أجرت البحرية الأمريكية اختبارات على ألوان غير الأصفر لسترات النجاة التي يرتديها الطيارون العسكريون في حال اضطرارهم إلى القفز من الطائرة في المحيط.
وتبين لهم أن القروش تنجذب إلى اللونين الأحمر أو الأسود بدرجة أقل من انجذابها إلى ما وصفته دعابة بأنه '' الأصفر الشهي '' .
غير أن تلك الاختبارات التي أجريت في سبعينيات القرن الماضي كانت مضيعة للوقت، حسبما قال باحثون في استراليا ، نظرا لان القروش شأنها شأن الحيتان والدلافين والفقمات - مصابة بعمى ألوان.
فرؤية الألوان تحتاج إلى نوعين مختلفين أو أكثر من الأوبسينات المخروطية الحساسة للضوء في المستقبلات الضوئية في شبكية العين . وعلى عكس أغلب الأسماك تملك القروش نوعا واحدا .
ويوجد لدى الإنسان ثلاثة أنواع من الأوبسينات المخروطية في عينيه تمكنه من التقاط الضوء الأزرق والأخضر والأحمر .
وقال ناثان هارت وهو خبير في علم الأعصاب في جامعة غرب استراليا ببيرث إنه من المحتمل أنه كان لدى أسلاف القروش القدرة على رؤية الألوان ولكنها فقدتها مع التطور .
وأضاف هارت :'' ربما يكون هذا اللون غير مهم بالنسبة لها أو ربما أنها فقدت الأصباغ لسبب آخر . خلال مرحلة التطور هناك أمثلة عديدة للحيوانات الفقرية التي فقدت واحدا وأكثر من الصبغيات المخروطية والتي تملك قدرة اقل على رؤية الألوان ''.
وقال إن هذا حدث أيضا مع الثدييات فلقد انخفضت قدرتها على رؤية الألوان من أربع قنوات (الرباعية اللونية) إلى قناتين (الثنائية اللونية) .
ثم هناك سمكة الكهف العمياء - وهي تسمية غير ملائمة - وتعيش في الظلام طوال الوقت . واختفت منها العيون قبل عشرات الآلاف من السنين لأنها لم تعد بحاجة إليها.
ويعتمد بحث هارت الذي نشر في مجلة '' بيولوجي ليترز '' على ما توصلت إليه سوزان ثيس وهي باحثة زميلة في جامعة كوينزلاند في بريزبان. ويمكن أن يؤدي عملهما إلى ابتكار معدات صيد مصممة بشكل أفضل تقلل من عدد القروش التي يجري اصطيادها سهوا.
وقال هارت : '' عادة تستخدم سفن الصيد أنواعا من الشراك مثل العصي الفسفورية المتوهجة لجذب السمك إلى الطعم والخطاف . وبما أن القروش والسمك لديها أنظمة رؤية مختلفة تماما فانه ربما يكون ممكنا استخدام طعوم مختلفة تكون أكثر وضوحا لاستهداف أنواع السمك وأقل قابلية للرؤية من جانب القروش ''.
وإذا كان الامر لا يتعلق بالألوان ، فماذا يجب ان يفعل الناس في الماء لجعل أنفسهم أقل جاذبية للقروش ؟ ربما سترة غوص عليها خطوط بشكل خطوط الحمار الوحشي أو بقع بشكل النمر المرقط من شأنها التمويه أو جعلك غير واضح للقروش .
وبحسب هارت :'' هناك طريقتان لمعالجة هذا الامر : وهما الظهور كشيء كريه أو الاختباء وراء الخلفية إما بمضاهاة أفضل للخلفية أو تفريق خطوطك العريضة ''.
ومع ذلك فإنه فيما يتعلق بسترات النجاة ، فإن الأسهل في الرؤية من أعلى هو الأفضل . فلا فائدة من الاختباء ممن هم في الخارج يبحثون عنك .