ولم ينسى رضا، خلال طباعته لكروت الفرح صورة الأسير علان، وكذلك بعض الشعارات التي تُساند وتدعم الأسرى في خطواتهم النضالية، وكتب على كرت الفرح الذي وزعه على ألاف المدعوين:” اقتلوني..أغرقوني…مزقوني في دمائي، لن تعيشوا فوق أرضي ولن تطيروا فوق سمائي”، إضافة لرسالة تضامنية أخرى طُبعت على الجانب العلوي من “كرت الفرح” جاء فيها:” كان لي وطن، ولكنه اليوم الأسير… وكان لي أخ ولكنه اليوم شهيد “.
وقال محمد حجاب، أحد أقارب العريس “نصر”، لمراسل” PNN”، إن:” ما قامت به عائلة حلاب، هو تعبير تضامني قليل، بحجم المعاناة الكبيرة التي يعاني منها الأسرى داخل السجون، وعلى الأخص الأسير المضرب عن الطعام محمد علان.
وأضاف:” معاناة الأسرى كبيرة للغاية، وحاولت العائلة عبر طباعة صورة الأسير علان وبعض العبارات، التضامن مع قضيته، وتذكير الناس بأن قضية الأسرى تحتل مرتبة هامة، حتى في أيام أفراحنا، لا يمكن أن ننسى تلك القضية”.
وشدد على أن قضية الأسرى يجب أن لا تُنسى أبداً، وستبقى من خلال إحيائها عبر كل الوسائل الممكنة والمتوفرة مهما كانت بسيطة، إنعاشها من جديد وتذكير الجميع بها، وبحجم المعاناة التي يعيشها ألاف الأسرى داخل السجون.
ولاقت خطوة المواطن محمود التضامنية الملفتة مع الأسرى المضربين عن الطعام، حالة استحسان كبيرة لدى الجمهور الفلسطيني، وخاصة رواد مواد التواصل الاجتماعي “الفيسبوك وتوتير”، مؤكدين أنها خطوة تضامنية تؤكد مدى الوعي الفلسطيني الكبير لقضية الأسرى داخل السجون، وحصرهم على إظهارها في كل مناسباتهم.
ويخوض الأسير علان، المعتقل إدارياً منذ نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2025، إضرابا عن الطعام منذ 63 يوما احتجاجا على اعتقاله الإداري، ويرقد حاليا في غرفة العناية المكثفة بمستشفى “برزلاي” تحت الخطر الشديد، وتمنع إسرائيل حتى اللحظة من دخول الطبيب الفلسطيني لمتابعة حالته، فيما تهدد مصلحة السجون بتغذيته قسرياً.
وناشدت والدة الأسير علان، السلطة الفلسطينية والدول العربية والإسلامية والمؤسسات الدولية، بالتحرك العاجل لإنقاذ ابنها الأسير قبل استشهاده بأي وقت.
وأكدت والدته، أن الوضع الصحي للأسير بات خطيراً للغاية، وبحسب متابعة الأطباء لحالته، فقد حذروا من أن لحظة استشهاده باتت قريبة، وذلك نتيجة رفضه لتناول الطعام وإصراره على خوض الإضراب المفتوح عن الطعام.
– خطوة نضالية..
بدوه أكد فؤاد الخفش، المختص بشؤون الأسرى والمحررين، ومدير مركز الأسرى للدارسات، أن قضية الأسرى المتواجدين داخل السجون الإسرائيلية، لها أهمية كبيرة لدى الفلسطينيين، ويتم التعامل معها بمنطلق وطني وبصورة إيجابية .
وأوضح الخفش، لمراسل” PNN”، أن قضية الأسرى تُشكل حالة وعي كبيرة لدى الشعب الفلسطيني وفصائله، فتجد حملات التضامن تأخذ أشكال كبيرة ومتعددة، ومنها الطباعة على الملابس لصور الأسرى، وكذلك الرسم على الجدران والأعلام، واليوم كان آخرها توزيع كروت الزفاف عليها رسومات للأسرى.
واعتبر توزيع كروت الزفاف والطباعة عليها صور للأسرى وعبارات تضامن معهم، خطوة تضامنية هامة جداً ومؤثرة للغاية، وتؤكد مدى تمسك الفلسطينيين بقضية الأسرى، وأنها قضية تشكل محور هام في حياتهم، لا يمكن الاستغناء عنها.
وذكر الخفش، أن هناك أكثر من 5 ألاف أسير فلسطيني داخل السجون الإسرائيلي، ويجب أن تكون حملات التضامن مع الأسرى أكثر فعالية، وبحجم المعاناة الكبيرة التي يتعرضون لها من إذلال وإهانة من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية.
ودعا الخفش، كافة المؤسسات والشركات الفلسطينية، بما فيهم “جوال-والاتصالات”، إلى تكثيف حملاتها التضامنية مع الأسرى داخل السجون، وخاصة المضربين منهم عن الطعام، لما لتلك القضية بعد وطني كبير.
يذكر أن هناك 6500 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ منهم 478 أسيراً صدر بحقهم أحكام بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة، كما أن هناك 21 أسيرة بينهن قاصرتان، و205 أطفال قصر أيضاً دون سن الـ18، إضافة إلى 480 معتقلاً إدارياً، و16 نائباً في المجلس التشريعي الفلسطيني ووزيرين سابقين، وما يقارب 1700 أسير مريض؛ منهم قرابة 85 أسيراً في حالة صحية خطيرة جداً، كما يوجد 30 أسيراً تم اعتقالهم قبل أوسلو ومضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاماً.