أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

129870 السلعوة في التراث العربي


السلعوة في التراث العربي


السلعوة في التراث العربي


السلعوة أو السعلوة أو السعلاة ..

كلها مسميات واحدة تشير إلى معنى واحد وأسطورة واحدة لها أصولها في الفلكلور الشعبي لدى الشعوب العربية، وكلها تعني نفس المعنى للمخلوق العجيب الذي يفترس البشر في المناطق المقفرة.

ربما سمعت عن الأحداث التي انتشرت في مصر في منتصف التسعينات لدى إحدى المناطق المقفرة في مصر، لكائن عجيب لم يمتلك له العلماء تصنيفاً، يجمع في شكله بين الذئب والكلب وابن آوي، شديد المكر، شديد الفتك، لا يخشى الإنسان ككل حيوانات الغابة، ويُفضل الفتك بالمنفردين عن المجتمعين، وفي حالة الجوع الشديد لا يتوان عن الهجوم على المنازل ..
كل هذه الصفات يتفرد بها حيوان (السلعوة) دوناً عن كل الحيوانات المفترسة الأخرى، فعلى سبيل المثال لم نجد حيواناً واحداً يسعى إلى افتراس الإنسان في بيته.
(السلعوة) هي مصاص الدماء الشعبي الذي تجده في الثقافة العربية والذي قد يكون هو الأصل في مصاصي دماء الغرب، ولا استبعد أن يكون هذا التراث قد انتقل لهم عن طريق الأندلس، فتحولت (السلعوة) لدينا إلى المذءوب لديهم، أو إلى مصاص الدماء.
السلعوة في التراث العربي
ما جاءنا من التراث العربي في قصص (السلعوة) أو (السعلاة) ارتبط ارتباط شديد بالصحارى والمناطق المقفرة، والمسافرين الذين كانوا يسافروا في ظلمة الليل، فتتكفل الأوهام والظلال الواهية بتحويل الخيالات إلى حقائق، ويساعدهم في ذلك رحلاتهم وأسفارهم ونقل الثقافات من المناطق المختلفة مثل مصر والتي تميزت بحضارة نُقشت على الجدران تصور، كائنات عجيبة بأجسام بشر ووجوه ابن آوى.


السلعوة في التراث العربي


صورة على الانترنت يقال بأنها لسعلوة مصرية بعد قتلها



كل هذه المعارف مجتمعة شكلت أسطورة (السعلاة)، ومع مرور الوقت وتناقل الأسطورة من لسان للسان، كل يدلي فيها بدلوه، ويضع بهاراته على القصة حتى يحصد أكبر قدر ممكن من التشويق، تحولت (السعلاة) إلى ما يشبه الحقيقة ونبت لها أصول وجذور وقواعد.
(السعلاة) في الأساطير العربية تتحدث عن المرأة التي تنتظر الرجال في المناطق المقفرة، وتغريهم باصطحابها معهم، أو اصطحابهم معها، ثم في أول فرصة تقوم بالكشف عن حقيقتها وقتلهم ومص دمائهم.
وهي لديها قدرة فائقة على التحويل وتغيير شكلها بمرونة تساعدها في اجتذاب الضحية وخداعه، وتفضل (السعلاة) الهجوم على الرجال المنفردين، حيث يسهل التأثير عليهم بالشكل الذي تتحول إليه.
الثقافات في العصر القديم مختلفة عنه في العصر الحديث، والمعارف قليلة، وإثبات المعارف بالوسائل العلمية المعتمدة غير متوفر، ولم يكن الإنسان قد اكتشف كل كائنات العالم الذي يحيا فيه، لدرجة أنه في أحد الفتوحات غنم المسلمون فيلاً، فأرسله قائد الجيش إلى المدينة ليتفرج عليه المسلمون ..
ولم يكونوا قد رأوا فيلاً من قبل، وربما رآه كبرائهم سناً في عام الفيل، وربما سمعوا به وعرفوا شكله سمعاً لا رؤية، وهذه هي المرة الأولى التي يرونها فيها.
ففي هذا الجو، وحينما أقول لك أنه هناك كائن متوحش يتربص بك في الصحراء، يحاول خداعك حتى يتمكن منك ويقتلك، فماذا أنت فاعل؟
بالطبع ستأخذ احتياطاتك منه، وتحذر منه البقية ممن تعرفهم، وربما كنت أنت من هواة الثرثرة والمبالغة فتضيف بعض الأحداث الغير حقيقية لتضفي القليل من الإثارة على قصتك، وسرعان ما تنتقل بهذه الصورة وكأنها أم مسلم به، وهي في الواقع أقل من ذلك بكثير.

