هل يوجد فى الاسلام بدعة حسنة وبدعة سيئة ،البدعة الحسنة في ميزان الشرع
هل يوجد فى الاسلام بدعة حسنة وبدعة سيئة ،البدعة الحسنة في ميزان الشرع
هل يوجد فى الاسلام بدعة حسنة وبدعة سيئة ،البدعة الحسنة في ميزان الشرع
البدع ليس فيها حسنة، كلها ضلالة، كما قاله النبي ﷺ: وكل بدعة ضلالة، هذا كلام عظيم وقاعدة كلية عظيمة قالها النبي ﷺ، والبدعة هي التي يحدثها الناس في الدين، عبادات ما شرعها الله يقال لها: بدعة، مثل إحداث شيء ما شرعه الله في الصلاة من رفع اليدين بين السجدتين أو في آخر الصلاة أو بعد السلام من الفريضة، هذه بدعة ما شرعها الله جل وعلا، مثل إحداث الاحتفالات بالموالد هذه بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، مثل إحداث البناء على القبور اتخاذ المساجد عليها هذه من البدع أيضًا وما أشبه ذلك مما أحدثه الناس، والقاعدة أن كل ما أحدثه الناس في الدين وسموه طاعة وقربة وليس له أصل في الشرع يسمى بدعة.
أما ما يظن بعض الناس أنه بدعة حسنة وليس كذلك فهذا ليس من البدع مثل المساجد بالأسمنت هذا شيء جديد ولا يسمى بدعة؛ لأن الرسول ﷺ أمر ببناء المساجد سواء كانت بالطين أو باللبن أو بالحجر أو بالخشب أو بالأسمنت كله ما يسمى بدعة، ومثل المدارس المبنية والربط هذه ما تسمى بدعة ضلالة وإن سماها الناس بدعة من جهة اللغة .. من جهة أنها لم تكن سابقة غير موجودة، لكن الرسول ﷺ أمر بما ينفع الناس، أمر بالتعليم وأمر بتعمير المساجد، فإذا عمر الناس مسجدًا بالأسمنت أو عمر الناس مدرسة أو رباطًا للفقراء أو للمهاجرين أو للغرباء فلا بأس، كل هذا ما يسمى بدعة سيئة، هذه من الأمور الشرعية؛ لأنه نفع المسلمين والإحسان إليهم امتثالًا لأمر الله في الأمر بنفع المسلمين والإحسان إلى الفقراء وتعليم الجاهل سواء كان يعلم في المسجد أو يعلم في المدرسة ليس هذا من البدع التي حذر منها النبي ﷺ، وإن سميت بدعة من حيث اللغة كما قال عمر في التراويح: "نعمت البدعة" يعني: من حيث اللغة؛ لأنه رتبهم على إمام واحد في كل ليلة، فسماها بدعة من حيث اللغة؛ لأنها في عهد النبي ﷺ كانوا يصلون أوزاعًا كل جماعة وحدهم، صلى بهم النبي ﷺ ثلاث ليال ثم تركهم وقال: إني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل، أو قال: إني أخاف أن تفرض صلاة الليل، فترك ذلك خوفًا على الأمة من أن يفرض عليهم صلاة الليل، فلما كان في زمن عمر جمع الناس على إمام واحد يصلي بهم التراويح وقال: «نعمت البدعة»، يعني: من حيث اللغة وإلا فهي سنة، التراويح سنة فعلها النبي ﷺ ورغب فيها عليه الصلاة والسلام.
فهكذا الربط والمدارس التي يفعلها الناس كالتعليم وهكذا ما يسمى بالمعاهد وهكذا ما يسمى بالمجامع للناس لتحفيظهم القرآن أو ما أشبه ذلك على اختلاف الأسماء أو خلوات أو على حسب اختلاف الناس في الأسماء، كل ذلك مما ينفع الناس وليس من البدع بل هو من باب التعاون على البر والتقوى، ومن باب الحرص على تعليم الناس الخير وجمعهم في أماكن تحفظهم وتحفظ أدوات التعليم وليس هذا من باب البدع.
أما قوله ﷺ في الحديث الصحيح: من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل من بعده لا ينقص من أجورهم شيئًا فهذا معناه: إظهار السنن، يعني: إظهار العبادة التي خفيت وجهلها الناس، فالذي يظهرها للناس ويسنها للناس له أجر عظيم؛ لأنه أحيا السنن وليس معناه أنه يبتدع في الدين ما لم يأذن به الله؛ لأن الله ذم من فعل ذلك وقال: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ[الشورى:21]، وقال عليه الصلاة والسلام: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، فالإحداث منكر، ولكن إحياء السنن وإظهارها بين الناس عند خفائها وعند جهل الناس بها، هذه هي السنة في الإسلام وهو معنى من سن في الإسلام ..، ويدل على هذا أن الحديث سببه أن النبي ﷺ لما حرض على الصدقة وحث الناس على الصدقة جاء إنسان بصرة في يده كادت كفه تعجز عنها فقدمها، فلما رأوه الناس تتابعوا وجاءوا بالصدقات فقال النبي ﷺ عند ذلك: من سن في الإسلام سنة حسنة.. يعني أظهر الصدقة وجاء بالمال فتتابع الناس واقتدوا به في ذلك. نعم.
((الامام بن باز))
=========================
السؤال
قرأت عدّة مقالات للأشعرية والصوفية حول تقرير مبدأ البدعة الحسنة ومما استدلوا به قصة الصحابي الذي قال في الرفع من الركوع ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ ذلك ويقولون أن ابن حجر يدعم هذا الرأي وأنّه وصف ابن تيمية بأنه عبد يقود الآخرين إلى الضلال ، هل من تعليق؟
الجواب
أولا : كيف يمكن أن تكون هناك بدعة حسنة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار " رواه النسائي 1560
فإذا قال قائل بعد ذلك إنّ هناك بدعة حسنة فماذا يمكن أن يكون إلا معاندا للرسول صلى الله عليه وسلم .
ثانياً : أنّ الحمد بعد الرّفع من الركوع ذكر معروف ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلّم وغاية ما فعله ذلك الصحابي أنّه أتى بصيغة من صيغ الحمد فكيف يمكن أن يُستدلّ به على اختراع عبادات وأذكار لا أصل لها في الشّرع .
ثالثاً : أنّ فعل ذلك الصّحابي ليس حجّة بنفسه وأنّه لم يعتبر عملا صحيحا إلا بعد إقرار النبي صلى الله عليه وسلم وليس قبل ذلك ، وأنّى لهذا المبتدع الحصول على إقراره صلى الله عليه وسلم بعد وفاته .
رابعا : أننا لو سلمنا بصحة ما استدلّ به ذلك المحتجّ فإنه لا يعدو أن يكون واقعة عين لا عموم لها وأما دلالة حديث كلّ بدعة ضلالة فصريح في العموم قطعاً ومن المعلوم عند العلماء أنّ المنطوق مقدّم على المفهوم .
خامسا : كيف يمكننا معرفة الحُسْن من عدمه بعقولنا المجرّدة دون وحي . أوليس احتمال الاختلاف واردا فما يراه هذا حسنا لا يراه الآخر كذلك فما هو المقياس إذاً ؟ وعلى عقل من نعوّل وإلى عقل من نحتكم ؟ أليس هذا هو الاضطراب وعين الفوضى؟
سادسا : ( وهو تأكيد للوجه الثالث ) أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقرّ صحابيا على عبادة فعلها أو ذكر قاله ونحو ذلك فإنّه يكون مشروعا بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم ويكون حينئذ سنّة حسنة ، وأمّا بعد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد انقطاع الوحي فكيف نعرف أنّ هذا الذّكر أو العبادة المستحسنة التي اخترعها فلان من الناس هي صحيحة وأنّ الشارع يقرّها ؟ هذا غير ممكن وبالتالي لم يعد أمامنا الآن في مسائل العبادات إلاّ الاقتصار على ما ورد في الشّرع لا غير .
أما العلامة الحافظ ابن حجر رحمه الله فقد نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية نقولا متعددة في فتح الباري وأقرّ بعضها واعترض على بعضها وهذا من شأن العلماء فهم يتحاورون ويناقش بعضهم كلام بعض بغية الوصول إلى الحقّ والصواب وقد يكون الحقّ مع المعتَرِض وقد يكون مع المُعتَرَض عليه ، أما تلك العبارة السيئة التي نقلت في السؤال فإنّ علمنا بأدب ابن حجر رحمه الله وورعه ومعرفته لقيمة العلم والعلماء يجعلنا نجزم ببطلان تلك العبارة والله يغفر للجميع ويأجرهم على اجتهادهم وعنايتهم .
