تحول البحث العلمي في مصر علي مدار أكثر من 40 عاما الي مجرد اجتهادات. وتجارب واكتشافات علمية رائعة. بحوث تنشر في مجالات علمية محلية ودولية ذات مستويات متفاوته. ثم لاتلبث ان يكون مصيرها التراب والرفوف والادراج. بعدما انفقت مصر مليارات علي حاملي الشهادات العالية. والحاصلين علي الماجستير والدكتوراه وبعدما ارهقت كاهلنا من الانفاق علي البحث العلمي.
"الجمهورية" التقت مع واحد من علماء مصر عضو الهيئة الاستشارية العليا لمجلس علماء مصر الاستاذ الدكتور نبيل محيي عبدالحميد مؤسس كلية الصيدلة بكفر الشيخ ونائب رئيس الجمعية المصرية لحوث السرطان.
** ما رأيك في دور كل من وزارة التعليم العالي ووزارة البحث العلمي؟
* وزارة التعليم العالي دورها الهام هو ضمان تعليحم طلابنا وتخريج مؤهلات يطلبها المجتمع وينتظرها وتطوير برامج التدريس بحيث تؤدي هذه الاغراض. بينما دور وزارة البحث العلمي هو توفير الدعم للبحث العلمي في الكليات والمؤسسات البحثية المختلفة وتمويل المشاريع البحثية والبعثات العلمية لجلب الخبرات الي الوطن.
** إذا أين المشكلة التي تؤرق الوطن من وجهة نظركم؟
* من وجهة نظري كاستاذ اكاديمي ان تدمج وزارة البحث العلمي مرة اخري في وزارة التعليم العالي وتمثل فيها بوكيل وزارة تكون مهمته تحديدا ما تقوم به وزارة البحث العلمي. وبعدما انفق الباحثون للترقي الي درجات استاذ مساعد واستاذ وكتبوا والفوا ونشروا طرقا وكتبا وبحوثا جديدة كانت غالبيتها كالشموع تكفي أن تضئ واقع ومستقبل أمم عظيمة.
** وكيف تري الحل من وجهة نظركم؟
** بعدما بحت اصواتنا واصوات كل المخلصين من ابناء هذا الوطن ومن خيرة علمائه وبعدما هب الشعب كله في ثورتين عظيمتين لم يكن بينهما فارق زمني يحسب في حساب التاريخ البشري والانساني ونجح الشعب المصري العظيم في استرداد عظمته وقوته وارادته. بل وفرض اختياراته في رقي ابهر العالم اجمع. وبعما اكتشفنا اعظم ما بداخلنا وتعرفنا عن كثب عن معضلات العصر التي عانينا منها مثل البطالة والفقر والجهل والديون الطاحنة. آن الآوان ان نتوجه جميعا الي ذلك القائد العظيم. الذي انبري في فروسية نادرة وحمل روحه علي كفيه. ليلبي نداء الواجب. ونداء الوطن.
نطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي باتخاذ قرار جريء كما تعودنا منه. الا وهو إنشاء وزارة جديدة اسمها: وزارة تطبيقات البحث العلمي فالمسألة سهلة جدا: فعلي الادراج آلاف البحوث المصرية المتقدمة التي تحل لنا مشاكل الطاقة والغذاء والتصحر والزراعة الحديثة والخبز وصناعة الورق. ومنع حرق القش والاستفادة من كل شئ بالعلم من القمامة. ومن ورق الشجر الذي نقصه ونلقيه. ومن ماء النيل ومن الرمل بصناعات عملاقة للزجاج وشرائح الكمبيوتر والآلة الحاسبة والهاتف المحمول.. كلها مواد خام مجانية لو تم تدويرها سنكسب ملايين ونوفر استيرادا بمليارات.
** وما هي مهمة الوزارة الجديدة حتي تنجح في حل مشاكل المجتمع المصري؟
** مهمة الوزارة الجديدة ببساطة. تشكيل لجان نوعية يترأس كل لجنة وكيل للوزارة يتخصص لحل أزمة محددة. مشكلة الوقود والطاقة. تكون مهمته المحددة جلب كل البحوث ودعوة الباحثين الذين نشروها للتنفيذ فورا في مشاريع مختلفة للاستفادة منها بشكل علمي متطور ويكون صاحب البحث المتميز والعلمي في التطبيق مستشارا لمشروعه حتي ان يقف علي قدميه وهذا بالطبع يوفر الطاقة ويخلق فرصا جديدة للعمل ونضخ المال كأسهم فيها بنفس طريقة قناة السويس الجديدة ويكون البنك المركزي هو الوسيط والمنظم للتداول المالي والاسهم ولابد من توقيع تفاهمات بين: وزارة الاقتصاد "لتوفير دراسات الجدوي بشكل سريع" "لضمان سندات وتمويل جزئي" ووزارة الاسكان لتوفير مساحات للمشاريع والسكان والقوي العاملة لاشراك عدد من الخريجين حاملي الشهادات ذات الصلة بالمشاريع المقترحة.
** هل هناك أمثلة لتلك المشاريع تراها مطلوبة فورا لحل مشاكل الوطن؟
بالطبع كثيرة جدا: نحن نستورد اطنانا من ملح الليمون "حمض السيتريك Citric acid" ونستخدمه بكثافة كمادة حافظة آمنة في صناعاتنا الغذائية كلها كالمربي والعصائر وغيرها: تصور لو جمعنا قشر الموالح كالبرتقال والليمون من محلات العصير ومصانع العصائر بدلا من حرقها وتلويث البيئة بها.. سنصنعه ونوقف استيراده ونفيد الناس بوظائف جديدة ونوفر مليارات سنويا وننظف البيئة المصرية.
الجمهورية
د. نبيل محيي عضو مجلس العلماء: وزارة خاصة لتطبيقات البحث العلمي.. تحل مشاكلنا
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً