الواجبات المدرسية.. معاناة يومية
دور الآباء في العملية التعليمية للطفل ركن هام لا ينفك عنها، وعامل محوري في مسيرتها الطويلة، فمن أكبر الأخطاء أن نعول على المدرسة وحدها ونقتصر على دورها التعليمي دون تقديم دورا تكميليا للآباء في المنزل سواء بالمراقبة أو المتابعة بل والمشاركة، خاصة في إتمام الواجبات المنزلية التي تمثل الواجهة النهائية ليوم تعليمي حافل بالمعرفة.
ويمكن القول أن مساعدة الطفل على إتمام واجباته بطرق صحيحة يمثل علامة فارقة في تفوق الطفل حيث تتحول العملية التعليمية إلى نوعا من المتعة أكثر منها عبء ثقيل يؤرق الطفل.
وبالتالي يحب ان نوفر الآتي:
- بيئة مناسبة
_لابد أن نراعي وجود أجواء منزلية ملائمة غاية الملائمة، فلنحرص دوما على اختيار مكان مناسب وثابت في المنزل لعمل الواجب المنزلي، ومن الأفضل أن يختاره الابن بنفسه، مع مراعاة أن تتوفر فيه عوامل الراحة والهدوء مع الإضاءة الكافية والبعد عن الملهيات
من تلفاز وكمبيوتر وغيرها.
_كذلك التنسيق مع معلم المدرسة
مهم جداً في ضبط إيقاع الواجبات المدرسية من حيث القدر المناسب للطفل، واختيار النوعية التي تتوازن بين السهولة والصعوبة، والقلة والكثرة، وبالتالي نضمن وجود حيز من الوقت للعب الطفل وإعطاءه فرصة لممارسة هواياته، ونتلافى أجواء الكآبة التي تنتاب أطفالنا وقت إتمام واجباتهم.
_ التخطيط الجيد
_عوامل التخطيط الجيد تتألف من تنظيم الوقت بما فيه من اختيار الوقت المناسب لعمل الواجبات المنزلية، فنتجنب فترات قبل النوم حيث يغلب النعاس أو حالات الإرهاق ..
_وهناك قاعدة تربوية تقول:
«العمل قبل المرح» ولذا لا يسمح للطفل مثلا بأن يلعب ويمرح ويخرج ويشاهد التلفاز ويزور أصحابه قبل أداء واجباته، وبالطبع لا نعني أن يؤدى الأمر بطريقة آلية إلا أنه لابد من اعتياد وقت ونظام ومكان ثابت لأداء الواجبات.
_أيضا تقسيم الواجبات إلى مهام صغيرة يسهل إنجازها، والبدء بالأصعب ثم الأسهل، مع المراجعة الأسبوعية الشاملة فهي مهمة في تدعيم الذاكرة وترسيخ المعلومة في الذهن.
_جدير بالذكر أن حل الواجب المدرسي في مجموعة صغيرة مكونه من الأخوة والأخوات يضفي نوعا من الارتياح بالنسبة للطفل، ويحبب له هذا الروتين اليومي، ويعزز مهاراته عندما يرى تشارك اخوته في نفس قضيته ومسئوليته.
- الواجب مهم:
لا ننكر أن الواجب المدرسي عبء ثقيل لا يحبه غالب التلاميذ، لذلك من المهم تعزيز الدافع لديهم لإنجازه برحابة صدر عن طريق:
_توضيح أهميته بالنسبة للتلميذ وتفوقه الدراسي وتميزه العلمي ..
«الواجب مهم ولو كان مملاً» لابد أن يكون شعارنا دوماً،
بل لابد أن تترسخ هذه القناعة لدى الطفل،
_وهذا لا يتم إلا بتكرار توضيح ضرورة الواجبات المدرسية وحيويتها لتسيير الحياة الدراسية، وأنها في مجملها ثمرة الجهد التعليمي ووسيلته النافعة لترسيخ المعلومة في الذهن، والتعمق أكثر في تناول المادة العلمية التي لا يكفي وقت الحصة القصير في تحقيقه، كما أنها برهان التواصل الجيد مع العلم، وخير وسيلة لتدريب أطفالنا على تحمل المسئولية.
- مشكلة الآباء :
قد يكون للآباء - خاصة الأمهات - دوراً سلبياً يقلب أجواء الواجبات المدرسية إلى محنة يومية ..