((الاسلام سؤال وجواب))
==========================
السؤال
شيخنا الفاضل هناك من يقول إن البدعة الحسنة جائز القول بها والدليل حديث: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها. وإذا قلت له إن هذا الحديث له سبب وهو التصدق بأكثر من تمرة الخ الخ فيستعمل القاعدة الأصولية العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. فكيف رد عليهم الشرع الحنيف وما موقف العلماء من هذه القاعدة وهل يجوز تطبيقها هنا أم لا؟
جزاكم الله خيرا
الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإحداث شيء في الدين لا يستند إلى دليل شرعي أمر مذموم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. متفق عليه. وفي رواية لمسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
أما فعل شيء دل عليه الدليل الشرعي فهذا لا يسمى بدعة في الشرع، وإن أطلق عليه لفظ البدعة فهو من الإطلاق اللغوي للبدعة وهو في الحقيقة سنة حسنة ومن هذا الباب قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح جماعة: نعمت البدعة هذه. وهذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسنُّ الاجتماع لها طوال أيام الشهر، إنما صلَّى بهم ليالي ثم ترك ذلك، وكان عمر رضي الله عنه أول من جمع الناس عليها وندبهم إليها على النحو المعروف الآن فالاجتماع لصلاة التراويح سنة حسنة؛ لأنها موافقة للأصول الشرعية، فقد رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في قيام رمضان، وصلَّى بهم جماعة ليالي من رمضان ثم ترك ذلك خشية أن تفرض على الأمة، فلما مات صلوات الله وسلامه عليه وانقطع الوحي واستقرت الفرائض على ما هي عليه، كان فعل عمر لها مع انتفاء المانع الذي خشيه النبي صلى الله عليه وسلم سنة حسنة، وبهذا يظهر بطلان الاستدلال بحديث: من سن في الإسلام سنة حسنة. على ما يسمى بالبدعة الحسنة وذلك لأن مقصود الحديث بالسنة الحسنة هو الفعل الصالح الذي دل عليه دليل شرعي كما أفهمه سبب ورود الحديث من ابتداء أحد الصحابة بالصدقة وتتابع الناس على إثره.
وقد سئل الشيخ الفوزان حفظه الله: ما حكم تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة؟ وهل يصح لمن رأى هذا التقسيم أن يحتج بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: من سن سنة حسنة في الإسلام... الحديث، وبقول عمر: نعمت البدعة هذه...؟
نرجو في ذلك الإفادة، جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
ليس مع من قسم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة دليل، لأن البدع كلها سيئة؛ لقوله: كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. رواه النسائي في سننه من حديث جابر بن عبد الله بنحوه، ورواه الإمام مسلم في صحيحه بدون ذكر: وكل ضلالة في النار. من حديث جابر بن عبد الله. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة. رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث جرير بن عبد الله، فالمراد به: من أحيا سنة، لأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك بمناسبة ما فعله أحد الصحابة من مجيئه بالصدقة في أزمة من الأزمات، حتى اقتدى به الناس وتتابعوا في تقديم الصدقات.
وأما قول عمر رضي الله عنه: نعمت البدعة هذه. رواه البخاري في صحيحه من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري، فالمراد بذلك البدعة اللغوية لا البدعة الشرعية، لأن عمر قال ذلك بمناسبة جمعه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح، وصلاة التراويح جماعة قد شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث صلاها بأصحابه ليالي، ثم تخلف عنهم خشية أن تفرض عليهم. انظر: صحيح البخاري. (2/252) من حديث عائشة رضي الله عنها. وبقي الناس يصلونها فرادى وجماعات متفرقة، فجمعهم عمر على إمام واحد كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي التي صلاها بهم، فأحيا عمر تلك السنة، فيكون قد أعاد شيئًا قد انقطع، فيعتبر فعله هذا بدعة لغوية لا شرعية، لأن البدعة الشرعية محرمة، لا يمكن لعمر ولا لغيره أن يفعلها، وهم يعلمون تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من البدع. انتهى من المنتقى من فتاوى الفوزان.
أما الاستدلال على ذلك بالقاعدة الأصولية العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. فغير مسلم لأنا لو تنزلنا مع الخصم وسلمنا له بأن لفظ الحديث يعم كل ابتداع فيدخل فيه ما يسمى بالبدعة الحسنة فقد خص ظاهر هذا العموم بالأحاديث التي تذم البدعة وهي ما سبق من مثل قوله: صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وقوله: وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة. وقد تقرر في علم الأصول أنه إذا تعارض عام وخاص فإن الخاص يقضي على العام ويقدّم عليه.
على أنا نقول: إن البدعة لم تدخل أصلا في عموم هذا الحديث لأن الحديث موضوعه السنة الحسنة، وابتداع شيء في الدين ليس بحسن بل هو قبيح فبطل إذن كونه سنة حسنة وبذا يكون خارجا عن مدلول الحديث أصلا.
((اسلام ويب))