أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير الربع الأول والثانى من سورة آل عمران بأسلوب بسيط

تفسير الربع الأول والثانى من سورة آل عمران بأسلوب بسيط

تفسير الربع الأول من سورة آل عمران بأسلوب بسيط


الآية 2: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾: أي: الذي لا يَستحق العبادة إلا هو، ثم ذكَر سبحانه البرهان على ذلك؛ فأخبر أنه ﴿ الْحَيُّ ﴾ الذي لا يموت، وكل حَيٍّ غيره مسبوقٌ بالعدم، ويَلحقه الفناء، فهو وحده المُتصِف بالحياة الكاملة، وهذه الحياة الكاملة تَستلزم بالضرورة وجود جميع الصفات - التي لا تتم الحياة إلا بها - (كالإرادة والعِلم والسمع والبصر والقدرة والقوة والعظمة والعِز، وغير ذلك من صفات الجلال والكمال)، وهو سبحانه ﴿ الْقَيُّومُ ﴾: أي: القائم على كل خلقه بالتربية والرعاية والحفظ والرزق والتدبير؛ ولذلك افتقرت إليه جميع مخلوقاته، واستغنى هو سبحانه عن خلقه).

الآية 3، والآية 4: ﴿ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ﴾: أي: ومِن مَظاهر قيامِه تعالى بشؤون عباده ورحمته بهم: أن نزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الكتاب الذي لا ريب فيه، (وهو القرآن)، فكل ما فيه حقٌّ وصِدق، لا باطل فيه بأي وَجهٍ من الوجوه، ﴿ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾: أي: مُوافقًا لِما كان قبله مِن صحيح الكُتب السماوية، فلا يُخالِفها، ولا يَتناقض معها؛ لأن مَصدرها جميعًا واحد، وهو الله تعالى،﴿ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ ﴾: أي: مِن قبل نزول القرآن، ﴿ هُدًى لِلنَّاسِ ﴾: أي: لإرشاد الناس إلى الإيمان، وإلى ما فيهِ صلاح دينهم ودنياهم، ﴿ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ ﴾: أي: وأنزل ما يُفرق به بين الحق والباطل؛ كالكتب السماوية والمعجزات، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴾ بمن جَحد حُجَجَهُ وأدلته، وتَفرُّده بالعُبودية).





الآية 7، والآية 8: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ ﴾: أي: واضحات الدَّلالة، لا تَحتمل إلا معنًى واحدًا؛ فلذلك ﴿ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾: أي: هُن أصل الكتاب، بحيث يُرجَعُ إلى هذه الآيات عند وجود التباس، أو إشكال في الفَهْم، ﴿ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴾: أي: وهناك آياتٌ أُخَر تَحتمل بعض المعاني، فلا يُعلَمُ المُراد منها إلا بضَمِّها إلى الآيات المُحكَمات، ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ﴾: أي: مرضٌ وضلال، فهؤلاء لِسُوء قصدهم: ﴿ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ﴾: أي: فيَذهبون إلى المُتشابِه وحده، دونَ أن يَرجعوا إلى المُحكَم الواضح؛ وذلكَ ﴿ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ﴾: أي: طلبًا لعمل الفتنةِ؛ ليُثيروا الشُّبُهات عند الناس؛ كي يُضِلوهم، ﴿ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾: أي: ولتفسير هذه الآيات المُتشابهات على ما يُوافق مَذاهبهم الباطلة، ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾: أي: ولا يعلم حقيقة معاني هذه الآيات إلا الله، ﴿ وَالرَّاسِخُونَ ﴾: أي: وأما المُتمكنون ﴿ فِي الْعِلْمِ ﴾ - وَهُم أهل العِلم اليَقيني، الذين رسخت أقدامهم في معرفة الحق، فلا يَزِلُّون مِن أجلِ شُبهة أو باطل - فهؤلاء ﴿ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ﴾: أي: صدَّقنا بهذا القرآن، ﴿ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾: أي: كله - المُحكَم والمُتشابه - قد جاءنا مِن عند ربنا على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ويَرُدُّون مُتشابِهه إلى مُحكَمِه، ﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾: يعني: وإنما الذي يَفهم ويَعقِل المعاني على وجهها الصحيح: هم أصحاب العقول السليمة، فهؤلاء يَسألون ربهم الثبات، ويقولون: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ ﴾: أي: لا تُضِل ﴿ قُلُوبَنَا ﴾، ولا تجعلها تميل عن الحق بسبب شُبهةٍ أو شهوةٍ أو فِتنةٍ، وذلك ﴿ بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾ إلى الحق وعَرَّفتنا به، ﴿ وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ﴾: أي: وامنحنا مِن فضلك رحمة واسعة، ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾: أي: كثير الفضل والعطاء).

الآية 9: ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ ﴾: يعني: يا ربنا، إنا نُقِرُّ ونَشهد بأنك ستجمع الناس ﴿ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾: أي: ليومٍ لا شك في وقوعه (وهو يوم القيامة)، فمُجازٍ فيه الناس بأعمالهم (حَسنها وسَيئها)، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾.

الآية 10: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ ﴾: يعني: لن تدفع عنهم ﴿ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ﴾: أي: مِن عذاب الله شيئًا إن وقع بهم في الدنيا، ولن تدفعه عنهم في الآخرة، (﴿ وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ ﴾): أي: حطب ﴿ النَّار ﴾.

الآية 11: ﴿ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ﴾: يعني: إن شأنَ الكافرين في تكذيبهم وما يَنزل بهم من العذاب، كشأن آل فرعون ﴿ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾، فقد ﴿ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ﴾: أي: أنكروا آيات الله الواضحة، ﴿ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ﴾: أي: فعاجلهم الله بالعقوبة بسبب تكذيبهم وعنادهم، ﴿ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾.

الآية 12: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ مِن اليهود وغيرهم، الذين استهانوا بنصرك في بَدْر، وقالوا لك: "لا يَغُرَّنَّك أنك قاتلتَ مَن لا يُحسن الحرب فانتصرتَ عليهم، إنك إن قاتلتَنا ستعلمُ أنَّا نحن الناس، وأنك لم تلقَ مِثلنا"، فلما قالوا قولتهم هذه يُهَددون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمره اللهُ تعالى أن يقول لهم: ﴿ سَتُغْلَبُونَ ﴾ في الدنيا، وستموتون على الكفر، ﴿ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ ﴾ لتكون فراشًا دائمًا لكم، ﴿ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾: أي: وهي بِئسَ الفِراش والمُستقرُّ)، وبالفعل، فقد جمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لهم: ((يا مَعشرَ يَهود، احذروا مِن الله مِثل ما نزل بقريش يومَ بدر، قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم، وقد عرفتم أني نبيٌّ مُرسَل، تجدون ذلك في كتابكم وعَهْد الله إليكم))، (وقد صدق القرآن فيما أخبر به مِن هزيمة اليهود، فكان هذا دليلاً على أن القرآن وَحي من الله، وأن محمدًا رسول الله، وأن الإسلام هو دين الله الحق).

الآية 13: ﴿ قَدْ كَانَ لَكُمْ ﴾ - أيها اليهود المتكبرون المعاندون - ﴿ آيَةٌ ﴾: أي: دلالة وعِبرة عظيمة ﴿ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ﴾: أي: في جماعتين تقابلتا في معركة بَدْر، منهم ﴿ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾: أي: مِن أجلِ دين الله، وهم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ﴿ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ ﴾ تقاتل من أجل الباطل ﴿ يَرَوْنَهُمْ ﴾: أي: وهذه الجماعة الكافرة ترى المؤمنين ﴿ مِثْلَيْهِمْ ﴾: أي: يزيدون عليهم في العدد زيادة كثيرة، تبلغ المضاعَفة وتزيد عليها، وأكَّد هذا بقوله: ﴿ رَأْيَ الْعَيْنِ ﴾، وقد جعل الله ذلك سببًا لنصر المسلمين عليهم، فهزموهم، وقتلوا زعماءهم، وأسَرُوا كثيرًا منهم، ﴿ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ مِن عباده؛ فاللهُ تعالى يَنصر مَن نَصر دينه، ويَخذل مَن كفر به، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ الذي حدث ﴿ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾: أي: لَعِظة عظيمة لأصحاب البصائر النافذة، والعقول الكاملة، الذين يَهتدون إلى حِكَم الله وأفعاله، وإلا، فلو نظر الناظر إلى مجرد الأسباب الظاهرة (كالأعداد والعُدَد) لَتأكد بأنه مِن المستحيل هزيمة هذه الفئة القليلة لِتلك الفئة الكثيرة، ولكن كانَ وراء هذا السبب - الذي يُشاهَد بالأبصار - سببٌ أعظم منه، لا يُدركه إلا أهل البصائر والإيمان بالله، والتوكل عليه، والثقة بكفايته، وهو نصره لعباده المؤمنين على أعدائه الكافرين، وإمداده لهم بجنوده التي لا يعلمها إلا هو؛ (كالملائكة، وكإلقاء الرُّعب في قلوب الكافرين، وتكثير أعداد المؤمنين في عيون أعدائهم)، وغير ذلك).

الآية 14: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ ﴾: يعني: والأموال الكثيرة ﴿ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ ﴾: أي: الخيل الحِسَان (الجيدة)، ﴿ وَالْأَنْعَامِ ﴾ من الإبل والبقر والغنم (وهي الضأن والماعز)، ﴿ وَالْحَرْثِ ﴾: يعني: والأرض المتَّخَذة للغَرس والزراعة، ﴿ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ وزينتها الفانية، ﴿ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾: أي: حُسن المرجع والثواب، وهو الجنَّة).

الآية 17: ﴿ الصَّابِرِينَ ﴾ على الطاعات، وعن المعاصي، وعلى ما يُصيبهم من أقدار الله المُؤلمة، ﴿ وَالصَّادِقِينَ ﴾ في الأقوال والأفعال، ﴿ وَالْقَانِتِينَ ﴾: أي: الطائعين المُنقادين لله تعالى، ﴿ وَالْمُنْفِقِينَ ﴾ أموالهم سِرًّا وعلانية، ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾: أي: الذين يُكثرون من الاستغفار (وهو طلب المغفرة) في آخر الليل، قُبَيْل طلوع الفجر (وهو وقت السحور)؛ وذلك لأن هذا الوقت يُرجَى فيه قبول الاستغفار، وإجابة الدعاء).

الآية 18: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾: أي: لا معبود بحقٍّ إلا هو، وكل معبودٍ سِوَاهُ باطل، وهذا هو ما يُعرَف بـ (توحيد الأُلُوهِيَّة)، وهو إفرادُ الله وحده بجميع أنواع العبادة؛ (كالصلاة والصيام والدعاء والذبح والنذر والطواف والاستعانة - فيما لا يَقدر عليه الخلق - والاستغاثة)، وغير ذلك من أفعال العبد، وهذا النوع من التوحيد هو الذي لم يُقِرَّ به مُشركو العرب، على الرغم من أنهم كانوا يعترفون بأن الله وحده هو المُتفرِّد بالخلق والرزق والتدبير، وغير ذلك من أفعال الرب تبارك وتعالى، وهو ما يُعرَف بـ (توحيد الرُّبوبِيَّة)؛ قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [العنكبوت: 61]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ﴾ [يونس: 31]، ورغم إقرار المشركين بتوحيد الرُّبوبية فإن ذلك لم يُنَجِّهِم من الخلود الأبدي في النار؛ إذ إنه لا بد مِن أن يجمعوا بين توحيد الألوهية وتوحيد الرُّبوبية، فكما اعترفوا بأنه وحده الخالق الرازق، لا بد أن يعترفوا - أيضًا - بأنه وحده المستحق للعبادة، وأن يُوَحِّدوا له عبادتهم، ولكنهم تكبروا عن الإقرار بتوحيد الأُلوهية؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الصافات: 35]؛ وذلك لأنهم كانوا يعلمون أنهم إذا أقروا بكلمة: (لا إله إلا الله)، فإنهم سوف يَنقادون لأمر الله وحده، ولن يُحَكِّمُوا أهواءهم وشهواتهم في أي أمر بعد ذلك.

﴿ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ ﴾: أي: وقد شهدت الملائكة، وشهد أهل العلم - أيضًا - على أنه لا معبود بحق إلا هو سبحانه، ﴿ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ﴾: أي: قائمًا بالعدل، ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾.

الربع الثاني من سورة آل عمران


الآية 19: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾؛ أي: إن الدين الذي ارتضاه الله لخَلقِه، وأرسل به رسله، ولا يَقْبل غيره هو الإسلام، وهو الانقياد لله وحده بالطاعة، والاستِسلام له بالعبودية، والسلامة من الشِّرك، واتباع الرسل فيما بعثهم الله به من التوحيد، حتى خُتِموا بمحمد صلى الله عليه وسلم، الذي لا يَقبلُ اللهُ مِن أحدٍ دينًا - بَعدَ بِعثتِهِ - سوى الإسلام الذي أُرسِلَ به؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾، ﴿ وَمَا اخْتَلَفَ ﴾: أي: وما وقع الاختلاف بين ﴿ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ﴾ مِن اليهود والنصارى، فتفرَّقوا شِيَعًا وأحزابًا ﴿ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ﴾: أي إلا مِن بعد ما تبينوا أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو النبي الذي وُعِدوا به في التوراة والإنجيل، وذلك ﴿ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ﴾: أي ظلمًا وحسدًا، وحفاظًا على المنافع التي بينهم، وطلبًا للدنيا؛ لأن كل فرقة منهم كانت تتمنَّى أن يكون هذا النبي الخاتَم مِن عندها، حتى تكون لها الرئاسة والسُّلطة الدينية والدنيوية دونَ غيرها، ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾؛ أي: فإن الله يُحصِي عليه ذنوبَ كُفره وسيئات عِصيانه، ثم يحاسبه عليها، ويَجزيه بها - وخصوصًا مَن ترك الحق بعدما عرفه - وهو سبحانه سريع الحساب، فلا يَشغله شيء عن آخر، ولا يُتعبه إحصاءٌ ولا عدد).

الآية 20: ﴿ فَإِنْ حَاجُّوكَ ﴾؛ أي: فإن جادلوك بعد أن أقمتَ عليهم الحُجة، ﴿ فَقُلْ ﴾ لهم: ﴿ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ ﴾: يعني أخلصتُ قصدي وتوجهي، وأخلصتُ كل أعمالي القلبية والبدنية لله وحده، وانقدتُ له بقلبي ولساني وجميع جوارحي، (وإنما خَصَّ الوجه لأنه أكرم وأشرف الجوارح، وعليه تظهر المَشاعر، وبه يَحصل التوجُّه إلى كل شيء)، فإذا خضع وجهه لله، خضعتْ له جميع جوارحِه، فلا يُشرك بعبادته أحدًا، ﴿ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ﴾؛ أي: وكذلك مَن اتبعني من المؤمنين، أخلَصوا توجههم وأعمالهم لله، وانقادوا لأمره، ﴿ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ ﴾، وهم مُشركو العرب: ﴿ أَأَسْلَمْتُمْ ﴾؟ ﴿ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ﴾، إلى الطريق المستقيم، ﴿ وَإِنْ تَوَلَّوْا ﴾؛ يعني: وإن أعرضوا عن الإسلام ﴿ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ﴾؛ أي: فما عليك إلا البلاغ، وقد أبلغتَهم وأقمتَ عليهم الحُجَّة، وحسابُهم على الله تعالى، ﴿ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾.

الآية 21: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ ﴾ ظلمًا ﴿ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ ﴾؛ أي: ويقتلون الناس الذين يَأمرون بالعدل واتباع طريق الأنبياء ﴿ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾؛ أي: فأخبِرهم بخبرٍ يَظهرُ أثره على بَشرَةِ وجوههم ألمًا وحسرة، وهو العذاب المؤلم - للأبدان والقلوب والأرواح - في النار).

الآية 23: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ ﴾؛ أي: آتاهم اللهُ حظًّا وقِسطًا من التوراة ﴿ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ ﴾؛ أي: يُدْعَوْنَ إلى كتابهم الذي يؤمنون به وهو التوراة ﴿ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ﴾؛ أي: ليَفصل بينهم فيما اختلفوا فيه، ﴿ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ ﴾؛ لأن الحُكم لم يوافق أهواءهم، ﴿ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾؛ أي: وهم مِن عادتهم أنهم دائمًا معرضون عن الحق).

الآية 24: ﴿ ذَلِكَ ﴾ الانصراف عن الحق ﴿ بِأَنَّهُمْ ﴾؛ أي: بسبب أنهم ﴿ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ وهي الأيام التي عبدوا فيها العِجل، وهذا اعتقادٌ فاسد ليس عليه دليل، ﴿ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾: يعني وهذا الافتراء والاعتقاد الفاسد - وهو اعتقادهم بأنهم لن يُعذَّبوا إلا أيامًا قليلة - هو الذي جَرَّأهم على الله تعالى، وعلى استهانتهم بدينه (وهو الإسلام)، وجَرَّأهم كذلك على استمرارهم على دينهم الباطل الذي خَدَعوا به أنفسهم).

الآية 25: ﴿ فَكَيْفَ ﴾ يكونُ حالهم ﴿ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ ﴾ في ذلك اليوم ﴿ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾.

الآية 26، والآية 27: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ ﴾؛ أي: تمنح المُلك والمال والتمكين في الأرض ﴿ مَنْ تَشَاءُ ﴾ مِن عبادك ﴿ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْر ﴾ لا بِيَدِ غيرك، تُفِيضُهُ على مَن تشاء، وتَمنعه عَمَّن تشاء ﴿ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ فلا يَمتنع عليك أمر من الأمور، بلِ الأشياءُ كلها طَوْع مَشيئتك وقدرتك، ومِن دلائل قدرتك - سبحانك - أنك ﴿ تُولِجُ ﴾؛ أي: تُدخِل ﴿ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾ فيَطولُ هذا ويَقصُر ذاك، ﴿ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ﴾ كإخراج الزرع من الحَب، والمؤمن من الكافر، ﴿ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ﴾ كإخراج البيض من الدجاج، والكافر من المؤمن، ﴿ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.

الآية 28: ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾: يَنهى الله المؤمنين أن يتخذوا الكافرين أولياء - بالمَحبة والتأييد والمَعونة والنُصرة - على إخوانهم المؤمنين، ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ﴾؛ أي: ومَن يَتولهم ﴿ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ ﴾؛ أي: فاللهُ برِيءٌ منه، حيث وَالَى أعداءَ الله، وعادَى أولياءه، ومَن بَرِئَ اللهُ منه فقد هَلك ﴿ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ﴾: يعني إلا أن تكونوا ضِعافًا خائفين، تعيشون تحت سلطانهم، فقد رخَّص الله لكم في أن تُعطوهم حلاوة لسانكم (بكلمات المجاملة والمُلاطفة)، مع مُخالفتهم بقلوبكم وأعمالكم، فتَتَّقونَ بذلك شَرَّهُم وأذاهم حتى تقوى شَوكتكم، ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ في أن تتخذوا أعداءه أولياء ضد أوليائه، فاتقوه وخافوه، ﴿ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾.

الآية 29: ﴿ قُلْ ﴾ للمؤمنين: ﴿ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ ﴾ من مَحبة الكافرين ونُصرتهم، ﴿ أَوْ تُبْدُوهُ ﴾ للناس: ﴿ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾، وسيحاسبكم عليه، ﴿ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾؛ أي: وعِلمُهُ تعالى مُحيطٌ بكل ما في السماوات وما في الأرض، ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾؛ أي: وله القدرة التامة على كل شيء).

ورغم أنه كان من المُتوَقع - بعد أنْ ذكر الله عِلمَهُ الخاص (وهو علمه بما في الصدور)، وبعد أن ذكر علمه العام (وهو علمه بجميع ما في السماوات والأرض) - أن يقول بعدها: (والله بكل شيء عليم)، ولكنه سبحانه أراد إثبات صفة القدرة بعد إثباته لصفة العِلم، حتى يَكمُلَ بذلك تحذيرُهُ للعُصاة، فكأنه سبحانه أراد أن يقول: (ويُحذِّركم اللهُ نفسَه، فلا تتجرَّؤوا على عِصيانه ومُوالاةِ أعدائه؛ إذ إنه ما مِن معصية - خَفيةٍ كانت أو ظاهِرة - إلا وهو مُطَّلِعٌ عليها، وقادرٌ على العقاب بها، وإنْ أنظرَ مَن أنظر، فإنه سبحانه يُمهِل، ثم يأخذ أخْذَ عزيزٍ مُقتدِر).

واعلم أن قوله تعالى: ﴿ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾، فيهِ إرشادٌ إلى تطهير القلوب، واستحضار عِلم الله تعالى بما فيها في كل وقت، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم -: ((إن الله لا يَنظر إلى صوركم وأموالكم، ولكنْ ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))، فالقلب هو مَحلُّ نظر الرب، فلذلك ينبغي أن يَستحي العبد أن يَرى اللهُ تعالى في قلبه أيَّ فِكرٍ رديء، بل عليه أن يشغل أفكاره فيما يُقربه إلى ربه (مِن نصيحةٍ يَنصحُ بها عباده، أو تدبُّر لآيةٍ من كِتابه، أو تفكُّر في عظمتِهِ تعالى ونِعَمِه، فيَستشعر أن عافيةَ اللهِ فضْل، وأن بلاءهُ عَدْل؛ إذ إنه لو عامله اللهُ بِعَدْلِه لأَهْلَكَهُ في الحال؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ ﴾ [فاطر: 45]، فبذلك يَشعر أنه لا يَستحق كل ما هو فيه من النِّعم بسبب ذنوبه، فساعتَها ينطقُ قلبُهُ بكلمة: (الحمدُ لله) - التي تملأ الميزان - قبل أن ينطق بها لسانه، وذلك على كل لحظة عافية تمر عليه هو لا يَستحقُّها).

الآية 30: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا ﴾؛ أي: ينتظرها لتُجزَى به، ﴿ وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ ﴾ تجده أيضًا في انتظارها، و﴿ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا ﴾؛ أي: زمنًا ﴿ بَعِيدًا ﴾، ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ فاستعدوا لذلك اليوم، وخافوا بَطشَ اللهِ وعقابه إن عصيتموه، ﴿ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾؛ أي: ومع شدَّة عقابه، فإنه سبحانه رءوفٌ بالعباد، إذ لم يعاجلهم بالعقوبة، مع قدرته على ذلك).

الآية 31: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ ﴾ حقًّا ﴿ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾، فهل هناك شيء أفضل مِن مَحبة الله تعالى لعبده، وغفرانه لذنوبه؟! فوالله لو أيْقنَ العبد ذلك، لكانَ حريصًا - كُلَّ الحِرص - على التمسك بسُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به في أقواله (كالمداومة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وغير ذلك من الأذكار والأدعية التي صَحَّتْ عنه صلى الله عليه وسلم)، وكذلك الاقتداء به في أفعاله (كالصلاة كما كان يُصلي، والوضوء مثل وضوئه، وغير ذلك)، وكذلك التأدُّب بآدابه في الطعام والشراب وغير ذلك، وكذلك التخلق بأخلاقه (قدر المُستطاع)، فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يغضب لنفسه، وإنما كان يغضب إذا انتُهِكَ حَدٌّ مِن حدود الله.

ويُلاحَظُ هنا أن الله تعالى قال: ﴿ يُحْبِبْكُم ﴾، ولم يقل: (يُحِبُّكُم)؛ وذلك لِيُوَضِّح لنا أن هذا الأمر يأتي بالتَدَرُّج، فكلما ازداد اتباعُك للنبي صلى الله عليه وسلم، كلما ازدادت محبة الله تعالى لك، وقد قال الحسن البَصْرِيُّ - رحمه الله - عن هذه الآية: (ادَّعَى قومٌ أنهم يحبون الله، فأنزل الله هذه الآية مِحْنَةً لهم - أي: امتحانًا لهم - إن كانوا صادقين في حب الله تعالى، فليتبعوا سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم)، فهذه الآية حاكمة على كل مَن ادَّعَى محبة الله تعالى وهو ليس مُتَّبِعًا لسُنَّةِ نَبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وليسَ مُطِيعًا له في أمْرِهِ ونَهْيِه.

واعلم أن هذا الاتباع شرطٌ من شروط قبول العمل (مِثل الإخلاص تمامًا)؛ بحيث إنَّ العبد إذا فعل أمرًا مُبْتَدَعًا - لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه الكِرام مِن بعدِه - فإن ذلك العمل لا يقبله الله منه؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين -: ((مَن عمل عملاً ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ))؛ أي: فهو مَردودٌ على صاحبه، وقد أخبر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في صحيح مسلم - أن هناك أناسًا مِن أمته سوف يُطرَدون عن حَوضه يوم القيامة - رغم شدة الحر والعطش، ورغم حدوث الأمل لهم في النجاة بعدما رأوا الحَوض - فيناديهم صلى الله عليه وسلم: ((ألاَ هَلُمَّ)) فيُقالُ له: ((إنَّهم قد بَدَّلوا بَعدَك))، فيقول لهم: ((سُحقًا سُحقًا - أي: بُعدًا بُعدًا - لمَن بَدَّلَ بَعدي))، ففي هذا دليل على خطورة التفريط في اتباع سُنته صلَّى الله عليه وسلَّم.

الآية 32: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ ﴾ باتباع كِتابه، ﴿ وَالرَّسُولَ ﴾؛ أي: وأطيعوا الرسول باتباع سُنته في حياته وبعد مماته، ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا ﴾؛ أي: فإن أعرضوا عنك، وأصروا على ما هُم عليه مِن كُفرٍ وضلال، فاعلم أنهم ليسوا أهلاً لِمَحَبَّة الله تعالى لهم؛ ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾.

..........

من سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف أ.د. التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف) واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.



رامى حنفى محمود

شبكة الألوكه الشرعية


تفسير الربع الأول والثانى من سورة آل عمران بأسلوب بسيط





قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تفسير قصة داود المذكورة في سورة ص امانى يسرى القرآن الكريم
احصاءات قرآنية حبيبة أبوها القرآن الكريم
ترتيب السور حسب النزول فتاة بالحياء تجملت القرآن الكريم
التعريف بسور القرآن الكريم وأسباب النزول .. حبيبة أبوها العقيدة الإسلامية
تحميل القرآن الكريم كاملا بصوت العجمى mp3 حبيبة أبوها القرآن الكريم


الساعة الآن 06:40 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل