قال الله تعالى في كتابه الكريم "لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم" ,
سبحانه انه على كل شيء قدير.
فهل تظن انه خلق انسان يتحول الى شجرة؟
ام انسان وجهه يشبه الفيل؟
ام انسان بستة اطراف؟
الجواب كلا !
لكن من وراء كل هذا؟
هذا السؤال قد انتابني لهول ما ارى على الانترنت من كائنات غريبة .. و وجد المصدر.
تابع بالقراءة الى النهاية,,
الهندسة الوراثية و هندسة الجينات:
"لا يتشابه اثنان من بين النساء والرجال والأطفال الذين يعيشون على كوكب الأرض والذين يزيد عددهم على خمسة مليارات، وينطبق نفس الشيء على النباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة. وذلك التنوع الأحيائى اللانهائي الموجود فى كل الكائنات الحية
أو بمعنى أدق: المخزون الجيني -- هو حجر الأساس الذى تقوم عليه الهندسة الوراثية، وقد ساعدت إعادة اكتشاف قوانين " جريجو يوهان مندل " للوراثة فى فترة مبكرة من هذا القرن على زيادة فهم أصل جوهر التنوع الجينى.
والظواهر الأساسية فى هذه العملية هى الانفصال والتغيير ثم إعادة تجميع الجينات، وهذه العمليات الثلاث معاً تولد فرصاً للتنوع الجينى الهائل فى الكائنات الحية. فى الماضى ومنذ أكثر من عشرة آلاف سنة أدى وجود التنوع الجيني إلى تمكين الإنسان من اختيار نباتات مثل: القمح والشعير والأرز من النباتات البرية لزراعتها.
ثم أعقب ذلك تحسين لهذه المحاصيل عن طريق الانتقاء من التنوع الذى ينتج بشكل طبيعى. ومنذ بداية هذا القرن استخدمت تقنيات التهجين المخطط، ثم أسلوب إدخال التغيرات الوراثية والبيولوجية بهدف تخليق تكوينات جديدة. وأصبح التهجين -أيضاً- أسلوباً لزيادة نمو المحاصيل والحيوانات، وهى ظاهرة تعرف بالتنشيط التهجينى.
ولقد كان التعرف على الجينات لنوع من نبات القمح شبه القزمى فى اليابان ومن الأرز فى الصين فى الأربعينيات هو الذى قدم المواد الخام للثورة الخضراء التى شوهدت فى هذين المحصولين فى آسيا فى أواخر الستينيات. وهكذا أصبح التنوع الأحيائى هو أساس استمرار تحسين النباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة التى تهم الزراعة والصناعة والدواء.
لقد فتح جيمس واطسون وفرانسيس كريك مجال الهندسة الوراثية -منذ أربعين عاماً- عندما وصفا التركيب الحلزونى المزدوج لجزيء الحمض النووى الريبوزى المختزل DNA. ومنذ ذلك الحين انتقل الاهتمام إلى دراسة الأساس الجزيئى للتنوع الجينى، وإلى توحيد الأساليب التى يمكن أن تساعد على تكوين مجموعات جينية جديدة عن طريق التحكم بالجينات Genetic manipulation وتقنيات إعادة اتحاد المادة الوراثية Recombinant DNA والاستنساخ الحيوى Cloning. وقد فتحت هذه التقنيات عالماً جديداً من الهندسة الوراثية يؤدى إلى إنتاج كائنات حية معدلة وراثياً، أى تحتوى على مادة وراثية DNA أدخلت فيها بطريقة صناعية من كائن حى آخر غير منتسب إليها.
أما في ما يخص الأكتشاف الجديد يؤكد العلماء أن الكشف عن تركيب الكروموسومات التي تتكون منها الشفرة الوراثية للإنسان سيؤدي إلى معرفة العوامل الجينية التي تسبب مختلف الأمراض، ويؤذن بحقبة جديدة في عالم الطب تعطي أملا في القضاء نهائيا على الكثير من الأمراض المستعصية مثل السرطان والقلب و الشيخوخة
ويعدنا العلماء أنهم بمساعدة المعطيات الجديدة سيتمكنون للمرة الأولى في تاريخ البشرية في وضع أدوية وفق المواصفات الجينية للمريض على أساس استجاباته التي يمكن توقعها من تكوينه الجيني، وبالتالي سيتم علاج الأمراض حتى قبل ظهور أعراضها"
ثم يتطور الموضوع ...
هندسة الجينات قد تتمكن من إطالة عمر الإنسان!
" قال علماء في مجال الهندسة الوراثية انهم استطاعوا رسم خريطة جينية كاملة لذبابة الفاكهة يمكن لها ان تساعد كثيرا في فهم الكثير من الامراض البشرية، وطبيعة تطور الانسان. وذبابة الفاكهة هي أعقد كائن حي يتم رسم خريطة جينية له حتى الان. رغم ان الرموز الجينية لم يجر تحليلها بعد، وقال باحثون من مؤسسة سيليرا جينومكس ومعهد البحوث الجينية، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي انهم وجدوا عددا مدهشا من الجينات الجديدة التي يشترك بها البشر وذباب باسم الفاكهة المعروف علميا بامس دروسوفيلا ميلانوغاستر، ومن هذه الجينات التي يشترك بها ذباب الفاكهة والبشر أحد جينات السرطان الرئيسة، ومجموعة جينات ذات علاقة بمسألة التقدم بالسن.
وفي تشبيه لأهمية هذا الاكتشاف، كتب توماس كورنبيرغ من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيكو ومارك كراسنو من جامعة ستانفورد يصفان هذا التطور: «ان هذا الترتيب (لجينات ذبابة الفاكهة) قد يكون بمنزلة حجر روزيتا بالنسبة للتركيب الجيني البشري»، وذلك في اشارة لحجر قديم حفرت عليه قصة واحدة بثلاث لغات مختلفة، ما فتح المجال أمام علماء الآثار لفك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية. وقد اعتاد العلماء اجراء تجاربهم الجينية على ذبابة الفاكهة لسهولة توليدها في المختبر، ولتشابهها الجيني مع البشر، فقد قارن العلماء تركيبها الجيني مع تركيب الدودة الدائرية التي رسمت خريطتها الجينية عام 1998، وتركيبة الخميرة، ووجدوا ان ذبابة الفاكهة تشترك مع البشر بجينات اكثر مما تشترك مع الدودة الدائرية أو الخميرة، وقد قارنوا جينات الذبابة بمجموعة من 289 جينا بشريا مسؤولا عن الامراض، فوجدوا ان ثلثي تلك الجينات موجود بشكل أو بآخر لدى ذبابة الفاكهة، ومن تلك الجينات ما هو مسؤول عن مرض السرطان، ومرض باركنسون.. الامر الذي دفع البروفيسور تشارلز زوكر أستاذ الاحياء في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو للقول: «نحن لا نعدو ان نكون ذبابة ضخمة من حيث الجوهر».
وتعمل مؤسسة سيليرا جينومكس ومعهد البحوث الجينية منذ مدة في مجال العلم الجديد المسمى جينومكس، وهو الذي يعنى بدراسة المجموعة الكاملة لجينات الكائنات الحية. والهدف من هذه الدراسة هو مقارنة المجموعات الجينية للكائنات الحية مع بعضها البعض لمعرفة المزيد من المعلومات عن ماهية الحياة نفسها، وكيفية تطورها، وكيف ينشأ المرض أساسا، وما الذي يميز وحيدة الخلية مثلا عن الشمبانزي.. وبالتالي كيف يمكن معالجة الامراض المستعصية عن طريق معالجة أو استبدال الجين المسؤول عن تلك الامراض. وتتسابق مثل هذه المؤسسات فيما بينها على استكمال الخطوة الاولى في هذه العملية، وهي ترتيب مجموعة الجينات البشرية التي يبلغ عددها مئة ألف جين وتقول سيليرا إنها قد أنجزت بالفعل ما يقرب من 90 في المئة من هذا المشروع، وقد عرضت قبل أيام نتائج دراستها لذبابة الفاكهة لتظهر كيف تعمل أساليبها المعتمدة على الكومبيوتر.
غير أن ترتيب الجينات البشرية ووضع خريطة لها لايشكل سوى بداية الطريق، فهذه الجينات تحتاج بعد ذلك للكثير من البحث والتحليل قبل أن يقطف المجتمع البشري ثمارها كاملة، ويطلق العلماء العاملون في المشروع على عملهم اسم «إعادة بناء مبدئية» ويؤكدون أن عملهم لم ينته بعد، إذ إنه بحاجة إلى تحليل عميق. ولكن العلماء يأملون أن يساعدهم فهم التركيب الجيني لذبابة الفاكهة في زيادة معرفتهم بالإنسان، ففي مقالة لمجموعة من هؤلاء العلماء في مجلة «ساينس» العلمية، أكد هؤلاء على أنهم استخدموا ذبابة الفاكهة لكي يفهموا بشكل أفضل كيف يمكن للبشر وغيرهم من المخلوقات الراقية أن يسمعوا، ويتوازنوا ويحسوا بحاسة اللمس. فقد عثر العلماء في ذبابة الفاكهة على جين اسمه nomp Ca يتحكم بأجهزة الاستشعار لدى الذبابة، وعندما قاموا بتغييره لم تستطع الذبابة الإحساس بالعالم حولها وفقدت توازنها تماماً، وتعليقاً على ذلك يقول البروفيسور تشارلز زوكر إن ذلك يظهر أن الحواس المعقدة كاللمس والسمع تعتمد على وظيفة جزيئية بسيطة جداً... وأن «استمتاعنا بسيمفونية رائعة لايعدو أن يكون تحويلاً للطاقة الميكانيكية إلى إشارات كهربائية من قبل الخلايا في أذننا الداخلية».
كما عثر العلماء على الجين المسؤول عن الشيخوخة، أو التقدم في السن وبمعالجته استطاعوا زيادة عمر عدد من الذبابات بمعدل عشرين بالمئة تقريباً، ولدى البشر جين مشابه يسمى SOD 1 a ويقول مارك أدامز نائب رئيس البرنامج الجيني في مؤسسة سيليرا: «سيحب الناس حقاً فكرة تلقي علاج جيني ربما يجعل شيخوختهم أبطأ». غير أن هذه المؤسسة وغيرها من الجهات العاملة في مجال البحوث الجينية مازالت تثير جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة وبريطانيا، إذ يخشى الناس ألا تفي تلك المؤسسات بوعودها التي تعهدت فيها بإطلاع الجمهور على نتائج أبحاثها أولاً بأول، وقد دفعت تلك الشكوك بالرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير لإصدار بيان مشترك في وقت سابق يحثان على إشراك الجمهور بمثل هذه المعلومة البحثية.
كما تثير مسألة ترخيص المكتشفات الجينية، وحقوق الاستفادة والاستخدام جدلاً واسعاً ومشكلات قانونية وأخلاقية عديدة يشهدها الغرب هذه الأيام. ومع ذلك يبقى السعي حثيثا لاستكمال رسم وتحليل الخريطة الجينية البشرية خلال العقد الحالي كما يأمل العلماء... الأمر الذي سيشكل تطوراً هائلاً في مجال الطب والعلاج، ومكافحة الأمراض المستعصية التي تؤرق ملايين البشر في كل مكان."