-
في حين عدم وجود ما يمكنه منع التقدم في السن، هناك على الأقل خطوات يمكنك اتخاذها لتأخير بعض الآثار الغير مرغوب بها والتي تظهر في السنوات المتقدمة من العمر. فمن المهم مثلاً إتباع نظام غذائي صحّي لضمان بقاء نضارة بشرتك وسلامة صحتك.
يعتبر مظهرك من أهم المؤشرات التي تدل على حالتك الصحية، كما أنّه وسيلة للحفاظ على سلامة الصحة. وللعلم فإنّ بشرتك تمنع البكتيريا والفيروسات من التسلل إلى جسمك، كما أنّ البشرة الجافة قد تقوم بإحداث تصدعات في أنظمة الجسم الدفاعية.
وإنّ ظهور التجاعيد يعتبر من الأمور الطبيعية، وحتى وإن كانت صحتك بأحسن حال، ستظهر التجاعيد بسبب التقدم في العمر وسيتغير لون وملمس بشرتك، ولحسن الحظ توجد هناك طرق عديدة لمعالجة البشرة وللحد من ظهور هذه العلامات المرتبطة بالشيخوخة.
فما هي تلك الفيتامينات المحاربة للشيخوخة؟ تابع معنا لتعرف أكثر..
- فيتامين "هـ"
إنّ فيتامين "هـ" يقوم بمعالجة الجفاف، وهو يستخدم على نحو كريم أو غسول لمعالجة تصدعات الجلد. كما أنّ هذا الفيتامين يساهم في الحفاظ على رطوبة البشرة، وهو يضاف غالباَ إلى واقيات الشمس، لأنه يحمي البشرة من التلف الذي تحدثه الأشعة فوق البنفسجية.
وإنّ فيتامين "هـ" يعتبر مضاداً للأكسدة، فهو يقوم بحماية الجسم من آثار الجذور الحرّة، وهي عبارة عن جزيئات لديها إلكترونات مفردة، وبسبب تلك الإلكترونات المفردة، تقوم الجذور الحرّة بالبحث عن إلكترونات من خلايا أخرى، وهذا سيؤدي إلى حدوث تلف في الأنسجة. وللعلم فإنّ استعمالك لكميات مناسبة من فيتامين "هـ"، بإمكانه أن يساعد على محاربة الضرر الذي تحدثه الجذور الحرة، بالإضافة إلى أن فيتامين "هـ" يحسن أداء الجهاز المناعي الخاص بك.
إنّ المنافع التي يقدمها فيتامين "هـ" للإنسان عديدة، فهو يمنع الدم من التخثر، ويقوم بتخفيض خطر الإصابة بالجلطات الدماغية والأزمات القلبية، كما أنَه يمنع الكوليسترول الضار من التسبب بتصلب الشرايين، بالإضافة إلى أنّه يقوم بتخفيض خطر الإصابة بالسرطان، ومع ذلك فإنّ الدراسات ليست حاسمة بشأن نسبة تأثير فيتامين "هـ" على معدلات الإصابة بالسرطان. وتشير الدراسات إلى أنّ تناول فيتامين "هـ" بإمكانه أن يحافظ على الخلايا العصبية في الدماغ.
بإمكانك الحصول على فيتامين "هـ" من خلال المكسرات، والبذور، والخضار، والزيوت النباتية (مثل فول الصويا والكانولا والذرة). وللعلم فإنّ فيتامين "هـ" متاح أيضاَ في مجموعة متنوعة من المكملات الغذائية.
فيتامين "ج"
مع مرور الوقت، ومهما كنت حذراَ، سوف تتعرض بشرتك للعديد من الأضرار التي تحدثها المؤثرات الخارجية مثل أشعة الشمس. كما أنّ الجذور الحرة التي يتم إنتاجها عند هضم الطعام، أو عند التعرض لدخان السجائر، أو الإشعاعات، تقوم بإتلاف بشرتك. إنّ فيتامين "ج" المضاد للأكسدة يساهم في منع هذا الضرر، كما أنّه يقوم بتجديد مضادات الأكسدة الأخرى في الجسم، بما في ذلك فيتامين "هـ". وللعلم فإنّ فيتامين "ج" يساعد أيضاَ على حماية بشرتك من الآثار الجانبية التي تحدثها الأشعة فوق البنفسجية.
إنّ صحّة الشكل الخارجي لبشرتك يعتمد بشكل كبير على ثبات الهيكل تحته، كما أنّ الكولاجين هو العنصر الهيكلي لبشرتك، والذي يمنج بشرتك نضارتها. وإنّ تناول فيتامين "ج" بشكل منتظم يساهم في إنتاج كميات كبيرة من الكولاجين، مما يجعل من مظهر بشرتك أكثر شباباَ، وللعلم فإنّ الكولاجين مهم أيضاَ لشفاء الجروج.
إنّ فيتامين "ج" يقوم بالحد من إحتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد أشارت الدراسات إلى أنّ تناول فيتامين "ج" قد يحمي العين من الإصابة بالضعف الذي يسببه التقدم في العمر.
ملاحظة: إنّ الفواكه والخضار (خاصة الحمضيات والبطاطا)، هي مصادر طبيعية ممتازة من فيتامين "ج".
- فيتامين "ك"
- كلما تقدمت بالسن أكثر، ستلاحظ ظهور الهالات السوداء تحت عينيك، ما يجعلك تبدو أكبر من عمرك الحقيقي، وإن هنالك عدة عوامل أخرى غير التقدم في السن وقلة النوم تزيد من ظهور هذه الهالات، مثل الوراثة، والجينات، والحساسيّة أيضاً، وبإمكان الطبيب أن يحدد أي واحدة من هذه العوامل هي التي تواجهك.
وهنا يأتي دور فيتامين "ك" جليّاً، حيث يعتقد الباحثون أن بإمكانه المساعدة في انقباض الشعيرات الدموية حول العينين، وكسر الجلطات الدموية الدقيقة التي تشكل هذه الهالات، ومع ان هذا الفيتامين قد لا يعتبر العلاج النهائي لمشكلة الهالات السوداء، إلّا أن حصول الجسم على حصة كافية منه يمثل جزءاً هامّاً من الحل.
وللعلم فإن الجسم بطبيعة الحال يقوم بإنتاج هذا الفيتامين من تلقاء نفسه، ولكن من المفضل أن تأخذ كميات أخرى إضافيّة لتحصل على مفعول أقوى، وقد يكون على شكل كريمات تحتوي على مجموعة من الفيتامينات، أو عن طريق الأغذية في حميتك، ومن مصادره : اللفت، والخس، والسبانخ، والقرنبيط، وكذلك الزيوت النباتية غير المهدرجة.
كذلك أيضاً تظهر الحاجة لهذا الفيتامين لدى كبار السن، حيث أن صلابة العظام تقل أكثر فأكثر مع التقدم في السن، بحيث يعمل فيتامين "ك" على تقوية العظام بشكل كبير.
النياسين
وهو أحد الفيتامينات التابعة لفيتامين "ب"، وتحديداً يطلق عليه إسم "ب - 3"، ولدى هذا الفيتامين العديد من الفوائد في مقاومة الشيخوخة، ومن أبرز هذه الفوائد مساعدته على زيادة رطوبة البشرة مع التقدم في السن، فكما تعلم أن الرطوبة تكون أقل لدى كبار السن في الوضع الطبيعي، وإن زيادة رطوبتها لا تجعل البشرة تبدو صحية أكثر فقط، وإنما تجعلها صحية قلباً وقالباً، حيث توفر حاجز حماية أقوى ضد الفيروسات والبكتيريا وغيرها.
وإن البشرة الجافة لا تكون حساسة وحسب، وإنما تكون مثيرة للحكة وتظهر مقشرة، وقد تزيد أكثر فأكثر لتظهر التشققات جليةً ما يدل بشكل واضح جداً على التقدم في السن، وإن النياسين بالإضافة الى قدرته على زيادة رطوبة البشرة فإنه يساعد على التخلص من الخلايا الميتة التي تظهر بشرتك وكأنها مقشرة، ومن المتوقع هنا أن يكون السبب وراء جفاف البشرة هو النقص في النياسين.
ويصل تأثير النياسين الى داخل الجلد في مكافحة الشيخوخة، فهو يعمل على رفع نسبة الكوليسترول الجيد في الجسم، ويعمل كذلك بالمقابل على خفض نسبة الدهون الثلاثية السامة. وبذلك فإنه يقلل من فرصة الإصابة بتصلب الشرايين وهو ما يقود الى نوبة قلبية أو سكتة دماغية. كما أن النياسين يلعب دوراً هامّاً جدّاً في تحويل الغذاء الى طاقة.
وقد أظهرت إحدى الإحصائيات أن ما نسبته 1 إلى 4 من كبار السن لا يحصلون على ما يكفيهم من النياسين. وقد تتضاعف هذه النسبة في الأماكن الفقيرة.
أين يتواجد النياسين ؟
يمكن أن تجده في العديد من الأطعمة الشائعة مثل الدواجن، والبيض، واللحوم، والأسماك، والمكسرات، والخبز المحسّن.
فيتامين "أ"
وتتمثل مساعدته لك عند تقدمك بالسن في نواحي كثيرة أهمها مايلي، أن هذا الفيتامين هو عبارة عن مضاد للأكسدة، بحيث يساعد على إبطال مفعول المواد المؤكسدة، حيث تتسبب البكتيريا التي تعمل على إنشاء هذه المواد المؤكسدة بكثير من السلبيات و الأمراض المتعلقة بالتقدم في السن.
وقد أثبت هذا الفيتامين جدارته في الكثير من العلاجات أو الحلول الآتية لبعض المشاكل مثل تقليل آثار إصابة البشرة بحروق الشمس، وتقليل أيضاً من ظهور علامات التقدم في السن على البشرة، من خلال تقشير وإزالة الطبقة الميتة من خلايا الجلد، وإخفاء التجاعيد أو التخفيف من ظهورها. وقد يساعد في اخفاء الهالات التي تتشكل أسفل العينين كما يفعل فيتامين "ك".
كما أن حصول الجسم على كميته المناسبة من فيتامين "أ" يعد مهماً لصحة العظام بشكل كامل، فهو يساعد على الحد من هشاشة العظام التي تتزايد مع التقدم بالسن. ومع ذلك فإن أخذ كميات كبيرة منه لدى كبار السن قد يؤدي بنتيجة عكسية إلى الإصابة بهشاشة العظام. عليك إذن إستشارة طبيبك لمعرفة الكمية والطريقة المناسبتين لأخذ هذا الفيتامين.
وبالنهاية فإن هذه الفيتامينات لن تمنعك من التقدم في السن، ولكن أخذ المناسب منها سيؤخر من هذه المشكلة، وسيجعلك تبدو أصغر مما أنت عليه، وتضمن إستمرار صحتك في سن متأخر من عمرك.