السلام عليكم وحمة الله
هذه موعظـة قيِّمة للشيخ محمد عبد الوهاب العقيل -حفظه الله-
_________
وقلنا عندنا وقفات -حفظكم الله-
عند قوله -صلى الله عليه وسلم-:
(ربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة)، للعلماء -حفظكم الله- في تفسير هذه الجملة خمسة اقوال، للعلماء -رحمهم الله في تفسير
هذه الجملة: (ربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة)
خمسة أقوال:
أولها حفظكم الله: أنها كاسية في الدنيا بالثياب لكنها لم تعمل عملا صالحا تُثاب عليه يوم القيامة فهي عارية من الثواب يوم القيامة، كاسية في الدنيا بالثياب عارية يوم القيامة من الثواب.
هذا اولها.
الثاني -حفظكم الله- أنها كاسية في الدنيا لكن هذا اللباس الذي
تلبسه يعني يزيدها عُريًا والعياذ بالله، كأن تلبس ثيابا شفافة،
وجاء في وصف هذا النوع من النساء في الحديث الاخر
لقوله -صلى الله عليه وسلم-:
(ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن
كاسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها) والعياذ بالله،
فهن كاسيات في الدنيا لكن هذا اللِّباس الذي يلبسنه لا يسترهن
ولذلك فهن عاصيات لله عز وجل معاقبات يوم القيامة
هذا هو القول الثاني حفظكم الله.
أما القول الثالث فهي أنها كاسيات من نعم الله -عز وجل- في الدنيا متنعمة مترفة في الدنيا لكنها والعياذ بالله لم تؤدِّي شكر هذه النعم التي انعم الله عز وجل عليها، فتُفضح يوم القيامة بدخولها في النار، كاسية بالنعم لكنها عارية من الشكر فتفضح يوم القيامة بدخول النار. هذا حفظكم الله القول الثالث.
أما الرابع فهو مثل القول الثاني؛ أنها كاسية لكن لباسها هذا يفصل جسدها، الاول تلبس لباسا شفافا أما هنا تلبس لباسا ضيقا، بأن تشدَّ لباسها على جسدها حتى تكون كأنها عارية والعياذ بالله وهذه وإن كانت كاسية فإنها والعياذ بالله تعاقب معاقبة العارية يوم القيامة.
وخامس هذه الاقوال؛ أنها كاسية في الدنيا بنسبتها للرجال
الصالحين أو الأزواج الصالحين لكنها عارية من العمل
الصالح الذي ينفعها يوم القيامة؛
(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ)[المؤمنون: 101]،
وقال الله عز وجل:
(ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا
تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ
اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ).
فنسبتة هاتين المرأتين إلى هذين النبيين لم تنفعهما يوم القيامة
ولا حول ولا قوة الا بالله.
ولنا -حفظكم الله- يعني بعض التعليق نرجو به من بناتنا وأخواتنا
أن يصغين السمع، فإن الأصل في اللباس -حفظكم الله-
أن يستر الجسد، الأصل في اللباس أن يستر الجسد، فإذا كان
اللباس يخرج مفاتن الجسد فهذا هو العري
-نسال الله العافية- الذي يعني حذر منه النبي
-صلى الله عليه وسلم-، ورب هنا ذكر العلماء أنها في موضع للتكثير، وقد تأتي للتقليل لكنها هنا للتكثير ودليل ذلك قول
النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر:
(تصدقن فإنكن أكثر أهل النار). قيل: (بما يا رسول الله). قال: (بكفرهن)، قيل: (أويكفرن بالله؟). قال: (لا، يكفرن العشير).
فالنساء في الحقيقة بحاجة ماسة ولا سيما نساء المسلمين بحاجة ماسة لمراجعة قضية اللباس، سواء اللباس المتعلق بأطفال
المسلمين من البنات أو سواء اللباس المتعلق بشابات المسلمين
أو اللباس المتعلق بكهلات "ويعني" شيخات المسلمين.
المسلمة في الحقيقة "يعني" في أمسِ الحاجة لمراجعة والولي -حفظكم الله- مسؤول عن لبس ابنته ولبس أخته ولبس زوجته
يوم القيامة،
(كلكم راع وكلككم مسؤول عن رعيته)،
فالأب راع ومسؤول عن رعيته، قضية اللباس فيها خلل خطير جدا ولذلك تتلف قدميك في المناسبات وفي الأعياد للبحث عن لباس يجمع بين الأصالة والستر والحياء والإبتكار والجمال، ما تكاد تجد إلا أن يشاء الله عز وجل،
ما تكاد تجد، وهذه بلية "يعني" عظمى ابتلي بها المسلمون.
والنساء يقلن نحن نلبس هذا اللباس الذي يبدي بعض العورات أمام النساء وعورة المرأة من السرة إلى الركبة؛ يمكن أن يُجاب على هذه الشبهة بدليل -حفظكم الله- يليق بها مثلها، ما هو بعيد عنها .
خرج يوم من الأيام وقد لبس لباسًا "يعني" يستر ما بين سرته وركبته وقال سأذهب إلى المسجد بهذا اللباس. أوليس اللباس الساتر؟
أوليست عورة الرجل من السرة الى الركبة ؟ هذه عورة الرجل أمام الرجل من السرة إلى الركبة.
هل ترضى المرأة ان يخرج اِبنها أو أن يخرج أخوها أو يخرج
زوجها وقد لبس يعني إزارا إلى ركبته، من سرَّته إلى ركبته؟
تقوم الدنيا ولا تقعد ترفض المراة أن يخرج زوجها بهذا الشكل
من اللباس سواء إلى المسجد أو إلى المدرسة أو إلى السوق،
وتستنكر هذا تريد منه أن يلبس لباسًا "يعني" فضفاضًا ساترًا،
يُبدي هيبته ورجولته وفضله ومكانته. والرجل يريد من زوجته وابنته كذلك أن تلبس لباسا يبدي هيبتها ويبرز شخصيتها الإسلامية،
يبرز أنها منتسبة إلى بلد إسلامي، إلى بلد الحرمين الشريفين،
يبرز أنها صانعة رجال؛ أمٌ نريد من أبناءنا أن يفخروا بأمهاتهم،
لا نريد أن نربي عقدا في قلوب أبناءنا، نكلِّمه عن الستر والحياء
فإذا جاء البيت فإذا أمه أو أخته -لا حول ولا قوة الا بالله-
قد لبست لباسًا شفافًا أو لبست لباسًا ضيِّقًا أو لبست لباسًا ممزقًا.
اللباس الممزق الآن يعني موضة من الموضات، تلبس المرأة لباسًا ممزقًا ما يكاد يستر "يعني" شيئا من جسدها. ممزق من اليمين وممزق من اليسار وممزق من الشرق
ووالله لو كان هذا من السُنَّة لذهب النساء يبحثن عن حيلة وعن فتوى يفتيهن. عيب والله نخرج بلباس ممزق، إيش يقولون
عنا نساء الغرب؟ إيش يقول عنَّا نساء الشرق؟
لو قلنا السُنَّة أن تخرج المرأة بلباس ممزق من الشمال أو ممزق من الجنوب أو ممزق من الشرق أو ممزق من الغرب لبحث نساءنا عن فتوى وربما استفتين علماء من خارج البلاد "يعني" يوجبون الستر على أقدام النساء أو أيديهن أو صدرونهن أو أعناقهن ولكن لا حول ولا قوة الا بالله.
لما كان هذا امر مستورد من الغرب يعني اعتاده النَّاس
ولا نكير ولا حول ولا قوة الا بالله.
يييييييتبع