
جملة: (قل) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (أعوذ) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (خلق) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (وقب) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (حسد) في محلّ جرّ مضاف إليه.
الصرف:
(1) الفلق: اسم بمعنى الصبح، وزنه فعل بفتحتين.
(3) غاسق: اسم فاعل من الثلاثيّ غسق أي أظلم، وزنه فاعل وهو الليل.
(4) النفّاثات: جمع النفّاثة مؤنّث النفّاث، مبالغة اسم الفاعل أي النافخات في العقد للسحر، مأخوذ من الثلاثيّ نفث باب نصر وباب ضرب، وزنه فعّال.
(5) حاسد: اسم فاعل من الثلاثيّ حسد، وزنه فاعل.
الفوائد:
- الحسد والغبطة:
الحسد: هو تمني زوال النعمة عن الغير، وهذا شيء مذموم. وكان اليهود لعنهم اللّه يحسدون النبي لما أنزل عليه من القرآن ونعمة الإسلام أما الحسد، إن كان معناه التنافس والتسابق بالخيرات، فهذا شيء محمود، للحديث الشريف القائل (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه اللّه ما لا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه اللّه علما يعلمه الناس) أما الغبطة، فهي أن تتمنى أن تصير مثل صاحب النعمة، دون تمني زوالها عنه، وهذا غير مذموم.
.سورة النّاس:
آياتها 6 آيات.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.
.إعراب الآيات (1- 6):
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}.
الإعراب:
(بربّ) متعلّق ب (أعوذ)، (ملك) بدل من ربّ- أو نعت، أو عطف بيان عليه- مجرور (إله) بدل من ملك مجرور (من شرّ) متعلّق ب (أعوذ)، (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للوسواس (في صدور) متعلّق ب (يوسوس)، (من الجنّة) متعلّق بحال من فاعل يوسوس..
جملة: (قل) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (أعوذ) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يوسوس) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
الصرف:
(الوسواس) اسم لمن يوسوس، وزنه فعلال بفتح الفاء.
(الخنّاس)، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ خنس أي توارى واختفى.
الفوائد:
1- تناسق الجرس والمعنى:
كان موضوع هذه السورة التعوذ باللّه عز وجل من وسوسة الشيطان، والوسوسة هي موضوع هذه السورة، لذا فقد تكرر حرف السين في كل آية من آياتها، وتوالى في كلماتها، حتى صرنا نسمع- عند تلاوتها- نغما يترجم لنا الوسوسة، وها نحن نحسن- عند سماعها- بجوّ من الوسوسة، حتى ولو لم نكن نعرف لموضوعها، وهكذا يتآلف المعنى والنغم في كتاب اللّه عز وجل ويتعاضدان.
محمود الصافي
الجدول في إعراب القرآن