قتل ثمانية افغان على الاقل الاربعاء في تظاهرات احتجاج في افغانستان احتجاجا على احراق مصاحف في قاعدة عسكرية اميركية، فيما قدمت واشنطن اعتذارات لعمل "غير لائق" متحدثة عن "خطأ".
ووسط هتافات "الموت لاميركا" و"الموت لاوباما" اندلعت اضطرابات عنيفة في العاصمة كابول وجلال اباد شرقا وفي ولاية باروان (شمال كابول). واصيب في الاجمال حوالى ثلاثين شخصا بجروح بحسب السلطات المحلية والطبية.
وسارع وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا وقبله الجنرال الاميركي جون آلن قائد قوة الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف)، اكثر من ثلثيها من الجنود الاميركيين، الى تقديم "اعتذارات" على ما وصفاه بانه "خطأ"، في محاولة لتبديد ردود الفعل المعادية للاميركيين في وقت تحاول فيه واشنطن بدء مفاوضات سلام في قطر مع طالبان.
وفي هذه الاثناء تواصل واشنطن عملية سحب قواتها القتالية من افغانستان التي يفترض ان تختتم في نهاية 2025.
وافادت وزارة الصحة ان شخصا قتل في جلال اباد (شرق) كما قتل متظاهر في كابول. وقال متحدث باسم السلطات المحلية ان ستة اشخاص اخرين قتلوا في تظاهرة في ولاية باروان شمال كابول.
وفي كابول القت حشود غاضبة الحجارة على قاعدة كامب فينكس الاميركية واحرقت سيارات وهاجمت محلات تجارية قريبة حسب ما افاد مصور فرانس برس. ولم تتمكن الشرطة الافغانية لمكافحة الشغب من السيطرة على الحشود الغاضبة وتم ارسال تعزيزات. وذكر مصور فرانس برس ان جنودا من كامب فينكس اطلقوا النار في الهواء لتفريق المتظاهرين.
واكد المتحدث باسم شرطة كابول عصمت استنكزاي ان الشرطيين لم يفتحوا النار على المتظاهرين، لكنه قال "ان المتظاهرين رفعوا وتيرة اعمال العنف بعد ان هاجموا قاعدة كامب فينكس".
واعلنت السفارة الاميركية على موقع تويتر انها اغلقت ابوابها ومنعت العاملين فيها من الدخول اليها او الخروج منها او التجول في المدينة.
وفي جلال اباد توجهت الحشود ايضا الى قاعدة ايساف العسكرية التي يسيطر عليها الاميركيون واحرقت مجموعة طلاب صورة للرئيس باراك اوباما، كما افاد مراسل لفرانس برس.
وذكر احمد علي الطبيب في مستشفى جلال اباد ان شابا من المتظاهرين قتل.
وقد طالب الرئيس حميد كرزاي الاربعاء الولايات المتحدة بان تسلم افغانستان باسرع وقت السيطرة الكاملة على السجن التابع لقاعدة باغرام حيث تم احراق المصاحف ما تسبب باندلاع اضطرابات دامية.
وقال كرزاي لنائب وزير الدفاع الاميركي بحسب بيان للرئاسة الافغانية "كلما ابكرتم بنقل (مسؤولية) السجن كلما وفرتم على انفسكم مشاكل واحداث مؤسفة".
وليل الاثنين الثلاثاء احرقت مصاحف في باغرام اكبر قاعدة اميركية في افغانستان على بعد 60 كلم شمال كابول بحسب السلطات الافغانية وموظفين افغان.
وسارع الجنرال الن الى تقديم اعتذارات "للشعب الافغاني" ووصف ما حصل بانه "خطأ".
وفي المساء اقر بان مصاحف "القيت في موقد عن طريق الخطأ" مؤكدا ان جنودا اميركيين "تخلصوا" من هذه النسخ بطريقة "غير لائقة". وذكر بان تحقيقا سيفتح في الحادث مؤكدا ان مثل هذه الاعمال لن تتكرر.
وفي واشنطن كرر وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا "الاعتذار" مؤكدا ان موظفين "تخلصوا" من مصاحف بشكل "غير لائق".
وقال مسؤولون اميركيون اخرون ان المصاحف احرقت لانها كانت تستخدم لاخفاء رسائل يتناقلها معتقلون افغان في السجن التابع لقاعدة باغرام.
وصباح الثلاثاء حاصر الاف المتظاهرين قاعدة باغرام والقوا الحجارة عليها واحرقوا احد مداخلها.
ورد الجنود الاميركيون باطلاق الرصاص المطاطي.
وتعتبر قاعدة باغرام بنظر العديد من الافغان احد رموز الاحتلال الاميركي وتسمى احيانا "غوانتانامو الافغاني".
وكان كرزاي وجه تحذيرا الى الولايات المتحدة في مطلع كانون الثاني/يناير لتسلم مسؤولية مركز الاعتقال الى الحكومة الافغانية منددا "بالعديد من حالات انتهاكات الدستور الافغاني وقوانين اخرى في البلاد والاتفاقيات السارية بشأن حقوق الانسان".
لكن لم يحترم هذا التحذير فوجه كرزاي تحذيرا ثانيا في مطلع شباط/فبراير ينتهي مع بداية اذار/مارس المقبل.
وغالبا ما يرتكب الجنود الاجانب عمليات تدنيس مصاحف وغيرها من التصرفات التي يعتبرها المسلمون مهينة في افغانستان ما يؤدي عموما الى تظاهرات عنيفة.