[IMG]https://***- /bas/0064.gif[/IMG]
تفسير ما تيسر من سورة الجمعة
_تفسير الآيات 5:8_
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8
[IMG]https://***- /fa/0199.gif[/IMG]
.شرح الكلمات
{حملوا التوراة}: أي كلفوا بالعمل بها عقائد وعبادات وقضاء وآداباً وأخلاقاً {ثم لم يحملوها}: أي لم يعملوا بما فيها، ومن ذلك نعته صلى الله عليه وسلم والأمر بالإِيمان فجحدوا نعته وحرفوه ولم يؤمنوا به وحاربوه.
{بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله}: أي المصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم هذا المثل الذي ضربه الله لليهود كمثل الحمار يحمل أسفاراً أي كتباً من العلم وهو لا يدرى ما فيها.
{قل يا أيها الذين هادوا}: أي اليهود المتدينون باليهودية.
{إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس} أي وأنكم أبناء الله وأحباؤه وأن الجنة خاصة بكم.
{فتمنوا الموت إن كنتم صادقين}: أي ان كنتم صادقين في أنكم أولياء الله فتمنوا الموت مؤثرين الآخرة على الدنيا ومبدأ الآخرة الموت فتمنوه إذاً.
{بما قدمت أيديهم}: أي بسب بما قدموه من الكفر والتكذيب بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يتمنون.
{والله عليم بالظالمين}: أي المشركين ولازم علمه بهم أنه يجزيهم بظلمهم العذاب الأليم.
{تفرون منه}: أي لأنكم لا تتمنونه أبداً وذلك عين الفرار منه.
{فإنه ملاقيكم}: أي حيثما اتجهتم فإنه ملاقيكم وجهاً لوجه.
{ثم تردون إلى عالم الغيب الشهادة} أي إلى الله تعالى يوم القيامة. (الجزائرى)
[IMG]https://***- /fa/0199.gif[/IMG]
.معنى الآيات:
( 5 ) شَبَهُ اليهود الذين كُلِّفوا العمل بالتوراة ثم لم يعملوا بها، كشَبه الحمار الذي يحمل كتبًا لا يدري ما فيها، قَبُحَ مَثَلُ القوم الذين كذَّبوا بآيات الله، ولم ينتفعوا بها، والله لا يوفِّق القوم الظالمين الذين يتجاوزون حدوده، ويخرجون عن طاعته.
**يقول الطنطاوى و اللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )
تذييل قصد به بيان الأسباب التي أدت إلى عدم توفيق الله- تعالى- لهم إلى الهداية.
أى: والله- تعالى- قد اقتضت حكمته، أن لا يهدى إلى طريق الخير، من ظلم نفسه، بأن آثر الغي على الرشد، والعمى على الهدى، والشقاوة على السعادة، لسوء استعداده، وانطماس بصيرته.
_**وقال الإمام ابن كثير: يقول- تعالى- ذامّا لليهود الذين أعطوا التوراة فلم يعملوا بها، إن مثلهم في ذلك كمثل الحمار يحمل أسفارا.. فهو يحملها حملا حسيا ولا يدرى ما عليه، وكذلك هؤلاء. لم يعملوا بمقتضى ما في التوراة بل أولوه وحرفوه، فهم أسوأ من الحمار، لأن الحمار لا فهم له، وهؤلاء لهم فهوم لم يستعملوها، ولهذا قال- تعالى-: في آية أخرى:
أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ، أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ...
**وقال القرطبي: وفي هذا المثل تنبيه من الله- تعالى- لمن حمل الكتاب، أن يتعلم معانيه، ويعمل بما فيه، لئلا يلحقه من الذم ما لحق هؤلاء اليهود،
**وقال القرطبي: وفي هذا المثل تنبيه من الله- تعالى- لمن حمل الكتاب، أن يتعلم معانيه، ويعمل بما فيه، لئلا يلحقه من الذم ما لحق هؤلاء اليهود،
**يقول الطنطاوى :وشبههم، بالحمار الذي هو مثل في البلادة والغباء، لزيادة التشنيع عليهم، والتقبيح لحالهم، حيث زهدوا وأعرضوا عن الانتفاع بأثمن شيء نافع، - وهو كتاب الله- كما هو شأن الحمار الذي لا يفرق فيما يحمله على ظهره بين الشيء النافع والشيء الضار.
( 6 ) قل -أيها الرسول- للذين تمسكوا بالملة اليهودية المحرَّفة: إن ادَّعيتم- كذبًا- أنكم أحباء الله دون غيركم من الناس، فتمنَّوا الموت إن كنتم صادقين في ادِّعائكم حب الله لكم.
( 7 ) ولا يتمنى هؤلاء اليهود الموت أبدًا إيثارًا للحياة الدنيا على الآخرة، وخوفًا من عقاب الله لهم؛ بسبب ما قدَّموه من الكفر وسوء الفعال. والله عليم بالظالمين، لا يخفى عليه من ظلمهم شيء.
( 8 ) قل: إن الموت الذي تهربون منه لا مفرَّ منه، فإنه آتٍ إليكم عند مجيء آجالكم، ثم ترجعون يوم البعث إلى الله العالم بما غاب وما حضر، فيخبركم بأعمالكم، وسيجازيكم عليها. (التفسير الميسر)
[IMG]https://***- /fa/0199.gif[/IMG]
فى ظلال الآيات :
0 مباهلة القرآن لليهود وكان اليهود يزعمون - كما يزعمون حتى اليوم - أنهم شعب الله المختار , وأنهم هم أولياؤه من دون الناس وأن غيرهم هم "الجوييم" أو الأمميون أو الأميون .
0 وأنهم من ثم غير مطالبين بمراعاة أحكام دينهم مع غيرهم من الأميين: (قالوا ليس علينا في الأميين سبيل). . إلى آخر هذه الدعاوى التي تفتري الكذب على الله بلا دليل ! فهنا دعوة لهم إلى المباهلة التي تكررت معهم ومع النصارى ومع المشركين:
(قل:يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ..الآيات). .
0 والمباهلة معناها وقوف الفريقين المتنازعين وجها لوجه , ودعاؤهما معا إلى الله أن ينكل بالمبطل منهما . . وقد خاف كل من دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذه المباهلة ونكلوا عنها , ولم يقبلوا التحدي فيها . مما يدل على أنهم في قرارة نفوسهم كانوا يعرفون صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقية هذا الدين .
0وقد قال الإمام أحمد: عن ابن عباس , قال:قال أبو جهل - لعنه الله - إن رأيت محمدا عند الكعبة لآتينه حتى أطأ على عنقه . قال:فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لو فعل لأخذته الملائكة عيانا . ولو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ورأو مقاعدهم من النَّار . ولو خرج الذين يباهلون رسول الله [ ص ] لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا " .
0 وقد لا تكون هذه مباهلة ولكن مجرد تحد لهم , بما أنهم يزعمون أنهم أولياء لله من دون الناس . فما يخيفهم إذن من الموت , ويجعلهم أجبن خلق الله ? وهم حين يموتون ينالون ما عند الله مما يلقاه الأولياء والمقربون ?!
0 ثم عقب على هذا التحدي بما يفيد أنهم غير صادقين فيما يدعون , وأنهم يعرفون أنهم لم يقدموا بين أيديهم ما يطمئنون إليه , وما يرجون الثواب والقربى عليه , إنما قدموا المعصية التي تخيفهم من الموت وما وراءه . والذي لم يقدم الزاد يجفل من ارتياد الطريق:
(ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين). .
0 وفي نهاية الجولة يقرر حقيقة الموت وما بعده , ويكشف لهم عن قلة الجدوى في فرارهم من الموت , فهو حتم لا مهرب منه , وما بعده من رجعة إلى الله , وحساب على العمل حتم كذلك لا ريب فيه:
(قل:إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم . ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة , فينبئكم بما كنتم تعملون). .
00وهي لفتة من اللفتات القرآنية الموحية للمخاطبين بها وغير المخاطبين . تقر في الأخلاد حقيقة ينساها الناس , وهي تلاحقهم أينما كانوا . . فهذه الحياة إلى انتهاء . والبعد عن الله فيها ينتهي للرجعة إليه , فلا ملجأ منه إلا إليه . والحساب والجزاء بعد الرجعة كائنان لا محالة . فلا مهرب ولا فكاك .
روى الطبري في معجمه من حديث معاذ بن محمد الهذلي عن يونس عن الحسن عن سمرة مرفوعا:" مثل الذي يفر من الموت كمثل الثعلب , تطلبه الأرض بدين , فجاء يسعى , حتى إذا أعيا وأنهر دخل جحره ,
[IMG]https://***- /fa/0199.gif[/IMG]
من هداية الآيات:
1- ذم من يحفظ كتاب الله ولم يعمل بما فيه.
2- التنديد بالظلم والظالمين.
3- بيان كذِب اليهود وتدجيلهم في أنهم أولياء الله وأن الجنة خالصة لهم.
4- بيان أن ذوى الجرائم أكثر الناس خوفاً من الموت وفراراً منه.
جزاكم الله خيرا على طيب المتابعة جعلنا الله وايَّاكم من اهل القرآن..
___________________________
القرطبى الجامع لأحكام القرآن
تفسير ابن كثير تفسير القرآن العظيم.
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء.
في ظلال القرآن الكريم سيد قطب
تفسيرالطنطاوى الوسيط في تفسير القرآن الكريم
الجزائرى أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
[IMG]https://***- /ne/0009.gif[/IMG]