أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي الجزء الخامس من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






الاهتمام بضعفة المسلمين

علمني الإسلام ألا أهمش الضعفاء في المجتمع، فإن لهم شأنًا عند الله، وهم محتاجون إلى ملاحظةٍ ورعايةٍ دائمةٍ من قبل المسؤولين والجمعيات الخيرية وأهل الغنى واليسار، ليكون هناك توازن اجتماعي حقيقي في ساحة الأخوة الإسلامية، وليرحم الله الناس بهذا التواصل والتكاتف الاجتماعي.
وليعلم أن عامة أهل الجنة من المساكين، وأن الرجل العظيم السمين – يعني الشخصيات والوجوة الدنيوية – يأتي يوم القيامة «لا يزن عند الله جناح بعوضة» كما في الحديث المتفق عليه.
وإن إيذاء الضعفاء يسخط الرب ويجلب العقوبة، وقد قال رسول الله r لأبي بكر، وكان قد قال كلامًا لبعض الصحابة الضعفاء y : «يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك».
وقد قال أفضل الصلاة وأزكى السلام فيما رواه أبو داود بإسناد جيد: «إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم».
وندب الإسلام إلى معاملة اليتيم معاملة خاصة، فيها أروع صور الرحمة وأجمل صور الشفقة، وأن كافله وممولة يكون قريبًا من منزلة رسول الله r في الجنة، في حديث صحيح يعرفه أهل الخير خاصة، حتى قال أحد شراح الحديث رحمه الله: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به، ليكون رفيق النبي r في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك.
وإذا كان أعلى وأسمى أعمال المسلم التي يبتغي بها الأجر الكبير عند ربه هو الجهاد في سبيله، فإن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بين في الحديث المتفق عليه أن «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله».
إن أجل وأروع وأهم التوصيات النبوية لأمته، فهل تنبهت لهذا وعملت به ليستقيم أمرها ويصلح شأنها، ويعيش أفرادها في محبةٍ ووئام، وحتى يرحمها الله، فإن رَحم رُحم؟.











الوصية بالنساء

والحقوق الزوجية

علمني الإسلام أن أحسن إلى النساء في كسوتهن وطعامهن، وأعاشرهن بالمعروف، والمرأة الصالحة كنز لا مثيل له في الدنيا، فهي عون للرجل، ومستشارة أمينة له، وأمان واطمئنان في البيت، ولبنة مباركة في المجتمع، وسند للوطن في إخراج تربويين وأبطالٍ مجاهدين...
وقد بين رسول الله r أن أفضل الناس وأكرمهم هو أحسنهم وألطفهم مع النساء، حيث قال: «خياركم خياركم لنسائهم» في سنن الترمذي، وصححه.
وللزوجين حقوق يجب مراعاتها بين بعضهم البعض، وأمير الأسرة هو الرجل، لكنها مثله مسؤولة عما تحت يدها، وحذرها الإسلام من الغواية والضلال، وأنها فتنة وبلاء إذا خرجت عن حدود الإسلام، يكون لها آثار سلبية على الرجال والمجتمع عامة.



الإنفاق على الأسرة والاهتمام بها وتوجيهها

علمني الإسلام أن أتدبر شؤون أسرتي، فأنا مسؤول عنها، فإذا تركتها غير مبال بها، فقد أخطأت وأثمت، حيث يقول r كما رواه مسلم: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت».
وقد ندبني الإسلام إلى العمل والنفقة على العيال خاصة، حيث الأجر الكبير، فإن الإنفاق على الأهل هو أعظم أجرًا من غيره، إنه بموازاة الإنفاق على الغزو في سبيل الله.
وليس الاهتمام بها من ناحية ماديةٍ فقط، بل من الجوانب الإيمانية والتربوية أيضا، فيجب على الأب والأم أمر الأولاد بطاعة الله تعالى، وإقامة الصلاة خاصة، ونهيهم عن الخروج عن نظام الإسلام، ومنعهم من ارتكاب المحرمات، وتأديبهم، ومتابعة سلوكهم خارج الدار، ليكونوا مسلمين عقلاء أسوياء، تتبين ملامح شخصيتهم الإسلامية من خلال أحاديثهم، وأصدقائهم، وتوجهاتهم.
ويأتي هذا الاهتمام والتأكيد لبناء أسرةٍ سليمة، تعتمد على نفسها، وتتعاون فيما بينها، ولا يكون أفرادها عالةً على المجتمع. فإذا استغنت وكفيت تفرغت للعلم والبناء، والتخطيط للمستقبل، وشاركت في نشاطات تربوية واجتماعية وماليةٍ يكون بها عمران البلاد... إنها الأساس الذي يشع منه أنوار المستقبل، وملامح القوة والتماسك، وبصلاحها ونظامها يكون الأمر كذلك.
الإنفاق المبارك

علمني الإسلام الإنفاق من أحب أموالي إلي، ومن جيده، فإن هذا يؤكد حب الإسلام وأهله، والتجاوب الكبير مع أفراد المجتمع الإسلامي والاهتمام بشؤونهم، وينزع حب المال والأنانية البغيضة من القلب. يقول الله تعالى: }لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ{ ويقول I: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ{ [البقرة: 267].










حق الجار

علمني الإسلام أن ألبي حقوق جيراني، وأوصاني بذلك، وأكد عليه مرارًا، فإن العلاقات الاجتماعية تبدأ معهم، فإذا صلحت كانت انطلاقةً مباركةً إلى بقية أفراد المجتمع. أسلم عليهم كلما رأيتهم، وأتبشش في وجوههم، وأتعاون معهم في تفقد أهل الحاجة منهم، وأندب معهم الصغار لتعلم القرآن الكريم والتربية الإسلامية في المساجد، وأشاركهم في أفراحهم وأتراحهم، وقد قال رسول الله r، فيما رواه الترمذي وهو صحيح: «خير الجيران عند الله خيرهم لجاره».
وبالمقابل حذر الإسلام من الجار غير الملتزم، الذي قد يتلبس بالشر فيؤذي أقرب الناس إليه وأكثرهم حقوقًا عليه فيخون ويغدر، وإن مثل هذا لا يدخل الجنة، حيث قال r: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه». رواه مسلم.
والبوائق: الغوائل والشرور.



-------------------------
المراجع
من كتاب علمني الإسلام
لمحمد خير يوسف






#2

افتراضي رد: الجزء الخامس من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

رد: الجزء الخامس من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

إظهار التوقيع
توقيع : ندى ام


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
الدعوة إلى الله وأثرها في انتشار الإسلام لؤلؤة الحَياة الحملات الدعوية
الجزء الرابع من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
هكذا «علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» مجموعة من التعاليم الإسلامية التي تخص الفرد والأسرة والمجتمع ج1 راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الثالث من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
«هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام" الجزء الثانى راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 04:20 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل