يوجد فرق كبير بين الخصوصية والأنانية ويجب أن نعلم أولادنا أن الخصوصية شئ مطلوب ولكن الأنانية سلوك خاطئ سنتحدث بالتفصيل عن تعديل سلوك الطفل الاناني ونجعله متعاون وأيضا نعلمه معنى الخصوصية.
تعديل سلوك الطفل الاناني وتعليمه معنى الخصوصية
جمل بسيطة جداً لكن تعتبر هى بداية زرع بذرة الأنانية داخل ابنك: حاجتك، الحاجة دي بتاعتك، لا تعطي أشياءك لأحد…. وهكذا.
لا يصح أن نعطي الطفل جملة ناقصة حافظ على أشياءك ولكن إذا أستأذن منك أحد أصدقاءك لإقتراضها يمكنك إعطاءها له. بذلك تعلمه معنى الخصوصية.
الأنانية
هي سلوك متمركز حول الذات. وهو سلوك مزعج للآخرين، ويؤدي إلى ضعف علاقة الطفل مع أصدقائه في المدرسة وخارجها.
والنتائج هي عدم حب الأصدقاء لهذا الطفل الأناني الذي لا يحب إلا نفسه، ولا يهتم بمصلحة الآخرين بل يهتم بمصلحته على حساب مصلحتهم.
إن الأطفال تخفي هذه اللغة ويظهر بدلاً منها الحديث الداخلي، وهو ضروري من أجل التفكير “الإدراك والتجريد والتعميم”.
وعندما يبلغ الطفل أربع أو خمس سنوات تنمو لديه مهارات الإتصال المناسبة، ويصبح ظهور الحديث المتمركز حول الذات والسلوك الدال على الإنشغال التام بالنفس نادراً جداً
ويصبح أطفال ما قبل المدرسة أكثر وعياً بأنفسهم وبوجهة نظر الآخرين حولهم.
ويتناقص تمركزهم نحو ذاتهم تناقصا ملحوظاً في عمر ست إلى تسع سنوات.
يتعلم الأطفال خلال سنوات المدرسة الأولى نقد أنفسهم وتقويم سلوكهم وفق معايير الآخرين.
ويجب أن يعي طفل الخمس أو الست سنوات تأثيره على الآخرين.
بحيث يتعلم وضع نفسه موضع الآخرين “لو كنت مكانه” وذلك لأن الإهتمام بالآخرين “أشخاص، وحيوانات”
يتطلب إدراك كيف يمكن أن تشعر لو كنت مكانهم، يمكن أن تشعر بمن يؤذى أو يعذب.
ويحاولون تجربة كيف يمكن أن يشعروا من خلال التمثيل، فهم يقومون بأدوار متنوعة، فهم يمثلون أدوار حيوانات أو أشخاص رأوهم في حياتهم أو على شاشة التلفاز.
فعن طريق إرتداء ملابس الآخرين والتصرف مثلهم يمكن تعلم فهم مشاعر الآخرين.
تعديل سلوك الطفل الاناني وتعليمه معنى الخصوصية
مؤشرات لوجود مشكلة الأنانية عند الطفل أو التمركز حول ذاته
– الإهتمام الزائد بمشاعر الشخص الذاتية يمكن أن يؤدي إلى تفاعل غير منتج مع العالم.
وهذا الوضع يشبه المدللين الذين يحصلون على ما يرونه دون أن يبذلوا أي مجهود حقيقي.وغالباً ما يعبر الشخص الأناني عن مفهوم ذات سلبية، كذلك لا يملك الأطفال الأنانيون ما يكفي من القيم الأخلاقية.
ويعاني الأنانيون من ضعف الإنتماء لجماعة الرفاق.
فهم لا يدركون مشاركتهم على شكل “نحن” نقوم بعمل الأشياء معا، بل على شكل ما الذي أريده ” أنا”.
أسباب الأنانية عند الأطفال
1- المخاوف:
قد يطور الأطفال إتجاهات أنانية، ويبقون عليها بسبب العديد من المخاوف.
فالخوف من الإقتراب من الآخرين، الخوف من الرفض أو الهجر أو التغيير في حياتهم يشعرون أنه مثير للقلق
فهم ينظرون إلى الأشياء بمنظارهم الخاص، وأي فهم لوجهة نظر الآخرين يمكن إدراكه على أنه تغيير مخيف.
كذلك الأطفال الذين يخافون من العلاقة مع الآخرين غالباً ما يصبحون مهتمين بسلامتهم الخاصة فحسب
وكذلك الأطفال الذين تعرضوا للهجر الجسدي أو النفسي لديهم شعور بالخوف والغضب.
وعدم تعريض أنفسهم للتورط أو الإهتمام بالآخرين يمكنهم من تجنب المعاناة من جديد.
والنتيجة النهائية هي طفل يبدو أنانياً متمركزاً حول ذاته. ومما يعقد الصورة أكثر أن الأطفال الأنانيين غالباً ما يخشون النتائج السيئة المحتملة لسلوكهم.
لذلك فهم لا يشاركون أحداً في مشاعرهم أو أفكارهم، مما يجعلهم دائمي الإنشغال بأنفسهم.
من أسباب الأنانية أيضا: الخوف الذي يولده الأبوان في الطفل من خلال سخريتهما منه وإنتقادهما له أو عدم ثبات أسلوب التنشئة الذي يستخدمانه.
2- الدلال:
يدلل الآباء أطفالهم من خلال الحماية الزائدة وتلبية جميع رغباتهم، فيبادرون إلى إزالة كل ما يزعج الطفل.
كما أنهم يحاولون حمايته من كل ما يمكن أن يسبب الإزعاج.
وبعض الآباء يكون سلوكهم ردة فعل لطفولتهم المحرومة، لذا يريدون لأطفالهم أن يحصلوا على كل ما حرموا منه.
فالأطفال المدللون لا يطورون القدرة على الإحتمال أو التكيف، ويظلون متمسكين بأسلوب تعامل طفولي متمركز حول الذات.
وقد يؤدي الدلال أحيانا إلى مزيج من الأنانية والخجل وتكرار ظهور تخيلات عند الطفل بأنه عظيم، وأنه محور إهتمام الآخرين.
يعلم الآباء أطفالهم أحيانا الأنانية بسلوكهم الوسواسي، فهم يحاولون حماية أطفالهم من أي شكل من أشكال الإحباط.
وإذا ما بدا لهم أي شخص على أنه غير منصف في حق أطفالهم ثار سخطهم وغضبهم.
وسارعوا إلى تأييد وجهة نظر أطفالهم بأن الآخرين يحاولون إستغلالهم. وكثيراً ما يعطون لأطفالهم محاضرات عن ضرورة الدفاع عن حقوقهم، وعدم السماح للآخرين بتغطيتهم.
وهؤلاء الأطفال يصبحون أشخاصا أنانيين لا يهتمون بإنصاف الآخرين. إن فرصة الطفل الوحيد في أن يكون مدللاً من قبل الأبوين أكبر من فرص غيره من الأطفال.
فهو ببساطة معرض للحماية الزائدة والمحبة الشديدة، لكنه لا يمارس إلا القليل من النشاطات الناضجة التي تقود إلى تحمل المسؤولية
هذا بالإضافة إلى عدم وجود أشقاء يتقاسم معهم الأشياء والأفكار. والنتيجة طفل أناني ومتمركز حول ذاته ومتوقع أن يكون محور الإهتمام من الآخرين.
3- عدم النضج:
لكي يتخلى الطفل عن أنانيته يحتاج إلى مستوى من النضج، فمثلا يجب أن يتعلم كيفية ضبط نزاعاته لكي تكون لديه القدرة على الإلتزام بإتفاقياته.
فالأطفال الذين لا يحتملون الحفاظ على وعودهم، ولا يشعرون بالإنزعاج في عدم إلتزامهم بموعد ما لأنه “حدث” أن كان لديهم شيء آخر يفعلونه.
إنهم غير قادرين على تحمل المسؤولية. وبالطريقة نفسها لا يطور الأطفال غير الناضجين أسلوب المحاكمة العقلية الضروري كي يكونوا حساسين تجاه الآخرين.
يمكن ملاحظة ذلك من خلال السلوك الذي يبدو دائما إما غير مناسب، أو لا يتسم بالحساسية.
من الأسباب الواضحة التي لا تتيح لبعض الأطفال أن يتعلموا سلوكاً أكثر نضجاً، التخلف العقلي، والإضطرابات اللغوية، وأشكال أخرى من صعوبات التعلم.
ويظل هؤلاء الأطفال أنانيين لأنهم لم يسبق لهم أن تعلموا الإهتمام بالآخرين.
طرق وقاية الطفل من الأنانية
1- ننمي لدى الطفل شعورا بتقبل الذات:
إن أفضل طريقة مباشرة لمنع الأنانية عند الطفل هي مساعدته لكي يشعر بالجدارة والكفاءة والإطمئنان.
فالأطفال الذين يتقبلون أنفسهم على أنهم أشخاص لهم قيمة بذاتهم، ولديهم الكفاءة، ويشعرون بالأمن يهتمون بمصلحة الآخرين بشكل طبيعي، ولا يستحوذ عليهم الشك بأنفسهم.
بما أن مفهوم الإنسان عن نفسه مستمد من سلوك الأشخاص الهامين في حياته، فلا يوجد بديل أفضل من أن يبدي الوالدان تقبلا ثانياً واضحاً للطفل.
إن الأطفال الذين يشعرون بالحب والتقبل يحملون شعوراً إيجابيا نحو الذات.
ويمكنك إظهار التقبل من خلال التعاطف مع جوانب الضعف والإحترام لجوانب القوة لدى الطفل.
هناك تأثيرات سلبية محتملة على الطفل من قبل الرفاق والمدرسة والأشخاص الذين هم في السلطة والأقارب إلا أن الأطفال الذين يشعرون بالحب يستمر شعورهم بالجدارة، حتى لو تعرضوا لضغوط كبيرة خارج البيت.
أما الأطفال الذين لا يشعرون بتقبل آبائهم لهم فيكونون أكثر عرضة للتأثر بوسائل الآخرين السلبية أو التي تثير القلق.
إن حب الوالدين للطفل يتكون من عناصر هي التقدير الإيجابي غير المشروط والإعتزاز والإهتمام. فالإتجاه الإيجابي غير المشروط يؤدي إلى شعور صحيح بالأمن والتقبل.
ويعني الإعتزاز بالطفل تقدير خصائص الطفل الفردية وصفاته المتميزة. أما الإهتمام فيعني الإهتمام بأفكار الطفل ومشاعره ونشاطاته، والإهتمام به بشكل عام.
إن إظهار الحب للطفل بصورة محسوسة من قبل الوالدين يعبر عن الإهتمام به بطريقة غير لفظية “الحضن، التقبيل.
حتى مجرد المصافحة الودية أو وضع الذراع حول كتفي الطفل بحيث تكون طريقة لإبراز الإهتمام به”.
والنقد الدائم لا ينمي تقبل الذات، فجو الأسرة المفعم بالتوتر الدائم والغضب والنزق يؤدي إلى إنخفاض تقدير الذات عند الطفل.
كذلك يؤدي التركيز على التنافس وإعتباره موضوعاً هاماً إلى زعزعة ثقة الطفل بقدراته، فالتنافس الشديد يدفع بالطفل لإثبات جدارته ويعطيه إحساساً بعدم الأمن وعدم الثقة بالذات.
يمكن الوقاية من الأنانية من خلال حب الأطفال وتقبلهم و الإمتناع عن النقد وعن المنافسة الشديدة والعلاقات الأسرية المتوترة.
2- علم طفلك الإهتمام بالآخرين:
يجب أن لا يتوقع الآباء الأنانيون والمتمركزون حول الذات أن يكون لدى أبنائهم إحترام شديد لمشاعر الآخرين.
حيث لا توجد طريقة لخفض قوة تأثير الآباء على أطفالهم بإعتبارهم نماذج للأطفال، إن إظهار الإهتمام الحقيقي بأطفالك وبالآخرين هو نموذج جيد لسلوك الغيرية
كذلك فإن إحساسك بالمسؤولية عن سعادة الآخرين ببذل الوقت والجهد والمال
في سبيلهم هو تعبير واضح عن سلوك الغيرية، فالحب كثيراً ما يعرف على أنه الإهتمام بسعادة شخص آخر أكثر من سعادتك الخاصة.
فعلى الوالدين إظهار الإهتمام بالآخرين عن طريق إظهار الإحساس بالأسى قولا وفعلا لمعاناتهم. فهذا الإظهار والتعبير عن المشاعر تجاه الآخرين سيعلم الأطفال مشاعر الاهتمام بالآخرين.
لا بد كذلك من الإبتعاد عن بعض أشكال المزاح الذي يظهر كسخرية من الآخرين وتصرفاتهم أمام الأطفال
لأن هذا يطور عند الطفل بطريقة غير مباشرة الأنانية والتمركز حول الذات وعدم الإهتمام والسخرية بمشاعر الآخرين.
والتعاطف هو أن تفهم الآخرين من وجهة نظرهم الخاصة، فحاول أن ترى الأمور من وجهة نظر طفلك، وأعمل على إيصال فهمك له، لأن ذلك عنصر أساسي.
3- يجب أن تحمل طفلك بعض المسؤوليات:
إن المسؤولية تجاه الآخرين هي طريقة طبيعية كي يجرب الفرد، ويتعلم الإهتمام بالآخرين.
فالشخص الذي تلقى المساعدة عند إمتنانه، يعطي بالمقابل الشخص الذي ساعده شعوراً بالإرتياح والرضا عن عمله.
فإعطاء الطفل مسؤولية العناية بحيوان أليف تعتبر تجربة ممتازة منذ الطفولة الباكرة فما فوق
على أن يتناسب مستوى المسؤولية مع قدرات الطفل. إلا أنه من غير المناسب إغراق الطفل بالمسؤوليات.
إن تكليف الأطفال الصغار بمهمات مفيدة ومحددة يمكن أن يكون مصدراً ممتازاً للرضا والإشباع الذي يتم الحصول عليه من خلال مساعدة الآخرين.
ويجب أن لا ننسى أن كثيراً من الناس يكرسون أنفسهم مدى الحياة للإهتمام بالآخرين ومساعدتهم.
هذا ويعتبر إنجاز الأعمال اليومية مجالاً مهما آخر لتحمل المسؤولية، حيث يتعلم الأطفال بأنهم مسؤولون عن إنجاز مهمات ضرورية لسعادة الجماعة.
فالكنس وترتيب المائدة ومساعدة الأم كلها مساهمات جيدة للطفل، كذلك إشراك الأطفال في مناقشة وتحديد مسؤوليات جميع أفراد العائلة هو دليل عام ذو فائدة، حيث إن تعداد مسؤوليات كل شخص يمكن أن يكون مسليا ومثقفا في آن واحد.
نصائح لتعديل سلوك الأطفال الذين يتصفون بالأنانية
يشعر الأطفال الذين يتصفون بالأنانية غالبا أن لديهم مبررات، وأنهم على حق، لذا من الضروري أن نناقش معهم ونوضح لهم فهمهم وإدراكهم الخاطئ الذي يؤدي إلى حب الذات وإنكار الغيرية.
يجب تشجيع الأطفال وتعليمهم كيف يهتمون بالآخرين ويشاركونهم.
تشجيع الأطفال يكون بالتعزيز الإيجابي بأي طريقة، سواء بالتشجيع المادي أو المعنوي.
تعليم الأطفال التعاطف من خلال لعب الدور، وهو من أكثر الأساليب إستخداما من قبل الأخصائيين لخفض الأنانية عند الأشخاص في مختلف الأعمار.
ويعني هذا الأسلوب إستخدام الأزياء والأقنعة مما يؤدي إلى تعبير الأطفال عن السلوكيات الممنوعة.
ويمكن أن يقوم شخص آخر بتمثيل دور طفل أناني لا يفكر إلا بنفسه، ويريد كل شيء لنفسه.
فهذا يساعد الطفل كثيرا على التخلص من الأنانية، حيث يصبح قادراً على فهم الآخرين والتوصل للشعور بالإهتمام لمساعدة الآخرين.
يجب على الوالدين عدم التذكير الدائم للطفل بأخطائه ونقاط ضعفه، بل يتم التركيز على ما أنجز الطفل وعلى ما أحرز من تغيير، ليعطي الطفل الدافع للتقدم والإستمرار في حياته.
عدم إستخدام مشاعر الذنب عند عقابه، مثل قول “إنك تجرح مشاعرنا، وإنك أناني، إن الله سيعاقبك على أفعالك”
الأفضل أن تقول له إنك لم تفعل ذلك لتجرح مشاعرنا، لكنك تريد أن تحصل على إهتمامنا. ليس من عادتك الأنانية.
عدم التخويف المستمر للطفل من العالم الخارجي ومن أقرانه وعدم تقليل قيمة الآخرين والتحدث عنهم أمام الطفل، حتى لا يكره الطفل الناس ويصبح فردياً يهتم بنفسه، ولا يراعي مشاعر الآخرين.
على الوالدين عدم الإهتمام الزائد المبالغ فيه للطفل على حساب الآخرين.
فإذا تحدث أحد مع الطفل بقصد تنبيهه لا يقف الأبوان إلى جانب الطفل ضد الشخص الآخر، حتى لا يفتخر الطفل بنفسه ويكره ذلك الشخص.