تفسير الآية (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي )
السؤال
أرجو من السادة العلماء الكرام تفسير الآية القرآنية التالية (بسم الله الرحمن الرحيم: يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) صدق الله العظيم، وليوفقكم الله في مسعاكم؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر المفسرون في هذه الآية عدة تفسيرات، فمنها أنه يخرج الحيوان وهو حي من النطفة وهي ميتة، ويخرج النطفة وهي ميتة من الحيوان وهو حي، والدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة والمؤمن من الكافر والكافر من المؤمن، والزرع من الحب، والحب من الزرع، والنخلة من النواة، والنواة من النخلة، وما جرى هذا المجرى من جميع الأشياء، وراجع في ذلك تفسير ابن كثير والقرطبي والبغوي والشوكاني. دد
تفسير قوله تعالى (فلا أقسم بالخنس # الجوارالكنس)
السؤال
فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس ماذا يقصد بها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد فسر أكثر أهل العلم الخنس والكنس بالنجوم تظهر بالليل وتختفي بالنهار روي عن علي، وفسرها بعضهم ببقر الوحش تخنس أي تتأخر في كناسها وهو مأواها روي عن ابن عباس وابن مسعود، قال الشوكاني في تفسيره: وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طرق عن علي بن أبي طالب في قوله: فلا أقسم بالخنس قال: هي الكواكب تكنس بالليل وتخنس بالنهار فلا ترى.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن سعد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود في قوله: بالخنس* الجوار الكنس قال: هي بقر الوحش، وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: هي البقر تكنس إلى الظل، وأخرج ابن المنذر عنه قال: تكنس لأنفسها في أصول الشجر، وذكر ابن الجوزي عن الماوردي أن المراد بها الملائكة.
الرواسي صفة للجبال
السؤال
ما الفرق بين الجبال والرواسي من الناحية العلمية في القرآن الكريم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا فرق بين الجبال والرواسي، لأن الرواسي هي صفة للجبال، والجبال كما ورد في لسان العرب لا بن منظور: اسم لكل وتد من أوتاد الأرض إذا عظم وطال من الأعلام والأطواد والشناخيب، وأما ما صغر وانفرد فهو من القنان والقور والأكم والجمع أجبل وأجبال وجبال... . ورسا الجبل يرسو إذا ثبت أصله في الأرض، والرواسي من الجبال الثوابت الرواسخ، راجع معاجم اللغة. وقد بين الله تعالى أن الجبال الرواسي جعلت في الأرض لتثبتها عن الحركة والميد، قال تعالى: وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ {الانبياء: 31}. قال ابن كثير في تفسيره: وجعلنا في الأرض رواسي أي جبالا أرسى الأرض بها وقررها وثقلها لئلا تميد بالناس..
الهوى يهوي بصاحبه إلى النار
السؤال
سيدى الفاضل جزاكم الله خير الجزاء وجعله فى ميزان حسناتكم - من هو من جعل إلهه هواه؟ - كيف يكون؟ - وما رأيكم فيمن يلقى (يرمي ) بورقة فيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يقرأها - وعندما نقول له على أي شيء (ردها إلى الله ورسوله) يقول أنا أعرف أنا أعرف - ويرفض استشارة أهل الذكر فيما اختلفنا فيه
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روي عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ {الفرقان: 43} قال: لا يهوى شيئا إلا تبعه. وروي عن قتادة أنه قال في تفسيرها: كلما هوى شيئا ركبه، وكلما اشتهى شيئا أتاه، لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى، كذا نقله السيوطي في الدر المثور عنهما، وذكر غير ذلك من الأقوال، فراجعه.
وأما إلقاء الأوراق التي تحوي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فإن كانت فيها نصائح موجهة له فالواجب قبول النصح والسمع والطاعة لله ولرسوله، فإن رد الحق من الكبر المذموم والإجرام العظيم. وقد قال الله تعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {النور: 51}. وقال تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ {السجدة: 22}.
وقال صلى الله عليه وسلم: الكبر بطر الحق وغمط الناس. رواه مسلم.
وأما إلقاء الأوراق على الأرض فهو مناف لتعظيم شعائر الله الذي هو من تقوى القلوب، وقد بينا حرمته وخطورته في الفتوى رقم: 1064.
وأما الرجوع للعلماء المحققين عند الخلاف لمعرفة حكم الله في أمر ما فهو واجب المسلم عملا بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا {النساء: 59}.
وقد فسر أهل العلم أولي الأمر بالعلماء والأمراء المستقيمين، وراجع في خطورة اتباع الهوى والتكبر الفتاوى التالية أرقامها: 39475، 28477، 24081، 30224.
الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام من ربه
السؤال
في سورة البقرة الآية 36 "فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم "ماهي هذه الكلمات ولكم جزيل الشكر وفقكم الله
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نقل أهل التفسير عن غير واحد من السلف الصالح أن الكلمات التي تلقى آدم من ربه فتاب عليه هي المذكورة في سورة الأعراف في قوله تعالى: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {الأعراف: 23}. وقيل: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك، لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
وقيل غير ذلك، ولكن أكثر أهل العلم على أنها الآية المذكورة.
قال القرطبي في تفسيره: سئل بعض أهل العلم ما يقول المذنب إذا أراد التوبة؟ فقال: يقول ما قاله أبواه: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا. الآية.
أو يقول ما قاله موسى: رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي أو ما قاله يونس: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
والله أعلم.
الدروس المستفادة من قصة العبد الصالح فى سورة الكهف
السؤال
ما هي الدروس المستفادة من قصة العبد الصالح في سورة الكهف
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن الدروس المستفادة من قصة موسى والخضر عليهما السلام والتي حكاها الله تعالى في سورة الكهف ما يلي:
أولا: تحمل المشقة في طلب العلم، ولذا بوب البخاري في صحيحه: باب ما ذكر في ذهاب موسى في البحر إلى الخضر.
ثانيا: الخروج في طلب العلم، وبذلك بوب البخاري في صحيحه أيضا.
ثالثا: سعة علم الله تعالى، لذا جاء في هذه القصة أن الخضر عليه السلام قال لموسى عليه السلام: إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه.
رابعا: تواضع موسى عليه السلام، فهو من أولي العزم من الرسل، فطلب العلم ممن هو دونه فضلا
والمقام لا يتسع لذكر كل الدروس المستفادة من هذه القصة، فراجع كتب التفسير وشروح السنة لمزيد من الفائدة.
والله أعلم.
تفسير قوله تعالى (وقالوا مهما تأتنا به من ءاية..)
السؤال
ماذا يريد الله سبحانه وتعالى أن يقول في الآية الكريمة: وسلطنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالآية الكريمة التي يشير إليها السائل الكريم وردت في سياق الحديث عن قصة موسى عليه السلام في سورة الأعراف وعناد فرعون وقومه وكفرهم وجحودهم بآيات الله تعالى.
وسياق الآية المشار إليها يبدأ من قوله تعالى: وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ الأعراف: 132-133}.
وأما قول السائل: "وسلطنا عليهم الطوفان" فإنه لم يرد في نص قرآني، والمراد من قصص القرآن هو إعلامنا بأخبار السابقين لنأخذ منها الدروس والعظات والعبر ونستفيد منها فيما ينفعنا في واقع حياتنا، كما قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ {يوسف: 111}. وقال تعالى: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {هود: 120}.
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى شيئا من الآيات التي عذبت بها الأمم السابقة كالريح والمطر ... تغير لونه وخشي أن يكون عقابا من الله تعالى، فسألته عائشة عن ذلك فقال صلى الله عليه وسلم: لعله يا عائشة كما قال قوم عاد: فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا.. قال الله تعالى: بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ {الأحقاف: 24}. رواه مسلم وغيره. وقد تبلدت أحاسيس كثير من الناس اليوم وفقدوا الخشية من الله تعالى، فأصبحوا يمرون على الآيات وتمر بهم لا تحرك منهم ساكنا ولا تثير لهم انتباها.
ونعوذ بالله تعالى من الغفلة والأمن من مكر الله تعالى.
وقد قال أهل التفسير في معنى الآيات وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ. يعني: قال قوم فرعون لموسى مهما تأتنا به من علامة لتنقلنا بها عما نحن عليه من الدين فما نحن لك بمصدقين، فعند ذلك نزلت بهم العقوبة من الله عز وجل المبينة بقوله تعالى: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ ..الآية.
والطوفان هو المطر الشديد والمياه والسيول التي تغمر الزروع وتدمر المباني، وقيل الطوفان: الموت. وقيل: ما كان مهلكا ومدمرا من موت أو سيل.
والجراد: هو الحشرات المعروفة، أرسله الله لأكل محاصيلهم وإتلاف زروعهم ومراعيهم.
والقمل: هو البراغيث. وقيل السوس، وقيل: هو الجراد قبل أن يطير.. وقيل غير ذلك.
والضفادع: الحيوان المعروف الذي يكون في الماء.
والدم: قيل إنه كان يسيل من أنوفهم، وقيل: يجدونه في الماء.
والمعنى: أرسلنا عليهم هذه الأشياء حال كونها آيات ظاهرات بينات على كمال قدرة الله تعالى وصدق نبيه موسى عليه السلام فعاندوا واستكبروا ورفضوا الإيمان بالله تعالى وتصديق نبيه عليه السلام فأهلكهم الله تعالى، وهكذا تكون عاقبة المكذبين الكفرة المجرمين، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى.
والله أعلم.
الإعجاز العلمي في قوله تعالى (والسماء ذات الرجع)
السؤال
ما هو الإعجاز العلمي في الآية " بسم الله الرحمن الرحيم " : والسماء ذات الرجع " الطارق
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر بعض المعاصرين في هذه الآية أنواعا من الإعجاز العلمي:
منها: أن السماء تقوم برجع بخار الماء إلى الأرض على شكل أمطار، وترجع الحرارة إليها في الليل على شكل غاز ثاني أكسيد الكربون.
ومنها أنها ترجع وتعكس موجات الراديو القصيرة والمتوسطة إلى الأرض، كما ترجع ما يبث إليها من الأمواج اللاسلكية والتلفزيونية.
ومنها أنها ترجع وتعكس ما ينقذف إليها من الكواكب الأخرى، وهي بذلك تحمي الأرض من قذائف الأشعة الكونية المميتة ومن الأشعة فوق البنفسجية القاتلة.
وراجع كتاب "رحيق العلم والإيمان" للدكتور أحمد فؤاد باشا، وراجع موسوعة إعجاز القرآن والسنة، وهي منشورة على الإنترنت، ومؤلفات الدكتور زغلول النجار في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
والله أعلم.
تفسير الآية الخامسة والسادسة من سورة لقمان
السؤال
بسم الله والحمد لله أما بعد:
فأنا أريد تفسير الآيتين 5-6 من سورة لقمان.
وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالآية رقم 5 من سورة لقمان هي قول الله تعالى: أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وتفسيرها مرتبط بما قبلها، فقد قال الله تعالى في أول السورة: الم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ... {لقمان: 1-4}.
ثم جاءت الآية المسؤول عنها تبين أن هؤلاء المذكورين هم على هدى من ربهم، أي أنهم هم المهتدون، وهم المفلحون أي الفائزون بما أعده الله لهم من الجزاء الوافر في دار القرار.
وأما الآية السادسة، فهي قول الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ {لقمان: 6}. وقد فسر الصحابة والتابعون لهو الحديث بأنه الغناء، صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود،
اسلام ويب