كيف يتخيل الناس السلعوة؟

لها صورة ذهنية واضحة في عقول الناس، مثل كونها مثلاً كائن من ذوات الأربع، قوائمة الأمامية أقصر من قوائمة الخلفية، مغطي بالفرو أو الشعر، يسكن الصحراء أو المناطق الجبلية المقفرة، لا يخشى الإنسان، ذكي ومتحايل، يحب الهجوم على الإنسان منفرداً، ويمكنه التجرأ عليه والهجوم عليه في بيته.
(السعلاة) في أذهان الناس مخلوق .. أي يمكن القضاء عليه وقتله بالوسائل العادية التي تُقتل بها الحيوانات المفترسة .. هذا هو التصور العلمي للـ (السلعوة) أو (السعلاة).
التصور الخرافي يرى أنها امرأة من عالم الجان تستهوي بني الإنسان وتحب مص دمائهم، وإذا أعجبها واحد منهم، ربما تتزوجه وتحيا معه، بل وتنجب منه الأبناء أيضاً، ولا يستطيع هو ملاحظة أي شيء غريب في هيئتها وتكوينها.

السلعوة لدى علماء المسلمين
فقد ذكر (المسعودي) في كتابه “عجائب الزمان” عن (السعلاة) وتزوجها من بني الإنسان قائلاً: “وحكي أن صنفا من السعالي يتصورن في صور النساء الحسان ويتزوجن برجال الأنس كما حكي عن رجل يقال سعد بن جبير ، أنه تزوج منهن وهو لا يعلم ما هي؛ فأقامت عنده وولدت عنده أولادا وكانت معه ليلة على سطح يشرف على الجبانة ، فإذ بصوت في أقصى الجبانة نساء يتألمن فطربت وقالت لبعلها أما ترى نيران السعالي؟ شأنك وبنيك، أستوص بهم خيرا فطارت فلم تعد إليه”.
وأيضاً يقول (الجاحظ) عنها في كتابه الأشهر “الحيوان”: ” وذكر أبو زيدٍ عنهم أن رجلاً منهم تزوج السعلاة، وأنها كانت عنده زماناً، وولدت مِنه، حتى رأت ذات ليلةٍ برقاً على بلاد السعالي، فطارت إليهن ولم تعد إليه مرة أخرى”.
ويقول عنها (الدميري) في كتابه “حياة الحيوان”: ” السعلاة: أخبث الغيلان وكذلك السعلاء تمد وتقصر، والجمع السعالي. واستسعلت المرأة، أي صارت سعلاة أي صارت صخّابة (كثيرة الصخب) وبذية ويقول أيضا : السعلاة ما يتراءى للناس بالنهار، والغول ما يتراءى للناس بالليل”.

رعب المخلوقات الغريبة في حياة الشعوب القديمة





بسبب قلة العلم وقلة وسائل الاتصال، وعدم وجود مصادر حصرية تجمع أنواع المخلوقات وتوثقها، كانت هذه هي البيئة الخصبة لانتشار الخرافات عن المخلوقات العجيبة، التي لم يراها الناس من قبل، وارتباط كل الخرافات بالجان، وإمكانياتهم وزواجهم من بني الإنسان.
فكان يكفي مثلاً شائعة بسيطة عن حيوان طليق مفترس، لم يره أحد من قبل، ليسهر أهل الحي أو المدينة، حراساً لبيوتهم، وقد حدث بالفعل في أحداث 25 يناير أيام الثورة المصرية، فقد أشاع البعض بأن البلطجية المطلقون من السجون سيأتون للهجوم على المحلات والبيوت الآمنة، فقام الناس كرجل واحد، وقاموا بحراسة ممتلكاتهم وبيوتهم.
وهذا أيضاً ما حدث في الماضي، فقد ذكر (ابن الجوزي) عن أحداث حدثت في عام 304 هجرياً مثل هذا فقال: ” في فصل الصيف من هذه السنة: تفزع الناس من شيء من الحيوان يسمى الزبزب، ذكروا أنهم يرونه بالليل على سطوحهم، وأنه يأكل أطفالهم، وربما قطع يد الإنسان إذا كان نائماً، وثدي المرأة فيأكله، فكانوا يتحارسون طول الليل، ويتزاعقون، ويضربون الطسوت والهواوين والصواني ليفزعوه فيهرب.
وارتجت بغداد من الجانبين بذلك، واصطنع الناس لأطفالهم مكاباً من سعف يكبونها عليهم بالليل، ودام ذلك حتى أخذ السلطان حيواناً أبلق كأنه من كلاب الماء، وذكروا أنه الزبزب، وأنه صيد (أي تم اصطياده)، فصلب عند رأس الجسر الأعلى بالجانب الشرقي فبقي مصلوباً إلى أن مات، فلم يغن ذلك شيئاً، وتبين الناس أنه لا حقيقة لما توهموه، فسكنوا إلا أن اللصوص وجدوا فرصة بتشاغل الناس بذلك الأمر، وكثرت النقوب وأخذ الأموال”. أي أن الأمر في الأصل إشاعة افتعلها اللصوص ليلفتوا انتباه الناس إلى حماية أرواح عن حماية أموال، فيتم لهم سرقتها.
ففي رأيي أن الأصل في الشائعات القديمة حول المخلوقات الخرافية، كان له أصل أمني أو سياسي لدى الشعوب، ولم يكن له أساس من الصحة .. بينما الحديث الذي انتشر عن مخلوقات البراري وتوحشها، وأنه لا يوجد دخان بدون نار، فهذا راجع إلى كائنات فعلية حقيقية – كالسلعوة في مصر – ولكن تم التهويل من شأنها بقصد إضافة الكثير من الإثارة إلى الخبر.



إظهار التوقيع
توقيع : لولو حبيب روحي
#2

افتراضي رد: السلعوة في التراث العربي

انا خفت يالولو

إظهار التوقيع
توقيع : روزة
#3

افتراضي رد: السلعوة في التراث العربي

مشكوره
إظهار التوقيع
توقيع : ♥ احبك ربى ♥
#4

افتراضي رد: السلعوة في التراث العربي

وانا والله ياروزة خفت برضه نورتيني انتي واحبك ربي
إظهار التوقيع
توقيع : لولو حبيب روحي


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
القمة العربية .. فى دورتها ال26 سارة سرسور اهم الاخبار - اخبار يومية
القمة السادسة والعشرون ..قمة الردع العربي !! سارة سرسور اهم الاخبار - اخبار يومية
خريطة الوطن العربي الجديدة - ملونة - وصماء صور متعدده لخرائط الوطن العربي ريموووو منتدى عدلات التعليمي
الفرق بين الرجل العربي والغربي لؤلؤة الاسلام 1 العيادة النفسية والتنمية البشرية
تجديد متحف معهد العالم العربي بباريس الـمـتـألـقـة اهم الاخبار - اخبار يومية


الساعة الآن 06:25 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل