محمد جمال عرفة
د. حسين الجزائري المدير الإقليمي للمنظمة الدولية
حث الدكتور حسين الجزائري، مدير المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، في بيان وصلت "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه اليوم الثلاثاء، جميع بلدان الإقليم والمنظمات المعنية والأفراد على "اتخاذ التدابير اللازمة على الصعيد الوطني لتأمين الالتزام التام بالمعاهدات الدولية الداعية إلى احترام حقوق الإنسان بجميع أشكالها، ولاسيما الحق في الصحة".
في الوقت نفسه طالب د. الجزائري المنظمات الصحية والجمعيات الطبية بالقيام بالدور المتوقع منها "في تحقيق هدف الصحة للجميع من خلال ضمان التمسك بحق الأفراد والمجتمعات في الصحة، وتعزيز النظم الصحية في مواجهة بعض الأمراض، ولاسيما الأمراض النفسية ومرض (نقص المناعة المكتسبة) الإيدز والعدوى بفيروسه".
طالع أيضا:
"الصحة العالمية" تحذر من السيجارة الإلكترونية
وتبنت الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في ديسمبر الجاري بالإجماع "البروتوكول الاختياري للاتفاقية الدولية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
وما إن يدخل هذا البروتوكول حيز التنفيذ، ستأخذ جهود حماية حقوق الإنسان بعدا جديدا يسمح للأفراد بمقاضاة حكوماتهم لانتهاك حقوقهم الصحية والاجتماعية.
جاء ذلك بمناسبة مرور الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يواكب الذكرى الستين لإنشاء منظمة الصحة العالمية.
الصراعات والكوارث
في هذا السياق أعرب د. الجزائري عن مشاعر الأسى لما يعتري إقليم شرق المتوسط من "ضغوط هائلة تحول بينه وبين الوفاء بجميع الالتزامات المتعلقة بحقوق الإنسان، مثل الأوضاع السياسية الصعبة التي تمر بها العديد من البلدان، والصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية التي تستشري في سائر بقاع الإقليم، وتؤثر على الخدمات الصحية أو تقديم الأدوية الأساسية لمن يحتاجها فضلا عن تعرض المنشآت الصحية للخطر وانعدام الأمن".
وما يدعو للأسى -حسب قول المدير الإقليمي- أن الفئات الأشد تأثرا بانعدام الأمن الصحي هي الفئات الأكثر ضعفا وعرضة للخطر، كالنساء والأطفال وكبار السن.
العولمة تهدد الصحة
وشدد د. الجزائري على أن ضمان حق الصحة جزء لا يتجزأ من الأمن الإنساني، في ضوء عالمنا المعاصر الذي تهيمن عليه العولمة بصورة تهدد صحة المواطنين في البلدان الفقيرة.
وأضاف أن المتغيرات الجديدة، مثل اتفاقية التجارة العالمية، وأوجه حقوق الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة، تهددان على نحو مباشر إتاحة الأدوية، ومن ثم حقوق الأفراد في التمتع بالصحة.
على صعيد متصل، لفت مدير المكتب الإقليمي إلى أن دستور منظمة الصحة العالمية، الذي تم إطلاقه منذ ستة عقود أكد أن الصحة حق أساسي من حقوق الإنسان، وأنه على مدى هذه الأعوام الطويلة تم اتخاذ العديد من الخطوات لضمان احترام ذلك الحق.
ومن الجهود المبذولة في هذا الشأن، بحسب د. الجزائري، إعلان قمة (ألما أتا)، الذى يدعو إلى تأمين حق الرعاية الصحية للجميع، ومعاهدة الأمم المتحدة لحقوق الطفل والمرأة، وسائر المعاهدات المدافعة عن حق مختلف فئات المجتمع الإنساني.
ومن ناحية أخرى دعا مدير المكتب الإعلامي لمنظمة الصحة العالمية البلدان الأعضاء في المنظمة إلى كشف حالات ممارسة العنف المؤسسي أو الفردي التي تمارس ضد البشر، بما في ذلك الوصمة والاعتداء وإنكار الحقوق الأساسية، بحيث تعلن هذه الحالات على الملأ وبين جموع الناس؛ لتشكيل رأي عام منكر لهذه الممارسات، ولإيجاد بيئة اجتماعية معادية لانتهاكات حقوق الإنسان.
وتبذل منظمة الصحة العالمية جهودًا حثيثة لمحاصرة الأمراض المزمنة، خاصة تلك المرتبطة بالتدخين، وتوصلت في عام 2003 إلى اتفاقية تدعو إلى تحذيرات أقوى على علب السجائر، والحد من الترويج لها في وسائل الإعلام، وصدقت نحو 160 دولة على هذا الاتفاق.
ويعد استخدام التبغ أكبر سبب منفرد للوفيات التي يمكن منعها في كل أنحاء العالم، حيث إنه يساهم في وفاة 5.4 ملايين بأمراض القلب والجلطات وأمراض أخرى سنويا، بحسب المنظمة.