أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

129127 تفسير ما تيسر من سورة يوسف الآيات (47- 52)

[IMG]https://***- /bas/0015.gif[/IMG]
تفسير ما تيسر من سورة يوسف
[IMG]https://***- /fa/0035.gif[/IMG]
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تفسير الآيات (47- 52):

تفسير ما تيسر من سورة يوسف الآيات (47- 52)


{قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)}


[IMG]https://***- /fa/0045.gif[/IMG]
شرح الكلمات

{دأبا}: أي متتابعة على عادتكم.
{فذروه في سنبله}: أي اتركوه في سنبله لا تدرسوه.
{سبع شداد}: أي صعاب قاسية لما فيها من الجدب.
{بما تحصنون}: أي تحفظونه وتدخرونه للبذر والحاجة.
{يغاث الناس}: أي يُغيثهم ربهم بالأمطار وجريان النيل.
{وفيه يعصرون}: أي ما من شأنه أن يعصر كالزيتون والعنب وقصب السكر.
{وقال الملك ائتوني به}: أي بيوسف.
{فلما جاءه الرسول}: أي مبعوث الملك.
{ارجع إلى ربّك}: أي سيدك.
{ما بال النسوة}: ما حالهن.
{ما خطبكن}: ما شأنكن.

والخطب:يطلق- غالبا- على الأمر المهم الذي يجعل الناس يتحدثون فيه كثيرا، وجمعه خطوب.
{حاش لله}: أي تنزيهاً لله تعالى عن العجز أن يخلق بشراً عفيفا.
{حصص الحق}: وضح وظهر الحق وثبت واستقر .



[IMG]https://***- /fa/0045.gif[/IMG]


معنى الآيات
قوله تعالى: {قال تزرعون} إلى آخره هو جواب يوسف للذي استفتاه أي طلب منه تعبير رؤيا الملك قال له في بيان تأويل الرؤيا تزرعون بمعنى ارزعوا سبع سنين دأبا أي متتالية كعادتكم في الزرع كل سنة وهي تأويل السبع البقرات السمان، فما تحصدتم من رزوع فذروه في سنبله أي اتركوه بدون درس حتى لا يفسد إلا قليلا مما تأكلون أي فادرسوه لذلك.



ثم يأتي بعد ذلك أي من بعد المخصبات سبع شداد أي مجدبات صعاب وهي تأويل السبع البقرات العجاف يأكلن ما قدمتم لهن ما قدمتم لهن أي من الحبوب التي احتفظتم بها من السبع المخصبات يريد تأكلونه فيهن إلا قليلا مما تحصنون أي تدخرونه للبذور ونحوه.
_ ثم يأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون أي يأتي من بعد السبع النسين المجدبات عام فيه يغاث الناس بالمطر وفيه يعصرون العنب والزيت وكل ما يعصر لوجود الخصب فيه.



_وقوله ثم يأتي من بعذ ذلك عام إلخ. هذا لم تدل عليه الرؤيا وإنما هو مما علّمه الله تعالى يوسف فأفادهم به من غير ما سألوه ذلك إحساناً ذلك إحساناً منه ولحكمة عالية أرادها الله تعالى. وهو الحكيم العليم.

_إن رؤيا كانت تدبيرا من الله تعالى لإِخراج يوسف من السجن
_ قوله: {وقال الملك ائتوني به} أي يوسف {فلما جاءه الرسول} أي جاء يوسف رسول الملك وهو صاحبه الذي كان معه في السجن ونجا من العقوبة وعاد إلى خدمة الملك فقال له إن الملك يدعوك فقال له عد إليه وأسأله {ما بال النسوة التي قطّعن أيديهن} أي قل له يسأل عن حال النسوة اللائي قطعن أيديهن والمرأة التي اتهمتني فجمع الملك النسوة وسألهن قائلا ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه؟ فأجبن قائلات حاش لله ما علمنا عليه من سوء أي نُنَزِهُ الله تعالى أن يعجز أن يخلق بشرا عفيفا مثل هذا. ما علمنا عليه من سوء.

-وهنا قالت امرأة العزيز زليخا ما اخر تعالى به عنها {الآن حصص الحق} أي وضح وبان وظهر {أنا راودته عن نفسه} وليس هو الذي راودني، {وإنه لمن الصادقين} وقوله تعالى: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} هذا إخبار عن يوسف عليه السلام فإِنه قال ذلك أي امتناعي من الخروج من السجن وعدم إجابتي الملك وطلب إليه أن يسأل عن حال النسوة حتى تم الذي تم من براءتي على لسان النسوة عامة، وامرأة العزيز خاصة حيث اعترفت قطعياً ببراءتي وقررت أنها هي التي راودتني عن نفس فأبيت ورفضت فعلت هذا ليعلم زوجها العزيز أني لم أخنه في أهله في غيبته وأن عرضه مصان وشرفه لم يدنس لأنه ربي أحسن مثواي.
_ وإن الله لا يهدي كيد الخائنين فلو كنت خائنا ما هداني لمثل هذا الموقف المشرف والذي أصبحت به مبرأ الساحة سليم العرض طاهر الثوب والساحة.


[IMG]https://***- /fa/0045.gif[/IMG]


من هداية الآيات

1- أرض مصر أرض فلاحة وزراعة من عهدها الأول.
2- الاحتفاظ بالفائض في الصوامع وغيرها مبدأ اقتصادي هام ومفيد.
3- كمال يوسف في حسن تعبير الرؤى شيء عظيم.
4- فضل يوسف عليه السلام على أهل مصر حيث أفادهم بأكثر مما سألوا.
5- فضل العلم وشرفه إذ به رفع الملك يوسف إلى حضرته وهو رفيع.
6- فضيلة الحلم والأناة وعدم التسرع في الأمور.
7- فضيلة الصدق وقول الحق ولو كان على النفس.
8- شرف زليخا بإِقرارها بذنبها رفعها مقاما ساميا وأنزلها درجة عالية فقد تصبح بعد قليل زوجة لصفي الله يوسف الصديق بن الصديق زوجة له في الدنيا وزوجة له في الآخرة وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.


[IMG]https://***- /fa/0045.gif[/IMG]





فى ظلال الآيات:
_( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47)
إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ
:فجردوه من سنابله ,
فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ: احتفظوا بالبقية للسنوات الأخرى المجدبة المرموز لها بالبقرات العجاف) .
_(ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد). .لا زرع فيهن .(يأكلن ما قدمتم لهن). .

*وكأن هذه السنوات هي التي تأكل بذاتها كل ما يقدم لها لشدة نهمها وجوعها !
_(إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ). .
أي إلا قليلا مما تحفظونه وتصونونه من التهامها !


[IMG]https://***- /fa/0039.gif[/IMG]


_(ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ). .
أي ثم تنقضي هذه السنوات الشداد العجاف المجدبة , التي تأتي على ما خزنتم وادخرتم من سنوات الخصب . تنقضي ويعقبها عام رخاء , يغاث الناس فيه بالزرع والماء , وتنمو كرومهم فيعصرونها خمرا , وسمسمهم وخسهم وزيتونهم فيعصرونه زيتا . .
_ وهنا نلحظ أن هذا العام الرخاء لا يقابله رمز في رؤيا الملك ; فهو إذن من العلم اللدني الذي علمه الله يوسف . فبشر به الساقي ليبشر الملك والناس , بالخلاص من الجدب والجوع بعام رخي رغيد .


[IMG]https://***- /fa/0039.gif[/IMG]


(وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ). .
_وهنا يحذف السياق جزئيات تفصيلية في تنفيذ الأمر . ولكنا نجد يوسف يرد على رسول الملك الذي لا نعرف:إن كان هو الساقي الذي جاءه أول مرة . أو رسولا تنفيذيا مكلفا بمثل هذا الشأن . نجد يوسف السجين الذي طال عليه السجن لا يستعجل الخروج حتى تحقق قضيته , ويتبين الحق واضحا في موقفه , وتعلن براءته - على الأشهاد - من الوشايات والدسائس والغمز في الظلام . . لقد رباه ربه وأدبه . ولقد سكبت هذه التربية وهذا الأدب في قلبه السكينة والثقة والطمأنينة . فلم يعد معجلا ولا عجولا !
* "إن أثر التربية الربانية شديد الوضوح في الفارق بين الموقفين:الموقف الذي يقول يوسف فيه للفتى:اذكرني عند ربك , والموقف الذي يقول له فيه:ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن , والفارق بين الموقفين بعيد . .


[IMG]https://***- /fa/0039.gif[/IMG]


(فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)).
_لقد رد يوسف أمر الملك باستدعائه حتى يستوثق الملك من أمره , وحتى يتحقق من شأن النسوة اللاتي قطعن أيديهن . . بهذا القيد . . تذكيرا بالواقعة وملابساتها وكيد بعضهن لبعض فيها وكيدهن له بعدها . . وحتى يكون هذا التحقق في غيبته لتظهر الحقيقة خالصة , دون أن يتدخل هو في مناقشتها . . كل أولئك لأنه واثق من نفسه , واثق من براءته , مطمئن إلى أن الحق لا يخفى طويلا , ولا يخذل طويلا .


[IMG]https://***- /fa/0039.gif[/IMG]


_ ولقد حكى القرآن عن يوسف استعمال كلمة(رب)بمدلولها الكامل , بالقياس إليه وبالقياس إلى رسول الملك إليه . فالملك رب هذا الرسول لأنه هو حاكمه الذي يدين لسلطانه . والله رب يوسف لأنه هو حاكمه الذي يدين لسلطانه . .

[IMG]https://***- /fa/0039.gif[/IMG]


_ ورجع الرسول فأخبر الملك وأحضر الملك النسوة يستجوبهن - والسياق يحذف هذا لنعلمه مما يليه -:
(قال:ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه ؟). .

والخطب:الأمر الجلل والمصاب . فكأن الملك كان قد استقصى فعلم أمرهن قبل أن يواجههن , وهو المعتاد في مثل هذه الأحوال , ليكون الملك على بينة من الأمر وظروفه قبل الخوض فيه . فهو يواجههن مقررا الاتهام , ومشيرا إلى أمر لهن جلل أو شأن لهن خطير:
(قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ).
* ومن هذا نعلم شيئا مما دار في حفل الاستقبال في بيت الوزير ; ما قالته النسوة ليوسف وما لمحن به وأشرن إليه , من الإغراء الذي يبلغ درجة المراودة . ومن هذا نتخيل صورة لهذه الأوساط ونسائها حتى في ذلك العهد الموغل في التاريخ . فالجاهلية دائما هي الجاهلية . إنه حيثما كان الترف , وكانت القصور والحاشية , كان التخلل والتميع والفجور الناعم الذي يرتدي ثياب الأرستقراطية !


[IMG]https://***- /fa/0039.gif[/IMG]

_وفي مثل هذه المواجهة بالاتهام في حضرة الملك , يبدو أنه لم يكن هنالك مجال للإنكار:

( قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ )!
_ وهي الحقيقة التي يصعب إنكارها . ولو من مثل هؤلاء النسوة . فقد كان أمر يوسف إذن من النصاعة والوضوح بحيث لا يقوم فيه جدال .

وهنا تتقدم المرأة المحبة ليوسف , التي يئست منه , ولكنها لا تستطيع أن تخلص من تعلقها به . . تتقدم لتقول كل شيء في صراحة:
( قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ). .
الآن حصحص الحق وظهر ظهورا واضحا لا يحتمل الخفاء:

( أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ). .
وزادت ما يكشف عن أن قلبها لم يخل من إيثاره ورجاء تقديره والتفاته بعد كل هذا الأمد ; وما يشي كذلك بأن عقيدة يوسف قد أخذت طريقها إلى قلبها فآمن:
(ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ). .
_ إنَّها شهادة كاملة بنظافته وبراءته وصدقه . لا تبالي المرأة ما وراءها مما يلم بها هي ويلحق بأردانها . . فهل هو الحق وحده الذي يدفعها لهذا الإقرار الصريح في حضرة الملك والملأ ؟
يشي السياق بحافز آخر , هو حرصها على أن يحترمها الرجل المؤمن الذي لم يعبأ بفتنتها الجسدية . أن يحترمها تقديرا لإيمانها ولصدقها وأمانتها في حقه عند غيبته:
وذلك على تقدير لو المعنى ( لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ) المقصود به يوسف.



[IMG]https://***- /fa/0045.gif[/IMG]


فوائد:
_ قد آثر يوسف- عليه السلام- أن يكون هذا السؤال وهو في السجن لتظهر الحقيقة خالصة ناصعة، دون تدخل منه في شأنها.

_جعل السؤال عن النسوة اللائي قطعن أيديهن دون امرأة العزيز، وفاء لحق زوجها، واحترازا من مكرها، ولأنهنَّ كن شواهد على إقرارها بأنَّها قد راودته عن نفسه، فقد قالت أمامهن بكل تبجح وتكشف فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ» .


_ واكتفى بالسؤال عن تقطيع أيديهن، دون التعرض لكيدهنَّ له، سترا لهنَّ، وتنزها منه- عليه السلام- عن ذكرهن بما يسوؤهن، ولذا فقد اكتفى بالإشارة الإجمالية إلى كيدهن، وفوض أمرهن إلى الله- تعالى- فقال:فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ .


_وجعل السؤال عن النسوة اللاتي قطعن أيديهن دون امرأة العزيز تسهيلاً للكشف عن أمرها ، لأن ذكرها مع مكانة زوجها من الملك ربما يصرف الملك عن الكشف راعياً للعزيز ، ولأن حديث المُتّكأ شاع بين الناس ، وأصبحت قضية يوسف عليه السّلام مشهورة بذلك اليوم ، كما تقدم عند قوله تعالى : { ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه } [ سورة يوسف : 35 ] ، ولأن النسوة كن شواهد على إقرار امرأة العزيم بأنها راودت يوسف عليه السّلام عن نفسه . فلا جرم كان طلب الكشف عن أولئك النسوة منتهى الحكمة في البحث وغاية الإيجاز في الخطاب.


_ ثم إنَّهن لم يزدن في الشهادة على ما يتعلق بسؤال الملك فلم يتعرضن لإقرار امرأة العزيز في مجلسهن بأنها راودته عن نفسه فاستعصم ، خشيةً منها ، أو مودّةً لها ، فاقتصرن على جواب ما سُئلن عنه .
_ قول امراة العزيز: { أنا راودته } للقصر ، لإبطال أن يكون النسوة راودنه . فهذا إقرار منها على نفسها ، وشهادة لغيرها بالبراءة ، وزادت فأكدت صدقه ب ( إن ) واللام .
_ كل هذا لأنه واثق من نفسه , واثق من براءته , مطمئن إلى أن الحق لا يخفى طويلا , ولا يخذل طويلا .


_ تبرئة العرض من التهم الباطلة مقصد شرعي.
_ وليكون حضوره لدى الملك مرموقاً بعين لا تنظر إليه بشائبة نقص .


[IMG]https://***- /fa/0039.gif[/IMG]


_قوله تعالى: { لا يهدي كيد الخائنين } لا ينفذه ولا يسدده . أي أن سنة الله في الكون جرت على أن فنون الباطل وإن راجت أوائلها لا تلبث أن تنقشع { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهقً } [ سورة الأنبياء : 18 ].


[IMG]https://***- /fa/0039.gif[/IMG]


__ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(رَحِمَ اللهُ أخي يُوسُفَ لو أنَا أتانِي الرسولُ بعدَ طُولِ الحَبْسِ لَأسرعتُ الإِجابةَ حِينَ قال : ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ)
الراوي:الحسن البصري المحدث:الألباني المصدر:صحيح الجامع الجزء أو الصفحة:3491 حكم المحدث:صحيح
هذه إحدى الآيات والعبر التي أشار إليها قوله تعالى : { لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين } [ سورة يوسف : 7 ].



[IMG]https://***- /fa/0045.gif[/IMG]


المراجع:
تفسير ابن كثير [ تفسير القرآن العظيم ].
تيسير الكريم الرحمن فى تفسيركلام المنان للسعدى
كتاب "التحرير والتنوير" وصاحبه محمد الطاهر بن عاشور
سيد قطب فى ظلال القرآن.
الجزائرى أيسر التفاسير.
الطنطاوى التفسير الوسيط
موقع التحقق من صحة الاحاديث

بارك الله فيكم على طيب المتابعة.. والحمد لله رب العالمين


وفقكم الله[IMG]https://***- /flow/0006.gif[/IMG]دمتم طيبين







إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

مميز رد: تفسير ما تيسر من سورة يوسف الآيات (47- 52)




قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
مصحف الشيخ ماهر المعيقلي كاملاً بجودة عالية mp3 عاشقة الفردوس القرآن الكريم
سورة يوسف مكتوبة كاملة , تفسير سورة يوسف العدولة هدير القرآن الكريم
جميع مرئيات الشيخ الإمام علي جابر النادرة من تراويح وتهجد شهر رمضان من رووية ورهوف صوتيات ومرئيات اسلامية
تفسير سورة يوسف الآيات (26- 29) أم أمة الله القرآن الكريم
تفسير سورة يوسف .تفسير الآيات (15- 18) أم أمة الله القرآن الكريم


الساعة الآن 08:19 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل