- عندما يدق جرس بابك ذات مساء رجل متسائلا
عن اسم جارك الملاصق لك وتجيبه بلا أدري
أغلق بابك وأعلم أن
الصورة التي بين يديك مقلوبة !
عندما تمر بأحد الجيران كل يوم وتراه كل
يوم وتألفه ويألفك
ويكاد كتفك يضرب بكتفه وخطاك تعثر خطاه
ولا تنبث شفاك او شفاهه بالسلام عليكم !
ساعة إذن أعلم يقينا أن
الصورة باتت مقلوبة !
عندما تزعج والديك بتصرفاتك التي لا تعي تأثيرها عليهما
كعدم جلوسك معهما كل يوم
وعدم محادثتهما عن أمورك وأمورهما
متناسيا بأنك قطعة منهما وبأنهما يفتقدان تلك القطعة كل يوم
ومتناسيا مدى السعادة التي تغمرهما عندما يروك بينهما
فاعلم أن
الصورة كذلك مقلوبة !
عندما تتهاون في أداء واجباتك وترفع
صوتك على معلمك أو لا تقوم باحترامه
فحقا صورتك لابد أن تكون مقلوبة .
عندما تفتش في جهازك الجوال
وتكتشف أن
آخر مكالمة أجريتها لأقرب قريب هي قبل أسبوع أو أكثر
فاعلم أن
الصورة ما زالت مقلوبة !
عندما يصبح هدفك للذهاب الى الجامعة هو
الاستعراض والفسحة وقضاء أوقاتا مسلية مع الجنس الآخر
بدلا من هدف العلم والمعرفة
فحتما صورتك مقلوبة .
عندما تفتقدنا موائدنا التي كان يجدر بها أن تجمعنا ثلاث مرات في اليوم
ليتناقص العدد إلى مرة واحدة
فاعلموا أن
الصورة مقلوبة !
عندما لا يرى أفراد المنزل بعضهم إلا في
نهاية الإسبوع أو في آخر اليوم
لتتحول منازلنا إلى فنادق ألف نجمة !
فاعلموا أن
الصورة ما زالت تصر على أن
تبقى مقلوبة !
عندما تذهب لأخذ ابنك من مدرسته أثناء
الدوام الرسمي له
وتفاجئ الجميع بأنك لا تعلم في أي فصل هو
فاعلم أن
الصورة ما زالت مقلوبة معك !
عندما يسيطر الانتقام على علاقاتنا الاجتماعية
فنجامل بحضورنا للمناسبات من يجاملنا بالحضور
ونتجاهل من تجاهلنا
لا لشي إلا لنرد لهم الصاع صاعين !
فاعلموا أن
الصورة مقلوبة !
عندما تشكو ممن انعزلوا عن التواصل الاجتماعي
وتكون انت أول المقصرين اجتماعيا وأنك بذلك لا تنقد إلا نفسك
فاعلم أن
الصورة مقلوبة وأنك من يجب أن
يبدأ بتعديلها !
عندما تتعنت الاراء ويظن كلا الطرفين بأنه
الصح ولا صحيح بعده
ويفرد كل ذي عضلة عضلته على الأخر
ويستعرض كل منهما هيمنته
ويفسد الاختلاف للحب وللود آلاف القضايا
فاعلم بأن كلاهما يمسك بصورة مقلوبة !
عندما يسيطر عليك وهم العظمة
وتأخذك الظنون إلى حيث تشاء أنت
وليس حيث تشاء هي وتخيم عليك نرجسية
ضاق بها خيال العالم
وتستخف بافكار غيرك وتحسب أنك أنت ولا
أحد سواك هو الافضل
وتجد أن الجميع قد انفض من حولك
وأنك مازلت وحيدا في سماء وهمك وتصر
على البقاء هكذا
فاعلم أن مرآتك خدعتك وأن صورتك مقلوبة !
عندما تشغل منصبا تربويا يحتم عليك أن
تنادي بضرورة تربية الأبناء التربية الدينية الحسنة
وتعويدهم على العادات والأخلاقيات
السليمة وأبنائك في البيت يعانون من عقدا
نفسية بسبب سوء تربيتك لهم
فاعلم تماما أنك لا تملك إلا صورة مقلوبة !
عندما تكتب وتكتب لا لشيء إلا لغاية
ونية
سيئة تخفيها متناسيا أنك ستحاسب عليها يوما وستسائل عليها يوما
فكن على يقين بأنك تمسك بصورة مقلوبة !