«ابنك ليس أنت»
_وبالتالي لا تتوقع منه أن يؤدي العمليات التعليمية بنفس المهارة أو السرعة التي تؤديها أنت، _ومن هذا المنطلق فالصبر وسعة الصدر وتجنب الضجر من أعظم الوسائل لاحتضان الشبل الصغير وجعل أداء الواجب بالنسبة له نوعا من المنحة لا المحنة.
_أيضاً الجلوس مع الطفل لمساعدته في إتمام واجباته لابد أن نعتبره مهمة أساسية لا فرعية، وفريضة راقية ليست نافلة ثانوية، ورسالة أكثر منها مهمة تقلبنا كحراس
نرقب حتى أنفاس الطفل ..
_مشكلتنا أن معظمنا
يجلس مع الطفل مساء في نهاية يوم متخم بالأعباء وبالتالي فنحن نريد منه أن ينجز بسرعة وعجلة كي نخلد للنوم أو الراحة، وهذا ما يوتر الموقف ويحول دون إتمامه بالحب لا بالكره. _خاصة لو أوجعنا الطفل ضربا أو شتما أو تجريحا لتراخيه في الأداء،
_وتتعقد المشكلة بين ضجر الوالد وبين الابن الفوضوي أو الضعيف دراسيا أو المتمرد،
ويصل الأمر بالصغير إلى كره وقت الواجبات التي يراها مدرسة مسائية تثقل كاهله
بعد المدرسة الصباحية.
ولا يفوتنا أن ننوه إلى أن الضجر قد يفرغ الواجبات المدرسية عن مضمونها وفاعليتها، فالخطأ الإملائي في أي فقرة كتبها الطفل لا ينبغي أن نشير إليه مباشرة بل بقليل من التمهل نطلب من الصغير أن يبحث عن كلمة كتبها خطأ ..
هذا كفيل أن ينشط ذهنه، ويعوده على المراجعة بعد أي إجابة.
_أيضاً يحملنا الضجر على الإجابة المتسرعة عن كل سؤال يسأله الطفل،
_والأولى أن نقدم له الإجابة في نقاط تقريبية أو نستثير ذهنه ببعض الكلمات الإرشادية أو حتى التريث حتى يبحث هو بنفسه عن الإجابة بين ثنايا الدرس.
_ومن الأمور التي يجب أن يراعيها الأب أو الأم عند مشارك ابنه في أداء الواجبات المدرسية أن تتناغم طريق المنزل مع طريقة الأستاذ في الفصل الدراسي، بمعنى أن يتعرف الوالدان من الطفل على الكيفية التي تبناها المدرس في حل التمارين الرياضية أو التعامل مع سائر المعلومات سواء بالحفظ أو الفهم، وذلك لأن تبني أسلوب آخر يمكن أن يشتت الطالب، ويفقده الثقة في طريقة أستاذه، بل ربما نصعب نحن عليه التحصيل الدراسي لأن طريقة الأستاذ في الغالب تكون الأفضل بحكم خبرته ومهارته التعليمية والميدانية .
وأخيراً ننوه بأهمية تعزيز الطفل نفسياً ومادياً عن طريق:
- التشجيع.
- رصد مكافأة عند تفوقه.
- مراعاة أوقات الراحة والاسترخاء.
- تخلل فترات المذاكرة بوجبات خفيفة غنية بالفواكه.
- المعاونة الجادة عند مواجهة صعوبة ما.
- الحوار الدافئ واسترجاع ذكرياتنا حول الدراسة ليعلم الصغير أن الجميع
مر بما يمر به الآن وأنه ليس مضطهداً.د. خالد سعد النجار
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أضرار الحقيبة المدرسية الغير مثالية,شروط الحقيبة المدرسية المثالية ,نصائح عند استخدام الحقيبة المدرسية | العدولة هدير | العناية بالطفل | 2 | 16-02-2018 01:31 PM |
خبراء التعليم يعلنون الحرب علي فساد التغذية المدرسية احكام الرقابة وتشديد العقوبات ع | سارة سرسور | اهم الاخبار - اخبار يومية | 0 | 30-04-2015 09:36 PM |
الواجبات المدرسيه اعباء الواجبات المدرسيه | هبه شلبي | العناية بالطفل | 8 | 25-01-2015 06:46 AM |
طريقة حل الواجبات المدرسية لذوي الاحتياجات الخاصه | ام طاطو | ذوي الاحتياجات الخاصة | 3 | 02-03-2014 08:13 PM |
إهمال الأبوين لأبنائهم يجعلهم يعزفون عن أداء الواجبات المدرسية | yasmen ali | العناية بالطفل | 4 | 08-02-2013 06:21 AM |
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع