أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي الجزء العاشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»






بسم الله الرحمن الرحيم






اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







الورع

علمني الإسلام أن أكون ورعًا، في مأكلي ومشربي، وفي معايشتي للناس، أتقي الشبهات وأتجنبها خشية الوقوع في الحرام، وما ترددت فيه هل هو حلال أم حرام؟ وكرهت أن يطلع الناس عليه، تركته، استبراءً لديني وعرضي، إنما أقبل على ما اطمأن إليه قلبي، بعد السؤال والموازنة، وأترك ما التبس علي. وإن الذي يدور حول الشبهات لابد أن يقع فيها، والشبهات قريبة من الحرام، والوقوع فيها يفتح الطريق أمام الوقوع في ا لحرام، فالخير في أن أدع ما يريبني إلى ما لا يريبني، بأن أترك ما أشك فيه، وآخذ ما لا أشك فيه.
وأصل الورع الإقبال على الفرائض وترك المحارم، وطلب الحلال من مظانه. فهو باب واسع من الحياة، وفي حديث صحيح بطرقه ورد قوله r: «فضل العلم خير من فضل العبادة، وملاك دينكم الورع».
ومن الورع: ترك فضول النظر، يعني غض البصر. وكذا فضول السمع، من أحاديث لا خير فيها ولا نفع. والورع في اللسان لا يجهله المسلم، ومع ذلك يغلبه على نفسه، حتى قال بعض السلف: «فتشت الورع، فلم أجده في شيء أقل منه في اللسان». وقال آخر: إنك لتعرف ورع الرجل في كلامه.
وكذا الورع في شهوتي البطن والفرج... والآثار في ذلك عديدة، وأخبار السلف المحمودة في ذلك كثيرة جليلة.
وإذا عرجت على الورع في باب البيع والشراء وما يطلب فيه من المسلم مراعاته، لألفيته قليلًا في عصر «التجارة الحرة»، واختلاط الحلال فيه بالحرام... عندئذٍ يبرز فضل الورع وفضيلة الورعين، ولعلهم قليلون...













الاختلاط بالناس

علمني الإسلام أن الأفضل هو الاختلاط بالناس، وحضور جمعهم وجماعاتهم، ومجالس الخير والذكر معهم، وحلقات العلم بينهم، ومواساة محتاجهم، وإرشاد جاهلهم، وعيادة مريضهم، وغير ذلك من مصالحهم، إذا قدرت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصبرت على أذاهم، ولم أؤذ أحدًا منهم.
وفي الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجه وغيره: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم».
وإن في اجتماع المسلم بأخيه خير، ما دامت النية صافية، والاجتماع خالصًا، والحديث خيرًا، ففيه تسديد للرأي بالمشاورة، وزيادة علمٍ بالمحاورة، وتعاون على البر والتقوى، ونصيحة بالعدل والاستقامة...








التواضع وترك

العجب والتكبر

علمني الإسلام أن أكون متواضعًا، وخاصة للمؤمنين، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: }وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ{ [الحجر: 88]، ووصف من يحبهم ويحبونه بقوله: }أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ{[المائدة: 54].
والتواضع يتأتي من عدمن افتخار المسلم بحسبه ونسبه على أخيه المسلم، ولا يتباهى بمكارمه ومناقبه عليه، فإن المفاضلة في الإسلام هي بالتقوى وحدها وهي صفة إيمانية جليلة، ترفع قدره بقدر قربه من الله، وطاعته لرسوله r، وبعده عن المنهيات، وتركه ما لا يعنيه، فهذه الصفة تزيد من رفعة المرء، بتواضعه لله سبحانه وتعالى وتنفيذ أوامره.
والتكبر نفيض التواضع، وهو ما نهى عنه الإسلام وحذر منه، فيقول سبحانه وتعالى: }وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ{ [لقمان: 18] والمرح هو التبختر.
فالعبد عبد، ولا ينبغي الاستعلاء إلا للعلي الكبير جل شأنه، ومن ارتفع وتكبر كتب في الجبارين، وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم، أن النار احتجت بقولها «في الجبارون والمتكبرون» ، بينما كان احتجاج الجنة بقولها: «في ضعفاء الناس ومساكينهم».
والتواضع هو الغالب على الضعفة والمساكين، هو من صفات أهل الجنة، زادنا الله بها عزًا وفوزًا بالجنان.
والملاحظ في العلاقات الاجتماعية بين الناس، أن التواضع وخفض الجناح يورث المحبة والتآلف والثقة، والتكبر يورث الكراهية والبغضاء والنفور، فلا أحد يحب المتكبرين، ولا أحد يحب صحبتهم، ولا أقل من ذلك.



من كتاب علمني الإسلام
لمحمد خير يوسف






#2

افتراضي رد: الجزء العاشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

تسلمي حبيبتي وجزاكى الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#3

افتراضي رد: الجزء العاشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

جزاكي الله خيرا ياقمر

إظهار التوقيع
توقيع : جنا حبيبة ماما


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
الجزء السابع «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الرابع من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الخامس من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الثالث من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
«هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام" الجزء الثانى راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 09:04 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل